|
ماذا هيأتم للانتخابات القادمة؟
عبدالخالق حسين
الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية يوم 15 كانون الأول (ديسمبر) القادم لانتخاب أعضاء الجمعية الوطنية الدائمة، فيما لو أقرت مسودة الدستور، أو جمعية وطنية مؤقتة جديدة في حالة عدم إقرارها. فهل هيأ المسؤولون الشروط المطلوبة لهذه الانتخابات التي نريدها أن تكون نقلة أخرى في طريق بناء الديمقراطية والدولة العصرية؟ لا شك أن الإنتخابات هي جزء مهم من الديمقراطية، إذ لا ديمقراطية بدون انتخابات ولكن يمكن أن تكون انتخابات بدون ديمقراطية. ففي العهد البعثي الساقط كانت هناك انتخابات ولكن بدون ديمقراطية. والآن في العراق مشروع بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية، لذلك هناك انتخابات لاختيار أعضاء المجالس البلدية والحكومات المحلية والجمعية الوطنية.. الخ
ولكن الديمقراطية تفقد قيمتها ودورها في حياة الشعب ما لم يصحبها وعي جماهيري بأهمية النظام الديمقراطي وقوانين الإنتخابات والبرامج التي تطرحها الأحزاب والمرشحون المستقلون. وبدون رفع الوعي السياسي لدى الجماهير الواسعة ستتحول الديمقراطية إلى وسيلة لخدمة النخب السياسية التي تعرف كيف تتلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم وتؤثر فيهم، بعيداً عن المصالح الوطنية التي يجب أن تعلوا فوق المصالح الفئوية والشخصية.
لقد عمل النظام الفاشي الساقط على تدمير الوعي وحرم الناس من أية وسيلة للتثقيف بالديمقراطية، فكل وسائل الإعلام كانت تحت سيطرة الحزب الحاكم، موجهة لتضليل الشعب ونشر مبادئ الفاشية وعبادة الفرد، مما أدى إلى شل العقل وتفتيت النسيج الإجتماعي وتكريس الأنانية والإتكالية واللا أبالية وزعزعة الثقة بالنفس..... باختصار أفضى حكم البعث إلى الخراب البشري، والوضع الحالي السيئ الذي يعيشه الشعب العراقي من الإرهاب وتفشي الجريمة المنظمة دليل على هذه التركة الثقيلة التي ورثها العهد الجديد من العهد البائد.
لقد آن الأوان للمسؤولين، من رجال السلطة وقادة الأحزاب والمنظمات الثقافية والإجتماعية والإعلامية أن يلعبوا دورهم لنشر الوعي السياسي وتعريف المواطن بحقوقه وواجباته إزاء الوطن ومسؤوليته إزاء شعبه ووطنه وقراراته التي يتخذها. إن قصاصة الورقة الإنتخابية التي يؤشر عليها المواطن يوم الانتخاب قد تبدو صغيرة وربما تافهة في قيمتها المادية، إلا إنها تمثل مسؤولية إخلاقية وسياسية كبيرة في عنق الناخب عندما يضع الإشارة مقابل الجهة التي يختارها لتمثله وتدافع عن مصالحه في المؤسسة الدستورية. ولا يمكن أن يكون اختياره صائباً ما لم يتسلح الناخب بالوعي والمعرفة بقوانبن الإنتخاب ويكون على إطلاع بالبرنامج الانتخابي للجهة التي يختارها.
والدافع لكل هذه المقدمة، هو رغم أن إنتخابات الجمعية الوطنية على الأبواب، أي في 15 كانون الأول القادم ، ولكن لحد الآن لم يعرف المواطن العراقي أي شيء عن برامج الأحزاب أو المرشحين المستقلين وليس هناك أي تثقيف بقانون الانتخابات الذي اعلنت الجمعية الوطنية عنه وصادقت عليه. فالمفروض أن يكون هذا القانون في متناول المواطنين وقد نشر في الصحف الوطنية ومواقع الإنترنت وأشبعت مسودته نقاشاً كما حصل لمسودة الدستور الدائم، ولكن شيئاً من هذا لم يحصل لقانون الإنتخابات مع الأسف ولا نعرف تفاصيله. أدناه رسالة من صديق في بغداد، قضى معظم حياته في خدمة الوطن ولم يغادره رغم معاناته الطويلة، سواءً من النظام الساقط أو من فلوله الإرهابيين بعد سقوطه. اجتزئ فقرات من رسالة الصديق يقول فيها: اخي العزيز، لي رجاء و فيه خدمة للعراق الحبيب ... الا وهي أن تبادر فورا ومهما تكن نتائج الإستفتاء على مسودة الدستور، الى المطالبة بما يلي : 1. نشر (قانون الانتخابات) الذي سنته الجمعية الوطنية الحالية على المواطنين وشرحه كي يفهم المواطن البسيط طبيعة هذا القانون . 2. مطالبة القوى السياسية العلمانية بترشيح عناصر من كل الطيف العراقي و كل محافظات القطر بحيث يحاربون المحاصصة الطائفية و العنصرية . 3. الانتخابات المقبلة ستكون يوم 15-12-2005 اي اقل من شهرين ...لذا يجب مطالبة المفوضية لاعلان اسماء المرشحين في مدة اقصاها 15-11-2005 كي يتسنى للمواطن معرفة من ينتخب. 4. التأكيد على المفوضية منع المرجعيات الدينية و القومية من الضرب على اوتار الطائفية و العنصرية . و التهديد بحرمان من يستعمل هذه الاساليب في المشاركة في الانتخابات. ************* أتفق مع الصديق العزيز، وها أنا قد ضمنت مقترحاته المشروعة في هذه المقالة، آملاً من أهل الحل والعقد العمل على تحقيقها. كما أتمنى على الجمعية الوطنية ومفوضية الانتخابات نشر القوانين التي تصدرها في وسائل الإعلام وعلى نطاق واسع، في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام مثل التلفزيون والراديو ومواقع الإنترنت، وعدم الإكتفاء بنشرها في صحيفة (الوقائع العراقية) التي لا يطلع عليها إلا القلة من المسؤولين في الدولة. كما وأقترح فتح موقع انترنت لصحيفة (الوقائع العراقية) ويعلنوا الرابط على معظم المواقع، لكي يتسنى للمواطنين الإطلاع على القوانين ويضعوها في متناول الجميع وليصبح الموقع بمثابة موسوعة ومرجع للقوانين العراقية.
#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محكامة صدام عادلة لأنها تحت الإحتلال!
-
ملاحظات حول محاكمة صدام حسين
-
أهمية الاستفتاء على مسودة الدستور
-
صولاغ الوزير الغشيم
-
ما يجري في العراق فضيحة عربية
-
من الذي يحكم في العراق؟
-
من المستفيد من تصاعد التوتر في البصرة؟
-
ما جدوى مشاركة عراقيي الخارج في الاستفتاء والانتخابات؟
-
كارثة 11 سبتمبر وحكمة التاريخ
-
على السنة العرب أن ينأوا بأنفسهم عن البعث
-
فاجعة جسر الأئمة، من المسؤول عنها؟
-
الدستور، والخيار بين - كل شيء أو لاشيء
-
مظاهرة من أجل العبودية!!
-
مسودة الدستور.. ما لها وما عليها
-
موقف الإسلامويين من المرأة
-
الدستور العراقي في سباق المائة متر!!
-
دعوة لتأجيل كتابة الدستور الدائم
-
تركة صدام حسين في مسودة الدستور الدائم
-
ملاحظات حول مسودة الدستور العراقي
-
مخاطر زج العلم في السياسة
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|