أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي














المزيد.....

مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 22:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سياسة الاحتلال التي فرضت احزاب وقوى الاسلام السياسي على المجتمع، واستماتة تلك الاحزاب وتلك القوى بأدامة انتاج نفسها للحفاظ على نفوذها وامتيازاتها وسلطتها، تمكنت الى حد من تشويه الوعي الاجتماعي للمجتمع بأشكال مختلفة. اليوم تتحدث الجماهير وخاصة في المناطق المصنفة بالسنية حول تقسيم العراق الى فيدراليات طائفية بشكل يتناغم مع مطالب الممثلين السياسيين للاسلام الطائفي في العملية السياسية وخارجها، امثال سليم الجبوري والعيساوي وطارق الهاشمي وخميس الخنجر ومن لف لهم.
الفارق بين الممثلين السياسيي لاسلام السياسي الشيعي عن الاسلام السياسي السني، هو ان الاول يحاول ان ينأي بنفسه عن التقسيم لا للتخلص من طائفيته، بل على العكس لترسيخ طائفيته بعنوان قومي وتحت يافطة ان الاغلبية من الشعب العراقي هم من "الشيعة" وعليه يجب ان يكون العراق واحد دون تقسيم، لاحتكار الامتيازات والسلطة لوحده مع التنازل عن فتات لرفاقه من الجماعات العروبية المتلحفين بالغطاء الطائفي السني في العملية السياسية وخارجها. ومثلما تحدثنا من قبل على صفحات هذه الجريدة، ان الهوية "الوطنية" بمعناها تجاوز الطائفية والدين، قد ولت وضاعت بين اروقة ودهاليز سياسات الاحتلال والصراع السياسي في العراق، وان التغني بالوطن والعزف على وتر "العراق" اصبح في خبر كان ولا احد من مستمع ولا مستمتع به. وحلت محل تلك الهويات والاغاني الهوية الطائفية في الخطاب السياسي بشكل مباشر وغير مباشر ولكن دون اي حياء ولا خجل. وقد تكون مشروعية التقسيم الفيدرالي الطائفي للعراق يستمدها الانسان البسيط في المناطق الغربية، بأنه سئم التهميش، وارعبه بحر الدماء الذي يسيل في الانبار وصلاح الدين وديالى والموصل وبغداد وكركوك، وشبع قيئا من جرائم داعش وممارساته الاجرامية، واقفلت امامه ابواب الهروب والهجرة الجماعية في داخل العراق وخارجه، وتوصل بعد عقد من الزمن بأن الحل الاسلم لوضعه ومستقبل ابنائه وقضاء ما تبقى من عمره في امن وسلام. وهذه الصورة التي نتحدث عنها هي صورة سائدة في صفوف النازحين من تلك المناطق، وصفوف الذي عادوا الى مناطقهم بعد طرد داعش منها، وكانت واضحة في الاحتجاجات الاخيرة التي اندلعت في المحافظات المصنفة الشيعية حيث لم نسمع اية مبادرة شعبية وجماهيرية من المناطق الغربية او من اهاليها تتضامن مع المطالب الجماهيرية التي خرجت الاحتجاجات من اجلها. وكأنهم يعيشون في بلد غير العراق. وهنا لا لوم يقع عليهم ولا نقد يوجه لهم، بل هو واقع مفروض والمطلوب هو في كيفية التعامل معه لتغييره.
ان احدى عوامل نجاح داعش في ان ينفذ الى العراق ويرسخ سلطته هو الظلم الطائفي. لقد استطاع داعش ان ينجح في تمثيل نفسه بأنه الخلاص او المنقذ من الظلم الطائفي الواقع عن المنطقة الغربية. وهذا سر قوته وتمدده وصموده. وهذا ايضا ما لا يريد احد من عصابات العملية السياسية الاعتراف بهذه المسألة، بل على العكس فان ديمومة استمرار تلك العصابات وترسيخ نفسها هي ظهور داعش في العراق.
ان داعش ممثل الاسلام السياسي السني وهو الوجه الاخر لحكومة الاسلام السياسي الشيعي. فأذا كان الاول غير مقبول سياسيا واجتماعيا، فليس معناه ان الثاني هو الافضل. فالاول اصبح يفرض نفسه بالقوة على مدن الموصل والانبار وبعض مناطق ديالى وصلاح الدين، كما يفرض الثاني نفسه بالقوة على مدن بغداد والديوانية والحلة والبصرة والسماوة والعمارة والناصرية والكوت. والاثنين معا فرضت طقوسهما ومناسباتهما وتقاليدهما على المجتمع. واذا ما كتب الاستقرار للاسلام السياسي الشيعي في العراق فلن يكون حال العراق افضل من حال افغانستان في ظل طالبان واسوء من حال الجمهورية الاسلامية في ايران. لنتذكر قليلا مناسبة العاشوراء على سبيل المثال لا الحصر كيف تتحول المدن التي تسيطر عليها مليشيات الاسلام السياسي الشيعي الى قلعة ملتحفة بالسواد ولا تسمع منها غير صوت النواح والبكاء، وويل لكل من يعلو صوته فوق صوت اللطميات وضرب القامات. اي بعبارة اخرى ان الاثنين معا يمثلان كابوسا خيم على المجتمع العراقي ويجب التخلص منهما.
ان خلاص العراق وجماهيره لن يكن بالتقسيم الطائفي، ولن يكن عبر العودة الى التمسك بالهوية الطائفية، ولا بالامبالاة او غض النظر تجاه الاحاديث والنقاشات التي تدور في المجالس والبيوت وفي المقاهي والشوارع حول الهوية الطائفية عبر التفاخر والتمسك بها، ولا بابراز حسنات الاسلام او بطولات هذا الصحابي او ذاك عبر حشو التاريخ الاسلامي بقصص وبطولات وسوبرمانات خيالية كما ترويها الافلام والمسلسلات التلفزيونية والدعايات المدفوعة الثمن. وبموازة ذلك تسطر المناهج الدراسية وتوظف منابر الجوامع والمساجد لعتاة الطائفيين لنفخ سمومهم في المجتمع. واذا قال ماركس في "نقد فلسفة الحق عن هيجل" - فيما يتعلق بألمانيا، لقد انتهى، من حيث الأساس، نقد الدين، ونقد الدين هو الشرط الممهد لكل نقد- فأننا نقول فيما يتعلق بالعراق فأن نقد الاسلام السياسي هو الشرط في نقد الطائفية في العراق. ان نقد الطائفية يبدء من نقد الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، وان شن الحرب على الطائفية لا يمكن دون شن الحرب على الاسلام السياسي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي