شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 22:20
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
القائد الضرورة
شمخي جبر
في النظام الديمقراطي لايوجد قائد ضرورة او بطل فرد ، بل البطل والقائد هو الشعب الذي يصنع المتغيرات بل يصنع حتى المعجزات ، فهو مصدر السلطات وصانع القيادات والقرارات ، وهو وسيلة التغيير وغايته .
القائد الضرورة الذي يتحدث عنه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ليس قائدا يصنع الانتصارات للامة وليس صانعا للحظة التاريخية التي ينتظرها الشعب في ظل التردي والانحراف السياسي الذي يتحدث عنه الجميع بمنتهى البلاغة والفصاحة ، مايجري الحديث عنه بتهكم وسخرية كقائد ضرورة هو احد رموز الفساد ، .
القائد الذي يتحدث عنه العبادي هو سبب جوع الجياع وعري العراة وهجرة المهجرين والمهاجرين والمشردين والنازحين ، فهو المزور لارادة الشعب من اجل صناعة امجاده الفارغة ، راعي الفساد والمدافع عن الفاسدين، مانح الهبات لاعوانه ومؤيديه ومادحيه ومسانديه .
ما يتحدث عنه السيد العبادي متهكما هو صانع الهزائم ومفسد الضمائر وموزع الثروات لمن لا يستحقها ، هو من اهدر ثروات البلاد وميزانيات الدولة على اتباعه من اجل بقائه وديمومة حكمه .
كم كان يتمنى جمهور العبادي منه ان يكون اكثر فصاحة وصراحة وشفافية واكثر اقداما ليكسب ثقة مؤيديه في اصلاحاته .
كان الشعب ولا زال ينتظر من العبادي ان يقدم من يسميه (القائد الضرورة ) واتباعه الى القضاء ، فالشعب لا ينتظر الترميز والتلغيز من حكامه بل ينتظر الصراحة والشفافية وهي اهم قيم النظام الديمقراطي .
(القائد الضرورة ) الذي يتحدث عنه الدكتور العبادي فيصفه بالمزور والمشوه لارادة الناخبين من خلال شراء الذمم ، وهذا سلوك المستبدين الذين يشعرون بأفلاسهم الشعبي والجماهيري ،فيضطرون الى شراء الولاءات شعبيا ونخبويا .
معظم احاديث وتصريحات رئيس الوزراء تظهر وبشكل جلي عورات الفترة التي سبقت ولايته، بل انه يعري تضاريس كل تلك الفترة.
جمهور العبادي الذي ينتظر منه الكثير ، يقدر مستوى التحديات التي تواجهه، ولكن مع هذا ينتظر منه ارادة وقرار سياسي بمستوى التحديات التي تواجه الشعب والوطن،فالعقلانية السياسية تتطلب ان تأخذ ارادة الاصلاح قرارها ومداها دون مواربة او مجاملة او تردد لان مصلحة الشعب هي الاولى ولا يمكن ان تتقدمها اية اولوية.
لايمكن للبناء الديمقراطي ان يستقيم أمره ويصلب عوده وتقوى ارادته دون ممارسة الشفافية والمصارحة وتأشير مواطن الخلل والخطل بكل جرأة وشجاعة ، اما الترميز والتلغيز والتعمية فانه يقع في خانة الخوف ويضع ممارسيه في خندق المترددين.
شمخي جبر
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟