أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - وما زال البحث عن الاسلام الصحيح مستمراً!














المزيد.....

وما زال البحث عن الاسلام الصحيح مستمراً!


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الاسلام الصحيح" تلك العبارة المبهمة المطاطة ، التي يتشدق بها تجار الدين ويدندن بها الكثير من الناس بلا وعي ورائهم ، وكأنها ترنيمة جميلة تشيد باسلام سحري ليس له وجود ولم يخلق بعد ، او ربما هو موجود في ارض العجائب فقط.
ترتكب يومياً عشرات الجرائم والتفجيرات الانتحارية بإسم الإسلام.
ويعلل المسلمون ذلك بالمؤامرات الخيالية على الاسلام والفهم الخاطيء للاسلام وينسون ان النصوص الدينية الاسلامية ( القران والسنة) فيها العشرات من الايات والاحاديث التى تدعو الى قتل المشركين والمرتدين اينما كانوا ، ولو سألت احد المسلمين فيما إذا كانت هذه الجرائم البشعة بحق الابرياء تحسب على الإسلام؟ ستكون إجابته -ودون تردد- كلا ليس هذا الاسلام الصحيح! لكنك لو سألت الشخص ذاته ، عن اي نجاح ولو كان متواضعا لشخص مسلم (على الورق فقط) فسيقول لك نعم هذا هو الاسلام الصحيح!!
"لو طبق الاسلام الصحيح !" ، عبارة مخادعة اخرى نسمعها يوميا او نقرأها . الم تكن 1400 سنة من التطبيق كافية ؟ وماهو الحصاد المر لهذا التطبيق؟ مئات من الحكام المستبدين ومئات من الفقهاء التي كانت مهمتهم الوحيدة هي تبرير هذا الاستبداد والباسه رداء القداسة الالهية وامة عاجزة ومتخلفة حد اليأس؟
هل هناك دولة تطبق الاسلام الصحيح في الوقت الراهن كما يراه المسلم في اكثر احلامه وردية؟ الجواب ببساطة شديدة : كلا!
ويبقى السؤال ماهو الاسلام الصحيح ؟
عندما نتسائل على هذا النحو فهذا يعني ان لدينا اكثر من نسخة في الوقت الراهن احدهما فقط هي الدين الخيالي الصحيح. ولكن من يحدد الدين الصحيح من الدين الخطأ ذلك؟ هل هم مثلا هيئة الافتاء في السعودية ، شيخ الازهر في مصر ، الولي الفقيه في ايران، القرضاوي، العريفي ، داعش ، القاعدة طالبان ، جبهة النصرة الخ...؟ وهل هناك نسخة اخرى من القران لانعلم بها ، او سنة نبوية لم يكشف الستار عنها بعد.
من الواضح ان القوم انفسهم لم يقرروا بعد ايهما الاسلام الصحيح ولديهم دينان احدهما صحيح والآخر خاطئ وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا كما يقول الشاعر.
حسنا ، لنبسط الامور اكثر ، هناك فريقان احداهما يقول ان الاسلام الصحيح هو الالتزام الحرفي بنصوص القران والسنة واستبعاد اي اجتهاد عقلي كما اسسس لذلك ابن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب من بعده باعتبارها نصوص الهية منزلة وكما يبرر ذلك ابن تيمية في مقولته المعروفة (الحديث الضعيف خير لدينا من الرأي) وعدم الحياد عنها الى يوم القيامة ، بأعتبار ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان .
وهذا يعني تشريع جهاد غير المسلمين الذين لايدفعون الجزية وقتل المرتد وتارك الصلاة ، ملك اليمين وسبي نساء المشركين واموالهم، والجهاد ضد الجميع، والعودة الى الخلافة ، وهجر الفنون واحراق وثيقة حقوق الانسان برمتها.
ولكن مهلا... اليس هذا ماتفعله داعش ونظرائها الان بالضبط؟
فهل داعش هي الاسلام المنشود الذي طال البحث عنه ؟
وإذا كنت تعتقد ان داعش ليست إسلامية، فمحاكم التفتيش اذن لم تكن كاثوليكية!
اما الفريق الاخر فيقول ان الاسلام الصحيح هوالاسلام الوسطي المعتدل ، اي بعبارة ادق الاسلام الانتقائي ، الذي يختار مايناسبه من النص وحسب الظرف ، فهو يؤمن بحد الردة ورجم الزاني وقطع يد السارق والجهاد في سبيل الله واباحة دماء الكفرة وقتل الملحدين واجبار اهل الذمة علي دفع الجزية , لكنه يتغاضى عن نصوصه الى حين ،لا يفعلها الا في الظرف المناسب فهو مسلم معتدل مع وقف التنفيذ ، فتراه يتحلى بابتسامة التسامح حينا ولكنه لن يتردد في التكشير عن انيابه عندما يقتضي الامر ذلك والغريب ان كثيرا من المسلمين المعتدلين لجأوا الى البلدان الغربية هربا من تطرف اخوانهم في الدين لكنهم اصبحوا متطرفين ومتشددين اكثر من جلاديهم بالرغم من جو الحرية والمساوة واحترام حقوق الانسان الذي يعيشونه هناك .
فنحن اذن امام ثنائية دكتور جيكل ومستر هايد كما في رواية الكاتب الانجليزي روبرت لويس ستيفنسون الشهيرة ، اذا اخترت السور المكية من القران وبعض ماورد في السنة واصبحت دكتور جيكل فانت مسلم معتدل، اما اذا اخترت السور المدنية التي نسخت السور المكية كما يقول المفسرين ، فقد اخترت شخصية مستر هايد فانت ارهابي.
قد يكون هناك العديد من المسلمين المعتدلين ، لكنهم معتدلين لانهم يؤمنون بالخير والتسامح والمحبة الانسانية والسلام وليس لانهم مسلمين ، لقد وضعوا انسانيتهم فوق انانيتهم الدينية.
خلاصة القول لن تجدوا الاسلام الوردي الذي تبحثون عنه طويلا لانه من صنع خيالكم ، ولم ينبت على ارض الواقع يوما ما !





#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : تجميل الوحش القبيح!
- ايديولوجيا الخراب!
- الاسلام حصاد الخوف
- متى تتوقف ماكنة الارهاب الاسلامي؟
- الاسلام ليس الا شجرة شوك!
- ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟
- ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي
- الاخلاق علمانية وليست دينية !
- التدين الزائف في المجتمع العراقي
- الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
- لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
- لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
- ازمة العقل المسلم
- هل يمكن ان يتصالح الاسلام مع العصر؟
- السقوط السياسي للاسلام!
- خرافة الاسلام المعتدل
- الاسلام : صناعة الاستبداد
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج2
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج1
- متى يعود الاسلام للمسجد؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - وما زال البحث عن الاسلام الصحيح مستمراً!