حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 14:37
المحور:
القضية الفلسطينية
لا يحق لليهود إقامة وطن لهم في فلسطين.. مرورهم في تاريخ أرض فلسطين لا يعطيهم حقا مشروعا لاغتصاب فلسطين، وإقامة دولتهم فيها..
لكن مرورهم في تاريخ فلسطين الروحي، يمنحهم حق التعبير عن روحيتهم.. أجل، كان لهم في القدس معبد، هدمه الرومان انتقاما منهم.. وعندما جاء عمر بن الخطاب لاستلام مدينة القدس، بعد سيطرة جيش المسلمين عليها، حان وقت صلاة، فاستشار عمر رفيقا كان يهوديا قبل أن يتبع النبي محمد، فأشار عليه المستشار أن يقف للصلاة شمال منطقة الهيكل التعبدي اليهودي في الحرم القدسي، ليستقبل فبلة المسلمين في مكة.. فانتبه عمر إلى أن ذلك سيجعل صلاته تستقبل هيكل اليهود، مع استقبالها لكعبة المسلمين، فنعت المشير عليه، بأنه لا يزال مخلصا ليهوديته السابقة.. ثم وقف عمر للصلاة، من خلفه هيكل اليهود، ومن أمامه في متخيلته، كعبة مكة..
يروي التاريخ أن عمر وصحابته، قاموا بتنظيف مكان هيكل اليهود من قمامة كانت تتراكم فيه، بعد أن حولة قائد الرومان في القدس إلى مكب قمامة..
يروي التاريخ أيضا، أن مروان بن عبد الملك، الخليفة الأموي، بنى مسجد قبة الصخرة، على انقاض هيكل اليهود، بعد زمن طويل من سيطرة المسلمين على مدينة القدس. ما فعله مروان، كان سياسة أراد بها منافسة مكانة الكعبة، ومناكفة ومنازعة لخصومه السياسيين المهيمنين على مكة ومناطق الحجاز، ومحاولة لجذب المسلمين لمسجده القدسي، ولمملكته.. ويبدو أنه طلب من محدّث في عصره، أن يصنع له حديثا نبويا يخدم غرضه، فتم صناعة حديث: لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام (في مكة) ومسجدي هذا (مسجد النبي محمد في المدينة) والمسجد الأقصى (الذي بناه عبد الملك)..
تاريخ الروح غير تاريخ السياسة والمصالح..
وحقوق الروح لا تخضع لأغراض السياسة والصراعات بين الناس..
لليهود، كما للمسيحيين والمسلمين، حقوق روحية مشروعة في فلسطين..
لكن، ليس لليهود حقوق سياسية في فلسطين، ودولة اليهود في فلسطين، فاسدة الشرعية، بمعيار الروح، وبمعيار السياسة، ومعيار التاريخ، وميار حقوق الإنسان..
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟