أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة















المزيد.....

إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد تأخرت قوى المعارضة كثيراً في إنجاز وإصدار " إعلان دمشق " ، ذلك أن العلاقات فيما بين الأطراف التي أطلقت هذا الإعلان تمتد إلى سنوات ، والمناقشات الجادة حول عملها المشترك قد بدأت منذ أكثر من عام . وقد كان ذلك يتيح لها الإعداد لهذه الخطوة بصورة أفضل مما تمت ، ولاتقع أسيرة تلاحق الأحداث ، وتضطر تحت ضغط اللاعبين الآخرين في الفضاء السياسي السوري ، لتقديم الإعلان بالشكل الذي قدمته ، وهذا ما أدى ، كما يبدو ، إلى إقرار توافقات كانت بحاجة إلى إنضاج أفضل في شكلها ومضمونها ، كما أدى إلى تناقضات ونواقص أثارت ردود فعل مفهومة ومشروعة لدى أطراف أخرى في خندق المعارضة . ولعل العذر الأوضح لما حصل ، كان ضرورة ملاقاة ما قد تسفر عنه الأيام ما بعد انتحار وزير الداخلية غازي كنعان ، وما سيحدث من تداعيات دراماتيكية بعد تقرير ميليس القادم بعد أيام ، حيث بات من الضرورة بمكان جذب التفات القوى الخارجية إلى حضورها ، لدحض ادعاءات النظام التخويفية للداخل والخارج المتكررة أن لابديل له سوى القوى الاسلامية المتطرفة من جهة ، وأنها ، أي المعارضة ، بصدد بناء معارضة قادرة على أن تكون هي البديل من جهة ثانية ، ولانتزاع المبادرة من مجموعات معارضة في الخارج تحاول أن تمركز الحراك المعارض بين أيديها في واشنطن أو لندن أو باريس . وهنا بالضبط تكمن الدلالة لتسمية البيان السياسي الصادر في 16/10/2005 ب " إعلان دمشق

بشكل عام ، لم تأت القوى التي أصدرت الإعلان بجديد ، مقارنة بأطروحاتها السياسية المعتادة التي تتقاطع في كثير منها مع مختلف ألوان الطيف السياسي المعارض ، الجديد الذي اثار الجدل هو عدة مسائل هي في غاية الأهمية . وقد تم التعرض لها من قبل الناقدين والمعترضين الذين إهتموا به

المسألة الأولى هي الفقرة التي نصت على أن " الإسلام الذي هو دين الأكثرية وعقيدتها .. ألخ " والتي جاءت في سياق الإعلان كأنها غلطة مطبعية قبل أن تكون خطأ سياسي ، إذ هي غير منسجمة مع ما قبلها وما بعدها في سياق النص وغير ضرورية ، طالما أن الإعلان ينشد المساواة في الحقوق ، ويدعو للد ستور الديمقراطي ، وترسيخ مبدأ المواطنة . وقد أدى وضعها إلى إثارة المخاوف ، لدى المجتع السوري المكون من فسيفساء ديني وقومي وثقافي ولدى أوساط سياسية ديمقراطية وعلمانية ، من هيمنة أصولية اسلامية قادمة على بساط " إعلان دمشق " سوف تثير العنعنات والمآسي الطائفية والمذهبية ، وهذا ما يفخخ المضمون الديمقراطي للإعلان ، وهو ما أثار منذ الآن أطروحات مقابلة ، عن حقوق دينية وثقافية أخرى ، ولهذا نجد عدداً من القوى والشخصيات التي تعلن تأييدها للإعلان من اعتباره منطلقاً للتغيير
الديمقراطي ترفق تأييدها بتحفظات معلقة لمرحلة إعادة النظر في الإعلان . وهذا من جانب آخر أضعف الإعلان ، إذ منح النظام مجاناً دليل مصداقية إدعاءاته بالهيمنة الأصولية على المعارضة ، ودفع بتيارات وقوى إلى التردد أو الإحجام عن الإنضمام إليه

المسألة الثانية ، هي الفقرة المتعلقة بالمسألة القومية ، سواء بالنسبة للعرب الذين يشكلون القومية الأكبر في البلاد أو بالنسبة للأقليات القومية . فعلى الرغم من أهمية وقدم هذه المسألة بأبعادها المتعددة ، فإن معالجتها لم تتم بما تستحق . وهذا ما دفع إلى السؤال عما هو المقصود بالمنظومة العربية هل هو الإلتفاف على الموقف من مشروع الوحدة العربية ؟ ولماذا جاءت عبارة " وحدة الأمة " دون اقترانها باسمها .. هل هي عربية أم اسلامية أو سورية ؟ . الأمر الذي دفع القوى الكردية إما إلى تأييد الإعلان مع التحفظ أو أحجمت عن التأييد وكذلك فعلت القوى السريانية والعروبية

المسألة الثالثة ، هي الفقرة الغائبة عن الإعلان المتعلقة بالبعد الاجتماعي . فقد غاب عن الإعلان ما تعانيه البلاد من ظروف اجتماعية ومعاشية بائسة في غاية الصعوبة، وخاصة الطبقات والفئات الاجتماعية التي تعيش على رواتب وأجور محدودة ، أو التي تعيش على الإتزاق اليومي من تعاطي الحرف أو الفلاحين الفقراء في الأرياف ، أو تنوء تحت بؤس البطالة ، تلك التي تبلغ الأكثرية الساحقة من شعبنا . الأمر الذي قد يشيع ، أن ما يسمى ب عملية التغيير الديمقراطي إنما هو صراع على السلطة بين نخب لاتهمها مصالح القوى التي تكابد القهر مضاعفاً ، وبالتالي يضع عائقاً أمام ا قتناعها بالإنخراط بهذه العملية

والأهم من كل ما تقدم اعلاه ، إن الإعلان كاد أن يغيب البعد الوطني ، إذ نسب ا شتداد المخاطر التي تتعرض لها البلاد إلى ممارسات النظام الاستبدادي على الصعد كافة ، دون أن يذكر الجهات الخارجية ، وخاصة الولايات النتحدة الأمريكية المستفردة باستقطاب العالم والمنفلتة من كل قيد او قانون أو خلق للسيطرة على العالم ونهب شعوبه ، والتي تستغل الآن بفظاظة اغتيال " رفيق الحريري " ليس لابتزاز النظام ضمن لعبة المساومات والصفقات الشرق اوسطية فحسب ، وإنما لإخضاع سوريا الوطن والشعب لهيمنتها ، ا ستكمالاً لمشروعها بإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها الاستراتيجية الإمبراطورية ومصالح إسرائيل التوسعية العنصرية
وقد كان الأفضل البدء بتحديد المخاطر الخارجية المحيقة بسوريا ، التي قد تعرقن الحالة السورية ، وتحميل النظام مسؤولية الضعف والتهاون في مواجهة هذه المخاطر لعدم ا ستجابته لاستحقاقات التغيير الديمقراطي .. ألخ

وعليه ، فإنه إذا كان الهدف من " إعلان دمشق " هو محاولة ملئ الفراغ وجذب الأضواء فإن الهدف ، إلى حد ما ، قد تحقق . لكن هذه الخطوة تستدعي جدية ومسؤولية أكبر في المراحل القادمة ، إذ أن معظم إن لم يكن جميع من انضموا إلى " إعلان دمشق " لهم ، تطلعات أو تحفظات ، ولهم متطلبات أن يكون الإعلان أشمل وأعمق . وتقف أمام الإعلان في المراحل التالية ا ستحقاقات .. المسؤولية الوطنية .. ومسألة الدين والدولة .. الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. المسألة القومية والتمحد الوطني

ومالم تتم إعادة النظر في مضمون " إعلان دمشق بما يستجيب لهذه الاستحقاقات ، لن يكون هناك نهوض شعبي يحمل مشروع التغيير الديمقراطي .. وبالتالي يتعثر هذا التغيير .. ويتعثر الوطن والشعب على دروب المجهول






#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخارج والاصلاح السياسي في العالم العربي
- القاضي ميليس ومعجزة التغيير
- التحرك السياسي السعودي .. إلى أين .. ؟
- من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا
- إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
- المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
- معادلة الخبز والحرية
- ومضة نبيلة في حراك الحرية
- من أجل حركة نقابية عمالية جديدة
- مع أحرار موريتانيا
- خمس سنوات عجاف أخرى
- الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من
- ضد أمر تعسفي - تضامن مع ناهد بدوية وسلامة كيلة
- الأحزاب .. والتغيير في سوريا
- جدلية السلطة والشرعية في النظام السوري
- الرفيق جورج حاوي
- استنساخ تجربة فاشلة .. إمعان في الجري وراء المجهول
- لابأس بقدر من الأمل
- هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟
- ذكرى فرا شة


المزيد.....




- ما قصة مسلسل -The Group Chat- الذي يحقق تفاعلا على تيك توك؟ ...
- امرأةً تنجو بأعجوبة من شجرةٍ ضخمة حطمت سيارتها.. وكاميرا مرا ...
- الدفع أو وقف خدمات الاتصالات.. مصر تطبق قرارها بشأن الهواتف ...
- ميدان الجزائر بالعاصمة الليبية طرابلس يشهد مظاهرة حاشدة دعما ...
- هل تراجع الدور العربي في البحث عن تسوية لوقف حرب غزة؟
- الجيش السوداني يسيطر على معسكر النسور ويتقدم في أم درمان
- تقرير عن شهادات لجنود إسرائيليين: -إسرائيل حولت غزة إلى منطق ...
- بتهمة -إهانة الرئيس-ـ أردوغان يقاضي زعيم حزب الشعهب الجمهوري ...
- الرئاسة المصرية تعلق على زيارة السيسي وماكرون لتخوم غزة
- أفيخاي أدرعي يتجول في الجنوب السوري (صور)


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة