أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المراجعات على نهج ناجح إبراهيم














المزيد.....

المراجعات على نهج ناجح إبراهيم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في شهر فبراير الماضي، بدأ الأستاذ ناجح إبراهيم، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية الجهادية السبعينية وعضو مجلس شورتها، بدأ كتابة سلسلة مقالات بجريدة المصري اليوم تحت عنوان: “مع المسيح عليه السلام... نبدأ سويًّا". ختمها مُناجيًا السيد المسيح بقوله: "فالدنيا كلها في حاجة لهديك وهدي سائر الأنبياء.. فبهداكم اهتدينا.. ومن قبس نوركم أضاء الله لنا الطريق.. فإلى الكتابة عن الحبيب عيسى عليه السلام.” صدّقتُ المقالَ وقتها، وفرحتُ به، شأن كل مستنير حين يفرح بعودة متطرف راسخ، إلى خط الاعتدال بعد عمل ما يسمى بـ”المراجعات الفكرية”، التي للأسف لم أعد أصدقها. صدقته ولم أنتبه، لفرط طيبتي، إلى توقيت نشر المقال المتزامن مع الانتخابات البرلمانية السابقة قبل تأجيلها إلى الشهر الحالي سبتمبر. ظننتُه وقتها بالفعل يطبق "إسلام الفطرة" الذي زعم أنه تبنّاه بعد 24 عامًا قضاها خلف القضبان مع آل الزمر في قضية اغتيال الرئيس السادات. خرج من السجن زاعمًا أنه قام بعمل مراجعات فكرية وفقهية جعلته ينأى عن طريق الدم والقتل والتكفير لينهج طريق السلم والتحابّ والفطرة السوية. لم أقل وقتها إنه "يغازل الأقباط مغازلة غير عفيفة" للفوز بمقعد في البرلمان، كما رمانا نحن الذين أفنينا أعمارنا ننصر المستضعفين في الأرض ونذود عن حقوقهم المستلبة وُنقرُّ بحقوقهم المواطنية المسلوبة منذ نصف قرن، ويزيد. نسى السيد ناجح، أو تناسى عامدًا دون شك، أنني أكتب في ملف حقوق المواطنة والأقباط والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من المُهدرة حقوقهم في مصر، منذ خمسة عشر عامًا، وأن رصيدي في هذا الملف ضخمٌ وحقيقيٌّ وناصع ولا يقبل المزايدة، وممتدٌ لما يقارب العقدين، وليس مجرد مقال واحد نصفه غزلٌ في السيد المسيح ونصفه خواطرُ ساذجة لم أجد لها تصنيفًا محددًا في مدوّنة الآداب والمقالات. فمَن الذي يغازل من أجل البرلمان؟! مَن يكتب منذ عقد ونصف؛ أي قبل الثورات ومع تعاقب الرؤساء والحكومات، أم من تمطّع فولد مقالا أو مقالين وقت الانتخابات، وشكرًا؟!
ونسألُ السيد المحترم المُراجِع نفسَه ناجح إبراهيم: "ما هو إسلامُ الفطرة؟" فنسمعه يقول: “هو الإسلام الذي يدفع المؤمن إلى التحرك نحو نُصرة المظلوم وإخراج الزكاة للفقراء، فقط لأنه يدرك أن ذلك تقرّب للمولى.” ونسأله بدورنا: “أليس هذا ما أفعلُه أنا منذ وعى قلمي على الكتابة؟"، فأيُنا ينهج الإسلامَ الفطريّ، وأيُّنا يغازل من أجلي معقد في البرلمان؟"
للأسف يكذب ناجح إبراهيم شأنه شأنه أضرابه السلفيين والجاهديين والإخوان من البرجماتيين والغُلاة. فأنا لم أقل إنني مسلمة بالصدفة، بل قلت إن الجميع قد ورث دينه عن أبويه، اليهودي والمسيحي والمسلم. فكما أن مصادفة طيبة جعلتني مسلمة لأني أبويّ مسلمان، كذلك المسيحي يقول أيضًا: إن مصادفة طيبة جعلته مسيحيا لأن أبويه مسيحيان، وكما نحمد الله على إسلامنا، يحمد المسيحيُّ اللهَ على مسيحيته، وكذلك الهندوسي والبوذي وغيرهما.
يا سيد ناجح إبراهيم لستُ أحتاج البرلمان لأن لي مشروعًا أدبيا ورسالة مجتمعية هما أولى بكل دقيقة في حياتي، ولن يزيدني البرلمانُ مجدًا بل شقاء وهمًّا وحروبًا ومعاركَ رخيصة ما أغناني عنها. وقد بدأت معارككم الرخيصة قبل البرلمان. معاركُ ضحلةٌ تشبه مراجعاتكم الضحلة. آرائي ومواقفي هي هي لم تتغير منذ خمسة عشر عامًا، ومازالت مقالاتي وكتبي موجودة ومدونة في أرشيف الصحف والانترنت، فأين كان البرلمان الذي يشغلك اليوم، وتظن أنه يشغلني أنا، قبل خمسة عشر عامًا؟ أنت تعرف جيدًا من هم المتهافتون على البرلمان ومن يبيعون كل غال ونفيس، بل يبيعون ضمائرهم ومواقفهم ليشتروا أصوات الناخبين. إنما وافقتُ على الترشح للبرلمان بعد طول رفض فقط لأحاول أن أعطّل ما سوف تفعلونه في دستور مصر من تخريب وعِوج حال فوزكم بالبرلمان، لا سمح الله. أود فقط أن أكون حجرًا عثرًا أمام ظلاميتكم وفاشيتكم المشهودتين للعالمين. واعلمْ أيها السيد الجهاديّ أنني لا أمتلك مالا لأنفقه على دعايا انتخابية. ولو امتلكتُ المال ما أنفقته مثلكم على الدعايا لأنني لا أشتري رضا الناس بالمال ولا أخدع البسطاء كما تفعلون، ولا أحتاج لهذا كما تحتاجون أنتم. لي اسمي الأدبي المحترم الذي لم ينافق ولم يرتزق ولم يخف من ذقونكم وألسنكم وأكاذيبكم وإفككم. لم أنافق الحكام في كل العصور كما فعلتم وتفعلون. ولم أخف من بطش سلطان جائر كما كنتم تخافون. ولم أرفع شعار "عاش الملك مات الملك" كما رفعتموه في كل عصر ومع كل حاكم. فأنا "حرّة"، وليتك تعرف ما معنى أن يكون الإنسانُ حرًّا. الحرُّ لا يتهافتُ ولا يخاف.
ظننتك يومًا “تحاول” الهروب من كهف الظلامية لتلحق بموكب الاستنارة، لكن هيهات أن تعرفوا الاستنارة يومًا. رغم أن مقولتي السابقة لا تحتاج إلى استنارة ولا ذكاء، بل هي واقع يعرفه كلُّ طفل صغير. إن لم تكن قد ورثت دينك عن أبويك الكريمين، فاثبت لنا أنك اخترته بمحض إرادتك. ولو كان أبواك مسيحيين لكنتَ الآن: السيد "ناجح إبراهيم” أحد غُلاة المسيحية المتطرفين كما أنت الآن في إسلامك. لستُ احتاج أن أغازل أحدًا لأنني لا أنتظر شيئًا من أحد، وإلا كنتَ أنت مغازلا المسيحيين حين كتبت عن سماحة المسيحية وأبديت عشقك وغزلك في شخص السيد المسيح عليه السلام. حين كتبتَ جنابك هذا المقال الغزلي الضعيف فنيًّا، لم أقل عنك منافقًا، بل قلت لنفسي: إنما يحاول أن يصبح مستنيرًا ويُطيب خاطر إخوتي المسيحيين المظلومين في بلادهم، وفرحتُ بك في داخلي. ولكن للأسف سقط القناع الزائف عن وجهك اليوم. فأهلا بك في باحة الغلاة الواضحين من دون أقنعة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجوحةُ الخَدَر ودولةُ الحاجة
- الأوغاد لا يسمعون الموسيقى
- حوار شامل مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت حول التيارات المتطر ...
- صباحُ الخير يا زينب
- الكارت الخائب
- أنا أغنى امرأة في العالم
- مسيحيو حزب النور
- بيان إلى السلفي ناجح إبراهيم من فاطمة ناعوت
- إحنا آسفين يا خروف!
- مرة واحد فكّر، طق مات ( حوار تليفزيوني مع كاتب)
- شهداءُ من أبناءِ زايد
- موت أمي
- طفلُ البحر... لا أحدَ يريده!
- دموع مريم، قضية أمن قومي
- لماذا يكرهون هذا الرجل؟
- هل تعرف طاعن نجيب محفوظ؟
- صفر مريم النبيل
- حزب النور، حاوي الحواة
- طاووس حزين
- هندوسٌ في الإمارات وأقباطٌ في مصر


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - المراجعات على نهج ناجح إبراهيم