|
الاضرار النفسية للعدوان السعودي والحرب على اطفال اليمن
محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)
الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 01:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعد الحروب من أخطر الظروف التي تؤثر على الشعوب وأفرادها، فللحروب أثارٌ سلبيةٌ اقتصادياً، واجتماعياً وسياسياً، ونفسياً، ويعاني منها الأفراد على اختلاف فئاتهم العمرية والاقتصادية والاجتماعية، فما تحدثه من دمار يؤثر على كل شرائح الشعب وفئاته، وتظل هذه الآثار لفترات طويلة جداً، وأبرز نتائج الحروب على الأفراد وسلامتهم حالات كثيرة من الوفيات، وقد تسببت هذه الحرب لبلدنا الغالي بوفيات أكبر بكثير من تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية على مر التاريخ.
فنجد على سبيل المثال أن عدد الوفيات في الحرب العالمية الثانية قد بلغ 55 مليون فرد، بينما فقدت اليابان، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة النووية وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت هذا السلاح الخطير والمدمر للبشرية في مدينة هيروشيما، ثلث سكانها في ثاني يوم من التفجيرات، وأدى ذلك أيضاً إلى خروج بعض الأفراد بإعاقات جسمية ربما تقعدهم عن مزاولة حياتهم، أوهم يعيشون أمواتاً.
هذا ما يمكن رصده وتقديم إحصاءات بتعداده، إلا أن هناك نوعاً آخر من الإعاقات - إن جاز لنا التعبير- تلك التي لا تؤخذ في الاعتبار ولا ينظم لها إحصائيات إلا فيما ندر رغم تأثيرها الكبير على حياة الأفراد وقدرتهم على إعادة التأقلم مع الحياة، تلك الإعاقات هي ما تخلفه الحروب من أثارٍ نفسية على الأفراد والأطفال، والتي يصنفها الدليل التشخيصي الإحصائي للمتخصصين بالصحة النفسية تحت فئة آثار ما بعد الصدمة.
وهي تأخذ أشكالاً متعددة، ودرجات مختلفة من الشدة، وتبدأ من الإحساس بالإحباط والقلق، إلى الاكتئاب وأشكال أخرى من العصاب، وقد يصاب بعض الأشخاص بخلل في الوظائف العقلية كالذاكرة، أو ضعف التركيز أو الإدراك.
سوف نتحدث عن الآثار النفسية للحروب على الأطفال قبل الكبار.
تتفق الكثير من الكتابات والتحليلات على أن الأطفال هم أكثر الفئات تأثراً بما تخلفه الحروب من آثارٍ نفسية.. وتظهر هذه الآثار في عدة صور منها:
1- الفزع الليلي.
2- معاناة القلق والشعور بعدم الراحة.
3- (الفوبيا) أو الخوف المرضى من الأصوات والظلام.
4- الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللاإرادي، أو زيادة في التبول.
5- ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر، والكذب.
6- ظهور مشكلات في الكلام، كالتلعثم أو الفقدان الوظيفي للكلام.
7- اضطرابات الأكل.
ومن أهم الدراسات التي أشارت إلى ما تخلفه الحروب على الأطفال نجد:
** دراسة اتحاد المرأة الفلسطينية التي أجريت عام ،1989 ونشرت في المؤتمر الدولي الذي عقد في فلسطين، تحت عنوان (الانتفاضة والطفل الفلسطيني تحت الاحتلال)، وهي من الدراسات القليلة التي اهتمت بتوصيف الآثار النفسية والاجتماعية للأطفال الفلسطينيين وقت الانتفاضة الفلسطينية، وكانت عينة الدراسة من الأطفال في الأعمار بين 3 و9 سنوات، ومن أهم نتائج تلك الدراسة أن 6,56 % من الأطفال يعانون القلق، في مقابل 1,11% لم تشر نتائجهم إلى ظهور القلق لديهم.
** دراسة كاتليين التي أجريت عام (1996): هدفها التعرف على آثار العنف الذي تمارسه إسرائيل وظهور المشكلات السلوكية لدى الأطفال الفلسطينيين، وكانت أهم نتائج الدراسة وجود علاقة موجبة مرتفعة بين التعرض للعنف وظهور المشكلات السلوكية لدى الأطفال، خاصة لدى الذكور منهم.. وهناك الكثير من الدراسات التي تناولت تلك الآثار على الأطفال، الذين يمثلون ثروة الشعوب، ومستقبلها.. وهذا ما يريده الغرب، أي خلق جيل مضطرب غير قادر على القيام بدوره في حياة بلده السياسية والاجتماعية.
أما في العراق فحسب ما ورد على لسان أحد ممثلي الأمم المتحدة، أكثر من نصف مليون طفل عراقي من الأرجح أنهم سيكونوا بحاجة إلى علاج نفسي من جراء الصدمة النفسية التي تعرضوا لها خلال الحرب .
ويقول كاريل دي روي: "هناك 5.7 مليون طفل عراقي في المدارس الابتدائية ونتوقع أن يحتاج 10% على الأقل من هؤلاء الأطفال إلى علاج نفسي من الصدمات التي تعرضوا لها خلال الحرب".
ويستشهد كاريل بحالة عاصرها لزميل عراقي أصيب ابنه الذي يبلغ من العمر تسع سنوات "بهستيريا" بعد سقوط صاروخ على مقربة من منزله .
وقد قام فريق من الخبراء الكنديين في مجالات الصحة والغذاء، وعلم النفس بزيارة للعراق قبيل الحرب لمعاينة أحوال الأطفال وخرجوا بتقرير يحمل عنوان (مسؤوليتنا المشتركة: تأثير الحرب القادمة على أطفال العراق) أوضحوا من خلاله أن أطفال العراق يعيشون حالة من الرعب والخوف من الحرب التي من المتوقع أن يصل عدد ضحاياها من الأطفال إلى عشرات أو مئات الآلاف حيث سيواجهون الموت إما جوعاً أو قتلاً أو يحملون معهم ذكرى لا تنسى .
تقول الدكتورة نعمة البدراوي أخصائية الطب النفسي لـ عربيات: "تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة... ومن معوقات الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال هو أنه يصعب عليهم التعبير عن الشعور أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها".
ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:
ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة
ـ المرض
ـ التشرد
ـ اليتم والفواجع
ـ المشاهد العنيفة
ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف
ـ الاضطراب في التربية والتعليم
وقد تصاحب هذه الصدمات حالات من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات... وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن هذه الحالات بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد... إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، تقيؤ، تبول لا إرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب .
وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة للطفل مثل الأب و الأم على سبيل المثال يصاب عندها الطفل بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.
وغالباً ما تظهر المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية... وتمتلئ مشاعر الطفل بالعنف والكراهية والشك أو اليأس و القلق المستمر .
في اليمن قتل أكثر من 500 طفل منذ بدء التحالف العسكري بقيادة السعودية غاراته في اليمن أواخر مارس/آذار الماضي، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف".
وقالت المنظمة الدولية إن 700 طفل آخرين أصيبوا خلال المواجهات العسكرية في اليمن، مشيرة إلى أن أكثر من مليون و700 آلف طفل يواجهون مخاطر سوء التغذية.
وحذر مسؤول تابع لليونيسف في اليمن من أنه مع استمرار القتال تتبدد "آمال وأحلام" أطفال اليمن في المستقبل.
وحث كريستوف بوليرياك، المتحدث باسم اليونيسف، كافة الأطراف ذات النفوذ على العمل لوضع نهاية عاجلة للعنف داخل البلد الفقير الذي أنهكته الحرب.
وقال بوليرياك - خلال مؤتمر صحفي في جنيف - إن "جماعات مسلحة تستخدم الأطفال في اليمن لحمل السلاح والوقوف على نقاط تفتيش."
وأوضح أن طرفي الصراع اليمني يجندان الأطفال.
وثمة حاجة لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لقرابة عشرة ملايين طفل في اليمن، بحسب بوليرياك
.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة "ليلى الزروقي" المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إن, الوضع الراهن في اليمن "أكثر من مأساوي" .
وتحدثت السيدة زروقي، عن الأعداد المذهلة للضحايا من الأطفال بسبب تصاعد الصراع في اليمن.
وقالت زروقي إن نطاق قتل وتشويه الأطفال قد اتسع بشكل هائل خلال عام 2015، إذ تشير أرقام الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من أربعمئة طفل وإصابة ستمئة في الفترة بين السادس والعشرين من مارس آذار، مع تصاعد الصراع ببدء القصف الجوي من قبل التحالف بقيادة السعودية، وحتى شهر أغسطس آب.
واستنكرت ليلى زروقي ارتفاع أعداد الضحايا بين صفوف الأطفال، الأمر الذي يشير إلى فشل أطراف الصراع في التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية واتخاذ إجراءات وقائية لتجنب وقوع الضحايا المدنيين والحد من ذلك.
وقالت زروقي، إن 73% من وفيات وإصابات الأطفال خلال الربع الثاني من عام 2015 نجمت عن عمليات القصف الجوي التي ينفذها التحالف بقياد سعودية، كما أن عمليات الحوثيين قد أدت إلى حوالي 18% من الإصابات والوفيات بين الأطفال.
الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة قالت إن هناك زيادة كبيرة في الهجمات ضد المدارس واستخدامها لأغراض عسكرية منذ مارس آذار، فيما خلف العنف عواقب وخيمة على العاملين في المجال التعليمي.
وأكدت المسؤولة الدولية ارتفع تجنيد واستخدام الأطفال خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام بمقدار ثلاث مرات عن المسجل خلال العام الماضي بأكمله، وقالت زروقي إن 82% من حالات التجنيد التي تم التحقق منها نسبت إلى الحوثيين.
ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إلى تيسير وصول المساعدات الإنسانية بدون تأخير، وقالت إن تلك المساعدة ضرورية لتخفيف معاناة الأطفال والمدنيين المتضررين بالصراع داخل اليمن.
وحذر تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف من خطورة الأوضاع التي يعيشها الأطفال في اليمن،
وذكر التقرير أن الحرب في اليمن دمرت الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال، محذرا من أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
ويحتاج نحو عشرة ملايين طفل يشكلون نحو نصف عدد سكان اليمن إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفق التقرير، وذكر أن أكثر من نصف مليون من النساء الحوامل موجودات في المناطق الأكثر تضررا، وهن أكثر عرضة للولادة أو مضاعفات الحمل ولا يستطعن الوصول إلى المرافق الطبية.
وشدد التقرير على أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للصراع في اليمن، حيث يتعرضون إما للقتل وإما للإصابة، إضافة إلى خطر تعرضهم للأمراض وسوء التغذية والتشريد.
كما حذر التقرير من أن نحو 2.5 مليون طفل معرضون لتهديدات متزايدة من الأمراض وسوء التغذية هذا العام، إضافة إلى مليون طفل أصيبوا بأمراض سوء التغذية العام الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن 21 مليون شخص، أي نحو 80% من سكان اليمن، يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية في البلاد التي تعاني من الفقر ونقص الغذاء والماء حتى قبل بداية النزاع.
واتهم مكتب العام للأمم المتحدة، السعودية بأرتكاب انتهاكات جسمية بحق الاطفال اليمنيين، مشيرا الى أن العدوان السعودي ارتكب مجازر بحق الأطفال اليمنيين منذ بدء العدوان و هذه المجازر لاتوصف
وفي تصريح لوكالة انباء فارس قال عاصم البلوندي، عضو مكتب العام للأمم المتحدة، أن قصف طيران السعودي أدى الى مقتل المئات من الاطفال الذين كانوا في المدرسة أو في الشارع أو في البيوت وأضاف البلوندي أن غارات آل سعود ما زالت مستمرة على أبناء الشعب اليمني، مضيفا بحسب التقارير الموجودة أن العدوان السعودي أستهدف الابرياء والاطفال. وتابع البلوندي أن مكتب الامم المتحدة أرسلت جميع الوثائق المجازر الى مكتب أمين العام وسائر المنظمات الدولية، ولكن مع الاسف لن نشاهد أي تصريح من جانب المسؤولين. وأشار عضو مكتب الامم المتحدة الى التقرير وقال: حسب الشواهد استخدمت قوات النظام السعودي والمليشيات الارهابية التابعة له أساليب قتال عسكرية وغير متناسبة إدى إلى حالات لاتحصى من قتل الاطفال وتشوييهم. يذكر ان الدكتور عاصم البلوندي يعمل في قسم الرعاية العامة في مكتب الامم المتحدة في العاصمة اليمنية، صنعاء.
وكانت مصادر طبية في محافظة صعدة اليمنية اعلنت ان كثيراً من النساء الحوامل يلدن أطفالاً مشوهين، جراء استنشاق الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي
تري مي عبدالفتاح بان الكوارث تترك وبخاصة الحروب آثارها السيئة على نفوس الأطفال، وهي جرائم في حق الإنسانية جمعاء وتزداد بشاعتها عندما يتأذى منها الأطفال الأبرياء. وآثار الحروب كثيرة فهي تلحق بالبيئة والعمران وتهد الاقتصاد القومي وتدمر البنية التحتية للدولة، أما أكثر نتائجها مأسوية تلك التي تلحق بنفوس الصغار وترافقهم طيلة سني حياتهم
وقد صنف علماء النفس بصفة خاصة الصدمة النفسية التي تتركها الحروب لدى الأطفال في باب الآثار المدمرة، وهي مما جعل الخبراء المختصين يقومون بالدراسات المستفيضة وتحليلها للوصول إلى نتائج تساعد على بذل كل الجهود، والعمل على مراعاة الأطفال في زمن الحروب وإيوائهم وتأهيلهم وإبعادهم قدر الإمكان عن الآثار النفسية والمعنوية التي يمكن أن تلحق بهم.
وفي عالمنا العربي يقع الأطفال في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال واليمن وسورية ضحايا لهذه الحروب، فإن لم يستشهدوا فيها ويموتوا بدون ذنب فإنهم سيتجرعون كأس مراراتها وأصنافا من ألوان الشقاء والعذاب، وهم شاهدين عليها وعلى رعبها بصور تُحفر في ذاكرتهم، ولن يستطيعوا نسيانها مدى أعمارهم، خاصة وهم يشاهدونها صوراً حية تمثل بشاعة القتل بأقسى صوره، خاصة لو طال الموت عزيزاً أو قريباً للطفل.
وإذا كان الكبار يستطيعون تحمل الصدمات مع ألمها ومعاناتها، فإن الأطفال على العكس من ذلك، فإن ما يصاحب الحروب من أهوال ونكبات وصدمات كفيل بزعزعة نفس الطفل وأمنه مدى الحياة . وقد لا يدرك الأهل والمجتمع هذا الأثر في وقته، ولكنه بمرور الزمن تتفاقم حالة الطفل ويتحول المشهد المرعب والمفزع الذي رآه قبل سنوات في غمرة الحرب، يتحول إلى آفة نفسية لا يستطيع البرء منه إلا بعد علاج قد يطول زمنه
تجارب ظروف الحرب والدمار والتفجيرات والكوارث سواء كانت طبيعية أو لا صعبة على الكبار، فكيف بالأحرى إذا عاش أطفال هذا النوع من التجارب التي يشهدون فيها أموراً تتخطى سنيهم القليلة وقدراتهم على التحمّل؟ من الطبيعي ان تكون مشاهد الدم والحرب والدمار قاسية على اي كان، لكن تبقى قدرة الطفل على تحمّل ظروف مماثلة أقل مما يستدعي الكثير من الإحاطة والدعم سواء من الاختصاصيين أو من الأهل. لا شك ان مرحلة ما بعد الحادثة التي يتعرض لها الطفل هي شديدة الصعوبة وتتطلّب الكثير من الحرص والدعم لإعادة الطمأنينة إلى الطفل والثقة بالنفس ليتخطى الظروف التي عاشها. الاختصاصية اللبنانية في علم النفس العيادي للأطفال كارولين قرداحي تابت تحدثت عن الآثار النفسية لكوارث من هذا النوع ولظروف الحرب على الاطفال في المديين القريب والبعيد مع الطرق الفضلى لمساعدتهم على تخطي تلك التجارب الصعبة التي يمرون بها والتي تفوق قدراتهم على التحمل. مع الإشارة إلى أن الأهل إلى جانب الاختصاصيين يلعبون دوراً أساسياً في دعم الطفل وإعادة الطمأنينة إلى نفسه التي تضطرب بفعل المشاهد التي رآها والتجربة التي عاشها
كل تلك الاضرار النفسية للحرب تركت اثارها على اطفال اليمن وهذا يعني علينا من الان الاهتمام بالتربية النفسية والجمالية للطفل وبثقافة الطفل والطفولة والامومه وان على الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدءوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على مايرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد .
وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم وأن الأهل متخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجري والحديث عنه فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل و أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات حتى لاتتراكم الصدمة... ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها .
ومن المهم أيضاً أن يراقب الآباء تصرفاتهم ويحاولوا المحافظة على الحالة الطبيعية لهم وقوة التحمل وتلطيف الأجواء ليبثوا الثقة في الأطفال، وأن لا يتغير أسلوب الحياة بشكل كبير وبقدر المستطاع
#محمد_النعماني (هاشتاغ)
Mohammed__Al_Nommany#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحياة مستمرة
-
صنعاء -ستالينغراد القرن الواحد العشرين
-
اسلمة العدوان السعودي على اليمن
-
الخطاب التكفيري والطائفي للداعية السعودي عوض القرني ضد ابناء
...
-
منطمة العفوالدولية :تشير إلى وجود نمط من الهجمات السعودية ال
...
-
رسالة المكونات السياسية في اليمن والتكتلات الوطنية ومنظمات ا
...
-
يوم القدس العالمي والعدوان السعودي على اليمن
-
صعدة المرور الي الركن وعدالة السماء اقوي من البشر
-
كيف ممكن ان تصبح عميل ومرتزق للسعودية في اقل من ساعة
-
اليمن مابين الابادة الجماعية والدمار الشامل وانعدام الامن ال
...
-
ابادة جماعية يقوم بها العدوان السعودية في اليمن
-
العدوان السعودي ... واطفال اليمن !!
-
تداعيات العدوان السعودي على اليمن
-
صعدة هيروشيما اليمنية الجديدة
-
كم مرة يسقط المطار عدن !!!
-
اغتيال سفير النوايا الحسنة وكيل المظاليم”.... عبدالكريم الخي
...
-
ارحلوا ......عدن والسكان المسالمون لهم رب يحميهم
-
تقرير حقوقي: 252 جريمة قتل واغتيال سياسي بحق ابناء الجنوب خل
...
-
الجنوب العربي -واليمن وصراع الاقوية
-
اليمن والمنافقون الجدد على الجنوب العربي
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|