أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن














المزيد.....

في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن
جعفر المظفر
قال بوتِن أنه ذاهب إلى سوريا لأجل تحقيق هدفين أساسيين, أولهما حماية الدولة السورية وثانيهما القضاء على الإرهاب ولم يقل إنه ذهب إلى هناك لحماية بشار الأسد, أي حماية السلطة السورية ممثلة برئيسها.
ليست هناك مشكلة كبيرة في تحديد قوى الإرهاب الأساسية على الساحة السورية .. لدينا داعش وجبهة النصرة (القاعدة) ومجاميع صغيرة يمكن أن تدرج في نفس الخانة.
إن من حق الدول أن تحارب الإرهاب على أراضيها أو في أراضي دولة أخرى إذا ما تم إستدعاءها بطلب من حكومة تلك الدولة, وروسيا لم تفعل غير ذلك, اي أنها من الناحية القانونية الدولية أكثر إنسجاما مع مفهوم الشرعيات السياسية المتفق عليه والذي يمثله النظام الحاكم للدولة طالبة النجدة. بل لعلها من ناحية قانونية أكثر تجسيدا لمعنى الشرعية الدولية من الغرب نفسه الذي يتدخل في شؤون الساحة السورية مستظلا بشرعية (أخلاقية مطاطة) ذات قيمة إعتبارية وليست قانونية.
معنى ذلك, إذا إتفقنا على قانونية التدخل الروسي في سوريا المستهدف تحقيق أمرين منفصلين: القضاء على (الإرهاب) من جهة وحماية (الدولة السورية) من جهة أخرى, معناه: إطلاق سراح يد روسيا في محاربة كل (أعداء) الدولة وليس محاربة قوى الإرهاب لوحدها. لكن عندما يمتد القصف ليشمل فصائل غير مصنفة على خانة قوى الإرهاب كالجيش الحر مثلا فسنكون بحاجة للتمييز القانوني بين مفهوم الدولة ومفهوم السلطة: أين يلتقيان وأين يفترقان, بين معنى النظام والحكومة من جهة ومعنى الدولة من جهة أخرى, وأن نعثر على التعريف الدقيق لمفاهيم أساسية تضم معنى الشرعية القانونية التي تمثلها الدولة القائمة وفرقها عن الشرعية الأخلاقية التي قد تمثلها قوى الثورة المعادية لتلك الدولة, ومن منهما الأوفر حظا في عالم الشرعيات السياسية. حتى هذه اللحظة نجد أن نظام بشار ما زال يمتلك شرعية تمثيل الدولة السورية في المحافل الدولية وفي المقدمة منها منظمة الأمم المتحدة. تجميد عضويته في الجامعة العربية لا يعني سحب الإعتراف به عربيا كما أن الدول من خارج هذه الجامعة غير ملزمة بالمرة بقرار التجميد. ولهذا فإن الإعتراف بشرعية طلبه النجدة الروسية يعني في مضمونه الإعتراف بشرعية قصفه لكل القوى التي تقاتل ضد الدولة السورية الممثلة بنظامها الذي ما يزال العالم يعترف به رسميا.
لم أكن يوما مع نظام بشار الأسد دون أن يعني ذلك إنني أتعاطف مع خصومه من خارج الطبيعة الأخلاقية للثورة التي فقدت قيمتها الأخلاقية من خلال عامل التدخل الأجنبي وتصاعد هيمنة الإرهاب. أما الحقيقة الأكثر وضوحا فهي تلك التي تقول أن الشعب السوري هارب من كليهما : النظام وخصومه, وإذا ما إتقنا على دكتاتورية النظام وقسوته ودمويته فإن البديل المطروح لا يبدوة أقل وحشية ودموية بما يعني أن الإحتكام في النهاية يجب أن يتأسس على إعتبارات قانونية مجردة لا تتداخل مطلقا مع الإعتبارات الأخلاقية التي نجد أنفسنا منحازين إليها في وجه جميع الطغاة.
إن التعاطي مع المسميات والأحكام والمواقف القانونية, سواء أدت بالنهاية إلى إنحياز, ولو نسبي, لهذه المجموعة أو تلك, لا يعتمد مطلقا على ولاءات عقائدية أو أخلاقية أو محاباة شخصية, وإنما هو يخضع إلى ويتأسس على تعريفات تتفق المنظومة الدولية على مشروعيتها القانونية. ولا أعتقد أن المُشَّرِع الروسي كان جاهلا بالمشروعيات القانونية التي تأسس عليها التدخل العسكري, لا بل إنني أراه, من هذه الناحية بالذات, أكثر إنسجاما مع النظام الدولي الحالي من خصومه على الساحة السورية. فإن كانت هناك عِلَّة فلنبحث عنها في القانون الدولي وليس في القرار الروسي.
أما إذا دخلنا في حالة المقارنات فسوف ندخل مباشرة في مساحة قَرَف الإزدواجيات وعفوتنها الخانقة. هنا سنكون عاجزين عن فهم لماذا يكون من حق دول الخليج أن تتدخل في الساحة اليمينة إعتمادا على طلب من رئيسها الشرعي منصور عبد ربه ولا يجوز لروسيا ان تتدخل بطلب من رئيس سوريا الشرعي بشار عبد ربه. ولماذا كان جائزا أصلا لأمريكا وحلفائها (الخليجين, مثلا) إقتلاع الدولة العراقية من جذورها والإطاحة برئيسها صدام حسين, على الرغم من أنه كان أيضا عبد ربَّه.
هناك مثل عراقي يقول (اللي ما يفتح زنبيله .. مَ حَدْ إيعَبيلَة) وهذا المثل قريب في المعنى لحكمة أبي الأسود الدؤلي ( لا تنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم), وفي ظل الوضع السياسي العربي الراهن فإني أراه يستقيم مع القول ( لا تنه في سوريا عن ما تفعله في اليمن).



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناسخ والمنسوخ ... حل أم معضلة
- شرف ما بين النهرين وشرف ما بين الفخذين
- ثقافة الدولنة ونظرية المؤامرة والموقف من قضية الهجرة
- العبادي ليس راسبوتين العراق وعصاه ليست قادرة على أن تخلق الم ...
- في مشيغان ... من أجل أن لا يسيل الأحمر العراقي
- عن الحشد الشعبي .. حذاري من التعميم والتعويم ومطلقات التقييم ...
- دوار الفئران وقصة الإصلاح العبادية.
- شهيد الجرف المالح
- الدعوة لتشكيل قيادة موحدة وعلنية للتظاهرات
- علمانية طهران ضمانة لعلمانية بغداد
- في الدين والسياسة والميكافيلية
- تقرير لجنة الزاملي الخاص بضياع نينوى
- رسالة من الجماهير العراقية في فرجينيا وواشنطن العاصمة
- المالكي في ضيافة خامنئي
- الإصلاح , إيمان به أم من أجل منع الإنفجار.
- حينما يدخل الميل في المكحلة ستثبت الرؤيا ويقوم الدليل
- أزمة الكهرباء هل هي أزمة تقنية أم أزمة سياسية
- الطائفية الرقمية
- المالكي والسعودية
- العدو الآجل والعدو العاجل .. تركيا وداعش إنموذجا


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في سوريا .. لا تنه عن أمر تفعله في اليمن