أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين يا معارضة سورية















المزيد.....

لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين يا معارضة سورية


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين يا معارضة سورية

حصاد الأمس:
بصراحة فقدتُ ثقتي بحصافة ووطنية معظمكم، يا معارضة سورية، وبالأخص الإئتلاف الوطني السوري، يوم سَلَّمتم قضيتكم بيد حكام السعودية وقطر وحكومة أردوغان، ويوم عوّلتم على تدخل عسكري أمريكي، وبالتالي سلمتم أمركم بيد الإرهاب. ما علاقة هؤلاء الحكام بالديمقراطية التي تدّعون النضال من أجلها؟ وما هي جدية أمريكا في التدخل العسكري، يوم أعلنها صراحة، بعد أيام من إندلاع الأزمة السورية، أمين عام الحلف الأطلسي في حينه (راسموسن) قائلاً إن الحلف لا يستطيع التدخل في سوريا على غرار ما فعله في ليبيا بسبب الكثافة السكانية في سوريا!!!
كان عليكم أن تدركوا أن ذلك كان يعني إستحالة التدخل العسكري من جانب الحلف أو أمريكا في سوريا لا للسبب الذي ساقه (راسموسن) بل لسبب آخر تماماً وهو عقبة الحلف الإستراتيجي غير المكتوب بين سوريا والإتحاد السوفييتي والمعترف به من قبل أمريكا منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد حتى أن القوات الإسرائيلية كانت على بعد (17) كيلومتراً من دمشق في حرب عام 1967 ولم تجرؤ على إطلاق قذيفة واحدة بإتجاه دمشق لأن القرار لم يكن بيدها بل بيد واشنطن. للعلم فإن روسيا الإتحادية ورثت، بشكل رسمي، جميع مسؤوليات الدولة السوفييتية السابقة.
زاد الخداع الذي مارسه الحلف الأطلسي في ليبيا (حيث إدعى الحلف أنه أراد حماية المدنيين ولكنه أطاح بالنظام الليبي) من شكوك روسيا الإتحادية حيال تحركات "الحليف" الأمريكي لذا منع الروس والصينيون تمرير أي قرار مماثل عبر مجلس الأمن لتغيير أوضاع سوريا السياسية من الخارج.
كان بإمكانكم، يا معارضة، قراءة المواقف بصورة صحيحة وتجنبون وطنكم وشعبكم شرور المؤامرات المدمرة. ولكنكم كنتم مهووسين بأمل أن السوبرمان الأمريكي سيأتيكم بعد الظهر لإسقاط النظام إذا تظاهرتم في الصباح حين إكتشفتم على حين غرة أن بشار الأسد علوي!!! هو أمل ساذج ترتب عليه تدمير سوريا وهو المقصود لا أكثر ولا أقل وأنتم الملامون أولاً لأن كل الخراب جرى بإسمكم. العراق حالة مختلفة تماماً*.
كان بإمكانكم، يوم وضح لكم أن الجيش وجهاز الدولة السوريين بقيا متماسكين حتى لحظة دخول حكام السعودية وقطر وتركيا على الخط (ولحد الآن) وبدأت تلك الحكومات تتحكم بمسار نشاطاتكم ومواقفكم – أن تنهجوا طريق التعقل والوطنية وتتعاونوا مع الأمم المتحدة ومصر والجزائر وروسيا والصين من أجل حل سلمي يتم التوصل اليه مع الحكومة السورية. لكنكم سرتم بالطريق العنفي ولا مبرر لكم حتى لو صح إتهامكم للنظام السوري بكونه البادئ في إستخدام القوة.
لا تكرروا الخطأ الفادح:
حققت أمريكا وإسرائيل ما تريدانه، حسب المتاح، في سوريا وهو تدمير البنية التحية وتمزيق النسيج المجتمعي وتمزيق العرب على أسس طائفية. لذا لم تستطع أمريكا أن تقف بوجه التصميم الروسي على تدمير داعش وجبهة النصرة بعد أن أصبحتا خطرتين على سلامة العملاء في المنطقة وخارجها، وبعد أن فشلت أمريكا فشلاً ذريعاً في إقناع الراي العام في كل مكان في العالم بأنها جادة في محاربة داعش، وبعد أن فشل المشروع الأكبر من داعش وهو إحداث تغيير سياسي جوهري في العراق، وبعد أن تلاشى الأمل في إطاحة الدولة والجيش السوريين وتقسيم العراق وسوريا والقضاء على الدولة الوطنية فيهما، وبعد أن فشل العدوان السعودي على اليمن الصامد الشجاع الذي أثبت مرة أخرى أنه مقبرة الغزاة، وبعد أن سيطرت مصر والجزائر وتونس على النشاط الإرهابي فيهما، وبعد أن تمادت إسرائيل في إضطهاد الشعب الفلسطيني وهضم حقوقه وتوسيع المستوطنات وإبتلاع القدس وأماكن العبادة المقدسة للمسيحيين والمسلمين وخاصة المسجد الأقصى دون كلمة واحدة عن هذا الموضوع الخطر في كلمة أوباما أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي طفحت بالعواطف الإنسانية الجياشة حيال الشعوب المضطهدة!!!!
لكن الأمريكيين يأملون في مزيد من الكسب بالطرق "الناعمة" وبإسمكم ولكن على حساب روسيا هذه المرة وذلك بمحاولة خلق أفغانستان جديدة لروسيا على غرار ما فعلته مع الإتحاد السوفييتي هناك أي تأجيج صراع بين المسلمين والروس على الأرض السورية.
هنا أود تنبيهكم، يا معارضة سورية، ألا تُخدعوا مرة أخرى لأنكم ستوضعون في خانة الخونة إذا مرت عليكم الألاعيب الأمريكية ثانية.
أمريكا لا تريد المواجهة العسكرية مع روسيا حسب تصريحات الحكومة الأمريكية وجميع المحللين السياسيين الأمريكيين ممن ظهروا في فضائية الحرة؛ بل إن أمريكا، بتقديري، لا تريد المواجهة العسكرية لأن ذلك يعني حرباً عالمية (كما توقع هنري كيسنجر قبل سنين) وأمريكا في حال بائس لا تحسد عليه بسبب خباثة أهدافها مما ألحق بها الفشل وترك جبهتها السياسية الداخلية والأوربية والعالمية مبعثرة؛ ووحدة الجبهات شرط لازم للإقدام على حرب.
لذا بدأت أمريكا بالتلويح لكم لدفعكم إلى القيام بنشاطات معينة على أمل مساعدتكم. أتى ذلك التلويح على هيئة "توقعات" لكنه في واقع الحال "حثٍّ" لكم على السير في طريق الهلاك دونما دعم حقيقي. إنه مجرد توريط.
إنهم يقولون:
- روسيا لا تضرب داعش بل المعارضة ... أي إن روسيا عدوتكم فقاوموها!!
- روسيا ستدفع المعارضة الى أحضان داعش ... أي التحقوا بداعش وجبهة النصرة ولديكم العذر ومنا التغطية الإعلامية!!!
- إن أمريكا لم تدرس بعد مسالة تزويد المعارضة بصواريخ ضد الطائرات تحمل على الكتف ... أي هناك إمكانية أن نزوكم بتلك الصواريخ!!!.
- إن استراتيجية روسيا في سوريا فاشلة ..... أي إن النجاح حليفكم "كما كان في المرحلة السابقة"!!!!
- الطائرات الروسية خرقت المجال الجوي التركي (قال الروس: لمدة ثانيتين فقط وفي ظرف جوي سيء!!!!) فاجتمع الحلف الأطلسي وهدد أردوغان وعربد هذا وذاك ..... كلها "بلتيقات" للتنويه لكم بأن أمريكا ستعلن الحرب على روسيا فلا تقلقوا وأمضوا في طريق "الجهاد" وتخريب سوريا!!!
لذا ومن دون إطالة، تفاهموا، أيها المعارضون السوريون، مع الحكومة الشرعية برعاية الأمم المتحدة ومصر والجزائر وتونس ولا تحلموا في إطاحة النظام الذي بقي صامداً بشعبه وجيشه وجهاز دولته في وجه أقذر مؤامرة دبرت ضد وطنكم سوريا بسبب موقفها الصلب من إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية لا أكثر ولا أقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): كنتُ وماأزال معارضاً للدفاع عن النظام بالضد من التدخل الأمريكي في العراق عام 2003 لإطاحة النظام البعثي العراقي الطغموي لأن ذلك النظام مارس سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية وإقترف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وإستغل أموال النفط أبشع إستغلال ولم يعد قادراً على الإطاحة به سوى الله أو أمريكا التي أنقذته من ثورة الشعب العراقي في ربيع عام 1991 حين سقطت 14 محافظة بيد الثوار.
أسقط الأمريكيون، بقيادة المحافظين الجدد، النظام العراقي لأهدافهم هم المتمثلة بالسيطرة على منابع البترول للي أذرع الجميع ليقبلوا بقاء أمريكا القطب الأوحد في العالم بعد تفكك الإتحاد السوفييتي وتوقف الحرب الباردة.
كان المعارضون العراقيون على ثقة بأنهم قادرون على إخراج القوات الأمريكية واسترجاع استقلال وسيادة العراق بدون عناء. وهنا يختلف الوضعان العراقي والسوري وفق الإعتبارات التالية:
- على الرغم مما يبدو ظاهراً من تشتت الشعب العراقي وطغيان الفوضى في حياته، إلا أن الشعب العراقي في الحقيقة موحد ومنضبط في الأمور الإستراتيجية وذلك لثقة معظم الشعب بمرجعية النجف الدينية الوطنية ومرجعية كردستان القومية الوطنية.
لذا إستطاع العراقيون إخراج القوات الأمريكية بيسر واسترجاع الآستقلال والسيادة الوطنية دون منح أمريكا أي إمتياز نفطي أو عسكري وذلك لأن المرجعية في النجف قادرة على إنزال (20) مليون عراقي الى الشوارع للعصيان المدني عند الضرورة مثلما دعت المرجعية الى الجهاد الكفائي فتشكل الحشد الشعبي لحماية العراق وديمقراطيته من وحوش داعش ومن وراء داعش ومن ركب المطية داعش.
هذا غير متوفر في سوريا.
- إن هناك فرق لا يقاس بين الحزبين الحاكمين في العراق وسوريا رغم أنهما بإسم واحد "حزب البعث العربي الإشتراكي". النسخة العراقية من الحزب كانت ذراعاً من أذرع رأس النظام الفردي القمعي الهمجي.
- على عكس جيران سوريا، فإن العراق تجاوره إيران ولها مصلحة في أن يكون العراق مستقراً ديمقراطياً بعيداً عن الإنخراط في التكتلات المعادية لها.
- العراق بلد نفطي غني يستطيع الصمود بوجه مؤامرات الحصار الإقتصادي.



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرُّروا قانون الحرس الوطني
- هل حقاً لم تكن لأمريكا إستراتيجية في سوريا والعراق؟
- لماذا -جيش المالكي الصفوي- أصبح -جيشنا- ... بعد -الحشد الشعب ...
- -فذكِّر إنما تنفعُ الذكرى-
- الوحدة والشرعية الديمقراطية خير من الشرعية الثورية
- يا أسامة من هو النكتة السمجة أنت أم ويكيليكس؟!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/5!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/4!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/3!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/2!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/1!!!
- ماذا يريد العثمانيون الجدد من العراق؟
- أسعفوا صباح كرحوت الخلبوسي بجرعة وطنية وكرامة!!
- كنتُ على وشك المطالبة بمحاكمة الفريق عبد الوهاب الساعدي!!
- القوميون المزيفون كشفتهم فلسطين وسوريا واليمن
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...
- النائب مطشر السامرائي يكشف حقيقة الموقف من الحشد الشعبي
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين يا معارضة سورية