أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - : كان إبن خلدون في مصر، فهل كانت مصر في إبن خلدون ؟















المزيد.....


: كان إبن خلدون في مصر، فهل كانت مصر في إبن خلدون ؟


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ق2 ف4
ابن خلدون مختلف عن الفقهاء والرحالة المغاربة القادمين لمصر
كتاب مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية
القسم الثاني : قراءة في مقدمة إبن خلدون
الفصل الرابع : كان إبن خلدون في مصر، فهل كانت مصر في إبن خلـدون ؟
ابن خلدون مختلف عن الفقهاء والرحالة المغاربة القادمين لمصر
أولا :
1 ــ " مصر " – أقدم وطن وأقدم دولة في الوجود – لها مكانة خاصة لدى الرحالة المغاربة في العصور الوسطى ، ويتضح هذا من خلال ما كتبه إبن جبير وإبن بطوطه وإبن ظهيره والعلوي. وكانت مصر هي المحطة الأثيرة لديهم وهم في طريقهم للحج ، وكان يطول توقفهم فيها ، ويتشابه تعبيرهم عنها ودهشتهم من عمائرها وسكانها ، بل ربما تتشابه خطواتهم إلى الأماكن " السياحية " التي يزورونها في مصر ، وفي مقدمتها الأضرحة والمشاهد المقدسة من المشهد الحسيني إلى الأضرحة المقدسة في القرافتين ، مما يشجع الباحث المهتم بالرصد التاريخي الإجتماعي على تتبع المتغيرات الإجتماعية ونواحي التدين في دراسته لتلك الرحلات. وهذا هو ما ننتظره من شباب الباحثين فى الاستخلاص التاريخى للحركة الاجتماعية من دراسة كتب الرحالة . وقد عرضنا لهذا فى كتابنا ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية) وكان مقررا فى جامعة الأزهر عام 1984 .
2 ــ وقد قام إبن جبير بثلاث رحلات ، الأولى والشهيرة هي التي صنف فيها كتابه المشهور " تذكرة بالأخبار عن إتفاقات الأسفار " المعروف برحلة إبن جبير والذي كتبه حوالي 582هـ . وقد إستمرت هذه الرحلة من 578 هـ إلى 581هـ . وقام برحلة أخرى بعد فتح صلاح الدين لبيت المقدس واستمرت عامين ( 585- 587) ثم كانت رحلته الثالثة والأخيرة ، وفيها أدى فريضة الحج وعاش في مصر إلى أن مات فيها 614هـ .
3 ـ وكانت رحلة إبن جبير شديدة التأثير في إبن بطوطة وفي صياغته لرحلته المسماه " تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار " وقد بدأ رحلته من طنجة يوم 2 رجب 725 وانتهت في 10 ذي الحجة 754هـ . أي حوالي ثلاثين عاما . وتردد أثناء ذلك على مصر ، ووصف فيها الإسكندرية والقاهرة والصعيد وطريق الحج ، وعادات المصريين ومن قابلهم من العلماء ، وكان ذلك في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون .
4 ــ ورحلة إبن بطوطة مشهورة ، وشهرتها هذه غطت على رحلة أخرى لاتزال مجهولة وهي رحلة العلوي ( خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم ) وقد بدأ رحلته في 18 صفر سنة 736 أي في تاريخ مقارب لرحلة إبن بطوطة ، وليس من الغريب ذلك الإتفاق بين الرحلتين في وصف قبور الأولياء . ولاتزال رحلة العلوي مخطوطة بدار الكتب ( رقم 400 جغرافيا ) وإن كانت صعبة القراءة لأنها مكتوبة بخط مغربي غريب .
5 ــ ويضاف إلى ذلك رحلة إبن ظهيرة " الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة " والذي حققه مصطفي السقا ، ونشرته دار الكتب 1969 ، وقد احتوى على معلومات هامة عن مصر المملوكية من واقع الدهشة والمعايشة ، وقد قصره على مصر وعمرانها .
6 ــ وقد استقبلت مصر – غير الرحالة المغاربة – ألوف الفقهاء المغاربة في عصرها المملوكي ، وأغلبهم استقر فيها ووجد الوظائف الديوانية والدينية والتعليمية. وبعضهم أنطقته مصر فكتب فيها نوعا جديدا من الفقه نؤثر أن نطلق عليه مصطلح " الفقه الوعظي " وذلك في مواجهة الفقه الآخر ، وهو " الفقه النظرى " . وهذا ما فعله الفقيه إبن الحاج العبدري المغربي المتوفي 737هـ ، في كتابه القيم الرائع " المدخل " .
7 ــ والسائد في الكتابات الفقهية هو المنهج السرياني الصوري ، أي وضع القواعد النظرية وما تنطبق عليه من إحتمالات أو " صور فقهية " مثل إذا قال كذا أو فعل كذا فعليه كذا ، ويجنح هذا النوع من الفقه إلى تصور إحتمالات فقهية مستحيلة لاتزال تمتلئ بها كتب الفقه المقرر على الأزهر حتى الآن ، ونذكر منها ما كان مقررا علينا في الثانوي الأزهري في كتاب "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع " صورة فقهية كانت تؤرق عقولنا الغضة ، وهي " إذا زنا بأمه في جوف الكعبة في نهار رمضان فماذا عليه من الإثم والعقوبة ". المهم أن الفقه النظري المغرق في التفصيلات الصورية والخيالية كان هو السائد في عصور التخلف العلمي ، أي في العصرين المملوكي والعثماني ، ومنهما لاتزال مؤلفات الفقه مقررة على طلبة الأزهر حتى الآن . وفيما يتصل بموضوعنا فإن الفقيه المغربي إبن الحاج هو الذي إستنطقته مصر فكتب نوعية جديدة ورائعة من الفقه الذي نسميه الفقه الوعظي ، وذلك في كتابه " المدخل " تأثرا منه بمصر ومجتمعها ونبض عمرانها . ويقول إبن حجر في صاحبنا إبن الحاج المغربي أنه قدم إلى مصر " وجمع كتابا إسمه " المدخل " كثير الفوائد كشف فيه عن معايب وبدع يفعلها الناس ويتساهلون فيها ، وأكثرها مما ينكر وبعضها مما يحتمل . "
وكتاب المدخل مطبوع ومنشور ومتاح للباحثين ، وهو زاد أساس للباحث في التاريخ الإجتماعي لمصر المملوكية ، ومنهجه المتميز أنه يقرن القواعد الفقهية بأحوال الناس ، أي يستعرض أحوال عصره وينتقدها في ضوء الشرع والفقه . ومن خلال تشابكه الفقهي مع واقع عصره يثرثر ويصف مظاهر الحياة الإجتماعية التي قلما تحظى بالرصد التاريخي ، حيث ينصب التأريخ أساسا على الأحوال السياسية وتاريخ حياة المشاهير أما نبض الإنسان العادي وحركته في الأسواق والبيوت والشارع وعاداته وتعاملاته وطوائفه ومعتقداته فلا يهتمون كثيرا به إلا إذا اتصل بالملوك والعلماء . أما إبن الحاج فقد ذكر تفصيلات المجتمع القاهري المملوكي في الزي للرجال والنساء وتناول الطعام وخروج النساء والتفاؤل والتشاؤم والعوائد الإجتماعية والدينية وحفلات الغناء ومعاملات الأسواق ، والتعامل بين الأزواج ، والصنائع والأنشطة الإقتصادية ، والسفر وتربية الأطفال وتعليمهم . . الخ ، وذلك من واقع الإنتقاد والوعظ والتوجيه .
ثانيا
1 ــ وما نقوله عن الرحالة المغاربة وإبن الحاج المغربي يعتبر مقدمة – طويلة نوعا ما - لموضوعنا الأساسي عن إبن خلدون الفقيه والمؤرخ والعبقري المغربي ، والذي أقام في مصر الربع قرن الأخير من عمره ، لماذا لم ينفعل بمصر بمثل ما انفعل به رفاقه المغاربة وآخرهم إبن الحاج العبدري الذي استقر بمصر حوالي نصف قرن ومات بها قبل أن يأتيها إبن خلدون بنحو نصف قرن ؟
2 ــ إن هناك من العوامل ما يجعلنا نحبذ هذا التساؤل .
2 / 1 : فإبن خلدون يختلف عن أولئك الرحالة والفقهاء المغاربة ، فقبل أن يأتي لمصر كان قد كتب مقدمته العبقرية في علم العمران ، ومصر هي أم العمران ، ولا يصح إلا أن تكون أساس كتابه عن العمران ، ولكنها غائبة ، أو على الأقل وجودها النادر ينبه القارئ إلى غيابها أكثر.
2 / 2 : ثم إن هذه العقلية الخلدونية المتميزة كيف لم تنفعل بمصر ولو حتى بالقدر الذي انفعلت به عقليات أخرى مغربية عادية .
2 / 3 : وتلك العقليات الأخرى المغربية العادية لم تأخذ فرصة إبن خلدون في صلته بالحكام وصلته بالشارع والناس حيث عمل قاضيا ، كما أتيح له أيضا وقت طويل للتفرغ حوالي خمسة عشر عاما متصلة بين عزله من القضاء لأول مرة وعودته إليه مرة أخرى ، بالإضافة إلى سنوات أخرى متفرقة ، وقد قال في كتابه " العبر " أنه قام بتنقيح كتابه في تلك الفترة في مصر فلماذا لم يشمل التنقيح الأخير إعطاء مصر حقها ، خصوصا وأنه أكمل ذلك التنقيح سنة 797 أي قبل 11عاما من وفاته ؟.
إن الأمر يستحق الكثير من التفصيلات .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسوم التى تأخذها السعودية من الحجاج سُحتُّ وحرام..ونذالة أ ...
- ابن خلدون : إحترنا فيك .!
- إجتهادات خلدونية في متفرقات إجتماعية: علم إجتماع المدن والصر ...
- وصفة سحرية خلدونية للإصلاح الإقتصادي: الضرائب ، تحديد النسل ...
- وصفة سحرية خلدونية للإصلاح الإقتصادي: عدم تدخل الدولة فى الا ...
- – إجتهادات خلدونية في إقتصاديات العمران ( علم العمران أو الإ ...
- آل سعود : على دين الكذاب أبى هريرة
- ( ق2 ف3 ) أ إجتهادات سياسية لإبن خلدون سارية المفعول
- رسالة الى الأحبة : عن التسجيل فى موقع أهل القرآن
- ( ق2 ف3 ) أ إجتهادات خلدونية في السياسة العمرانية (علم الاج ...
- زوجة مردت على النفاق .!!
- ( ق2 ف3 ) عبقرية إجتهادات إبن خلدون في علم العمران (الإجتماع ...
- سبحانك ربى .. هذا بُهتان عظيم .!! .الى متى يستمر تشويه الاسل ...
- ( ق2 ف3 ) : أخطاء خلدونية مختلفة
- ( ق2 ف3 ) أخطاء خلدونية منهجية
- الاجتناب .. ولآخر مرة .!!
- هذا الشيعى ( عبد الحسين )
- بين الشورى والإستبداد في تاريخ المسلمين : قراءة سريعة
- ( ق 2 ف 2 ) التأثر الموضوعي فى المقدمة : في القضايا السياسية
- التأثر الموضوعي في القضايا الإجتماعية : من ملامح التاريخ الإ ...


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - : كان إبن خلدون في مصر، فهل كانت مصر في إبن خلدون ؟