أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - علاء عبد الهادي - قراءة ميتا- نقدية في كتاب: (قراءة في مذكرات فاطمة سري، ودراسات أخرى) لنهاد صليحة.















المزيد.....



قراءة ميتا- نقدية في كتاب: (قراءة في مذكرات فاطمة سري، ودراسات أخرى) لنهاد صليحة.


علاء عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 22:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


د. نهاد صليحة أستاذة أكاديمية، ومثقفة نشطة، ومترجمة، وباحثة مسرحية لها منجزها النقدي. وهي من الباحثات المصريات اللواتي طبقن مناهج النقد ما بعد البنيوي على الدراسات المسرحية، وأذكر لها دراستها السيميائية الرائدة عن فرافير يوسف إدريس التي عرفتني قارئًا بها، في فترة مبكرة بعد نشر هذه الدراسة، وأظن أن دراستها عن مذكرات فاطمة سري تندرج في إطار يتوخى تقديم رؤى جديدة لا تخلو من جمال تحليلي، ومغامرة منهجية.
القسم الأول من الكتاب أو ما أسميه الكتاب الأول هو: المرأة بين العشق والفن والزواج، قراءة في مذكرات فاطمة سري، وهو عنوان الكتاب الأصلي وأساسه، ويشغل أكبر مساحة نصية؛ سبعًا وسبعين صفحة تقريبًا، مع التمهيد، وينقسم إلى جزئين؛ الأول: ما أسمته نهاد الإطار(1)، والثاني هو ما أسمته المذكرات(2)، وهو مبحث أدخل في النقد الأدبي، النسوي بخاصة، منه في غيره، أما القسم الثاني من الكتاب أو ما أسميه الكتاب الثاني وعنوانه دراسات أخرى، فيتناول دراسات مسرحية من جوانب مختلفة الاتجاهات، منها أربع دراسات جاءت على النحو الآتي: المسرح بين حضور الكلمة وغياب الجسد، والمسرح بين الإرسال والتلقي، والمسرح بين النسبية والخلود، والمسرح بين الضحك والكوميديا. ومعظم عناوين هذه الدراسات تثير نقطة مهمة، وهي أن مفهوم المسرح جاء دائمًا ارتباطًا بالثنائيات. وهناك أربع دراسات مسرحية أخر جاءت على النحو الآتي: الجذور التاريخية للظاهرة المونودرامية، ومأزق الشبكة "ماهجوني"، وليالي الحكيم وعودة الروح إلى توفيق الحكيم، ورحلة أسامة أنور عكاشة في المسرح. وهي عناوين ثمانية لا يجمعها على مستوى الموضوع إلا المسرح. وسنتناول في هذه الدراسة القسم الأول من الكتاب.
فمن هي فاطمة سري، موضوع الدراسة، تقول نهاد صليحة في كتابها: فاطمة سري مطربة مسرحية مشهورة في زمانها، مولودة عام 1904، وهي أول مصرية غنّت أوبرا كاملة هي "شمشمون ودليلة"، كما غنت أوبرا أخرى مشهورة عنوانَها "اللؤلؤة"، وتهتم نهاد في دراستها بنص المذكرات التي نشرتها فاطمة سري تباعًا في مجلة المسرح الأسبوعية، والتي حكت فيها قصة زواجها السري من محمد بك شعراوي، ابن هدى شعراوي. وهي مذكرات نُشرت على حلقات في الفترة الممتدة من (27- 12- 1926) إلى (25- 4- 1927)، وأظنني لا أعدو الحق إذا قلت إن الكاتبة اختارت دراسة مذكرات فاطمة سري، لسببين جوهريين الأول هو كشف القوانين المعتمدة، ما يطلق عليه بالإنكليزية في المصطلح النقدي ‘Canons’ التي كانت سائدة في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وربما لا تزال فاعلة حتى الآن، والثاني هو رغبتُها الدؤوب في استنبات مناهج نقدية جديدة في تربة النقد العربية، وهو دور يجب أن يلعبه أيُّ ناقد مخلص، حيث تعري نهاد في دراستها هذه آلياتِ القهر، وتكشف عن طرائق الاستبعاد الاجتماعي “social exclusion” الذي يُمارس على المرأة بخاصة، من خلال ما يكشفه اتجاه النقد النسوي، الذي لا يكتفي بكشف آليات عمل الثقافة الذكورية في المجتمع، بل إنه يذهب إلى أن البنية الذكورية البطريركية في المجتمعين الغربي والعربي قد أثرت على الخطاب النقدي نفسه، فالتصنيفات النقدية التقليدية، ومعايير التحليل، وتقويم الأعمال الأدبية، انطوت هي الأخرى على اهتمامات الرجل القَبْلِيّة وافتراضاتِه، وانحيازاته. بل إن مقولات النقد أنفسَها هي مقولات منحازةٌ للذكر على نحو كامل كما تذهب إلى ذلك الباحثة النسوية أيلين شوالتر(3).
وبالرغم من القدم النسبي لتيار النقد النسوي، فإن نهاد من خلال قراءة هذه المذكرات قد أرادت أن تظهر قيم المجتمع الأبوي أو الذكوري، وآليات عملها في الواقع العربي، وإن كان ما وقع على فاطمة سري من ظلم -في رأيي الخاص- لا يُنسب إلى أسباب ذكورية فحسب، ولكن ينسب أيضًا إلى أسباب اجتماعية تتعلق بعملها في الفن ايضًا، أي إننا إذا عكسنا هذا الوضع، وافترضنا أن هناك علاقة بين امرأة من طبقة محمد شعراوي الراقية، وفنان من طبقة فاطمة سري الكادحة، اتفقا على الزواج العرفي لأسباب اجتماعية تتعلق بوضع هذه المرأة الاجتماعي، فقد تتشابه الأحداث أنفسها, وهذا ما يفقد التعميم جزءًا من خصوصيته..
ربما كان مفيدًا هنا إلقاء إضاءة سريعة على تيار النقد النسوي، تبئيرًا على الاتجاه الذي تبنته المؤلفة في تحليلها لهذه المذكرات؛ ظهر النقد النسوي "بصفته خطابًا منظمًا في الستينيات، واعتمد على حركة تحرر المرأة، وحقوقها المشروعة، وتعد فرجينيا وولف من رائدات حركة هذا النقد، وقد اتهمت فرجينيا وولف العالم الغربي بإنه مجتمع ذكوري "أبوي" منع المرأة من تحقيق طموحاتها الأدبية والفنية، إضافة إلى حرمانها اقتصاديًّا وثقافيًا، وفي فرنسا تزعمت الحركة سيمون دي بوفوار التي ذهبت إلى أن تعريف المرأة وهويتها تنبع دائمًا من ارتباط المرأة بالرجل، فتصبح المرأة آخر (موضوعًا ومادة)، يتسم بالسلبية على عكس الرجل الذي يتسم بالهيبة والرفعة والأهمية، و لا يتبعُ النقد النسوي على نحو عام إجرائية محددة، ويتسم يتعدد وجهات النظر، والانطلاق، ويفيد من النظريتين الماركسية، والسلوكية، فضلاً عن نظريات ما بعد البنيوية بعامة، أما أهمُّ محدداته فيمكن الإشارة إليها على النحو التالي:
1 - إن الثقافة الغربية هي ثقافة أبوية في أساسها ومبناها، يحكمها المذكر، لذلك فهي تنتظم على نحو يهييء هيمنة الرجل، وخضوع المرأة في مناحي الحياة ومفهوماتها كافة، وهذا ما أفضى بالمرأة إلى تبني هذه الأيديولوجية، وأصبحت تجسدها في حياتها وفكرها، حتى أضحت كالرجل ترى دونية نفسها بصفتها بدهية مطلقة.
2 - إن الجنس النوعي "العوامل البيولوجية" هو بنية ثقافية أيضًا، أنتجها تاريخ طويل من التحيز الذكوري السائد في الثقافة الغربية، الذي وسم المرأة بالخنوع، والضعف، والعاطفية، والرضوخ.
أثر هذان العاملان على المتخيل الأدبي بعامة، وصورة المرأة فيه بخاصة، حضورًا، ونفيًا، وذلك في مسير يعزز سمات الذكورة، وطرائق مشاعرها، ويستقصي الاهتمامات الذكورية في حقول مقصورة على المذكر، وبالموازنة مع هذه الإمكانية، اتسمت المرأة في هذه الكتابات بالهامشية وبالدونية، ونظر إليها بصفتها كمالية ثانوية، ومحلاً لرغبات الرجل، وذلك في أعمال تسهم في تغريب الانثى من جهة، وتساعدها على تبني الرؤية الذكوريةالتي قد تجندها ضد نفسها –دون أن تدري- من جهة أخرى.
هذه من أهم محددات النقد النسوي، وهو نقد يطالب بإنصاف المرأة، ويدعم وعيها، ويعد النقد النسوي بعامة من أهم بيئات الوعي بالتحيز، مدركًا أن قوة النظام الذكوري "تظهر حقًّا في استغنائه عن التبرير، ذلك لأن الرؤية المتمحورة حول الذكورة تفرض نفسها بصفتها محايدة، لا تحتاج إلى التعبير عنها في خطابات تسعى إلى منحها المشروعية"(4).هكذا "يستمد التبرير الاجتماعي الذكوري قوته الخاصة، كونه يضفي المشروعية على علاقة سيطرة بأن ينقشها في طبيعة بيولوجية تمثل هي ذاتها بناء اجتماعيًّا مكتسبًا للصبغة الطبيعية"(5).
هكذا، اهتمت الكاتبة في دراستها هذه بالكشف عن الكيفية المتحيزة التي تُهمّش بها المرأة ثقافيًّا لأسباب بيولوجية، أي لسبب نوعها الجنسي، حيث يتحول هنا البيولوجي إلى ثقافي، ثم يتحول بعد ذلك الثقافي إلى بيولوجي على رأي بيير بورديو". أما أهم تيار في سياقنا هذا يرتبط بمنهج نهاد صليحة، فهو التيار الذي يسمى النقد "الجنوسي" “Gynocriticism” أي النقد الذي يُعنَى على وجه التحديد بإنتاج النساء، من الوجوه كافة بما في ذلك الأشكال الأدبية، والمذكرات والرسائل، وهذا ما نقابله على نحو واضح في هذه الدراسة، والسمة الأولى في هذا الاتجاه هي" تحديد موضوع المادة الأدبية ، والكشف عن سماتها الأنثوية، وعلاقات المرأة في عالم البيت، وفي هذا ما يساعد على تحديد سمات لغة الأنثى، ومعالم الأسلوب الأنثوي في المنطوق، وفي المكتوب، فضلاً عن الكشف عن خصائص الصور المجازية والخيالية في الكتابة النسوية، وهي سمة متنحية في هذه المذكرات، وذلك لاقتناع نهاد صليحة من البداية بأن كاتب هذه المذكرات أو كاتبتها ليس فاطمة سري –نظرًا إلى لغة هذه المذكرات الرفيعة، وأسلوبها البلاغي المتقن، الذي لا يناسب تعليم فاطمة سري المتوسط - أما السمة الثانية في هذا الاتجاه فتتوخى معالجة جزء من التاريخ الأدبي أو الفني للموروث الأنثوي، من أجل الكشف عن تجربة المرأة الذاتية في التفكير، والشعور، وإدراك الذات، وهي سمة اهتمت هذه الدراسة بإظهارها.
تقول نهاد صليحة إن المذكرات التي رسمت صورة لفاطمة سري بصفتها فنانة وأم، بدت لها وكأنها "سيناريو" أحد الأفلام، وفي هذا ما يشير إلى اقتناع نهاد بدايةً باصطناعيتها، وغياب تلقائيتها. فالتّأْريخ الزمني الذي يبدو لنا اليوم طبيعيًا، موضوعيًا، هو في الحقيقة ممارسة ثقافية جدًا. وهذا طبيعي لأنه ينطوي على إيديولوجية معيَّنة عن الزمن (فالزمن "التاريخي" ليس هو الزمن "الأسطوري"): ومجموع الإشارات الزمنية تكوِّن إِذن نسقًا ثقافيًا قويًا (أي طريقة تاريخية لتقطيع الزمن من أجل إضفاء الطابع الدرامي، والمظهر العلمي، والإيهام بالواقع)؛ والنسق السوسيو- تاريخي يُتيح في التلفظ تعبئةَ كلِّ المعرفة المكتسبة طبيعيًا التي لدينا عن زماننا، وعن مجتمعنا ووطننا"(6). وفي هذا ما يؤكد صحة منهج نهاد صليحة في قراءة هذه المذكرات بصفتها عملاً أدبيًّا.
قسمت نهاد تحليلها لنص المذكرات بصفته رواية من خلال وحدتين سرديتين، الوحدة الأولى من السرد تتكون من اللقاء الأول بين فاطمة سري ومحمد شعراوي، ومطاردته لها حتى نجاحه في الزواج العرفي منها، وتتكون الوحدة الثانية من حمل فاطمة سري في ابنتها، والصراع من أجل إثبات شرعية الزواج، وصحة نسب ابنتها لأبيها، وتجدر الإشارة إلى أهمية المكان هنا على مستوى السرد، وهي أهمية لم تولها المؤلفة اهتمامها، فالنسق المكاني هو نسق ثقافي"(7)، والسمة المكانية في هذه الحالة ستصير وظيفة سردية، وستحدد نمطًا ثقافيًّا، ذلك لأن أي نسق ثقافي يحيل على نمط..
ترى نهاد صليحة في الوحدة الأولى في المطاردة(8)، وأنها تتشكل من متتالية من الأحداث، تبدأ بخروج الابن، محمد شعراوي من عالمه الراقي، إلى عالم أهل الفن الأدنى –في نظر طبقته الاجتماعية- متعقّبًا فاطمة سري للحصول عليها جنسيًا، في إطار علاقة تعاقدية مالية جديدة تتقنع بالحب، فهو على استعداد لإغداق المال عليها مقابل الحصول على جسدها"، وهذا تأويل غير دقيق يقوم على الظن، ذلك لأنه قد ينم عن أن فاطمة كان من الممكن أن تبيع جسدها لمن يدفع، وهذا مخالف لسياق الحكاية، ولغرض التحليل ومنهجه النسوي معًا، وربما يحضرنا جاك لاكان هنا في معالجته للحب، وهو يتساءل "ما الحب، في عدد معين من الحالات، سوى تعلق ليبيدوي بموضوع ما، بهدف الإشباع الجنسي المباشر، فإذا ما تمّ هذا الإشباع كانت نهاية التعلّق: إنه الحب الشائع، "الشهواني". لكننا نعلم أن الموقف الليبيدوي لا يتسم على الدوام ببساطة كهذه. ولا شك أن اليقين بأن الحاجة لن تتوانى عن الاستيقاظ مجددًا بُعيدَ ارتوائها بأجل قصير، وهي العلّة الرئيسة للتعلّق الدائم بالموضوع الجنسي ولدوام "حب" هذا الموضوع، حتى في الفترات الفاصلة التي لا يشعر فيها الإنسان بالحاجة الجنسية(9).
لماذا لا نقول إن محمد بك شعراوي قد أحبها، وهناك من الدلائل ما تشير إلى ذلك، من إقراره بأبوته ابنته، إلى اعترافه بأنه يعاشرها –ومازال كما جاء في إقراره الذي كتبه لها- معاشرة الأزواج لأنها على ذمته بعقد عرفي صحيح، بل إنه منعها من الغناء، وفي هذا ما يدل على نيته في التأبيد، أي في استمرار العلاقة كأي عقد زواج رسمي صحيح، ذلك لأنه أحبّ كل منهما الآخر، تقول نهاد: "يتضح من هذا أن السياق الأيديولوجي الذي عاشت فيه فاطمة سري آنذاك، وكتبت مذكراتها في ظله، كان يجعل من خضوع المرأة، وتبعيتها، واحتجابها، شروطًا لحصولها على احترام الجميع، وكان يعاقب المرأة العاملة، -تقصد هنا جاذبية سري أيضًا- التي تنعم بالحرية، والاستقلال المادي، بالاحتقار والتهميش، إذا كانت لا تنتمي إلى الطبقة المهيمنة، أو كان عملها يتسم بالأداء الجسدي أو الصوتي"(10)، وعلى الرغم من أن في هذا التخصيص ما يضعف التعميم الذي أتى بصفته نتيجة في هذا المقطع، فإنه يخالف الرأي الأول.
وقد اشتمل السرد الذي جاء في المذكرات وفق منهج نهاد على جانبين متصلين هما الجانب الذي يختص بالمضمون، أي الوقائع، والصلات المضمرة، التي تربط بينها، والثاني الذي يختص بالشكل، أي الجانب البلاغي، وهما في رأيي غير منفصلين حتى إذا كان ذلك على المستوى الإجرائي، إذ يفترض هذا الفصل مسبقًا أن الجانب المضموني المرتبط بالوقائع –وهو ضرورة سيسرد في إطار لغة- خال من البلاغة، أو أن له معنى محددًا، أو تأويلاً واحدًا، فالشكل والمضمون هنا جديلة واحدة، فهناك مضمون للشكل، وشكل للمضمون. أي أن هذا الفاصل هو في الحقيقة غير حقيقي، وتؤكد المذكرات ما يناوئه. قد يحضرنا لاكان الذي يذهب إلى أن عالم الكلمات هو الذي يخلق عالم الأشياء – ويتم تشويش الأشياء فورًا في عملية التكوين، فالواقعي يكتسب بنيته بقدرة الإنسان على إطلاق اسم عليه. ولا يوجد بين هذه المفاهيم مفهوم أصيل على نحوٍ خاص؛ إن اللغة العامة تلعب دورا بارزا في تقديم كل مفهوم؛ والتباعد بينهما ليس سوى تباعد ظاهري. إنها مفاهيم تؤكد حدود القدرة اللغوية: الواقعي هو ذلك الخارجي بصورة جذرية بالنسبة لسلسلة الدوال. والذات قد تَبْني الواقعي –أو حتى تخلقه– لنفسها، ولكنها لا تستطيع أن تطلق عليه اسمًا(11). وفي هذا كله تكمن بدقة المفارقة في أن اللغة كلها ليست سوى إزاحة كنائية للرغبة. وليس هناك، كما أكد لاكان كثيرا، ميتا- لغة، أو آخر بالنسبة للآخر، أو حقيقة عن الحقيقة(12).
أما زمن الحكاية فزمن كاذبٌ دائمًا؛ من هنا يحق لنا البحث في سياق التعامل مع هذه المذكرات بصفتها نصًّا دراميًّا عن نقيصة "hamartia" فاطمة سري، بطلة المذكرات، التي أدت إلى سقوطها التراجيدي، ليس بصفتها امرأة حقيقية، فمن المحقق انطباق الشروط الثلاثة التي حددها أرسطو هنا على سلوك فاطمة سري البطلة في سياقها الدرامي وهي: الإرادة "wilfullness"، والحرية "freedom"، والإدراك أو المعرفة "knowledge"، كما يتضح من السياق السردي في مذكراتها، لذا كان يجب أن تعاقب، أما المذكرات في حدّ ذاتها فتبئيرُها يقوم على الجزء الخاص بابنتها ليلى ومعركتها لإثبات نسبها من محمد بك شعراوي. ومحور المذكرات الأساس تتماس فيه الحبكة مع ما يسمى الذروة "الكليماكتية (Climactic" (13, حيث يبتديء السياق السردي للمذكرات قريباً من ذروته، مشيراً إلى أهم مواضع توتره، في مقاطع سريعة غير متصلة بتفصيلات على الجانب الكلي. وعلى الرغم من عدم دقة هذه القراءة التي أقدمها لفاطمة سري الآن، فإنها صحيحة إلى حدّ بعيد..
لعل نقيصة "hamartia" فاطمة سري بصفتها بطلة تراجيدية، ومن خلال ما جاء في مذكراتها، ينطبق عليها ما أسماه أرسطو نقيصة سالبة أمام نظام اجتماعي سالب "negative hamartia versus negative social (14) ethos, وكلمة سالبة في هذا التقسيم لا ترتبط بأية كفاءة أخلاقية، بل تشير إلى ما يخالف ما أشرنا إليه من قوانين معتمدة "canons" فالمجتمع فاسد، يقبل أن يستمتع بغناء فاطمة البطلة، وقد يقبل ان يستمتع بها على مستويات أخرى، لكنه لا يقبل منها أن تُحبّ على هذا النحو، وأن ترتبط بمن تحب، فمهنتها مقبولة، لكن حقها في الحب مرفوض، فنقيصة فاطمة سري بصفتها بطلة تراجيدية من منطلق التعامل مع المذكرات بصفتها نصًا دراميًّا هي حبُّها لشخص ليس من بيئتها، وهذا السلوك ليس نقيصة على المستوى الأخلاقي المجرد، لكنه نقيصة على مستوى القانون الاجتماعي المعتمد السائد، إن التباين بين سيكولوجيا الفرد وسيكولوجيا المجتمع أو الجماعة، وهو تباين قد يبدو للوهلة الأولى تباينًا عظيم الأهمية، يفقد قدرًا كبيرًا من حدَّتِه حين يخضع لفحص أدق.
تهتم سيكولوجيا الفرد حقا بالإنسان الفرد وتكشف المسارات التي يسعى بواسطتها للعثور على إشباع دوافعه الغريزية؛ ولكن من النادر وفي ظل بعض الظروف الاستثنائية أن تكون سيكولوجيا الفرد في وضع يجعلها تهمل علاقات هذا الفرد بالآخرين. إن الحياة العقلية للفرد تتضمن شخصا آخر دائما، بصفته نموذجًا، وبصفته موضوعًا، أو مُعينًا، أو خصمًا؛ وهكذا تكون سيكولوجيا الفرد، بهذا المعنى الموسَّع للكلمات، والمبرَّر تماما، سيكولوجيا المجتمع أيضا في الوقت ذاته (15).
ومن الأسئلة التي شغلت الكاتبة وشكلت عبئًا منهجيًّا على الدراسة، سؤال صحة الوقائع التي وردت في المذكرات، وحقيقتها، فقد حاولت المؤلفة جاهدة التثبت من صحة ما جاء في المذكرات، ذلك بالإضافة إلى رغبتها في إكمال القصة عبر التقصي التاريخي لتفصيلات لم ترد في المذكرات، وقد أقرت بأن الأمر لم يكن هينًا، هذا فضلاً عن كونها باتت تعتقد في استحالة التيقن من صدق ما جاء في هذه المذكرات، لقد تعاملت نهاد صليحة مع تاريخ هذه المذكرات من مفهوم الحقيقة، والحقيقة معنى وافر، وشامل، منجز وملآن، أو هكذا يبدو على أقل تقدير، وعلى الرغم من وجاهة فكرة التعامل مع النص بصفته نصًّا سرديًّا، أو نصًّا روائيًّا، فإن نهاد بحثت عن حقائق خارج هذا النص، أي ان منهجها في جزء الإطاري يختلف مع منهجها في جزئه الثاني، وكان من الأفضّل أن يكون التحليل متوجهًا مباشرة إلى مذكرات فاطمة سري بصفتها نصًا سرديًا قصصيًّا ودراميًّا، دون الكلام عن الحقائق! وهي ما كان كفيلا بخلق ميزة خاصة لهذه الدراسة, تبتعد عن التحليل التقليدي.
ربما كان لاكان هنا مهمًا بقوله "لقد عوَّدَنا تاريخُ القراءة أن نفترض– عادةً، ودون شكٍّ– أن القراءة هي العثور على المعنى، وأن التفسير لا يمكن أن يتأسس إلا على ما له معنى. ويكشف تحليل لاكان للدال فرضية جديدة تماما، فرضيةً جاءت نتيجة، منهجية ومنطقية نافذة البصيرة" لاكتشافات فرويد: إن ما يمكن قراءته (وربما ما يجب قراءته) ليس المعنى ولكن الافتقار إلى المعنى؛ إن الدلالة لا تكمن في الوعي، لكنها تكمن، بصورة خاصة، في تمزُّقِه؛ فيمكن أن يُحَللَ الدال بواسطة تأثيره، دون أن نعرف مدلوله؛ إن الافتقار إلى المعنى، والانقطاع في سياق الفهم الشعوري، يمكن تفسيره"(16)، فما يقتضي التحليل هو إلحاح غير المقروء في النص. فأنا أتَّبع قواعد اللاشعوري وأقول الحقيقة حين أحذف الأجزاء الأساسية من الدليل وأنا أعبِّر عن حالتي(17)، وفي هذا ما كان يجب أن يبعد المؤلفة من البداية عن سؤال الحقيقة، أو ما يسمى كذلك، وهو الزيغ الذي كان يجب أن يتفاداه منهج هذه الدراسة الشائقة..
بحثت نهاد عن حقيقة ما حدث من خلال السؤال، والتقصي، وجمع المادة، وهو مجهود واضح، لكنه في رأيي أبعد الكاتبة عن منهجها في جزئها الثاني، وهذا ما اكتشفته نهاد صليحة بحسها المنهجي بعد ذلك، على نحوٍ دفعها إلى الفصل بين الجزئين؛ تحليل الأخبار للبحث عن الحقيقة والوقائع من جهة، في الجزء الأول الذي أسمته الإطار، وتحليل المذكرات بصفتها سردًا وهي كذلك حقًّا، في القسم الثاني من الكتاب، وقد ذكرت الكاتبة بعد هذه الملاحظات المنهجية إنها ستقرأ المذكرات من مفهوم تفكيكي! وهي تعلم أننا لو اتفقنا على أن التفكيكية ترتبط بوشائج قوية بتيارات ما بعد الحداثة، فإن هذا يفرض عليها الاهتمام بخصوصية كل حادثة ماضوية على حدة، على نحو يزيل الفرق بين الحوادث، والحقائق، وهذا ما يجعل هذه الكتابات تتعامل مع التاريخ، والمذكرات الشخصية جزءًا من هذا، بصفته حدثًا، لا حقيقة، على نحوٍ يُكسِبُ التاريخ صفة القص، من أجل هذا دفعَ هذا الاتجاهُ الحدودَ بين التاريخ والقص إلى مساحات بينية غائمة، وهذا ما أكدته الكاتبة، بعد ذلك، وكانت على وعي متفاوت به(18)، وهي تقول سأتعامل مع هذه المذكرات في الجزء الثاني بوصفها نصًّا سرديًّا، ثم تقول(19)، و "سأحاول رصد بعض التقنيات، واستراتيجيات السرد المستخدمة، في هذا النص للتأثير على القاريء، والتي تحوله من شهادة، أو وثيقة جافة إلى نص روائي"، وهذا ما يدفعنا إلى الإشارة إلى الملاحظة الثانية على هذه الدراسة وهي التفرقة التي كانت واجبة بين مصطلحات ثلاثة، كنت أرى أن تناول الكاتبة لها سيكون مهمًا في إطارها التحليلي من جهة، وسيكون كاشفًا لمنهجها من جهة أخرى، وذلك من خلال تناولها لقصدها المفهومي عن الرواية والسرد والقصة، والحبكة، ذلك لأنها تعبيرات أتت على نحو متفرق في أثناء الدراسة، وكان إيضاح القصد من كل منها –وصلاً وفصلاً- مهمًا نظرًا إلى عشرات التعريفات المتداولة في الخصوص، وذلك للتفريق بين السرد بصفته الفعل السردي للراوي، ويقصد به الفعل الواقعي أو الخيالي الذي ينتج الخطاب، أي واقعة روايتها بالذات(20). و"القصة بصفتها الأحداث التي وقعت، وهي مجموع الأحداث السردية"، ثم الحكاية "بصفتها نتاج هذا الفعل الذي من شأنه أن يبقى بعده في نص مكتوب. أو في تسجيل"...إلخ. فهذا المتبقي بعد الحكاية هو وحده الذي يسمح بحسبان الحكاية لاحقة بالسرد، في تحققها الأول الشفهي أو المكتوب، إذ تدل الحكاية على الخطاب المنطوق، ويدل السرد على الوضع الذي ينطق به فيه(21)، فهي الخطاب الشفهي أو المكتوب الذي يرويها، وهذا تمييز مقبول حاليًا عند أغلب الباحثين، فليست كل حكاية أدبية متخيلاً محضًا.
وتجدر بي الإشارة إلى جانب آخر مهم في هذه المذكرات يحتاج إلى تناول منفصل، لا مكان له هنا، وهو ما تستثيره هذه الدراسة مما يسمى في علم النفس التحليلي استجابات التحويل، حيث يعدّ الأشخاص المحبوبون، والزعماء السياسيون، وممثلو السلطة، والأطباء والأساتذة، والفنانون، والرجال المشهورون، بصورة خاصة، أناسًا قادرين على تحريك استجابات تحويلية(22). وتكون استجابات التحويل، بصورة جوهرية، غير شعورية، رغم أن وجهًا من وجوه الاستجابة يمكن أن يكون شعوريًّا.
أما أهم ما نحصل عليه في هذه الدراسة فهي فكرة معالجة هذه المذكرات بصفتها عملاً أدبيًّا، لقد حاولت د. نهاد صليحة من خلال تحليلها أن تكشف عن سيطرة ما يسمى القانون المعتمد “canon” الذي يمثل مجموع النصوص، أو الأعمال المعتمدة ضمن تراث محدد، وفي حقل من حقول المعرفة، بصفتها نصوصًا منضبطة ضمن معايير، وقيم.."(23)، وهي بهذا السلوك التحليلي والمنهجي تقف ضد ما حكم طويلاً انتقاء الأعمال الأدبية، وهمش ما عداها، لصالح تراث من المعايير الذكورية والعرقية، والسياسية السائدة. وليس من شك في أن تشكل المعتمد أو القانون على نحو عام قد قام في الثقافتين العربية والغربية على تحيزات إثنية، وجنسية وطبقية (24). فهل يشير الدرس الذي تطرحه مذكرات فاطمة سري إلى أن من يحب أكثر، يتألم أكثر!

(1) انظر: نهاد صليحة.، المرأة بين الفن والعشق والزواج: قراءة في مذكرات فاطمة سري.، (القاهرة: دار عين للنشر والتوزيع.، 2008).، ص ص.، 13- 47.
(2) انظر: نفسه.، ص ص.، 47- 72.
(3) ميجان الرويلي، سعد البازعي.، دليل الناقد الأدبي.، ط. 3.، (المغرب: الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي.، 2002).، ص.، 331.
(4) بيير بورديو.، السيطرة الذكورية.، ترجمة، أحمد حسان.، (القاهرة: كتاب العالم الثالث.، 2001).، ص.، 22.
(5) نفسه.، ص.، 31.
(6) رولان بارت.، التحليل النصي: تطبيقات على نصوص في التوراة والإنجيل والقصة القصيرة.، ترجمة وتقديم، عبد الكبير الشرقاوي.، (المغرب: الدار البيضاء، منشورات الزمن.، 2000).، ص.، 111.
(7) رولان بارت.، مرجع سابق.، ص.، 38.
(8) نهاد صليحة.، مرجع سابق.، ص.، 50.
(9) سيغموند فرويد.، علم نفس الجماهير وتحليل الأنا.، ترجمة وتقديم، جورج طرابيشي.، (بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، رابطة العقلانيين العرب.،2005).، ص.، 29.
(10) نهاد صليحة.، مرجع سابق.، ص.، 31.
(11) جاك لاكان، وإغواء التحليل النفسي.، إعداد وترجمة، عبد المقصود عبد الكريم.، مراجعة وتقديم، جابر عصفور.، (القاهرة: المشروع القومي للترجمة، المجلس الأعلى للثقافة.، 1999).، ص.، 96.
(12) نفسه.، ص.، 112.
(13) See: Edwin Wilson., The Theater Experience., (New York: McGraw-Hill., 1980) ., pp., 254- 61.
(14) See: Augusto Boal., Theater of the Oppressed., (New York: Urizen Book., 1997)., pp., 43- 5.
(15) جاك لاكان وإغواء التحليل النفسي.، مرجع سابق.، ص.، 363.
(16) انظر: نفسه.، ص ص.، 242- 3.
(17) نفسه.، مرجع سابق.، ص.، 114.
(18) نهاد صليحة.، مرجع سابق.، ص.، 17.
(19) نفسه.، ص.، 64.
(20) جيرار جينيت.، عودة إلى خطاب الحكاية.، ترجمة، محمد معتصم.، (المغرب: الدار البيضاء.، 2000).، ص.، 13.
(21) نفسه.، ص ص.، 14- 5.
(22) انظر عن مفهوم التحويل وأنواعه: رالف. ر. غرينسون.، فن التحليلي النفسي وممارسته.، جـ. 1.، ترجمة، ميخائيل أسعد.، وعبد الرزاق جعفر.، (بيروت: منشورات دار الآفاق الجديدة.، 1988).، ص.، 193.
(23) ميجان الرويلي، سعد البازعي.، مرجع سابق.، ص.، 234.
(24) See: Harold Bgoom.، The Western Canon: the Books and Schools of the Ages.، (New York: Riverhead.، 1994).




#علاء_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة ميتا- نقدية في كتاب -في نظرية الأدب: محتوى الشكل، مساه ...
- عن التاريخ وشيماء وأدهم الشرقاوي
- سلطة النوع, وقبول الآخر -عن التحديق إلى الذات الأوروبية- (4- ...
- سلطة النوع, وقبول الآخر -عن التحديق إلى الذات الأوروبية- (3- ...
- سلطة النوع, وقبول الآخر: -عن التحديق إلى الذات الأوروبية- (1 ...
- سلطة النوع, وقبول الآخر -عن التحديق إلى الذات الأوروبية- (2- ...
- السرقات العلمية وخطورتها
- المسرح العربي, ونقد خطاب التأصيل
- في المسرح العربي والتأصيل
- في المسرح العربي وخطاب التأصيل
- في نفي وجود الدراما في التراث العربي
- جائزة نوبل للآداب: -في نقد المركزية اللغوية الغربية-
- الترجمة والتعريب
- اللغة والقوة
- في الهوية القومية والهوية الفردية
- الترجمة الآلية وتأثيراتها 2-2
- الترجمة الآلية وتأثيراتها 1-2
- الإيقاع في قصيدة النثر 3 /3
- الرقابة بين حريتين؛ الجميل والقبيح
- الإيقاع في قصيدة النثر 2 /3


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - علاء عبد الهادي - قراءة ميتا- نقدية في كتاب: (قراءة في مذكرات فاطمة سري، ودراسات أخرى) لنهاد صليحة.