رئيس البرازيل اليساري يسعى للتوفيق بين سياسة مالية حازمة ومكافحة الفقر

ايلاف

الحوار المتمدن-العدد: 367 - 2003 / 1 / 13 - 01:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الأحد 12 يناير 2003 13:59
ريو دي جانيرو-جان كلود بوكسنبوم: اكد الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا بزيارته الى معاقل الفقر في البرازيل الاولوية التي يعطيها لمكافحة البؤس، وان كان اول رئيس يساري للبلاد يعتزم خوض معركته دون ان يحيد عن سياسة التقشف التي يتبعها. وقال وزير المالية انطونيو بالوتشي  ان "الزيارة تظهر موقف الحكومة: عين على الحسابات وعين على السكان الاكثر فقرا".

 وقام الرئيس ووزراؤه بزيارة معاقل الفقر على مدى يومين، الجمعة والسبت. وتوجهت "قافلة الجوع" الى ثلاث مناطق هي من الاكثر فقرا في البلاد، من الشمال الشرقي الى "وادي البؤس" الى المنطقة شبه القاحلة في ولاية ميناس جيريس في الجنوب الشرقي. وقال الرئيس وهو يشق طريقه وسط جموع غفيرة كانت تحاول الاقتراب منه ولمسه وتقبيله بين المنازل الفقيرة الخشبية او المبنية من الطين، "كرجل سياسي وكمسيحي، اؤمن بحق كل انسان في تناول وجبة فطور ووجبة غداء ووجبة عشاء يوميا".

 ووعد لولا بانه "لن يبقى طفل واحد خارج المدرسة" في التجمعات الفقيرة. وكانت فكرة الموكب الحكومي الى مناطق الفقر مرتبطة اساسا باطلاق برنامج الرئيس تحت شعار "القضاء على الجوع". الا ان البرناج لا يزال غامضا في خطوطه العريضة وميزانيته ومجالات تطبيقه ولم يتم اعلان اي تدابير ملموسة لتطبيقه خلال جولة لولا.

 حتى ان شخصيات من المجتمع المدني احتجت على مبدأ منح بطاقات معونة غذائية الى الاكثر فقرا. وقال اسقف دوقية كاخياس في ولاية ريو، مورو موريلي ان "حملات مكافحة الجوع لم تؤد يوما الى سد جوع اي كان". واكدت الصحف الاسبوعية اليوم الاحد ان برنامج مكافحة الجوع لا يزال "غير محدد المعالم".

 وكتبت صحيفة "ايبوكا" ان "الحكومة لم تقرر بعد طريقة عملها لانها تواجه صعوبات في تحديد من سيستفيدون من برنامج مكافحة الجوع". وكتبت اسبوعية "فيغا" ان "القضاء على الجوع هدف سام ويستحق التصفيق. لكن في الواقع العملي، فهو ليس اكثر من مجرد فكرة مبهمة اعدها هواة". ولكن الوزير جوزيه ديرسو المكلف شؤون الرئاسة، يؤكد ان الجولة كانت مفيدة في ان "يدرك كل منا حقيقة الوضع هنا، في هذه المناطق الفقيرة، عندما نتخذ قرارا في برازيليا".

 وتتجه الامور حاليا نحو الابقاء على سياسة التقشف. ويهدف مشروع القانون الاجتماعي للحكومة المتعلق بالتقاعد في الاساس، الى القيام بعملية اصلاح مالي يتم خلالها الغاء الامتيازات التي يحصل عليها الموظفون الحكوميون الذين يتمتعون حاليا بشروط افضل من موظفي القطاع الخاص. وتعلق الحكومة اهمية كبيرة على عملية الاصلاح المالي في حين يعاني الوضع الاقتصادي من ارتفاع شديد في التضخم الى اكثر من 12%، وهو اعلى مستوى له منذ 1995، رغم استعادة ثقة بعض الاسواق العالمية.

 وقال وزير الدفاع جوزيه فييغاس انه ينبغي اشراك الجيش في العملية الاجتماعية. وقال ان الجيش "يمكن ان يشارك في شق الطرق ونقل الاغذية في اطار برنامج مكافحة الجوع وفي تطوير المؤسسات التعليمية للشباب". ويعاني نحو ثلث سكان البرازيل البالغ عددهم 170 مليون نسمة من فقر مدقع.

 ويشكل برنامج القضاء على الجوع امتحانا لسياسة لولا، زعيم حزب العمال الذي كان من منظمي المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعقد في بورتو الليغري في البرازيل خلال الفترة نفسها لانعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا. واعلن لولا انه سيشارك في منتدى دافوس الذي يعقد هذا العام من 23 الى 28 كانون الثاني/يناير، وكذلك في منتدى بورتو الليغري الذي طالما انتقد خلاله قادة الدول الغنية بسبب تجاهلهم لمشاكل الفقراء.

(أ ف ب)

#ايلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات