أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الحرب الجوية الروسية في سوريا ستقلب ستراتيجية الحروب الإقليمية لاميركا















المزيد.....

الحرب الجوية الروسية في سوريا ستقلب ستراتيجية الحروب الإقليمية لاميركا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ان تبدأ الضربات الجوية الروسية ضد "الجيش الإسلامي! العالمي" (المسمى: "داعش" واخواتها) الذي تم تحضيره عدة سنوات، وتسليحه بأحدث الأسلحة الأميركية، وتمويله وتدريبه وتحديد أهدافه وتحضير المسرح السياسي والستراتيجي له، من قبل اميركا وإسرائيل وتركيا وبعض الحكام العرب المنفطين وتوابعهم المتاجرين بالعروبة والإسلام، ـ نقول: قبل ذلك كان كبار الجنرالات الاميركيين قد بدأوا يدقون ناقوس الخطر حيال تنامي القوة العسكرية لروسيا.
واكثر ما اثار قلقهم هو القوات الجوية الروسية وبالاخص قوات الدفاع الجوي الصاروخية، التي يؤكد الجنرالات الاميركيون انها تبزّ القوات الحربية الجوية للولايات المتحدة الأميركية. وهم يؤكدون في هذا الصدد ان موديلات الأسلحة الحربية الجوية الأميركية تشيخ قبل ان تشب، بالمقارنة مع نظيراتها و"مضاداتها الحيوية" الروسية.
الخونة الداخليون اخطر من الأعداء الخارجيين
ولا بد من التذكير هنا انه في عهد الخونة النيوستالينيين غورباتشوف ويلتسين والمليارديرية اليهود المرتبطين بالغرب، حدث تخلف كبير، مخطط له ومدروس، في القوات المسلحة الروسية، عن نظيرتها الغربية، على غرار ما فعل الخائن ستالين بالجيش السوفياتي، عشية الهجوم الألماني الصاعق على الاتحاد السوفياتي في 22 حزيران 1941، حينما كان ستالين مشغولا لا بالاستعداد للحرب، بل بالتمهيد لهجوم "حليفه السري" هتلر على الاتحاد السوفياتي، بارسال عشرات الاف الضباط السوفيات الى خشبة الإعدام، وتكديس الطائرات الحربية السوفياتية كالخردة في الخط الامامي، بعد اعدام طياريها، ليسهل على الطيران الألماني تدميرها تدميرا كاملا في الأيام الأولى للحرب. وبالطريقة نفسها فقد جرى، في عهد الخونة غورباتشوف ويلتسين واعوانهما، تفكيك الجيش السوفياتي العظيم، محرر شعوب العالم من الفاشية، وتكديس أسلحته كخردة وبيعها حرفيا كحديد خردة، كما تم سحب مئات الاف الضباط والجنود السوفيات من المانيا الشرقية وأوروبا الشرقية، بطرق مذلة، ورميهم مع عائلاتهم اتي كنت ترافقهم في أحضان القدر، دون ان تؤمن لهم حتى منازل بسيطة في وطنهم.
العملاق الروسي ينهض دائما ولو من الحضيض
وبعد إزاحة الخائن يلتسين وعصابة المليارديرية اليهود الذين تسلطوا على روسيا في عهده، بدأت النهضة الروسية الجديدة بدعم من الجماهير الشعبية الروسية والكنيسة الارثوذكسية العريقة.
وتتمحور النهضة الروسية الجديدة حول تجديد وتطوير وتحديث الجيش الروسي والصناعة الحربية الروسية، بكل فروعها.
الاميركيون يعيدون النظر في نظرتهم الى روسيا
ومنذ امد قصير اعلن القائد الأعلى للقوات الجوية الأميركية في أوروبا فرانك غورينتس، ان القوات الجوية ـ الفضائية الروسية قد تجاوزت تخلفها السابق. واكد "انه لا جدال في انهم تغلبوا على ثغرة توفير الإمكانيات". وقال ذلك معلقا على إعادة البناء العسكري لروسيا وتحديث قواتها الجوية. وقال حرفيا "ان الطائرات التي يصنعونها هي قادرة، بفضل أنظمة الحد من الاختراق، على خلق مناطق محمية جيدا". وهذا ما يستدعي لديه "قلقا كبيرا جدا". وأضاف ان القوات المسلحة الجوية ـ الفضائية الروسية قد ازدادت "كميا ونوعيا" حسبما نقلت عن لسانه وكالة تاس.
العودة الأميركية الى "الحرب الباردة"
ومن وجهة نظر غورينتس فإن القوات الجوية الأميركية ينبغي عليها ان تحسّن استعداداتها في الظروف الراهنة. ويعتقد الجنرال انه "من الواضح تماما انه ينبغي علينا الرجوع الى الاساليب السابقة، التي كنا نطبقها خلال الحرب الباردة". ولكنه لم يتحدث عن خطط محددة للاستعدادات العسكرية.
وكنموذج، ذكر الجنرال منطقتين، هما شبه جزيرة القرم وكالينينغراد، بأنهما محميتان جيدا، وتستطيع القوات المسلحة الروسية من خلالهما السيطرة على المدى الجوي لعدة بلدان أعضاء في حلف الناتو.
الاعتراف ببداية التفوق النوعي للسلاح الجوي الروسي
وليس تصريح هذا الجنرال الأميركي الكبير وحيدا. فقبله كان رئيس اركان مخابرات القوات الجوية الأميركية الفريق دايفيد ديبتولا قد اعلن انه في الوقت الذي كان فيه القادة الأميركيون يراهنون على عمل الوحدات الصغيرة الموزعة في بلدان العالم الثالث في مجرى النزاعات الإقليمية، فإنهم لم يعيروا الاهتمام الكافي لروسيا، التي كانت قدراتها تزداد بشكل ملحوظ. وقال في تصريح له لجريدة The Daily Beast "انه يوجد لدى الروس افضل نظام دفاع جوي على الكرة الأرضية. واليوم يحوز الروس تفوقا ملحوظا في السلاح الصاروخي من فئة "ارض ـ جو"؛ وفوق الأراضي التي تحميها انظمتهم للدفاع الجوي، هم قادرون على قطع المجال الجوي امام اي جسم طائر". ووصف ديبتولا الطيران الحربي الأميركي بأنه "شائخ"، وذكـّر بأن متوسط عمر الطائرات الحربية الأميركية في الخدمة يزيد عن 25 سنة، واعلن عن الحاجة الى تزويد سلاح الجو بقاذفات جديدة. وقال انه ينبغي شراء "اكثر ما يمكن من القاذفات، وبأسرع ما يمكن". وحسب المعطيات التي عرضها ديبتولا، فإن القوات الجوية الأميركية اشترت في السنة الماضية اقل عدد من الطائرات الجديدة في تاريخها.
القدرات الروسية لا تنضب
وعلى العكس من ذلك، فإن القوات الجوية الروسية اشترت في السنة الماضية 2014 عددا قياسيا من الطائرات في التاريخ الحديث للبلاد.
وليس من الصدفة ان الجنرال غورينتس ذكر كمثال شبه جزيرة القرم ومنطقة كالينينغراد. اذ ان روسيا تقوم بتدعيم هاتين المنطقتين باستمرار. وقد بدأ التجميع في شبه جزيرة القرم مباشرة فور عودتها الى الكيان الروسي. وفي نهاية شهر تشرين الثاني 2014 كان قد تم تجميع 14 طائرة مطاردة من طراز SU-27 SM و SU-30 في قاعدة بيلبيك في القرم. وقد بدأت هذه الطائرات عملها في المناوبة القتالية لحماية المدى الجوي للقرم. وفي السنة ذاتها تم استبدال الطائرات المقاتلة SU-24 والطائرات المطاردة SU – 27 بطائرات SU – 30.
وقد اتخذ القرار ان تجري في السنة القادمة موضعة القاذفات بعيدة المدى في شبه الجزيرة وكذلك المنظومات العملياتية ـ التكتيكية "إسكندر ـ M" التي ترعب الغرب. وبالإضافة الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع انه سيتم ايضا موضعة مجموعة من القاذفات بعيدة المدى من طراز TU-22M3.
رومانيا "الناتوية" تخاطر بوجودها كدولة
ويعتبر الخبراء ان موضعة القاذفات الصاروخية الستراتيجية من طراز TU-22M3 هي كافية لتحقيق الردع الساحق للقاعدة المضادة للصواريخ في رومانيا: فهذه الطائرات هي قادرة على توجيه ضربتها لتلك القاعدة بدون الدخول في مدى الدفاع الجوي للعدو. فالصواريخ التي تطلقها هذه الطائرات يبلغ مداها 600 كلم، في حين ان القاعدة الرومانية المستهدفة تبعد عن الشاطئ حوالى 400 كلم.
نظام الدرع الصاروخية الأميركية يساوي صفرا
وبلدان الناتو لا تملك وسائل دفاع أرضية تغطي هذا المدى. وفي هذه الحالة فهذا يعني ببساطة ان نظام الدرع الصاروخية الأميركية لا يساوي اكثر من صفر. والوقوف بوجه قاذفات الصواريخ الروسية يمكن فقط عبر استخدام الطائرات المطاردة.
روسيا ترد على طريقتها على سياسة التوسع الناتوية
وقد جرى أيضا تعزيز مميزات منطقة كالينينغراد، التي تعتبر كسنان رمح موجه الى قلب شمال وغرب اوروبا. فحسب اتفاقية الأسلحة التقليدية في أوروبا، يحق لروسيا ان تحتفظ في كالينينغراد فقط بفرقتين من المشاة. ولكن مع بداية التوسع الناتوي نحو الشرق، فإن روسيا خرجت من هذا الاتفاق. ومنذ سنة 2011 بدأت زيادة تجميع الجيوش في كالينينغراد. وجرى أولا بناء محطة رادارية من طراز "فورونيج ـ DM" للإنذار المبكر ضد الهجمات الصاروخية. ثم جرت موضعة منظومات صواريخ "إسكندر ـ M" المرعبة.

مزيج من الرعب والبروباغندا
هذا وقد علق نائب رئيس اكاديمية العلوم الجيوبوليتيكية فلاديمير انوخين على تصريح الجنرال الاميركي غورينتس بالقول "هذا واحد من التصريحات القليلة في صالح نمو امكانياتنا. وهذا على الرغم من انه من الجهة المقابلة يمكن ان نفهم: ان الناتو يدق على الطاولة بسبب الوضع الدولي الذي حل في أوروبا، وهذا يدل على ان الناتو عليه ان يركز على عدو ما".
ويضيف هذا الخبير "لقد توصلنا في الفترة الأخيرة الى ان نحل بشكل مجموعي مسائل الدفاع في المدى الجوي والفضائي، وذلك ليس فقط في الجانب المادي، بل كذلك في تحضير الاطقم البشرية".
روسيا لا يخامرها الغرور
اما الخبير كوزيولين فيقول ان روسيا لا تزال متخلفة في صناعة الطائرات. "ان الولايات المتحدة الأميركية تستخدم منذ سنوات الطائرات من الجيل الخامس. اما عندنا فقد بدأت منذ وقت قريب اختباراتها. اما بخصوص أنظمة الدفاع الجوي، فمن المؤكد ان الجنرال (الأميركي) يقصد بالدرجة الأولى ان روسيا تقوم بانشاء منظومة S-500، وانها بدأت بإنتاج منظومة S-400. ولكن إعادة التسلح بدأت للتو، اما انتاج الطرازات المستقبلية فلا يزال قيد البرمجة. والاميركيون يعبرون عن الخوف بشكل مبكر".
اما خبير اخر هو فيكتور موراخوفسكي رئيس تحرير مجلة "الترسانة الوطنية" فيقول "لجهة التخلف التكنولوجي، فهو لم يكن موجودا ابدا في بعض القطاعات. وعلى العكس تماما، ففي أنظمة الدفاع الجوي، وأنظمة الإنذار المبكر عن الهجمات الصاروخية، فقد كان لدينا تقدم اكبر. دون ان ننكر انه كان لدينا تخلف في بعض أنواع الطائرات. وعلينا ان نزيل هذه الفجوة. وهذا يتطلب ان يبدأ الإنتاج السلسلي للطائرات من الجيل الخامس ووضعها في الخدمة".
وأضاف "في الأسلحة الخاصة بالطائرات نحن تغلبنا بالفعل على التخلف الذي كان قائما. اما فيما يتعلق بالرادار، الخاص بتوجيه حركة الطيران، وكشف الأهداف الجوية، فنحن نشغل الموقع المتقدم. وبالإضافة الى ذلك، ففي أنظمة الحرب الراديو ـ الكترونية، نحن بلغنا مستوى اكثر تقدما من الاميركيين".
روسيا وضعت الأسس لـ"حرب النجوم" الخاصة بها
ونذكّـر ان "القوات الجوية ـ الفضائية" الروسية قد تشكلت بنتيجة توحيد جيوش "الدفاع الجوي ـ الفضائي" و"القوات الجوية الحربية". ويخضع للقائد الأعلى لـ"القوات الجوية ـ الفضائية": الطيران الحربي، قوات الدفاع الجوي والمنظومات المضادة للصواريخ، والجيوش الفضائية. ويقود كل من هذه القوات نائب للقائد الأعلى.
ويتم تنظيم وإعادة تنظيم قوات "الدفاع الجوي ـ الفضائي" تبعا لكل حالة ملموسة.
وفي شهر اب الماضي اعلن وزير الدفاع سيرغيي شويغو ان قوات "الدفاع الجوي ـ الفضائي" الموحدة بدأت بممارسة مهماتها.
وفي بداية هذا العام كان الوزير شويغو قد اعلن انه حتى نهاية السنة سيتلقى سلاح الجو والطيران البحري 126 طائرة جديدة و88 طائرة هيليكوبتر، وفي هذه الحال فإن جهوزية حظيرة الطائرات بعيدة المدى ينبغي ان تبلغ 80%.
طائرة A-60: مصيبة على الطائرات والاقمار الاصطناعية والصواريخ الأميركية
وفي 14 أيلول الماضي فإن الموقع الالكتروني للمجمع العلمي ـ التكنولوجي للطيران في تاغانروغسكي المسمى غ. م. بيرييف (TANTK) نشر معلومات رسمية حول استكمال التجارب لبناء المكونات الهندسية والبرنامجيات الخاصة بطائرة(A-60SE) .
وتعليقا على ذلك نشر بلوغ BMPD الذي يشرف عليه خبراء مركز التحليل الستراتيجي والتكنولوجي ما يلي: ان رمز SE في لائحة مجمع تاغاروغسكي يعني التسمية المعاصرة لما كان يسمى برنامج Echelon) (Sokol –.
ويشير "البلوغ" ان هذا البرنامج كان قد بدئ به منذ العهد السوفياتي، ثم أوقف في 1993 (أي في عهد يلتسين)، ثم اعيد العمل به بعد سنة 2003، وهو يتمحور حول صناعة طائرة خاصة تستخدم سلاح اشعة الليزر وقادرة على احراق الطائرات والاقمار الاصطناعية والصواريخ الباليستية في الجو والفضاء حتى ارتفاع 30 ـ 40 كلم.
فشل اميركا في صناعة أسلحة الليزر الكونية
وبالطبع ان الولايات المتحدة الاميركية كانت تعمل على صناعة طائرة مماثلة، انطلاقا من طائرة بوينغ للشحن، وقد صنعت طائرة تسمى (ABL — Air Borne Laser)، المصممة للاستخدام في منظومة الدفاع المضاد للصواريخ. وحسبما أعلنت وسائل الاعلام الأميركية، فإن هذه الطائرة نجحت في شباط 2010 في تجربة إصابة صاروخين باليستيين وهما في اقصى سرعتهما. ولكن التجارب اللاحقة فشلت جميعا، وفي سنة 2012 اضطرت وزارة الدفاع الأميركية لايقاف العمل بهذه الطائرة وارسالها الى حظيرة الخدمات التكنولوجية المسماة (AMARG)، والمعروفة اكثر باسم "المقبرة".
ويستعرض الخبراء الروس الجهود الكبرى التي بذلتها الولايات المتحدة الأميركية لصناعة سلاح الليزر لاسقاط الصواريخ الباليستية، والتي فشلت جميعا الى الان.
ويعتبرون ان النجاح في صناعة الطائرة الجديدة القادرة على استخدام سلاح الليزر على الارتفاعات المنخفضة كما وفي الفضاء الكوني، في مختلف الظروف الطقسية، هو نتيجة للجهود الكبرى، منذ 1970 الى اليوم، لاجيال من العلماء السوفيات والروس (وأحدهم هو عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل نيكولاي باسوف).
صدمة ستراتيجية شاملة لاميركا
ويؤكد الخبراء ان صناعة هذه الطائرة تمثل صدمة كبرى ليس فقط لنظام الطيران الحربي الجوي والفضائي الأميركي، بل ولكل الستراتيجية العالمية، العسكرية والسياسية، لاميركا.
والان تخوض روسيا معركة جوية ضد "الجيش الإسلامي(!!!) العالمي" الإرهابي، الذي سبق لاميركا وحلفائها ان حشدوه في سوريا. وهذه المعركة لها وجهان:

حلم السلطنة "العثمانية الجديدة" سيتحول الى كابوس لكل اصحابه
الأول ـ هو المعركة الضرورية ضد الإرهاب "الإسلامي! المزيف" الذي كان ولا يزال يهدف الى تمزيق الدول العربية وجوارها، وإقامة سلطنة "عثمانية جديدة" هدفها الابعد الحلول محل الناتو المتهالك في مواجهة روسيا العظمى.
مواجهة جوية رئيسية بين روسيا واميركا
والثاني ـ هو "استعراض" و"امتحان" ميداني لقوة وقدرات السلاح الجوي الروسي، و"مواجهة فعلية" بينه وبين السلاح الجوي الأميركي، الذي يراقب بدقة كل ما يحدث، ويحاول إيجاد الثغرات في الأداء الروسي لاصطياد أي طائرة او طائرة هيليكوبتر او أي موقع او دبابة او مدفع روسي في المدى الذي تجري فيه هذه المعركة، وهو ابعد بكثير من المحيط السوري ذاته. ومن السذاجة ان يعتقد احد ان اميركا تكتفي بدور المراقب للمعركة الجوية الروسية في سوريا. فالواقع ان روسيا تشق طريقها في هذه المعركة تحت قبة شبكة كاملة من الرقابة التجسسية التقليدية والرادارية والالكترونية الأميركية، من البحر والبر والجو والفضاء الكوني. وكل طائرة روسية ترتفع مترا واحدا فوق الأرض السورية تكون محاطة ومحمية بنظام دفاعي روسي كامل تجسسي وبحري وارضي وجوي وفضائي، يخترق الشبكة الأميركية ويقف ضدها.
وفي اطار هذه المواجهة الروسية ـ الأميركية الشاملة تخوض روسيا اليوم الحرب الجوية على الإرهاب في سوريا.
والقيادات العسكرية الروسية المعنية، تنسق ضرباتها مع الجيش النظامي السوري، ولكن ـ بناء على تجربة أفغانستان ـ فإن القيادات العسكرية الروسية لا تطلع أحدا مسبقا على عملياتها، حتى لا يفسح المجال لاي اختراق امني لطرف ثالث، ان يحقق أي غرض من اغراضه، كما جرى في عملية اغتيال القائد والشهيد الكبير الحاج عماد مغنية.
ستراتيجية الحروب الإقليمية ستنقلب وبالا على اميركا
فإذا ما قدر لروسيا النجاح في هذه المعركة، فهذا يفتح الباب كي تبدأ روسيا في المرحلة القادمة في تفكيك ممرحل لستراتيجية الحروب الإقليمية التي انتهجتها اميركا عالميا، كبديل عن الحرب العالمية الثالثة التي تدرك اميركا تماما انها ستمحى من الوجود في اللحظة الأولى لتلك الحرب. لان القيادة السياسية والعسكرية لروسيا قد اتخذت قرارها النهائي بأنه في حال نشوء أي مؤشر على نشوب المواجهة الشاملة، فإن الضربة الأولى (وبالاصح الضربات القاضية الأولى من البر والبحر والجو والفضاء) ستكون: روسية فقط... و... نووية فقط!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل


طائرة A-60: مصيبة على كل أسلحة الجو الأميركية



التحديث المتواصل للطائرات الحربية الروسية



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدأ العد العكسي للانهيار الداخلي لاوكرانيا
- الحرب الاهلية الأوكرانية تتجه نحو الغرب
- العلاقات الروسية الإيرانية سد منيع ضد الامبريالية والصهيوني ...
- العقيدة الجديدة للبحرية الحربية الروسية: المحاصرة الكاملة لا ...
- أزمة أوكرانيا ستنتهي بزوالها كدولة
- اميركا تقع في الفخ الذي نصبته لروسيا
- اليونان المتمردة تغيّر ميزان الجيوستراتيجيا العالمية
- بعد اغتيال نيمتسوف روسيا تتجه نحو تغيير كل الخريطة المحيطة ب ...
- اليونان تنتفض ضد التبعية الغربية
- الستراتيجية الروسية وأسلحة الليزر
- بداية ثورة في صناعة الأسلحة الروسية
- العقيدة العسكرية الجديدة لروسيا
- القيادة الروسية تتعلم اللغة اليونانية
- مشروع -كوسوفو- او -أوكرانيا- جديدة في البلقان
- السعودية تقع في -الفخ اليمني- وروسيا تؤيد الوجود الصيني في ا ...
- روسيا تقتحم -الحوش الخلفي- لاميركا
- سياسة -معاداة روسيا- ستنقلب وبالا على الكتلة الغربية وحلفائه ...
- الحكومة الثورية اليونانية تنتقل من الدفاع الى الهجوم
- الجيش الروسي يتحول بسرعة الى قوة عالمية لا تقهر
- الحكومة الراديكالية اليسارية الارتودكسية تقلب صورة: اليونان ...


المزيد.....




- المغرب - رسو سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة: بين غضب شع ...
- سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟
- سياسي فرنسي: رد روسيا على حظر RT وغيرها في الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول سابق في CIA يشير إلى -نوعية الصفقة- التي عقدت مع أسانج ...
- وقف توسع -بريكس-.. ماذا يعني؟
- الجيش الأردني: مقتل مهرب وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب مخ ...
- ألمانيا تعتزم تشديد الفحوص الأمنية للموظفين بالمواقع الحساسة ...
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا-
- -واللا-: الجيش الإسرائيلي يستحدث وحدة جديدة للمهام الخاصة بع ...
- -الوطن التركي-: هدف واشنطن إضعاف وتفكيك تركيا وإبعادها عن ال ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الحرب الجوية الروسية في سوريا ستقلب ستراتيجية الحروب الإقليمية لاميركا