|
عودة لقضايا الإستراتيجيا والتكتيك
الحركة الشيوعية الماوية-تونس-
الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 00:56
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
عودة لقضايا الإستراتيجيا والتكتيك (اسس وحدة الشيوعيين في المرحلة) تعالت هذه الأيام الاصوات المنادية بالوحدة "التنظيمية " للوطنيين الديمقراطيين من طرف بعض العناصر المنتمية الى احزاب قانونية وتشكلت جبهة من اطراف غير متجانسة . واتهمت هذه المجموعات من لم يلتحق بها بانه غير وطني ديمقراطي ومعادٍ للشيوعية وفي هذا الاطار نُذكّر هذه المجموعات ان مشروع برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الذي يتغنى به البعض مطروح للنقاش منذ سنوات لكن هذه المجموعات تجاهلته ووضعته في سلة المهملات ولم تقدم أي بديل بما ان المجموعات المنادية بالوحدة اليوم لم تطرح برنامجا للمرحلة و استيقظت الآن لتعلن ان الوحدة "مهمة عاجلة واستحقاق تاريخي " كما نذكّر هذه المجموعات انه وقع نشر نداءات من أجل الوحدة موجهة للوطنيين الديمقراطيين وأخرى للشيوعيين (ملحق1) لكن كل هذه المجموعات تجاهلت هذه النداءات وهي تتهمنا الان بأننا ضد الوحدة و اننا انعزاليون... فلماذا رفضت هذه الفرق برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية و لماذا لم تصدر الى حد الان برنامجها السياسي وتكتفي في المقابل بالتكتل حول خطوط عامة تحمل اكثر من تأويل ؟ لأنها في الحقيقة لا تتبنى جوهر ما ورد في برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية واكتفت بنسخ ما جاء فيه من مطالب عامة مع افراغه من محتواه الطبقي لان كل هذه المجموعات التي تزايد بتأسيس حزب الطبقة العاملة تتناقض أطروحاتها جوهريا مع مفهوم الحزب اللينيني ومع كيفية الوصول الى السلطة فهي تتجنب الحديث عن العنف الثوري(انظر قانون الاحزاب) و تؤكد على احترام القانون والبقاء في اطار ما يسمح به النظام والادعاء ان الوقت لم يحن بعد للحديث عن مثل هذه المسائل وهو نفس المنطق الذي تنتهجه الجبهة"الشعبية " . لكل ذلك نرى انه من الحتمي التطرق من جديد الى علاقة الاستراتيجيا بالتكتيك ومدى تطابق السلوك اليومي لهذه المجموعات مع التوجهات العامة لبرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية وبذلك سنضع حدا لكل هذه المزايدات التي تخفي الاهداف الحقيقية لأصحابها ونظيف ان الوحدة ليست مجرد تجميع خطوط متناقضة في غالب الاحيان او الركوب على تراث لم يساهم في بلورته اغلب العناصر التي تدعي الوحدة ، ان الوحدة ان لم تكن نتيجة صراع حول برنامج فهي وحدة شكلية تتبخر في اول ممارسة عملية . ان الوحدة هي وحدة ايديولوجية وسياسية قبل كل شيء تفضي الى بلورة خط سياسي صائب وفق البرنامج وسلوك سياسي موحد في كل المجالات وفق الاولويات الواردة في البرنامج ووفق ما هو اساسي ورئيسي قبل كل شيء تجنبا للعفوية واللهث وراء الحدث ومسايرة المعارضة الكرتونية . ان الوحدة التنظيمية التي ندعو لها ليست مسألة تقنية بل هي تجسيد عملي وتنظيمي للوحدة الايديولوجية والسياسية الناتجة عن صراع يقع من خلاله تشريك كل المعنيين بالخط الشيوعي والطرح الوطني الديمقراطي. ان تهجم بعض الاطراف على طرح الديمقراطية الجديدة واتهامه بشتى النعوت "الانعزالية والزعامتية وشيوخ القبائل(*) والبيروقراطية وفشل تجارب الماضي" التي يقع تشويهها عوض تقييمها موضوعيا ان التهجم على جوهر الطرح ورفض فتح النقاش حول برنامج المرحلة على الاقل يخفي تهربا من جوهر ما ورد في البرنامج وتحديدا قضية حزب الطبقة العاملة وقضية العنف الثوري التي تزعج بعض الاطراف "المنادية بالوحدة " . فهل يقع التمسك بما يفرضه الوضع من مهام ؟ وهل يقع الخوض في التناقضات التي تمسح المرحلة وكيفية حسمها ام يلجأ البعض الى تعديل الطرح وفق ما تفرضه الرجعية و الاصلاحية من امكانيات ومن اشكال نضال لا تتجاوز ما يسمح به قانون الرجعية؟ -1-حول الاستراتيجيا أ- الأوطاد والتبني الشكلي للطرح قد يعتبر البعض برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية برنامجا ذاتيا مرتبطا بهذا التيار او ذاك ويتعامل معه بصفة ذاتية وكأن الامر متعلق بأشخاص او زعامات او بيروقراطية شيوخ حسب التعليقات الواردة في المواقع الاجتماعية من قبل عناصر تدعي انتماءها للتيار الماوي او الماركسي اللينيني. نذكّر هؤلاء ان البرنامج هو نتاج لتحليل طبيعة المجتمع وهو تحليل محل نقاش بما ان البعض يرفضه رغم الاحصائيات الواردة فيه ولهم الحق في ذلك لكنهم لم يقدموا الى حد الان البديل العملي ولا أي نقد علمي ، فالصراع يدور اساسا حول التناقضات التي تشق المرحلة أي حول تناقض علاقات الانتاج والقوى المنتجة فهناك من "اليسار الثوري" من يعتبر ان المجتمع شبه مستعمر وشبه اقطاعي " مع التأكيد على ان مقولة شبه اقطاعي تقتضي دراسة ميدانية خاصة " (الارضية الايديولوجية والسياسية للحزب –مجموعة الوحدة التنظيمية للوطنيين الديمقراطيين ) وهناك من يعتبر ان المجتمع شبه مستعمر ويلتحق بالاطروحات التروتسكية وهناك من يرفع شعار الثورة الوطنية الديمقراطية ويعتبر ان هناك تناقضا اساسيا واحدا ووحيدا ولا يمكن الحديث عن تناقضين اساسيين باعتباره "بدعة ماوية " حسب نصوصهم.وهناك من يتبنى البرنامج لكن يمارس عكسه وبذلك يجسد القطيعة بين الاستراتيجيا والتكتيك لان التكتيكات المتبعة لا تخدم الاهداف الاستراتيجية بتاتا وطالما لم يقع تقديم الدراسات الداحضة للطرح فان المسألة تظل محل نقاش ويظل الطرح في الان نفسه صامدا الى ان يأتي ما يخالف ذلك علما وان دعاة شبه مستعمر و اطروحات حزب العمال ومشتقاته وقع الرد عليها ودحضها في دراسات سابقة(انظر حقيقة التروتسكية الجديدة-مفهوم شبه مستعمر وشبه اقطاعي...) اما فيما يخص التناقض الاساسي الوحيد ونخص بالذكر الحزب الاشتراكي الوطني الثوري ومن انشق عنه فلابد من التذكير بقانون التناقض الذي هو محل جدال . فحسب الم.الل. و الماوية هناك تناقض اساسي وهو يختلف عن التناقض الرئيسي او الثانوي لان التناقض الاساسي يطبع المرحلة بأكملها وطالما لم تتغير المرحلة فان التناقض الاساسي يظل قائما ونذكر الاوطاد مثلا ان هناك ثلاثة تناقضات اساسية تحكم العصر وهو امر يختلف كليا عن التناقض الرئيسي علما وان من بين التناقضات الاساسية التي تحكم العالم هناك دوما في فترة محددة تناقض رئيسي فالتناقض الرئيسي من بين التناقضات الاساسية التي تشق العالم هو التناقض بين الامبريالية والشعوب عامة وهذا لا يعني ان التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية في البلدان الرأسمالية او التناقض فيما بين الامبرياليات تناقضات ثانوية لان التناقضات الاساسية التي تحكم العالم لا يمكن بأية حال ان تصبح ثانوية بل ان طبيعة التناقض الاساسي لا تتحول الى تناقض ثانوي اطلاقا اما التناقض الثانوي فهي مسالة اخرى لا علاقة لها بالتناقض الاساسي . وبفعل هذا الخلط بين التناقضات وبفعل نسخ النظريات دون تحقيق او تثبت فقد اتضح ان الاوطاد تبنوا الطرح الوطني الديمقراطي دون فهم مدلول هذا الطرح وبدون المشاركة نظريا وعمليا في بلورته او الدفاع عنه ضد الهجومات التحريفية والتروتسكية بل ان الادهى من ذلك ان الاوطاد الذين يجهلون حقيقة الطرح ينتقدون مؤسسي الطرح ويبرهنون عن جهلهم للتناقضين الاساسيين اللذين يحددان طبيعة المجتمع العربي وطبيعة الثورة في المرحلة الحالية اذ نجد في صفحة 10 من مشروع البرنامج ما يلي:"لا يعقل ان نتحدث عن تناقضين اساسيين في المجتمع مثلما تنظر لذلك المجموعات الماوية...اذ لا يوجد الا تناقض رئيسي واحد وتناقضات ثانوية..." فالاوطاد لم يفهموا الفرق بين التناقض الأساسي والتناقض الرئيسي . فما معنى اذا وطنية و ديمقراطية ؟ فهل انها ثورة وطنية فقط بما ان هناك تناقضا "رئيسيا"واحدا فقط او انها ثورة ديمقراطية ؟ او ان الوطنية تعني الديمقراطية حسب الاوطاد؟(علما و انهم يقرون بوجود ثلاثة تناقضات اساسية في العالم .) لقد خاض الخط منذ بداية السبعينات مثل هذا الصراع ضد التروتسكية الجديدة (انظر" حقيقة حزب العمال "الش" التونسي "-*5-) ويبدو ان الاوطاد كانوا انذاك غير معنيين بالصراع و الاغرب من ذلك انهم يجهلون لماذا هم وطنيون ديمقراطيون ويجهلون ان الوطنية نتاج لتناقض اساسي يشق المجتمع و ان " الديمقراطية " نتاج لتناقض اساسي ثان يشق المجتمع وان هذين التناقضين ليسا من " التقليعات " الماوية كما يعتقد الاوطاد بل من تراث لينين وستالين والاممية الثالثة (انظر خاصة المؤتمر ال6 والقرارات المتعلقة بأشباه المستعمرات) فماذا يعني هذا الخلط ؟ هل ان الاوطاد يجهلون كل هذا التراث ويعتمدون اساسا ورئيسيا –رغم عدم فهمهم للفرق بين الاساسي والرئيسي-على ثقافة السماع وعلى التراث التحريفي؟ لقد أضحى الأمر واضحا الآن فالاوطاد يجهلون تاريخهم ويجهلون اساس التسمية الوطنية الديمقراطية وهم بالتالي يتنكرون لأصلهم لذلك فهم يدافعون عن اطروحات غير الاطروحات الو.الد. فهم يدافعون فعليا وعمليا عن الاطروحات الاكثر يمينية ولفظيا عن الاطروحات التروتسكية والدغماتحريفية . وتعكس التسمية التي ابتدعوها هذه اللخبطة بكل وضوح (اذ ما معنى وطنيون ديمقراطيون ماركسيون لينينيون وشيوعيون في بعض الاحيان! ) (وما معنى الحزب الوطني الاشتراكي "الثوري"؟ فهل هو وطني ام اشتراكي علما وان حزب هتلر يحمل نفس الاسم-قد يقول البعض ان المرحلة مرحلة تحرر وطني متحولة للاشتراكية –هذه حجتهم غير ان اي حزب له هوية محددة وهوية الاوطاد غير محددة) وتكشف التذبذب الذي يعيشه الاوطاد او الصراع المعلن بين الهوية الشيوعية من جهة والهوية الو.الد.المتعلقة بمرحلة فقط من جهة اخرى علما وان الهوية الو.الد. تختلف نوعيا وكليا عن الهوية الشيوعية وبفعل هذا الانفصام حصل الانحراف الدغماتحريفي المتسم مرة اخرى بالتطرف اللفظي من جهة والممارسة اليمينية وأساسا النقابوية من جهة أخرى . ويميط مشروع البرنامج السياسي لاوطاد "النقاوة" اللثام دون لبس عن الخلط بين السلطة الديمقراطية الشعبية وبين ديكتاتورية البروليتاريا اي السلطة الاشتراكية علما وان الاوطاد بفعل التطرف اللفظي يستعملون مصطلحات تروتسكية مثل الديكتاتورية الديمقراطية الثورية عوض الديمقراطية الشعبية المصطلح المتداول لدى الاممية الشيوعية ، وهي ديكتاتورية العمال والفلاحين الفقراء حسب رأيهم مع عزل البرجوازية الصغيرة وكل من يشارك في الجبهة الوطنية. كما ان الاوطاد لم يستفيدوا من التجارب السابقة وان تنكروا للتجربة الاشتراكية في الصين الشعبية فانهم لم يفهموا سبب فشل التجربة في الاتحاد السوفياتي بحيث واصلوا في نفس الخلط اي الخلط بين ديكتاتورية البروليتاريا وديكتاتورية الحزب الحاكم بل ان الاوطاد يصرحون علنا انهم سيطعنون الحلفاء من الخلف أولائك الذين شاركوا فعليا في الاطاحة بالنظام الاستعماري الجديد(ص.11) "لا يجب ان نضع الحلفاء على قدم المساواة كما تفعل المجموعات الماوية ...فالفلاحون الفقراء هم الوحيدين الحليف الاستراتيجي بينما بقية الطبقات التي يمكن ان تعادي الامبريالية هي حليف تكتيكي للعمال..." ان مثل هذه التصريحات تعبر بوضوح عن جهل تام لواقع الطبقات في القطر وفي الوطن العربي ولدروس التجارب السابقة كما تعبر بكل وضوح عن التوجه التروتسكي المعلن فيما يخص الموقف من الطبقات المشاركة في الثورة الوطنية الديمقراطية اذ على عكس ادعاءات الاوطاد وعلى عكس ممارساتهم اليمينية البرجوازية الصغيرة فان البرجوازية الصغيرة تظل احدى الطبقات الثورية وان الديمقراطية الشعبية لا يمكن ان تقام بدون البرجوازية الصغيرة (الموظفين والحرفيين والتجار الصغار وصغار المزارعين....) لا علاقة لمشروع البرنامج السياسي للو.الد. بالوطنية ولا بالديمقراطية وهولا يحترم متطلبات المرحلة بل يقفز على ما ستفرزه الثورة من اوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وهو في كلمة يحرق مرحلة بأكملها ويريد بصفة ارادية المرور رأسا نحو الاشتراكية وإلغاء الملكية الفردية منذ البداية الامر الذي لم يحصل حتى في التجربة السوفياتية والصينية وتجارب اوروبا الشرقية .انها النظرة التروتسكية للثورة الوطنية الديمقراطية اذ ترفع التروتسكية هذا الشعار شكليا اما عمليا فهي تريد تطبيق الاشتراكية بمعزل عما تتطلبه المرحلة من اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية. وقد ورد في الارضية الايديولوجية والسياسية للحزب(نقطة5)"يناضل الحزب من اجل التحرر الوطني في تونس عبر ثورة وطنية ديمقراطية ذات افق اشتراكي ويعمل الحزب على تشكيل جبهة وطنية تقود هذه الثورة الى افتكاك السلطة السياسية(لا ندري كيف) وتركيز دولة العمال والفلاحين وتكرس استنادا الى مقولة الصراع الطبقي ديكتاتورية البروليتاريا ..."(منشور وزع خلال الندوة في المنديال –الوحدة التنظيمية للوطد) فما ابعد الاوطاد عن الطرح الوطني الديمقراطي !! وفضلا عن الاختلافات الجوهرية حول طبيعة المجتمع المطروحة للنقاش وضرورة تعميق "الدراسات الميدانية " كما يقول البعض ، وسنتفاعل ايجابا مع كل النقد ، فان مفهوم استراتيجيا الثورة الوطنية الديمقراطية يحمل هو الاخر العديد من الخلافات و اساسا حول قيادة الثورة وطبيعة الحزب المتبني للبرنامج و كيفية انجازها. ليعلم الجميع ان برنامج الثورة لا يمكن انجازه دون توفّر "الاسلحة " السحرية الثلاثة " : الحزب والجبهة والجيش الشعبي . فهل تتجه هذه الاطراف نحو التركيز على ما هو اساسي و رئيسي حسب البرنامج ام انها تطمح الى ايجاد حركة جماهيرية واسعة ومعارضة كما هو متداول في نصوص مكونات الجبهة الثورية ودعاة الوحدة التنظيمية للوطد علما وان هذا الشرط الاضافي يخفي توجها اشتراكيا ديمقراطيا يتبع النموذج الفنيزويلي و البوليفي من خلال التعويل على معارضة واسعة تكون حاسمة في الانتخابات التي تديرها دولة الكمبرادور و الاقطاع وهو تكتيك يتناقض كليا وبرنامج الثورة و واقع اشباه المستعمرات كما سنرى ذلك لاحقا في محور التكتيك . يَفترض الخط الاستراتيجي تدميرَ دولة الاستعمار الجديد حجرة بحجرة وقلب موازين القوى شبرا بشبر لذلك فان عملية التدمير ستطول وهي عملية طويلة المدى مرتبطة بموازين معينة على الارض وقدرة القوى الثورية على بلوغ مرحلة الهجوم الاستراتيجي لان الرجعية الحاكمة لن تقدم السلطة للثوريين على طبق من ذهب بل ستفعل المستحيل للبقاء في الكرسي حتى وان تطلب ذلك تقتيل الابرياء والاستنجاد بقوى امبريالية كما هو الحال في سوريا. ان الخط الاستراتيجي في مرحلة التحرر يفترض القضاء على نظام الاستعمار الجديد وعملائه وتصفية بقايا القرون الوسطى والالتزام بالمهمة الرئيسية للطبقة العاملة أي عزل الائتلاف الحاكم الذي يسعى بكل الوسائل لكسب الفلاحين وفئات البرجوازية الصغيرة وعلى القوى الاساسية للثورة و احتياطاتها ان تنجح في تحييد الفئات المتذبذبة إن استحال كسبها لكن من المستحيل توخي هذا التمشي دون خط صائب ودون وحدة صماء حول الخيارات الاستراتيجية كما انه من المستحيل التقدم في تجسيد هذه التوجهات دون انجاز المهمة المركزية: بناء حزب الطبقة العاملة ، لذلك فان وجود الخط الصائب لوحده غير كاف كما ان وجود البرنامج لا معنى له إن غابت الادوات المنفذة له. لقد حاولت القوى الثورية ايجاد الحزب لكن الانحرافات اليمينية اساسا حالت دون ذلك وليس هنا مجال تقييم تجارب تأسيس مثل هذا الحزب رغم وجود تقييمات للتجربة في مواقع اخرى تقدم لمحة اولية على اخطاء الماضي و ما شابها ، وهذه الانحرافات ما تزال متواصلة لدى العديد من الشباب رغم ما يبدونه من اصرار على القطع مع تجارب الشيوخ وتتمثل هذه الانحرافات أساسا في اهمال قضية الحزب وتمييعها ومحاولة ايجاد حلول ترقيعية لن يكتب لها النجاح لأنها غير منطلقة من جوهر برنامج الثورة ومن المهام الموضوعية التي يحتمها هذا البرنامج و لأنها تطمس الحلقة الرئيسية التي لا بد من مسكها للتقدم في تأسيس حزب الطبقة العاملة. ان القوى الثورية متواجدة على الارض وعليها التوجه رأسا الى القوى الاساسية للثورة –العمال والفلاحين والشباب المهمش- و رسم الخطط المناسبة لجر القوى الاساسية الى حلبة المعركة وتركيز كل الانشطة والتحركات وقضية الدعاية والتحريض في اتجاه الالتحام بالقوى الاساسية للثورة دون الاكتفاء بالأساليب التقليدية التي يسمح بها النظام بل التعويل على القوى الذاتية مهما كان حجمها للتواجد صلب العمال والفلاحين والشباب المفقر من خلال الابداع وتنويع اساليب الدعاية وان كانت تعارض قانون البلاد. ان التمسك بمبدأ القطيعة مع النظام والتوجه نحو اضعافه باستغلال كل التناقضات وتقوية الحركة الثورية يظل الخط الاستراتيجي الصائب للقوى الثورية فكل تحرك مهما كان حجمه لابد ان يخدم هذا التوجه ، و إذا اكتفى التحرك بمجرد التحرك ومسايرة الاحداث وتسجيل الحضور فانه تحرك دون بوصلة لا يخدم الخط الاستراتيجي بل يصب في خانة المعارضة الكرتونية ويبيّض وجه النظام الذي يظهر بمظهر :الديمقراطي حامي الدستور والحريات " . ان تصرف القوى الثورية في قطيعة مع الاهداف الاستراتيجية يجعلها ضحية الارتجالية وإعادة انتاج اخطاء الماضي وبفعل ضغط الاحداث وتأثيرات العناصر المندسة والتوجهات اليمينية فإنها تنساق وراء الحدث وتهمل المهمة الرئيسية المتمثلة في حشد القوى في المواقع الاساسية-البؤر الثورية- التي تمثل نقطة ضعف النظام، وعدم كشفها وتجنب المعارك الجانبية او الاستعراضية دون مشاركة المعنيين المباشرين بالثورة -العمال والفلاحين اساسا- . تهدف الاستراتيجيا اذا الى اسقاط النظام ككل في حين التكتيك لا يسعى الى كسب الحرب طويلة الامد بل الى كسب معارك محددة اثر مناوشات لتحقيق هذا المطلب او ذاك عبر حملات ممنهجة ومدروسة حسب مد الحركة او جزرها. "ان التكتيك هو جزء من الاستراتيجيا خاضع لها و وظيفته ان يخدمها والتكتيك يتغير عشرات المرات او اكثر حسب مد الحركة او جزرها على عكس الاستراتيجيا التي تمسح مرحلة بأكملها وتظل باقية دون تغيير " طالما لم تتغير طبيعة المرحلة. 2- التكتيك او أشكال النضال والتنظيم يختلف التكتيك الثوري عن التكتيك الاصلاحي لان التكتيك الثوري يخدم استراتيجيا ثورية في حين التكتيك الاصلاحي يندرج ضمن استراتيجيا اصلاحية وقد اعلن "اليسار الانتهازي " في تونس عن استراتيجيته المتمثلة في الجمهورية الديمقراطية ذات البعد الاجتماعي كما صرحت اطراف اخرى على ضرورة ايجاد حركة جماهيرية واسعة وقد ورد في مجلة المسيرة الصادرة عن رابطة النضال الشبابي ما يلي:"لا خيار لليسار الثوري ...سوى انتهاج الطريق التي سار عليها يسار امريكا اللاتينية ص18: وهكذا "سيكون لا فقط قادرا على الفوز في الانتخابات بل كذلك في الاعتماد على قواعد شعبية لحمايته وهو في السلطة-مثال فنيزويلا-" كما نجد نفس التمشي لدى بعض الاوطاد(مجموعة الوحدة التنظيمية(الحزب الوطني الاشتراكي ...وحزب تحرير العمل...) في وثيقة الوحدة التنظيمية ص6 : " لقد اجاب الوطنيون الديمقراطيون تاريخيا على هذين السؤالين مشددين على استحالة ان تشترك الطبقات الثورية في الحكم مع الطبقات الرجعية لكن ذلك لا ينفي امكانية التواجد في البرلمانات والبلديات والمجالس المحلية " هذا مع التنويه بكل الايجابيات الواردة في قانون الاحزاب عدا الفصل 3و4 .(ملحق2) تُجسّد هذه الاستشهادات جوهر التكتيك الاصلاحي وتنطبق عليها مقولة ستالين: "في نظر الاصلاحي الاصلاح هو كل شيء اما العمل الثوري فليس هو إلاّ المظهر وليس هو إلا الكلام وذر الرماد في العيون...ويصبح كل اصلاح اداة لتقوية هذا الحكم(البرجوازي) و اداة لفسْخ الثورة " اما التكتيك الثوري فهو "اداة لفسْخ هذا الحكم و اداة لتقوية الثورة ونقطة ابتداء لتطور الحركة الثورية تطورا مستمرا" (الاستراتيجية و التاكتيك) . وبالفعل فان هذه الاطراف تتظاهر بتبني الطرح الوطني الديمقراطي" لذر الرماد في العيون " لكنها تطعنه من الداخل وتفرغه من محتواه الثوري بالضبط كما يفعل حزب الوطد الموحد الموجود في البرلمان علما وان اوطاد الحزب الوطني الاشتراكي وحزب تحرير العمل شاركوا في الانتخابات الاخيرة ولم يجنوا شيئا. ان تكتيكات الاوطاد المزايدة باستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية تصب عمليا بالممارسة اليومية في خانة الاحزاب القانونية التي قبلت بعنف الدولة و امضت على نبذ العنف وعلى التداول السلمي على الحكم عبر المشاركة في الانتخابات وعلى علوية القانون الخ... لذلك من واجب الشيوعي ان يُزيح ورقة التوت التي يتغطى بها "الاوطاد" والمجموعات الاخرى التي تعتبر نفسها اكثر ثورية من الثوريين وهي في الحقيقة خليط غير متجانس يجمعها اللهث وراء المواقع . ان استراتيجيا الثورة الوطنية الديمقراطية واضحة كل الوضوح ولا يكفي اقرارها شكليا بل ان الممارسة العملية هي التي تبين مدى الالتزام الفعلي بهذه الاستراتيجيا و الالتزام الفعلي اولا وقبل كل شيء يعني الاعتراف بان حزب الطبقة العاملة غير وارد في قائمة الاحزاب الموجودة حاليا لذلك فان قضية تأسيسه ما تزال مطروحة بإلحاح ، اما البناء فيتطلب بعض الوقت طبعا لان عملية البناء مرتبطة بفرز قيادة محترفة لا شغل لها سوى العمل الثوري وكذلك قضية التواجد في البؤر الثورية وفرز عناصر بروليتارية تكرس حياتها فعليا لصالح الثورة ولا تكون مكبلة بالمشاغل اليومية (الشغل ومتاعبه-العائلة ومشاكلها-المشاغل الذاتية...) وتتطلب هذه المهمة المركزية –اداة تنفيذ البرنامج - صراعا على المستوى النظري والعملي و تقييما لأخطاء الماضي وتحديدا لطبيعة الحزب المنشود وفق واقع القوى الحالية لان هذا الحزب لن ينزل من السماء بل سيكون نتاجا لصراع رفاقي بين الحلقات والمجموعات الشيوعية الموجودة على ارض الواقع بحيث ستبرز العناصر البروليتارية وفق مبدأ "الاقل و الافضل"- فترة التاسيس- وستسقط العناصر المندسة او المتذبذبة وستظل البقية متعاطفة او صديقة او شيوعية تلتزم بما هي قادرة عليه. و ستطرح هذه المهمة تكتيكات عدة من اجل انجازها وهي تكتيكات تهم الشيوعية وتخص السلوك اليومي لمجمل العناصر المنتمية . تعتبر مسألة التأسيس الخطوة الاولى اما عملية البناء فسترتبط بتشكيل الجبهة وجنين لجان الدفاع الشعبي ورسم خطط واقعية تنطلق من نقاط ضعف النظام لتحويل البؤر الثورية الى مناطق حمراء يتحرك فيها الشيوعي كالسمكة في الماء. تلك هي التوجهات التكتيكية من اجل انجاز ما ورد في البرنامج . فهل اتبعت المجموعات الشيوعية التوجهات العامة الواردة في البرنامج ام انها اكتفت بالانسياق وراء تكتيكات الاحزاب القانونية ؟ هذا ما سنتطرق اليه في الجزء الثاني. (يتبع= الجزء الثاني:اشكال النضال والتنظيم في اشباه المستعمرات: القانونية – العلنية وعلاقتها بالسرية ....) الحركة الشيوعية الماوية – تونس – اكتوبر 2015
*شيوخ ( نصحت وزارة الداخلية ومراكز الاستعلام مخبريها باثارة التناقض بين الشيوخ والشباب فشن المخبرون منتحلي صفة مناضل في المنظمات حملة شعواء ضد الشيوخ المتمسكين بالخط لكن ظلوا في شهر العسل مع الشيوخ المنهارين الذين يحاولون افراغ الخط من محتواه النضالي- فلاوجود لتناقض بين الشباب والشيوخ لان المسألة قضية خط يجمع الشاب والكهل والشيخ) ملحق 1 نداء
الى الوطنيين الديمقراطيين الثوريين الى كل وطني ديمقراطي ساهم من قريب او من بعيد في الدفاع عن الطرح او نشط في صلبه. الى كل وطني ديمقراطي معني بمصير النضال الوطني الديمقراطي والتصدي لكل من يسعى للسطو على المكاسب النضالية و إفراغ الطرح من محتواه الطبقي والوطني. نتوجه بهذا النداء من اجل تحميل الجميع المسؤولية في الدفاع عن المكاسب التي حققها النضال الوطني الديمقراطي والتصدي للمرتدين الذين يعملون على جر المجموعات الوطنية الديمقراطية الى مستنقع التحريفية المنظرة للوفاق الطبقي والمصالحة الوطنية مع الرجعية الحاكمة على حساب شهداء شعبنا.
ايها الرفاق ، ايها الاصدقاء
- 1- ان المجموعات الوطنية الديمقراطية بمختلف مكوناتها الحالية او العناصر المتعاطفة معها تجمعها قواسم مشتركة في علاقة بمكاسب الحركة الشيوعية العالمية وبواقع حركات التحرر الوطني ويمكن ترتيب الاتفاقات العامة كما يلي : -الاتفاق حول ان العصر هو عصر انهيار النظام الامبريالي وبروز الثورات الاشتراكية والوطنية الديمقراطية كجزء منها. - الاتفاق حول طبيعة المجتمع العربي باعتباره مجتمعا زراعيا متخلفا -الاتفاق حول طبيعة الطبقات الثورية و طبيعة قوى الثورة المضادة. -الاتفاق حول مفهوم المسالة الوطنية والديمقراطية وعلاقتها بالتحول الاشتراكي. -النضال المشترك ضد التحريفية و التروتسكية الجديدة أي ضد الانحرافات اليمينية من جهة واليسراوية من جهة أخرى. -الاتفاق حول المسالة القومية ومفهوم الامة المضطهدة ومناهضة الصهيونية . -النضال ضد تنظيرات التحول السلمي والوفاق الطبقي و"المصالحة الوطنية " و اعادة الاعتبار لمدلول العنف الثوري في مواجهة العنف الرجعي . -الاتفاق حول ضرورة القطيعة السياسية والتنظيمية مع النظام وامتداداته فيما يسمى "بمكونات المجتمع المدني" والتمسك بشعار "لا دساترة ولا اخوانجية". -الصراع اليومي ضد الانحرافات التي تنخر المجموعات الوطنية الديمقراطية مثل التهادن الطبقي والتعامل مع الانتهازية او القفز على واقع الحركة الشعبية وعلى مطالبها الانية وتطلعاتها المستقبلية . ايها الرفاق -2- ان الرجعية رغم تناقضاتها تتكتل باستمرار لتجديد انفاسها وترميم صفوفها المتصدعة من جراء تواصل الوضع الثوري الناتج عن انتفاضة الحرية والكرامة كما ان الاخوان وهم احدى التعبيرات السياسية للطبقات الحاكمة يعززون صفوفهم رغم الخلافات التي تشقهم هذا فضلا عن التيارات الاصلاحية والانتهازية التي تحاول لم الشمل استعدادا لانتخابات المجلس التأسيسي . ان هذه التكتلات باعتبارها بدائل امبريالية لا تفعل سوى تضليل الجماهير وتزييف وعيها وهي بذلك لن تقدم للشعب سوى مزيدا من الاضطهاد والقمع والتجويع و دوس الكرامة الوطنية.ان هذا الثالوث الذي يهدد شعارات الانتفاضة بصدد التشكل في تحالفات بتسميات جديدة بما ان الانتفاضة كنست حركة 18 أكتوبر من جهة والائتلاف الديمقراطي من جهة أخرى. -3- لقد أحدثت الانتفاضة فرزا طبقيا واضحا فقد شقت الحركة الوطنية الديمقراطية الى قسمين : قسم يدافع عن الوفاق الطبقي والمصالحة الوطنية مع الحاكم وقد دخل في تحالف مع قطب " الحداثة " ويشمل حزب العمل الوطني الديمقراطي الذي سبق ان تحالف مع التجديد والحزب الاشتراكي اليساري وشارك في الانتخابات تحت مظلة بن علي وحركة الوطنيين الديمقراطيين بزعامة بلعيد ، وقسم ثان يرفض الوفاق الطبقي مهما كانت تعلاته ويتمسك بمكاسب الانتفاضة وبمواصلة خوض الصراع الطبقي الى جانب الشعب المنتفض ضد التآمر الرجعي والانتهازي.
ولم يبق امام الوطنيين الديمقراطيين الا خياران :اما الدفاع عن الشعب المنتفض ضد النظام القائم و تبنّي :" شعار الشعب يريد اسقاط النظام " أو تزكية سياسة حزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الوطنيين الديمقراطيين الداعية الى التعامل مع الانتهازية التي تواجدت في حكومة الغنوشي ومع الرجعية التي تحاول ترميم صفوفها.
-4- لقد وقع تشويه مفهوم النضال الوطني من قبل العديد من العناصر التي تبنت التسمية وتعاملت مع النظام السابق وقدمت مطلبا للحصول على تأشيرة النشاط القانوني وشوهت المسألة الوطنية بما انها قبلت النشاط في ظل النظام الاستعماري الجديد وبالشروط الرجعية بل تحالفت مع اعداء الشعب مثل مجموعة حركة التجديد وزكت الانتخابات المزورة. لقد افرغت هذه العناصر مدلول النضال ضد الامبريالية واعتبرت ضمنيا وعمليا نظام الجنرال المخلوع نظاما وطنيا يمكن النشاط تحت رعايته والمساهمة في ادارة ازمته على حساب مصالح الشعب . -5 - وشوهت هذه العناصر الانتهازية و النقابوية المنتظمة في حزب " العود " مدلول الديمقراطية بحيث حصرت الديمقراطية في حدود التحرك ضمن القوانين المعادية لمصالح الشعب وقبلت باللعبة الديمقراطية الامبريالية بتعلة اختلال موازين القوى وضعف الحركة الشعبية عامة . وتورطت العديد من العناصر " الوطنية الديمقراطية " في التعامل مع البيروقراطية النقابية لهثا وراء الموقع كما استغلت بعض العناصر الاخرى الجمعيات الحقوقية وغيرها للتمعش على حساب ما حققته الحركة الوطنية الديمقراطية من مكاسب. -6 - لقد ضحى الوطنيون الديمقراطيون الثوريون في العديد من المناسبات بالغالي والنفيس في مواجهة النظام العميل وفي فضح "العائلة الوطنية " المنهارة والمحبطة وحاول المناضلون الصادقون رغم النكسات والهجمات الرجعية والانتهازية رص الصفوف غير ان العديد من المحاولات باءت بالفشل وتثبت الوثائق المشتركة التي وقعت صياغتها انتهازية بعض الرموز التي انتعشت حاليا وهي تحاول ركوب الموجة والبروز في مظهر المدافع الشرعي عن تراث الوطنيين الديمقراطيين . - 7- لقد انتجت الانتفاضة الشعبية فرزا طبقيا لابد من فهمه على المدى البعيد في علاقة بمهام الثورة الوطنية الديمقراطية إذ نجد من قبل بالتعامل مع الجنرال سابقا ونجد من نشط تحت مظلة البيروقراطية النقابية ولكن بالإضافة الى هذه العناصر التي رفضت توحيد الوطنيين الديمقراطيين نجد المناضلين المؤمنين بالمسألة الوطنية والديمقراطية . -8- ندعو كل المناضلين الوطنيين الديمقراطيين الى الاطلاع على الصراعات في صلب ما سمي بالعائلة الوطنية ونتعهد بتوفير كل الوفائق التي هي في حوزتنا مثل الارضية المشتركة مع "الاوطاد" التي وقع دوسها والنقاشات المشتركة التي آلت الى القطيعة من جراء مواقع نقابية . -9 - ندعو كل وطني ديمقراطي الى طرح مسالة الوحدة بكل الحاح وخوض الصراع من اجل الوحدة حول محور واحد ووحيد :اما اختيار نهج المصالحة الوطنية والوفاق الطبقي من خلال المشاركة في مؤسسات دولة العملاء وهو اختيار تبناه منذ زمان حزب العمل الوطني الديمقراطي والتحقت به حركة الوطنيين الديمقراطيين و اما اختيار نهج النضال الوطني وتبني مقولة الصراع الطبقي وبالتالي اعادة الاعتبار للمسالة الوطنية والديمقراطية وعدم اعتبار مؤسسات دولة العملاء مؤسسات وطنية منتخبة بصفة ديمقراطية حسب ما يروج له دعاة الجمهورية الديمقراطية المدنية الاجتماعية... -10-وبناء على ذلك يخطئ كل من يعتقد انه سيؤسس حزب الطبقة العاملة بمفرده كما يخطئ كل من يعتبر نفسه الان الممثل الشرعي والوحيد للخط الماركسي الينيني وللطرح الوطني الديمقراطي او المرجع الوحيد لصحة الخط و نقاوته.ان حزب الطبقة العاملة هو نتاج لفرز طبقي يحصل اثر صراع نظري وعبر ممارسة عملية تشارك فيها كل الاطراف الماركسية اللينينية وتفضي الى سقوط البعض و بروز العناصر الثورية المتطلعة فعليا نحو تأسيس حزب الطبقة العاملة -11 - في هذه الايام يفوق عدد الاحزاب 80 حزبا لكن الثالوث الذي يهدد الانتفاضة وحرية الشعب وكرامته يظل هو نفسه الدساترة الجدد و الاخوان و الاحزاب الانتهازية فكيف يمكن مواجهة هذا الثالوث بصفة منفردة وترك الشعب يتخبط في عفويته ويقع ضحية الدعاية الرجعية والانتهازية ؟ - 12 - من أجل كل ذلك ندعو من خلال هذا النداء الوطنيين الديمقراطيين الى اختيار موقعهم اما مع الجبهة الانتهازية و الاحزاب اليسارية اللاهثة وراء المقاعد و اما مع الشعب والجبهة الشعبية .
من اجل دعم الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية ( 1جوان 2011)
نداء الى المجموعات الشيوعية http://www.ahewar.org/ - الحوار المتمدن 2012 / 2 / 13 تونس-نداء إلى المجموعات الشيوعية إلى كل من يتبنى النظرة البروليتارية للعالم والى كل من يعتمد التحليل المادي الجدلي في تفسير الأحداث والظواهر و السيرورات إلى كل من تبنى أطروحات الأممية الشيوعية الثالثة وساند فيما بعد الحركة الش الم الل ونضالها ضد التحريفية إلى كل شيوعي /شيوعية يلتزم بالانتماء الأممي ويدافع عن شعار "يا عمال العالم وشعوبه و أممه المضطهدة اتحدوا " إلى كل من يؤمن أن الجماهير هي صانعة التاريخ وان الجماهير لا يمكن لها أن تغير مجرى التاريخ إن لم تنتظم في احزاب شيوعية بقيادة برولتارية إلى كل من يؤمن بان السلطة الديمقراطية الشعبية آتية لا محال وان الاشتراكية تمثل مستقبل البشرية وان الشيوعية وحدها قادرة على تحرير الانسانية من كافة اشكال الاستغلال الطبقي و الجندري والقومي . إلى كل من استخلص الدروس من فشل التجارب الاشتراكية السابقة واقتنع أن الحزب الشيوعي يمكن أن يتحول إلى نقيضه فيصبح حزبا برجوازيا والى كل من اقتنع بان الصراع الطبقي يتواصل في ظل الدولة الاشتراكية/ دولة ديكتاتورية البروليتاريا. إلى كل من حاول تقييم أخطاء الحركة الشيوعية التي تسببت في إضعافها وتخريبها من الداخل إلى كل من ساهم في تجربة الحركة الش الم الل في تونس وفي الأقطار العربية وظل على العهد رغم الصعاب إلى كل من تمسك بانجاز الثورة الوطنية الديمقراطية باعتبار تونس و بقية الأقطار العربية أقطارا زراعية متخلفة في الأساس إلى كل من يعتبر أن السلطة الديمقراطية الشعبية تحمل في رحمها التحول الاشتراكي إلى كل من يؤمن بان العنف الرجعي يقابله عاجلا أم آجلا العنف الثوري المنظم إلى كل شيوعي/ شيوعية لم يتعامل مع النظام في تونس ولم يتمسح على أعتابه ولم يستجد تأشيرة العمل القانوني إلى كل مناضل شيوعي/ شيوعية لا يلهث وراء النجومية والكراسي ويكرس حياته في خدمة الشعب الكادح ويضحى بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن مصالح الشعب وترويج المبادئ الشيوعية والطرح الوطني الديمقراطي إلى كل شيوعي/ شيوعية دافع عن شعارات الانتفاضة ولم يغالط الشعب ويوهمه بان الثورة قد حصلت أو يزايد باستكمال مهام الثورة إلى كل شيوعي لم يشارك في الانتخابات في ظل اختلال كلي لموازين القوى ولم يهنئ حكومة النهضة بالفوز إلى كل شيوعي/ شيوعية حافظ على استقلالية قرار الطبقة العاملة ولم يشارك في الهيئات العليا ولم يتورط في الجلوس إلى جانب الرجعيين(دساترة و اخوانجية وبيروقراطية نقابية...) إلى كل هؤلاء والى كل النزهاء الذين شعروا بالإحباط اثر ارتداد "رفاق الأمس "وتحولهم إلى إصلاحيين-انتهازيين أو بيروقراطيين في النقابات والجمعيات نتوجه بهذا النداء من اجل إعادة الاعتبار إلى الشيوعيين/ الشيوعيات الذين يمثلون مستقبل البشرية ونقول لهم ما يلي: حول خطورة الوضع 1) أحدثت الانتفاضة فرزا طبقيا بين من يقف إلى جانب الشعب على درب التحرر وبين من يتعامل مع النظام ويتواجد في الأطر التي تنصبها الرجعية الحاكمة - و أفرزت الانتخابات نفس الفرز الطبقي بحيث حصل التباين بين من شارك في الانتخابات الشكلية في ظل اختلال تام لموازين القوى وبين من قاطع الانتخابات المدعومة بالمال الفاسد الامبريالي والرجعي. - أكدت هذه الانتخابات أن هناك يسارا ثوريا يقف إلى جانب الشعب المنتفض ويسارا انتهازيا شارك في الانتخابات ويسعى دوما إلى إيجاد أرضية اتفاق مع الرجعية الحاكمة تتطابق و تنظيراته الداعية إلى التحول السلمي والتداول على السلطة في إطار دولة الاستعمار الجديد. - أثبتت الأوضاع بعد الانتخابات أن الشعب يرفض الهدنة وسياسة التسويف والوعود الكاذبة لذلك تواصلت الاعتصامات و الإضرابات المشروعة - بينت الأوضاع أن الرجعية تواصل التحكم في دواليب الدولة وان شيئا لم يتغير بل أن أوضاع الشعب في تدهور مستمر من جراء غلاء الأسعار والمضاربة وسياسة الأقربون أولى بالمعروف( الرشوة و المحسوبية) - اتضحت "نسبيا " حقيقة النهضة ولغتها المزدوجة فهي تتظاهر بتبني شعارات المجتمع المدني لكنها تنادي في الآن نفسه بتطبيق الشريعة والخلافة السادسة وتدعم الاعتصامات السلفية والجهادية - بينت الأوضاع خطر أسلمة البلاد في اطار مخطط امبريالي رجعي فيقع تجنيد السلفيين بهدف الاعتداء على المعارضين ونخص بالذكر النساء والمربين والمؤسسات التربوية والإعلاميين...تمهيدا لإقامة إمارات إسلامية هنا وهناك وتمرير الحد الأدنى المتمثل في فرض المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الغنوشي والتنصيص على الشريعة كمرجع في الدستور حول تكتل الرجعية والانتهازية 2) أفرزت الانتخابات تناقضات جديدة فمن جهة نجد الترويكا الحاكمة والتي تريد الاستمرار في الحكم بكل الوسائل ومن جهة أخرى كل الأحزاب التي تحاول التوحد في أقطاب من أجل الرجوع إلى السلطة أو المشاركة فيها إلى جانب النهضة .وفي المقابل نجد الشعب المنتفض والمتمرد دون قيادة بما أن اليسار الثوري لم يتمكن من الالتحام بالفئات المنتفضة - تواصل الترويكا الحاكمة تعزيز مواقعها استعدادا للانتخابات القادمة كما تواصل مغازلة حزب التحرير الذي تحصل على التأشيرة وكل الأطراف السلفية وتحاول المعارضة لملمة الصفوف من اجل التقدم في شكل كتل موحدة بحيث نجد :أ مبادرة السبسي التي تسعى إلى تجميع الأحزاب الدستورية التجمعية ب-الحزب الوسطي الكبير.ج –القطب في ثوب جديد -د- القوميين الذين يواصلون مساعي التوحد- حزب العمل الوطني الديمقراطي و حركة الوطنيون الديمقراطيون... حول ضرورة وحدة الشيوعيين 3) أمام تكتل الرجعية وتوحد الأحزاب الدستورية ومحاولة تجميع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والقومية يقف الشيوعي / الشيوعية - المعني مباشرة بمصير الشعب - دون بديل ثوري موحد ومشترك مع بقية الشيوعيين.لذلك ندعو المجموعات الشيوعية إلى تحمل المسؤولية ونذكرها بما يلي: - لا يمكن الحديث عن شيوعي مستقل خارج التنظيم - لا يمكن اعتبار المجموعات الحالية تنظيمات شيوعية بما أنها لا تخضع لمبادئ التنظيم الحزبي الواردة في وثائق الأممية الشيوعية الثالثة - تشكو هذه المجموعات كلها ودون استثناء من تذبذب الخط الاستراتيجي وتناقضه مع التكتيكات المتبعة والتي تسقط إما في مغازلة الإصلاحية والانتهازية أو في القفز على واقع الحركة الشعبية وصعوبة الالتحام بها و التأثير في مجرى الأحداث - تعتمد بعض المجموعات على منطق الولاءات الشخصية و الجهوية وتدرب أنصارها على ثقافة السماع والقيل والقال ولم تساهم في تطوير الخط انطلاقا من واقع تونس والوطن العربي واستنادا لايجابيات التجارب الاشتراكية كمرشد للعمل لا كقوالب جامدة . - تشق بعض هذه المجموعات خلافات نظرية تعكس ممارستها العملية المترنحة بين اليمين واليسار وترفض بعض الرموز خوض نقاشات جدية وتشريك الأنصار والدخول عمليا في حوارات مدونة وموثقة وهو ما يدل على تخوف بعض الرموز من مقارعة الحجة بالحجة وإخفاء التذبذب النظري وتبرير الانحرافات الشرعوية أو الانعزالية. - ندعو رموز كل المجموعات الشيوعية إلى نبذ الفئوية والتحلي بالاستقامة وتحمل المسؤولية في فتح حوارات جدية وموثقة والتعهد بإيصال كل الحوارات إلى عناصرها وتشريكها في النقاش وفق المبادئ الحزبية (المركزية الديمقراطية والانضباط الواعي والنقد والنقد الذاتي) - نقترح فتح مدونة أو صفحة على المواقع الاجتماعية من اجل خوض الصراع في المسائل الخلافية ونؤكد من جديد على الحقيقة التالية " يخطئ كل من يعتقد انه سيؤسس حزب الطبقة العاملة بمفرده كما يخطئ كل من يعتبر نفسه الآن الممثل الشرعي والوحيد للخط الماركسي اللينيني وللطرح الوطني الديمقراطي أو المرجع الوحيد لصحة الخط و نقاوته.إن حزب الطبقة العاملة هو نتاج لفرز طبقي يحصل اثر صراع نظري وعبر ممارسة عملية تشارك فيها كل الأطراف الماركسية اللينينية و يمكن أن تفضي إلى سقوط البعض و بروز العناصر الثورية المتطلعة فعليا نحو تأسيس حزب الطبقة العاملة والعمل على بنائه لبنة لبنة وفق إستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة إلى الاشتراكية وانطلاقا من خطط عملية تعمل على الارتباط بالعمال والفلاحين في مواقع العمل والسكن وتساهم في تغيير التركيبة الطبقية "للحركة الشيوعية الموحدة " - و من الملحّ إيجاد أطر مشتركة لبرمجة النشاطات النضالية الميدانية على أكثر من جبهة ممكنة و السهر على إنجاحها عمليّا. فلتتحمل كل مجموعة مسؤوليتها وليتحمّل كلّ مناضل شيوعي / كلّ مناضلة شيوعية مسؤوليته أمام الخطر المحدق بشعبنا. فلتبادر الرموز الشيوعية والقواعد بطرح المسائل الخلافية وخوض الصراع بكل مسؤولية من اجل حركة شيوعية موحدة منصهرة في قاعدتها الاجتماعية وقادرة على التأثير في مجرى النضال الوطني الديمقراطي والصراع الطبقي خدمة لمصالح البروليتاريا و الجماهير الشعبية.
ملحق2 (قانون الاحزاب) الفصل 3 ـ تحترم الأحزاب السياسية في نظامها الأساسي وفي نشاطها وتمويلها مبادئ الجمهورية وعلوية القانون والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي على السلطة والشفافية والمساواة وحياد الإدارة ودور العبادة والمرافق العامة واستقلال القضاء وحقوق الإنسان كما ضبطت بالاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجمهورية التونسية.
الفصل 4 ـ يحجر على الأحزاب السياسية أن تعتمد في نظامها الأساسي أو في بياناتها أو في برامجها أو في نشاطها الدعوة إلى العنف(قضية الصراع الطبقي) والكراهية والتعصب والتمييز على أسس دينية أو فئوية (افهم طبقية) أو جنسية أو جهوية .(التعليق بين قوسين من عندنا) الحركة الشيوعية الماوية - تونس -
#الحركة_الشيوعية_الماوية-تونس- (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار بين الماضي و الحاضر -تونس-
-
بيان اممي :1ماي-أيار
-
1 ماي2015 من اجل حركة عمالية مناضلة
-
في الذكرى الرابعة لانتفاضة 17 ديسمبر : فلتتوحد صفوف الثوريين
...
-
بيان : المقاطعة مقاومة والمشاركة مساهمة
-
19جوان الحرية لكل المساجين الثوريين
-
بيان حول الاحتجاجات ضد الاتاوة
-
بيان --الشعب يريد اسقاط النظام في السودان-
-
الخطوة الحاسمة الاولى: القطيعة مع أعداء الشعب
-
الوضع العالمي(مقتطف)
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|