أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - عام مع الشوق














المزيد.....

عام مع الشوق


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 11:24
المحور: سيرة ذاتية
    


حين ختمت قصيدتي دار سعدى في العام 2003 بقولي:
-
يا دارَ سُعدى إذا ما البعدُ غالبَني
غالبتُهُ باشــتياقي أنْ أراكِ غـَـدا
-
لم يخطر ببالي، أن يوما سيأتي وأعيش بعده البُعدَ والغربةَ، ولا أدري هل هي نُبوءَةٌ أو هو حلم ذلك الذي قلته في ختام القصيدة؟ وأيا كان قولي نُبوءةً أو حلماً فقد تحقق وما كنت أتمنى ذلك.
-
اليوم يكون الحَوْلُ قد اكتمل.ففي صباح السادس من تشرين الأول من العام الماضي ودعت مدينتي هيت، واودعت فيها كل أيامي وسنين عمري وذكرياتي وكتبي.في ذلك الصباح لم أستمع الى زقزقة العصافير، ولا إلى تغريد ذلك البلبل الذي بنى عشه على احدى شجرات حديقتي فكان موطنا آمناً له، لم اسمع تلك الزقزقة ولا ذلك التغريد، كون العصافير والبلابل قد (قتلت) بقصف همجي لدار جاري ابي حسين في الليلة التي سبقت ذلك الصباح.
-
كم هو حزين الصباح الذي تستيقظ فيه لتجد بيتك نصف مدمر، وانت بانتظار ساعة لم تكن تفكر بها من قبل. لم يخطر حينها قول شاعر،أو نحيب باكٍ في الوداع، لأنني لم أجد من استطاع منهم أن يصور الحالَ التي كانت.
-
أعزُّ من ودعتهم في ذلك الصباح هم جيراني الذين سكنوا في (مقبرة الشيخ أحمد) التي لا تبعد عن بيتي سوى خطوات معدودة ، ودعتهـم حاسدا بقاءهم في الأرض الطيبة التي احتضنتهم. قلت لهم: طوبى لكم البقاء في أرض ستحفظ لكم كرامتكم يا من حفظتم لها كرامتها.
-
وابتدأ مشوار الرحلة الطويلة، في شوارع كانت خالية صامتة، حتى من منبهات الصوت لقوافل سيارات الهاربين من الخوف ومن الموت؛ في طريق مرّوا به أكثر من مرة فرحين مستبشرين عند ذهابهم وإيابهم من عمل أو زيارة، أو في زفة عرس أو توديع حبيب.
-
كل شيء كان غريبا في ذلك اليوم،وأغرب ما فيه هم أولئك الغرباء الملثمون الفرِحون بـ(هجرتنا) الإجبارية وبالسطو على مدينتنا.
-
عام مضى وفي القلب لوعة وفي النفس حاجات وفيكم فطانةٌ. عام تفرّق فيه شمل الأهل والأصدقاء والأحبة ، ليعيش كل منهم الغربة في مدن شتى. منهم من وجد ملجئه في دار مستأجرة أو هيكل بناية،أو مدرسة، أو بقايا بيت مهجور، أو خيمة ممزقة أو كرفان بائس، يعللون النفس بأمل العودة الى حيث مدينتهم التي أحبوها بعد أيام أو أسابيع، ولكنَ الأيامَ صارت شهورا، والأسابيع صارت عاما، وأتمنى ألا تصير أعواما.
-
أقولُ لكم ما قلته ذات يوم، فاحفظوهُ واكتبوهُ، ولكم مني التحية والسلام:
-
قولي أُحبك واحْمِلي
اسمي على صدركِ عِقداً مِن ذهبْ
طرزيهِ عطريهِ
لونيهِ واختميهِ باللقب ْ
اكتبي الهيتيَّ أصلاً ونسبْ
فهي عندي خيرُ أمٍ
وهي عندي خيرُ أبْ
اكتبيه بيتَ شعرٍ
في دواوين ِالعربْ



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مثل هذ اليوم (سقطت) هيت
- الغُربة
- الحنين
- يا عيدُ عُدتَ
- الناقد الفذ يوسف نمر ذياب الهيتي
- غازي الكيلاني، ون..! والأخريات
- علم من مدينتي ، صبري نصيف جاسم الحمداني
- الطبيب الإنسان وليد عبد الحميد الهيتي
- غازي أحمد الردام
- الشيخ عمر رمضان الهيتي
- لا تأتِ يا عيدُ
- الدكتور ثابت نعمان الهيتي
- بعيدا عن السياسة قريبا من الدين
- اتقوا الله واصرفوا رواتب النازحين
- الى نقابة المحامين مع التحية
- الوطنية يا وزارة الكهرباء
- قراءة في وثائق ويكيليكس
- رحلة الأعيان بين واشنطن وطهران
- من هو المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار صهيب الراوي؟
- رحم الله أبا الطيب


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - عام مع الشوق