|
مقدّمة كتاب - مقدّمات عشرين كتابا عن - الماويّة : نظريّة و ممارسة - -
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 00:21
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مقدّمة كتاب " مقدّمات عشرين كتابا عن " الماويّة : نظريّة و ممارسة " " : ( ملاحظة : لتنزيل نسخة بى دى أف من الكتاب 21 بأكمله ، عليكم بمكتبة الحوار المتمدّن ) منذ أسابيع ، بلغتنا رسالة عبر الأنترنت عجيبة و طريفة أيضا . بلا تحايا و لا تاريخ و لا أيّة مقدّمات ، خاطبنا صاحب أو خاطبتنا صاحبة الرسالة قائلا أو قائلة : " ألا يمكن أن تشكّل مقدّمات كتبكم العشرين كتابا ؟ " وعقب هذه الجملة الإستفهامية ، تصوّروا ما الذى يمكن أن نعثر عليه ؛ لا شيء سوى صفحات ثلاث مليئة بنقاط الإستفهام بأحجام و ألوان شتّى و بأشكال زخرفيّة و كأنّها لوحة فنّية . و لعلّنا فى غنى عن شرح وجهي الغرابة و الطرافة فى هذه الرسالة . و فى البداية ، قلّبنا الرسالة تقليبا و جال بخاطرنا أنّ نقاط الإستفهام قد تحمل رسالة أخرى ما إضافيّة تحتاج منّا كشفها . و لكن هيهات ! ليست غير نقاط إستفهام تحيل على الجملة الأولى لا أكثر ولا أقلّ . و ما هي إلاّ لحظات حتّى خرجنا من الدوّامة التى جرّنا إليها تقليب الأمر من عدّة زوايا و بعد إبتسامة تعزى إلى تخميننا من قد يكون صاحب أو صاحبة الرسالة ، قلنا فى نفسنا ، أصابت الجملة و ما تلاها حقيقة ساطعة . فقد غرقنا فى مشاريع عمل متتالية إلى درجة أنّنا أغفلنا بلوغ إصدار عشرين كتابا ماويّا أو عشرين عددا من مجلّة " الماويّة : نظريّة و ممارسة " . و سرعان ما تفطّننا إلى أنّ من بعث أو بعثت تلك الرسالة قدّم لنا إقتراحا مصحوبا بتحيّة مزركشة إحتفاءا بهذه المراكمة . فكانت هذه الرسالة بمثابة علامة تسليط للضوء على أمر أغفلناه و كدنا ننساه تماما . و لكي لا تذهب هذه الومضة سدى ، ألزمنا أنفسنا بتنفيذ الإقتراح الذى أقلّ ما يقال فيه إنّه إقتراح جيّد و يستحقّ بذل الجهد ، و بالمناسبة نستغلّ الفرصة لنتوجّه بالتحيّة لكلّ من قدّم إقتراحا أو طرح أسئلة أو أرسل وثائقا أو ساهم بأي شكل من الأشكال فى إيصال صوتنا إلى من يهمّهم أمر الثورة الشيوعية و البحث عن الحقيقة . و حينما توفّرت لنا فسحة من الزمن ، إنغمسنا فى تنفيذ المشروع و طافت عندئذ بذهننا صور مراحل المسيرة التى أوصلتنا إلى العشرين كتابا ماويّا . لمّا عقدنا العزم على إنجاز عشرة كتب ، كان القرار للوهلة الأولى بمثابة تحدّى للذات و للطاقة النفسيّة و الذهنيّة و الجسديّة إذ كانت المهمّة تبدو وهي فعلا عسيرة بل غاية فى العسر لأنّها تقتضى ، ضمن ما تقتضيه ، لا عشرات أو مئات الساعات من العمل و التركيز الذهني فحسب و إنّما أيضا مئات الساعات من المطالعة و التفتيش و الدراسة و إعمال الفكر النقدي لتحديد المادة التى علينا تبويبها ثمّ ترجمتها ، إضافة إلى متابعة متطلّبات مجريات الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا و صراع الخطّين صلب الحركة الشيوعية العالمية و خاصة منها الحركة الماوية العالمية ومرّة أخرى عربيّا و عالميّا لتعيين المحاور المواضيع و أفضل الوثائق و أشياء أخرى من هذا القبيل . بيد أنّنا تذكّرنا ما قاله ماوتسى تونغ وفحواه أنّنا بالعمل الدؤوب والجاد و بالإشتغال بهمّة نستطيع تجاوز الصعوبات و صعود الجبال ؛ كما تذكّرنا كذلك المثل الصيني الذى إستخدمه ماوتسى تونغ فى كتاباته و مفاده أنّ مسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة . فخطّطنا قدر الإمكان للعمل و سعينا إلى الإلتزام بالإشتغال بلا إنقطاع إن أمكن لنا ذلك و بكلّ الطاقة التى نملك و بأقصى السرعة التى تمليها علينا الحاجة الماسة عربيّا إلى تسليح المناضلات و المناضلين بعلم الشيوعية ، بعلم الثورة البروليتارية العالمية . و يوم فرغنا من الكتاب العاشر وكان ذلك فى وقت قد سعدّ قيلسيّا ، و قبل الموعد الذى ضربناه لأنفسنا ، شعرنا بقشعريرة نشوة كسب الرهان غير أنّ الغفوة لم تدم سوى لحظات حيث أفقنا مجدّدا على واقع الحاجة الماسة و الملحّة و الضخمة بحجم الجبال لنشر الشيوعية الثوريّة كبديل حقيقي ، ضروري وممكن و مرغوب فيه فى صفوف المناضلات و المناضلين و الجماهير العريضة ، سيما و أنّ الصراع الطبقي بيّن مدى هشاشة نضالات الشعوب و قدرة الإمبريالية و الرجعيّة على التلاعب بها و الإلتفاف عليها طالما لم تكن قيادات هذه النضالات و توجّهاتها و أساليبها و أشكال تنظيمها و هدفها الأسمى شيوعية ثوريّة . و برزت أكثر أهمّية ما أنجزنا و ما ينتظر منّا إنجازه للمساهمة فى إعادة الشيوعية على جدول أعمال الصراعات الطبقية العالمية و القوميّة و المحلّية . و على الفور أحسسنا بثقل المسؤوليّة الجسيمة التى وُضعت على كاهلنا سيما و قد بات الآن رفيقات و رفاق من هنا و هناك يتوقّعون منّا مزيد العطاء . و قرّرنا أن لا نتخاذل فى آداء الواجب الشيوعي والمطلوب منّا و القيام بذلك بصدر رحب خاصّة و أنّنا نعلم جيّدا أنّ الحرّية كما أكّد ماو تسى تونغ مطوّرا مقولة لماركس و إنجلز ، وعي الضرورة و تغيير الواقع . و قد وعينا ضرورة النضال على الجبهة النظرية و التعريف بتجارب الثورة الشيوعية عبر العالم ، لم نكفّ عن القتال ، إلى جانب آخرين ، فى هذا الخندق ، لمكافحة الأفكار الرجعيّة و الإمبريالية و التحريفيّة قصد نشر علم الشيوعية الحقيقيّة على أوسع نطاق ممكن . و ها قد بلغنا اليوم العشرين كتابا ماويّا و مع ذلك لا نرى أنّ مساهمتنا شارفت على ملامسة نقطة قد تعدّ منعرجا فى مشوارنا هذا . لذا ، هل نتعهّد بالعمل على إعداد كتابان أم ثلاثة أم خمسة أم عشرة أم ...؟ لا نودّ المجازفة بتعهّد آخر سوى الإنكباب على أشغالنا قدر ما تتحمّله إمكانيّاتنا الذهنيّة منها و النفسيّة و الجسديّة و أحيانا فوق ما تتحمّله ، و بان تكون يسرانا أمل و يمنانا عمل . و لئن أمكن لنا الإحتفاء بالعشرين كتابا ماويّا ، فيكون الإحتفاء لا بشخص أو أشخاص أو بعدد هذه المؤلّفات ، و إنّما نحتفى أساسا بمراكمة المزيد من الخطى الحمراء على كوكبنا ، بأرضه السمراء أو الخضراء أو الصفراء أو البيضاء أو السوداء ... لتحيا الخطى الحمراء أينما يوجد الإنسان ، فى أعماق الأرض و كهوفها و سهولها و جبالنا و صحاريها و أدعالها و أنهارها و بحارها و بين الأرض و السماء... نحتفى بلبنات أخرى كثمرة جهد دؤوب لا يكلّ و لا يملّ ، لبنات أخرى فى بناء صرح أرضيّة تساعف حاضرا و مستقبلا على التكوين النظري لعشرات و لما لا لمئات و آلاف المثقّفين الشيوعيين الثوريّين الذين يحتاجهم تـاسيس ثمّ بناء أحزاب شيوعية ثوريّة طليعيّة فعلا تتولّى قيادة نضالات الجماهير الكادحة و الشعوب لصناعة التاريخ و دفع عجلته إلى الأمام صوب الهدف الأسمى ألا وهو المجتمع الشيوعي العالمي . و فى ثنايا هذا العدد 21 من " الماوية : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن المقدّمات التى ألفّنا للأعداد السابقة لهذه المجلّة ، بعض الخواتم من تأليفنا و أيضا ملاحق أردناها مكمّلة و متمّمة لمضامين الكتاب برمّته . و هذه الملاحق هي على التوالي : )Enemy at the gatesالملحق 1 : قراءة في شريط – العدو على الأبواب – ستالينغراد ( الملحق 2 : فهارس كتب شادي الشماوي الملحق 3 : روابط تحميل العشرين كتابا من مكتبة الحوار المتمدّن الملحق 4 : كتابات شادى الشماوي و تواريخ نشرها بموقعه الفرعي فى الحوار المتمدّن
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهيار سوق الأوراق المالية فى الصين : هكذا هي الرأسمالية
-
أزمة المهاجرين العالمية : ليس مرتكبو جرائم الحرق العمد للأمل
...
-
المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا
-
حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين /
...
-
أحاديث هامة للرئيس ماو تسى تونغ مع شخصيّات آسيوية و أفريقية
...
-
تونس السنة الخامسة : عالقة بين فكّي كمّاشة تشتدّ قبضتها
-
سياستان للتعايش السلمي متعارضتان تعارضا تاما - صحيفة - جينمي
...
-
اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع الق
...
-
الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات الم
...
-
الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران : حركة كبرى لقو
...
-
مدافعون عن الحكم الإستعماري الجديد - صحيفة - جينمينجباو - و
...
-
تقرير الأمم المتّحدة يكشف جرائم حرب الهجوم الإسرائيلي على غز
...
-
الحرب الأهليّة فى اليمن و مستقبل الخليج
-
إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشي
...
-
عاشت اللينينيّة ! – بيكين 1960
-
الفائز فى الإنتخابات البرلمانية التركيّة : الأوهام الديمقراط
...
-
لتغادر الولايات المتحدة العراق ! الإنسانيّة تحتاج إلى طريق آ
...
-
نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد خروتشوف : 1956 - 1963 - الفصل ا
...
-
مقدّمة كتاب - نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفي
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي ) : عن
...
المزيد.....
-
طاهر النونو: العلاقة بين الفصائل الفلسطينية متينة ومبنية على
...
-
البيان الختامي للمؤتمر التضامني مع عاملات وعمال «وبريات سمنو
...
-
كيف وقعت الصين الشيوعية في حب الخصخصة؟
-
ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة
...
-
حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
-
العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
-
صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف
...
-
رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
-
مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا
...
-
مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
المزيد.....
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
-
تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|