أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد فضل - الحج الدامي ومأساة المشاعر المقدّسة















المزيد.....

الحج الدامي ومأساة المشاعر المقدّسة


خالد فضل

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 00:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بدءا , الترحم على أرواح أولئك الأفراد من المسلمين والمسلمات الذين قضوا نحبهم أثناء تأديتهم لمناسك الحج في هذا العام , وقد انقضت حوالي عشرة أيام منذ وقوع الحادثة الأبشع في هذا الموسم , وما تزال ردود الأفعال تتوالى , تتعدد الروايات والافادات , ويظل الجزم بالحقائق صعبا في هذه المواقف ذات الطبيعة المأساوية حقا , وتتعلق بمصائر بشر خلفهم أُسر وأهل وأقارب وزملاء ومعارف وعلاقات انسانية متشعبة , فمراعاة مشاعر الأحياء ممن لهم صلات بالضحايا تعتبر من المحاذير اللازمة عند مناقشة هذه المسألة , كما ولا يمكن إغفال ما أستحدثه النظام الملكي السعودي من أعمال عمرانية باهرة في جميع المشاعر المرتبطة بمناسك الحج , لا يمكن إهدار جهود سنوات طويلة من أعمال التوسعة والصيانة والتأهيل للمرافق في مكة حيث البيت الحرام , وفي منى حيث شعيرة رمي الجمرات , وفي المسعى بين الصفا والمروة , وما يتم توفيره من خدمات جيّدة في أيام الحج مثل الخدمات العلاجية والطبية ومياه الشرب وحتى المأكولات , كما يساهم كثير من الجهات والأفراد بصورة مستقلة في تزويد الحجاج بالماء والغذاء , هذه شهادة مني وقد شهدت موسم الحج في أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي , وعشت تفاصيل ذلك الحدث بأيامه من الثامن الى الثاني عشر من شهر ذي الحجة في ذلك العام .
بيد أنّ ما وقع من حوادث في هذا العام , وضخامة أعداد الضحايا من القتلى والمصابين , تجعل من العسير كذلك تصديق الروايات الرسمية الصادرة عن السلطات السعودية , مما يمنح الإفادات المتنوعة من شهود العيان والمراقبين وبعض المصابين صدقية أعلى , وتبدأ هذه الفرضية من التصريح بالعدد الفعلي للضحايا , فهناك تضارب واضح في الأرقام الرسمية التي أوردتها السلطات السعودية وبين أفادات متلاحقة ضجّت بها وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي المختلفة , مثلما هناك تضارب بين الأسباب التي أدت لوقوع هولاء الضحايا , فالسلطات السعودية عزت حادثة وقوع الرافعة في مكّة وقتل مئات الحجاج واصابة آخرين ؛الى الأعاصير والزوابع الرعدية , هنالك روايات عن فعل جنائي وراء وقوع الرافعة , ربما هنالك صاروخ قد أصابها ,أو تفجير ارهابي, فالشاهد أنّ السعودية تقود حربا مذهبية تتزعّم فيه حلفا يضم بعض البلدان العربية والاسلامية (السنيّة) لمحاربة جماعة الحوثيين اليمنية الشيعية , مما يعيد الى الأذهان تاريخ طويل ومرير من الحروب المذهبية بين المسلمين السنّة والمسلمين الشيعة , ابتدأت في الواقع منذ إغتيال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه , وما تزال تخبو وتستعر كلما واتت الظروف لاشتعالها , وهذا مبحث آخر ذي طبيعة تاريخية سحيقة ولكنه ينعكس بصورة بشعة في راهن الحياة في البلدان العربية والاسلامية , وقد تمت الاشارة مباشرة بين ثنايا الافادات المختلفة حول حادثة مُنى ومقتل واصابة الآف الحجاج الى الشيعة والايرانيين باعتبارهم المسبب الرئيس للحادث , وليس بفعل التدافع كما قالت الرواية الرسمية السعودية , بل هنالك إفادات عن استخدام مادة كيميائية قاتلة تم رشّها على تلك الأفواج سيئة الحظ من الحجاج , وأورد البعض على مواقع التواصل الإجتماعي افادات وشواهد من موقع الحدث تشير الى تفسّخ أجساد الضحايا بعد فترة وجيزة من موتهم , كما تلاحظ اصابة الناجين من الموت بحالة فقدان للذاكرة , هذا اضافة الى إيراد أرقام مضاعفة للقتلى والمصابين .
الآن نقترب رويدا رويدا من قراءة المشهد , وتطرح الأسئلة التي لابد من طرحها , هل بالفعل هنالك اجماع بين المسلمين ابتداء على قدسية المناسك والشعائر الدينية المرتبطة بالدين الاسلامي , ذلك أنّ وقائع الحياة العامة للمسلمين تؤشر بالفعل الى انحطاط قيمة الانسان بدرجة مزرية , فما من عهد اسلامي , أو نظام حكم في المسلمين يشهد له التاريخ بصون وكفالة حقوق الانسان (المسلم نفسه)ناهيك عن غير المسلمين ومن المقدسات الاسلامية المرتبطة بالشعائر المساجد , أ لم تشهد المساجد الكثير من المجازر التي ارتكبها أفراد أو جماعات من المسلمين ضد مسلمين آخرين من مرتادي تلك المساجد ؟ أو لم يتم استهداف ممنهج لمساجد الشيعة مثلا من جانب السنيين في العراق بصورة واضحة خلال السنوات القليلة الماضية , وبالمثل تم استهداف مساجد السنيين من جانب الشيعة ؟ بل بين أفراد المذهب السني نجد استهداف مساجد بعض المجموعات من مجموعات مناوئة كما وقع في السودان في مسجد لجماعة أنصار السنة في مدينة أم درمان وفي مسجد بضاحية الجرّافة شمال أم درمان كذلك في عقد التسعينات من القرن الماضي . وفي باكستان تم اغتيال مئات المصليين في المساجد من الشيعة بوساطة جماعات ارهابية سنية وبالعكس , إذا , تبدو ألاّ قداسة حتى لما يفترض أنّه مقدس لدى المسلمين , ويحفظ التاريخ الاسلامي أنّ الأمويين قد رموا الكعبة بالمنجنيق وهدموها في صراعهم مع الحزب الزبيري الذي تزعّمه ابن السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق عبدالله بن الزبير وأخاه مصعبا , ثمّ جاء القرامطة فقتلوا الحجاج ومنعوا الحج لسنوات ونزعوا الحجر الأسود ورموه ببلدة في البحرين لحوالي عشرين عاما , والقرامطة من الفرق المحسوبة على الشيعة , بينما الأمويين محسوبين على السنيين , كلاهما لم يوفر قداسة لبيت الله الحرام , مثلما لم توفر الجماعات الارهابية الآن حرمة وقداسة لإنسان أو مكان , مثلما لم توفر الحكومات الاسلامية حرمة وكرامة لبني الانسان , فلجأ السوريون بالملايين طلبا للنجاة من مذابح الدواعش ( السنّة) وربّاطة الأسد ومليشيات حزب الله (الشيعة والعلويين) , وتلطخت مياه البحر بدمائهم وطفت جثث الأطفال فوق الماء المالح في مشاهد مخزية للضمير الانساني ترقرقرت لها مأقي مستشارة المانيا بالدموع وبكتها رئيسة فنزويلا , بينما وردت الحادثة ضمن النشرة الرسمية لمعظم تلفزيونات الدول الاسلامية بعد بند الزيارات والاستقبالات والابتسامات لفخامة الرئيس والملك والأمير المفدى (حفظه الله), ومع ذلك تحتشد الشوارع من جاكارتا لطنجة بملايين المتشنجين يلوحون باشارات القتل , ضد سلمان رشدي أو رسّام كاركاتير دنماركي , ويفرغ بعضهم رصاصات رشاشاته في صالة تحرير صحيفة ابيدو الفرنسية فتأمل !! أنْ يطارد نصر حامد أبوزيد ويعدم محمود محمد طه بتهمة الزندقة فتأمل ثانية !! ألا يتطلب الموقف وقفة حازمة من كل فرد مسلم مع نفسه ليرى أي منحدر هو فيه ؟ وهل الله يرضى أن تقدّم له القرابين من أشلاء البشر زلفى ؟ وسط ادعاء زائف باحتكار الحق والحقيقة ؟



#خالد_فضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاح الشعوب بين عصر المقاومة وفقه المساومة
- قاتل مجهول في شوارع الخرطوم !!
- تأملات في غوغائية المتأسلمين وعبثية (الاّ اسلامنا ده)
- الديكتاتورية تضييق الأرض وتعتيم الفضاء
- السودانيون وذاكرة سبتمبر المشؤومة
- الدولة الاسلامية في السودان والسياسة ذات الوجهين
- قضايا السودان بين جذب العرب وشدّ الأفارقة
- الشيوعي السوداني حزب عصي التجاوز
- السودانيون :وعثاء هوية العرق والدين
- من أجل مستقبل قمين بشعب كريم : لابد من اصلاح تربوي شامل في ا ...
- المجتمع الدولي والتعامل الحذر مع الحكومة السودانية
- نحتفي بالمحبة ويحتفون بالذبح
- الميدان استعادة أحد منابر الوعي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد فضل - الحج الدامي ومأساة المشاعر المقدّسة