مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أثبتت لي الإحداث التي مرت بها مدينه الإسكندرية على مدى الأيام القليلة الماضية اننى:
كنت اعمي عندما كنت اصدق الإعلام المصري الذي ظل يغسل أدمغتنا طوال الوقت بان هناك وحدة وطنية وتلاحم بين شطري الأمة وألان أبصرت ورأيت انه لا توجد وحدة وطنية ولا يحزنون بل شروخ واحباطات ونار نائمة تحت الرماد يسهل إشعالها في اى وقت ولاى سبب مهما كانت تفاهته .
كنت اعمي عندما كنت أظن إن هناك صحافة وصحافيين مسئولين عن الكلمة التي يكتبونها ولكنى الآن أبصرت أغلبهم ما إلا بعض الموتورين ومصفيي الحسابات ومروجي الإشاعات .
كنت اعمي عندما تخيلت انه ممكن إن يكون لي مكان ومكانة في بلدي عن طريق كدي وعملي وكفائتى وألان أبصرت وعرفت إن طريقي للوصول محدده الأول والأخير هو معتقدي الديني مع بعض الفهلوة والشطارة .
كنت اعمي عندما شطح خيالي وتخيلت انه سيأتي اليوم الذي سأرشح فيه نفسي لعضوية مجلس الشعب وان الناس جميعها مسلميها قبل مسيحيها ستنتخبني لنظافة يدي وكفائتى والآن أبصرت الحقيقة كاملة وعرفت انه في بلادنا لا ولاية لغير المسلم على المسلم .
كنت اعمي عندما تخيلت اننى بمكافأة نهاية الخدمة في الدولة المصرية استطيع إقامة مشروع استثماري يقيم أود اسرتى ولكنني الآن أبصرت انه لا امن ولا أمان لرأس المال المسيحي ولا حماية لاى مشروع يملكه مسيحي مهما كان منصبه لأنه عندما أتى الطوفان لم يرحم احد .
كنت اعمي عندما تخيلت إن ابني وابنتي واحفادى سيكون لهم الأمن والأمان في مصر ولكنى الآن أبصرت وعرفت إن امن المسيحيين ليس من مسؤوليات الدولة .
كنت اعمي عندما فكرت إن اولادى واحفادى سيكون لهم أمل في الحياة في مصر وألان أبصرت مدى الحقد والكراهية التي تعشش في قلوب الأخر .
ولكن لا لا لن اترك لهم هذا الوطن فهذى ارضي وارض اجدادى ومهما فعلوا لن احمل عصاي وارحل واترك لهم هذه البلاد لينعق فيها البوم من بعدى بل سأحاول وأحاول ولن أمل من المحاولة للحصول على حقوقي بكل الوسائل المشروعة لكي يأتي اليوم الذي يستطيع فيه ابنائى واحفادى والمصريين جميعا إن يعيشوا في امن وأمان وان يأتي اليوم الذي يقيم فيه الإنسان حسب عمله وجهده وكفائتة وليس حسب معتقده ودينه .
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟