|
مَلامِحٌ مِن المُقدِّمَاتِ الفِكْرِيَّةِ لِحَفْزِ الانْفِصَالِ فِي السُّودَان!
كمال الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 11:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1) كانت، وما زالت، انتلجينسيا المستعربين المسلمين في السُّودان تتوزَّع، حتَّى منذ ما قبل الاستقلال السِّياسي عام 1956م، بين تيَّارين رئيسين: "توحيدي"، من جهة، يضمر صون الوحدة الوطنيَّة، لكن أغلبه لا يرى شرطها الجَّوهري في المساكنة المتكافئة؛ و"تفكيكي"، من جهة أخرى، على أتمِّ الاستعداد للإطاحة بهذه الوحدة، حيثما وجد أنها تمسُّ علويَّة superiority موقع المستعربين المسلمين، وسلطتهم المطلقة، في خارطة العلاقات الإثنيَّة. وقد ظلت عناصر هذين التَّيَّارين هي الأكثر تصدِّياً لقيادة الحركة السِّياسيَّة في شمال البلاد. وطوال ذلك التَّاريخ لم تكف هذه الفئة الاجتماعيَّة، وبالأساس تيَّارها "التَّوحيدي"، بمختلف مدارسه الفكريَّة، وانحيازاته السِّياسيَّة، عن اجتراح مختلف الطروحات حول قضيَّة الهُويَّة بالذَّات. لكن، ولأن صعوبات معرفة "الآخر" التي لا يحفل بها التيار "التَّفكيكي"، عادةً، والقائمة، بالنِّسبة للتَّيَّار "التَّوحيدي" في حاجز اللغة والثَّقافة والمعتقد، غالباً ما تشكل إغواءً بالركون للشَّائع عن هذا "الآخر" في الذهنيَّة العامَّة، فقد ظلت طروحات التَّيَّار الأخير تصطدم، المرَّة تلو المرَّة، بتلك الصُّعوبات، مِمَّا أسلم أغلبه لاستسهال التَّفسيرات التي تصوِّرها كمجرَّد "حواجز صناعيَّة أقامها المستعمرون لتجزئة القطر الواحد" (محمد فوزى مصطفى؛ 1972م)، أي كمحض مؤامرة استعماريَّة قطعت الطريق أمام التحاق الإثنيَّات غير المستعربة وغير المسلمة في مختلف أنحاء هذا القطر ـ القارَّة، خصوصاً في الجَّنوب، بحركة الاستعراب والأسلمة التي استكملت نموذجها الأمثل، حسب زاوية النظر هذه، في الشَّمال وفي الوسط.
(2) هكذا، وبإزاء مصاعب البناء الوطني، وبدفع من الجَّامعة العربيَّة والمنظمات الإسلاميَّة التـي انتمـى إليهـا السُّـودان بعـد الاستقـلال ضـربة لازب، والتي أناطـت به مهمـَّة تعـريب وأسلمـة الأفارقـة عـلى مبدأ القَّهر والغلبة (عبد الله على إبراهيم، 1996م)، ولأن الاستسهال يقود للمزيد من الاستسهال، فقد أُفرغت معظم هذه الطروحات، على تنوُّع منطلقاتها، خصوصاً وسط القوى التَّقليديَّة التي ورثت السُّلطة عن الاستعمار، في برامج وسياسات رسميَّة اتَّسمت بطابع سالب من عدة أوجه، حيث: أ/ أُعلنت "العربيَّة" لغة رسميَّة، في ما أسماه بعض نقاد هذه السِّياسة بـ "الجَّبر اللغوي" (المصدر)؛ وقد شكَّل ذلك إهداراً لكلِّ ثراء البلاد من جهتي التَّعدُّد والازدواج اللغويَّين، إذ توجد في السُّودان ممثِّلات لكلِّ المجموعات اللغويَّة الأفريقيَّة الكبيرة ، ما عدا لغات الخويسان في جنوب أفريقيا (سيد حامـد حـريز ـ ضمن عبد الله على إبراهيم؛ 2001م). وبحسب إحصاء 1956م فإن اللغات التي يتحدَّث بها أهل السُّودان تبلغ مائة وأربع عشرة لغة، نصيب الجَّنوبيِّين منها حوالي خمسين. ويتحدث 51% من جملة السكان البالغة آنذاك 10,262,536 اللغة العربيَّة، ويتحدث 17,7% اللغات النيليَّة "11% منهم بلغة الدينكا"، ويتحدث 12,1% بلغات غير العربيَّة في الشَّمال والوسط (المصدر). وقد صنَّف جوزيف غرينبيرج كلَّ المجموعات اللغويَّة الأفريقيَّة الكبيرة في أربع أسر. وباستثناء الأسرة الخويسانيَّة، كما سلفت الإشارة، فإن الأسر الثلاث الأخرى جميعها متوطنة في السُّودان، وهي: أسرة اللغات الأفريقيَّة الآسيويَّة، ومنها العربيَّة والبجاويَّة، وأسرة اللغات النيجركردفانيَّة، ومنها لغة النوبا الكواليب والمورو والفولاني، وأسرة اللغات النِّيليَّة الصَّحراويَّة التي يُعتبر السُّودان الموطن المثالي لكلِّ فروعها، وهى ميزة لا تتوفَّر في أي قطر أفريقي آخر. وينتمى إلى هذه الأسرة ما يربو على 70% من اللغات المحليَّة في السُّودان، بل ويتمتَّع بعضها بموقع معتبر في خارطة البلاد اللغويَّة من حيث عدد المتحدِّثين بها، فضلاً عن سعة انتشارها الجُّغرافي، كمجموعة اللغات النوبيَّة في جبال النُّوبا وشمال السُّودان وحلفا الجَّديدة، ومجموعة اللغات النيليَّة، ولغة الفور، ولغة الزَّغاوة، على سبيل المثال (الأمين أبو منقة ـ الأضواء؛ 16 فبراير 2004م). وتزداد أهميَّة لغات هذه الأسرة بالنِّسبة للسُّودان لجهة اشتراكه، في عدد منها، مع جميع البلدان المجاورة، بل إن خارطته اللغويَّة تضم لغات نيليَّة صحراويَّة مهاجرة من أقصى غرب أفريقيا، كلغة صنغاي السَّائدة في مالي والنَّيجر، ولغة الكانوري السَّائدة في بلاد برنو "نيجيريا" والنَّيجر وتشاد. وتكمن أهميَّة هذه الحقائق في تأكيد عمق صلات السُّودان التاريخيَّة بجيرانه، وتشكيلها عنصراً مهماً في تواصله معهم هذه الشعوب (المصدر). ب/ ومثلما جرى، في الشَّأن الدَّاخلي، استسهال رسم السِّياسات التي تتمحور، كليَّاً، حول مركز الدِّين الواحد "الإسلام"، واللغة الواحدة والثقافة الواحدة "العربيَّة"، مِمَّا أقصى كلَّ أقوام التعدُّد والتنوُّع الثقافي واللغوي، باعتبار خاصيَّة اللغة كحامل للثقافة، وأحال هذه الأقوام إلى محض أهداف للتَّعريب والأسلمة، فقد جرى ، في الشَّأن الخارجي، أيضاً، استسهال المراهنة، بعين البُعد الواحد، على إدراج السُّودان "بأسره" تحت شعارات "العروبة"، و"القوميَّة العربيَّة"، و"الوحدة العربيَّة"، وما إليها، واعتبار ذلك كله بمثابة "الممكن" التَّاريخي الوحيد المتاح لحلِّ مشكلة "الوحدة الوطنيَّة"، فإذا بمردوده العكسي الفاجع يتحوَّل، لدى الذِّهن "الآخر"، غير المستعرب وغير المسلم، إلى محض ترميز ناجز بنفسه للتَّيئيس من جدوى هذه "الوحدة"، وحفز الميل، من ثمَّ، لـ "الانفصال"، الأمر الذي أثارت خطورته انتباه بعض المفكرين العرب، حتى مِمَّن يرون أن "القوميَّة العربيَّة .. ما تزال قوَّة حيَّة ومحرِّكة"، ودفعهم لأن يدقوا أجراس "الخاصِّيَّة القطريَّة .. في التَّفكير القومي العربي، وما تقدِّمه (له) من أمثولة هو بأشدِّ الحاجة إليها" (إيليا حريق ـ مقدمة في: عبد الله على إبراهيم؛ 1996م). فالحقيقة أن الفكر القومي العربي "عالج .. تلك المشكلة بشيء من الخفَّة، إن لم نقل العداء .. (و) التَّجاهل أو التَّهوين .. مدَّعياً .. أن الأقليَّات لا تختلف في الرَّأي عن النَّهج القومي العام .. (لكن) الطريق القويم للقوميَّة العربيَّة اليوم .. هو احترام الفروق القائمة في المجتمع والدَّولة القطريَّة ومساعدتها على التَّكامل، والنُّموِّ، والازدهار، لكي تستطيع .. تشييد البناء القومي الذي يقوم على قاعدة وحدات من الدُّول القطريَّة. (وإذن)، بدل أن نسعى إلى القضاء على الدَّولة القطريَّة، وعلى خاصيَّتها، فالأحرى بنا أن نعمل للاحتفاء بها، والاعتماد على مقدراتها، فهي الأساس الذي نرتقي منه نحو البناء القومي الأعلى" (المصدر).
(3) لقد بلورت الاتجاهات والميول الفكريَّة والثَّقافيَّة الغالبة على حركة المستعربين المسلمين الوطنيَّة بوجه عام، ووسط إنتلجينسياهم بوجه مخصوص، نماذج المقدمات الفكريَّة التي استسهلت تصميم وإنفاذ سياسات التَّعريب والأسلمة تلك، قبل الاستقلال بوقت طويل، حيث يتبدَّى قيض من فيضها، مثلاً، في تكريس الشَّيخ عبد الله عبد الرحمن كتابه "العربيَّة في السُّودان"، عام 1921م، لإثبات "نقاء" اللسان العربي في السُّودان "كلِّه"! كما وأن الشِّعر الذي كان يمثِّل، وقتها، صورة الفكر الرَّئيسة، انطلق فى ذات الاتِّجاه من فوق منابر الموالد، وفعاليَّات الخرِّيجين، والمناسبات الدِّينيَّة والاجتماعيَّة المختلفة. ولعلَّ المفارقة تتجلى، هنا، كأوضح ما تكون، في أنه، وعلى حين كان علي عبد اللطيف، نوباوي الأب، دينكاوي الأمِّ، يتزعَّم الحركة الوطنيَّة في عقابيل الحرب العالميَّة الأولى، كان شاعرها الأكبر خليل فرح، نوبىُّ الأصل، ينشد ممجِّداً الثُّوار الوطنيين بأنهم: "أبناءُ يعربَ حيثُ مجدُ ربيعةٍ وبنو الجَّزيرة حيثُ مجدُ إيادِ"! وفى عام 1941م حدَّد محمد احمد محجوب، كذلك، وقد كان من أبرز مثقفي تلك الحقبة، ثم أصبح، لاحقاً، من أميز قادة الفكر السِّياسي، وأحد الزعماء المرموقين الذين تقلدوا الوزارة عن حزب الأمَّة، شروط المثل الأعلى للحركة الفكريَّة "في هذه البلاد"، على حدِّ تعبيره، بأن "تحترم تعاليم الدِّين الإسلامي الحنيف، وتكون ذات مظهر عربي في تعبيرها اللغوي. (ضمن: أسامة عبد الرحمن النور؛ موقع "ARKAMANI" على الشَّبكة). ولا يحتاج إلى فانوس ديوجينس، بطبيعة الحال، استنتاج أن المحجوب لم يكن يرى في كلِّ البلاد سوى "ديانة" و"ثقافة" و"لغة" المستعربين المسلمين وحدهم! لذا، تكتسي، بلا شك، دلالة خاصَّة، في هذا السِّياق، عودة الصَّادق المهدي، إمام الأنصار ورئيس حزب الأمَّة، بعد ما يربو على نصف القرن، لينتقد ما أسماه، عن حق، بـ "الأحاديَّة الثقافيَّة" لدى القوى السِّياسيَّة الشَّعبيَّة التي حكمت السُّودان بعد الاستقلال، مِمَّا أدَّى إلى استقطابات دينيَّة وثقافيَّة حادَّة (ورقة بعنوان "تباين الهويات").
(4) ورغم أن "عروبة السُّودان" كانت ما تزال محل جدل، ربَّما بسبب وضعه الطرفي، (محمد عمر بشير، 1991م) ، إلا أن العروبة والدِّيانة الإسلاميِّة ترسختا فيه، رسميَّاً، مع ذلك، لا كـ "خيمة" كان يؤمَّل أن تسع قضيَّة "الوحدة" بقدر ما تسع حركة المثاقفة الطبيعيَّة بين مُكوِّنات التعدُّد السوداني، وإنما كأيديولوجيَّة قامِعة في أيدى النُخب المعبِّرة عن طبقات "الجَّلابة" السَّائدة اقتصاديَّاً وسياسيَّاً واجتماعيَّاً وفكريَّاً. هكذا تمدَّد تيار التَّعريب والأسلمة في جميع هذه الجَّوانب، جاعلاًً من نمط "تديُّنه"، لا من "الدِّين" في حدِّ ذاته، إطاراً وحيداً لمنظومة القيم في كلِّ البلاد، ومن العربيَّة وسيلة وحيدة للصَّحافة، والإعلام، والمعاملات الرَّسميَّة، ومناهج التَّربية والتَّعليم، كما جرى "تأطير المجتمع .. على تلك الأسس .. (مِمَّا) أعاق .. فرص الأقليَّات التي لا تتوافق مع النَّموذج السَّائد في مجالات التَّطوير الذَّاتي .. و .. تكوَّن حاجز نفسي/سلطوي .. في وجه أيَّة مراجعة .. للشَّأن الدَّاخلي يُظنُّ أنها قد تمسُّ جوهر الانتماء العربي" (يوسف مختار الأمين؛ موقع "ARKAMANI" على الشَّبكة). وقد زاد الأمر تعقيداً عجز هذه النُّخب الطبقيَّة التي تعاقبت على كراسي الحكم عن إنجاز أيِّ قدر من التَّنمية الشَّاملة، أو تأسيس النِّظام الذي يلبِّي طموحات الأغلبيَّة. كما راحت تتوسَّع تلقائيَّاً، في ظلِّ أوضاع التَّخلف، وتدهور الاقتصاد، والظروف المعيشيَّة، وارتفاع معدَّلات النُّموِّ السُّكاني، بؤر الصِّراع الإثني، والجِّهوي، والثَّقافي، مِمَّا تجلى، وما زال يتجلى، في مواقف مغايرة للسَّائد، في عرف المستعربين المسلمين، برفع السِّلاح في وجه السُّلطة المركزيَّة، وإشعال الحروب الأهليَّة، دَعْ الصِّراعات القبليَّة التي ما تنفكُّ أبعادها وآثارها تتفاقم يومًا بعد يوم (المصدر).
(5) ولأن الثَّقافات "الأخرى" لا تنسجم في السِّياق، بل وقد تتسبَّب في إرباكه، فقد جرى إقصاؤها، عمليَّاً، أغلب الأحيان، كما في حالتي الدِّين واللغة، أو محاولة إدماجهاassimilation، قسريَّاً، في "أفضل!" الأحوال، على نهج الاستعمار الفرنسي (!) وربَّما يكفى أن نشير، من بين جمهرة النماذج الملموسة، والمُشاهدة، إلى نموذجين ساطعين: يتمثَّل أوَّلهما في ما آلت إليه فرقة الفنون الشَّعبيَّة، منذ أيَّام النِّظام المايوي، حيث غالباً ما ظلت عروضها من الشَّرق والغرب والجَّنوب تتماهى مع إيقاعات وحركات الشَّمال والوسط، ترميزاً مزعوماً لـ "وحدة" مدَّعاة، فتستحيل خشبة المسرح إلى "مولدٍ" سياحي "زائط" بالأزياء، والألوان، وجلود الحيوانات، على أجساد الرَّاقصين والرَّاقصات، وصنوف الخرز، والسُّكسُك، والسِّيور على الأعناق، والمعاصم، والأرجل! كان ذلك قبل أن يجري، منذ مطلع تسعينات القرن المنصرم، "تحجيب" الجَّميع بمقايسات "الزي الإسلامي"، أو "تغييبهم" بحظر عروضهم نهائيَّاً، وكفى الله المؤمنين القتال! ب/ أمَّا النموذج الآخر فيتمثل في ما يُعرف بـ "الأوركسترا القوميَّة" و"فرقة البالمبو". فأما بالنِّسبة للأولى فقد كفانا قائدها نفسه، د. الفاتح حسين، مؤونة التدليل على كونها لا تعكس جماع الثَّقافات الموسيقيَّة السُّودانيَّة، وبالتالي فهي لا قوميَّة ولا يحزنون (الصَّحافة، 18 أبريل 2004م). وأما بالنِّسـبة للأخـرى فقد كـنت أبديت تخـوُّفي، قبل أكثر من ربـع قـرن، (SUDANOW, February 1980) من خطة مدير معهد الموسيقى والمسرح، أوان ذاك، لتكوين أوركسترا (قومية!) يلعب العازفون فيها على آلات من مختلف أقاليم البلاد. وقد استندت فى مقالتى بعنوان (Avoiding Crusades) إلى عِلم وخبرة الماحي إسماعيل، مدير قسم الموسيقى العربيَّة بإذاعة كولون، في التَّنبيه لكون هذه الآلات تنتمي، في الأصل، إلى بيئات ثقافيَّة مختلفات، وأنها، لهذا السَّبب، سوف تحتاج، بالضَّرورة، لإعادة دوزنتها، أي لانتزاعها، عمليَّاً، من قلب تُرْبَاتِها الثَّقافيَّة، تمهيداً لإرغامها على الأداء "المنسجم!" مع بعضها البعض، فيكون النَّاتج، بدلاً من جماع ثقافات، مجموعة أصفار كبيرة! ودعوت لتأمل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر فادحة على مستقبل حوار الثقافات، ومشروع تساكن القوميَّات، حين يستحيل إلى محض تنضيد قسري لرموز، وإشارات، وأشكال تفتقر، أوَّل ما تفتقر، إلى الرُّوح. وقد أحزنني أن أرى تلك الخطة العقيم تبعث مجدَّداً، في فرقة "البالمبو" الموسيقيَّة الغنائيَّة، بعد أن كانت قد قُبرت في مهدها كأوركسترا. فلئن كانت دعاوى "الوحدة في التَّنوُّع"، و"التنوُّع في الوحدة"، و"حوار المكوِّنات الثَّقافيَّة" هى سيرورات، في جوهرها، لا محض إجراءات، فإن الفهوم الإداريَّة الميكانيكيَّة تهدر كلَّ معنى لها، حين تنتهي بها، وسط الضَّجيج و"الكَرْكَبَة"، إلى مجرَّد مسوخ شائهة تُخضِع ثقافات الجَّنوب، والشَّرق، والغرب، والجَّنوب الشَّرقي الموسيقيَّة لمقتضى دوزنات الشَّمال والوسط، فلا يُصار إلى أكثر من إعادة إنتاج الأزمة النَّاشبة بين "المركز" و"الهامش"، وإنْ في سياق آخر!
***
#كمال_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عِيدُ أَضْحَى سَعِيدٌ: بَيْنَ رِحَابِ الحُرِّيَّةِ وحَظَائِر
...
-
السُّودَانُ وَحُقُوقُ الإِنْسَان: بين السَّيِّئ والسَّيِّئ ج
...
-
دَارْفُورْ: دُرُوسُ الانْتِفَاضَةِ والانْفِصَال!
-
رِجَالٌ فِي الشَّمْسِ .. رِجَالٌ فِي الثَّلْج!
-
أَثَرُ العَلاقَاتِ الإِسْلاميَّةِ المَسِيحيََّةِ عَلَى وُحْد
...
-
الدَّوْلَةُ: في الإِبَانَةِ حَوْلَ المَفْهُوْمِ والمُصْطَلَح
...
-
إنْكَارُ التَّعَدُّديَّةِ كَعْبُ آخيلِ الإِسْلامِ السِّياسِي
...
-
الحِوَارُ السُّودَانِيُّ أَوْ .. عَجَلةُ التَّاريخِ المَعْطُ
...
-
مِنْ سَايكِسْ بِيكو إِلى .. دَاعِش!
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [الأخيرة]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [7]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [6]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [5]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [4]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [3]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [2]
-
الحَامِضُ مِنْ رَغْوَةِ الغَمَام [1]
-
الذَّاكِرَةُ الحَقيقيَّةُ تِرياقُ الذَّاكِرَةِ المُخْتَرَعَة
...
-
تُركيا: عِبْرِةُ التَّصْوِيتِ العِقَابِي!
-
شُبُهاتٌ حَوْلَ العَلمَانيَّة!
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|