صفعة مواطن غلبان

عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 18:56
المحور: حقوق الانسان
    

صفعة مواطن غلبان

تابع الكثير من أبناء الشعب الأردني ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول قيام مجموعة من الأشخاص برفقة نائب بالاعتداء على عامل مصري في مدينة العقبة ، وقد أبدى الكثير امتعاضه الشديد من هذا التصرف اللاأخلاقي وللاإنساني وخاصة انه صادر من شخص المفترض أنه يمثل قيمة معنوية من خلال موقعه كنائب ويمثل دائرته الانتخابية التي أوصلته لقبة البرلمان ، كما طالب العديد محاكمته لينال جزاء فعله .

بارك الله بالشعب الأردني صاحب النخوة والرجولة ، هذا الشعب الصابر الصامد الذي لا يقبل أبدا الظلم الواقع على الأخرين .

عدة صفعات وركلات وعدة شتائم تلقاها هذا العامل المصري والذي لم يحرك ساكنا ولم يحاول الدفاع عن نفسه ، لقد تلقى الضربة تلو الأخرى والصفعة تلو الأخرى وأذناه تلتقط المزيد من الشتائم ، حتى أنه لم يحاول الهرب والاحتماء . حادثة هذا العامل أشغلت الرأي العام الأردني والمصري .

دعونا نراجع أنفسنا بكل مصداقية ، منذ سنوات طوال ومعظم الشعب الأردني يتلقى الصفعات ولا يحرك ساكنا , صفعات الظلم والقهر والفقر والجوع والحاجة ووووووو
صفعات لازدياد حجم المديونيه الهائل ، صفعات بيع مؤسسات الوطن ، صفعات اختلاس وسرقة ونصب واحتيال ،
دعونا نتذكر كم من الصفعات احتملنا لنكون مواطنين مطيعين صالحين ، كم تلقينا وتحملنا لنسير على صراط الحكومة المستقيم ، حتى أطفالنا الذين لم يولدوا بعد لديهم رصيد كافي من الصفعات ستكون بانتظارهم .

ماذا تبقى لنا وفي كل لحظة تمر علينا نُصفع وفي أي جزء من وطننا نُصفع .
من يدافع عن المواطن الصابر المناضل ؟ من يتحسس آلامه وهمومه ؟ من يمسح دمعة يتيم وفقير ومحتاج ؟ من ينقذ أطفال تبحث بين أكوام النفايات عن بقايا طعام ؟ وكم سمعنا من الحكايات وكم شاهدنا من مآسي تحدث في وطننا !

لا نريد شعارات وخطابات تتغنى بالوطن والمواطن ، لا نريد تنظيرا إعلاميا حول حقوق المواطن في الصحة والتعليم والحياة الكريمة ، ستبقى شعارات جوفاء لن تطعم فقيرا ولن تمنح شهادة لطالب علم ولن تنقذ مريضا يتوسل العلاج ولا تعطينا علبة حليب لطفل مات قبل أن يولد . ولن تبعد سيفا مسلطا على رقبة مظلوم .

الفساد يستشري ، والشرفاء يموتون بصمت ، والمستقبل في جعبته المزيد من الصفعات والركلات والشتائم ،
وهذا المواطن الصابر الصامد المناضل سيبقى على أمل ان يرفع يديه قليلا ليدافع عن ما تبقى من كرامة وإنسانية .

أيها المواطن (( الغلبان )) حرك يديك قليلا وبأي اتجاه تريد ، فأنت حر وستبقى حر

عمر قاسم أسعد

#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات