أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعود سالم - 4 - دموع التماسيح














المزيد.....

4 - دموع التماسيح


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 11:29
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


السيدة نيلوفر ديمير Nelufer Demir، صحفية تركية (29 عاما) وتشتغل في وكالة دوغان للأنباء، كانت تتمشى على الشاطيء في صباح الإربعاء 2 سبتمبر 2015، لأنها كانت تتابع ملف الهجرة لوكالتها، عندما رأت جثة آلان من بعيد بقميصه الأحمر وسرواله الأزرق ووجهه في التراب. لم يكن بالإمكان فعل أي شيء للطفل الغريق، فقط إلتقاط صورته ومشاركة العالم في صرخته المكتومة والتي لم يسمعها أحد. وفي خلال ساعات معدودة أحتلت هذه الصورة لشاطيء بوردوم التركي الصفحات الأولى لصحف العالم قاطبة .. ما عدا الصحف الفرنسية التي رفضت في الأيام الأولى نشر الصورة، غير أنها رضخت في نهاية الأمر ونشرت بدورها صورة الطفل الغريق.
ونتيجة لهذه الزوبعة الإعلامية قررت ألمانيا لأسباب سياسية وإقتصادية شن حملة أوربية لمساعدة اللاجئين السوريين. ويقول بعض الغيورين بأن ألمانيا تريد أن تشتري محرقة اليهود بواسطة مساعدة بعض اللاجئين. وقد قرر عميد بلدية داشو Dachau المدينة التي كانت مركزا نازيا للإعتقال، وشهدت موت أكثر من أربعين ألفا من اليهود بين سنة 1939 وسنة 1945قرر عميد هذه البلدية السيد فلوريان هارتمان Florian Hartmann أن يحول هذا المكان المفجع إلى مقر للاجئين، لأن ذلك حسب قوله أفضل من رؤية هؤلاء الناس يهيمون في الشوارع بدون مأوى، لأنهم ليست لهم إمكانية تأجير شقق بأسعار السوق العادية. ويوجد حاليا 350 لاجئا يعيشون في هذا المكان، وإن كانت الغالبية العظمى منهم لايعرفون التاريخ الأسود لهذا المكان. ألمانيا تحتاج أيضا إلى العمالة الأجنبية الرخيصة والتي يسهل فرض ظروف عمل قاسية عليها، بالإضافة إنّ حكومات الدول الغربية الإخرى تهدف بدورها إلى توظيف المهاجرين السوريين وغيرهم وذلك لإسباب متعددة منها توفير عمالة رخيصة كما سبق القول، الاستفادة من الكوادر المؤهلة علمياً والجاهزة للإستغلال مجانا، معالجة أزمة الشيخوخة، التي تعاني منها المجتمعات الأوروبية عموما وألمانيا والدول الشمالية بالذات نتيجة ارتفاع متوسّط العمر وانخفاض نسبة الولادات ولذلك فإن " إستقبال اللاجئين يمكن إعتباره عملية إستثمار للمستقبل" كما صرح أحد المسؤولين الأوربيين دون خجل.. وبطبيعة الحال هناك نتائج سلبية بالمقابل على المجتمعات المصدرة للاجئين والعمال، إنَّ هجرة الكوادر العلمية المؤهلة، ستُفضي إلى تفريغ المجتمع من طاقاته الشبابية المتعلمة، وسيكون لذلك انعكاسات خطيرة على مستقبل التنمية البشرية والاقتصادية ويزيد تفاقم التيارات الظلامية والرجعية ونموها .. أما في فرنسا فإن المساومات والمزايدات لا تنتهي، بعض البلديات رفضت رفضا قاطعا إستقبال اللاجئين، والبعض الآخر قبل الإستقبال على شرط أن يكون اللاجئون مسيحيون. ونعرف بقية القصة فيما يخص دول أوربا الشرقية. وكل هذا الضجيج منذ بداية سبتمبر حتى الآن من أجل إستقبال 150 ألف لاجيء، يوزعون على 26 دولة أوربية وذلك خلال عامين. وقررت الدول الأوربية أخيرا قفل حدودها ومراقبتها بطريقة أكثر حزما وتعزيز حدودها البحرية في إيطاليا واليونان وذلك بزيادة عدد القوارب التي تراقب هذه الحدود لمنع أي لاجيء من الإقتراب من أوربا. وقررت أيضا فتح مراكز للاجئين في تركيا والأردن ولبنان وليبيا وذلك للتمكن من فرز اللاجئين السياسيين من المهاجرين الفقراء الباحثين عن العمل وذلك قبل وصولهم إلى أوربا. وهكذا خلال عدة أسابيع تراجعت السيدة "مركل" عن حماسها الأول وأعلنت أنها لا تستطيع استقبال كل لاجييء سوريا وعادت إلى غلق حدودها مع الدول المجاورة. صورة الطفل آلان إذا لم تستطع أن تقوم بالمعجزة المنتظرة، واليقظة لم تكن سوى مؤقتة حيث عادت أوربا إلى الإنغلاق على نفسها وإغماض عيونها من جديد. وهذه ليست هي المرة الأولى في التاريخ المعاصر التي تلعب فيه الصورة هذا "الدور المزعوم" الذي يحاول الإعلام العالمي والصحافة إقناعنا بأنها تلعبه في التأثير على السياسة الدولية وتغيير الرأي العام وتوجيهه.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 - المركب السكران
- 2 - الرحلة الزرقاء
- 1 - صورة الطفل الغريق
- أسس قلعة بني داعش 5 - خريطة المستقبل
- أسس قلعة بني داعش 4 - محمد وحديثه
- عن أسس قلعة بني داعش 3 - الله وقرآنه
- عن أسس قلعة بني داعش 2 - الغزو والغنائم
- أسس قلعة بني داعش 1 - الله ومحمد والقرآن والسنة
- الكلمات التي تقتل
- عن الذباب والذئاب والندم
- رسالة إلى من يهمه الأمر .. خذوا آلهتكم ومدرعاتكم وغادروا
- حدود العقل .. 13 - الموت
- حدود العقل .. 12 - الفن
- حدود العقل .. 11 - العقل المنفصم
- حدود العقل .. 10 - العقل الإنتحاري
- حدود العقل .. 9 - الحلقة المفرغة
- حدود العقل .. 8 - العقل الغيبي الأوروبي
- حدود العقل .. 7 - العقل الغيبي
- المختصر في أخبار الكابوس الليبي
- حدود العقل .. 5 - الإيمان


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعود سالم - 4 - دموع التماسيح