|
العمل او الموت الحرية او الموت
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 12:43
المحور:
القضية الفلسطينية
العمل او الموت الحرية او الموت محمود فنون 2/10/2015م نشرت معا تقريرا عن تسلل الشباب من قطاع غزة عبر الحواجز المانعة من أجل العمل في الإقتصاد الإسرائيلي .. إن محاولات كهذه ناتجة عن حقيقة أنه أمام الشباب واحد من خيارين : العمل أو الموت . ويقول التقرير:" ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغت أعلى معدل بطالة سجلت للفئة العمرية (20-24 سنة)، حيث بلغت 45.6% في الربع الرابع من عام 2014، كما سجلت محافظة دير البلح في قطاع غزة أعلى معدلات بطالة في قطاع غزة بمعدل 49.9%، وهذا ومن المعروف أن التقديرات المتعلقة بالبطالة في قطاع غزة ليست دقيقة حيث تشير التقديرات إلى أن البطالة تصل إلى 80% في صفوف الشباب في قطاع غزة ولاسيما بين خريجي الجامعات وخاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير وتدميره مئات المنشآت الصناعية والتجارية." إذا كان حال البطالة بهذه النسب فكيف يستطيع الناس البقاء على قيد الحياة وكيف يحصلون على قوت يومهم ؟ إن هذا ما يفسر أسباب محاولات الشباب للتسلل عبر الحواجز المحروسة بشدة من أجل الحصول على فرصة عمل. فإما العمل أو الموت .وقد ورد في التقرير " ويرى نضال غبن مدير مركز الديمقراطية وحقوق العاملين في غزة ان التسلل نحو الاحتلال الاسرائيلي للبحث عن عمل هو احد تجليات مظاهر اليأس التي يعيشها الشباب .. وأوضح غبن في حديث لمراسل "معا" ان الشباب يعرضون حياتهم للخطر والموت نتيجة التسلل حيث قوات الاحتلال تطلق النار على كل من يحاول التسلل..." هذا هو حال الفلسطيني المكافح من أجل البقاء وتحصيل لقمة العيش . فمجرد القدرة على البقاء يتطلب الأمر معاناة شديدة تصل حد المخاطرة بالحياة يأسا وأملا . وهذا الحال لا يقتصر على الفلسطيني المقيم في قطاع غزة بل يتعداه إلى الفلسطيني المقيم في كل فلسطين على العموم والضفة والقطاع على الخصوص . فقد يقتل الفلسطيني وهو في طريقه إلى العمل وهذا مرهون بإرادة الجندي الإسرائيلي الذي يتسلح بأوامر تقضي بسهولة إطلاق النار على الفلسطيني حيثما رآه ، فكيف إذا رآه متسللا من قطاع غزة . وقد يعتقل الفلسطيني وهو في طريقه إلى العمل ويتعرض للإجراءات العقابية القاسية بالسجن والغرامة ومزيدا من الحرمانات والمضايقات. ولكنه وبكل تأكيد يتعرض إلى المضايقات والإذلال يوميا وهو في طريقه إلى العمل والمرور عير المعابر ان كان من حملة التصاريح. بالإضافة إلى قسوة الظروف وربما يسير أربع أو عشر كيلومترات قبل أن يبدأ يومه. وهناك من يسبر خمسة عشر كيلو مترا متسللا وهناك من يقطع الضفة من الشمال إلى الجنوب وصولا إلى نقطة عبور متسللين . بل أن بعضهم يبيت في العراء أو يقضي الساعات الطويلة وهو ينتظر فرصة العبور من نقاط التسلل. وقد يتعرض المتسللون بعد هذا العناء إلى مطاردات ساخنة ومنهكة ومن يفوز منهم بالسلامة يصل إلى مكان عمله وهناك قد يجد دوريات حرس الحدود بانتظاره ليقبضوا عليه أو يتمكن من الهرب ليعود ثانية .و في قطاع غزة فإن المتسلل مضطر للإفلات من ملاحقة سلطات الأمن المحلي أولا قبل أن يبدأ مشواره مع سلطات الإحتلال الصهيوني . هذا حال عشرات الألاف من العمال الفلسطينيين الباحثين عن لقمة العيش لمجرد البقاء على قيد الحياة . وهذا الحال مستمر لسنوات وسنوات ومنذ ما بعد اوسلو ، بل إن الأمر يزداد سوءا على سوء . وحينما يتقم الكتاب المتحذلقين للبحث عن حلول فيطرح بعضهم ترحيل وتأجير اليد العاملة في دول الخليج . إن هذا الطرح كما وصفته سابقا هو تنفيذ سياسة " الترانسفير " بأيدي السلطة وبسهولة ونعومة مع تبرأة الإحتلال من عملية تفريغ الأرض من سكانها وخاصة الشباب .لا يهم اللبوس الذي يتغطى به أصحاب هذه الفكرة لأن هذه هي حقيقة فكرتهم . وهناك من يرسم خطة للتنمية ويقذفها في الصحافة على اعتبار أن السلطة الجاهلة والتي لم تكن تعلم بهذه الأفكار والخطط الذكية ، سوف تتلقفها فورا وتطبقها وتحصل التنمية ويتم القضاء على البطالة بسبب ذكاء هذا النوع من الكتاب . من الواضح أن التنمية تحتاج أول ما تحتاج إلى قيادة حرة ومستقلة وذات سيادة . هذا اولا وقبل كل شيء . وهذا غير متوفر لسلطة الحكم الذاتي . كما انها تحتاج بعد ذلك لقرارات وإرادة تنموية وخطة تنموية تعتمد على توفر المقدرات ... وهذا غير متوفر . ولكن الكتاب الذين يتذاكون بخططهم يعلمون ذلك أيضا ويكذبون على الناس ويتظاهرون بانهم رجالات التنمية . ويطرح بعضهم أن تقوم الدول العربية بتقديم الأموال ... الخ . إن هذا كذلك طرح ينطوي على ضلال . فالدول العربية لا تستطيع إدخال الأموال من أجل التنمية فهي تنسجم مع السياسة الإسرائيلية ضدنا أولا وثانيا فإنها لا تدفع فلسا واحدا دون موافقة إسرائيل مهما كانت قرارات القمم العربية .وثالثا: فإن الناس بعد حصولهم على النقود بفرض انهم حصلوا عليها من البلدان العربية ، فإنهم يحتاجون إلى البضائع وهم لا يحصلون عليها سوى من السوق وهو السوق الإسرائيلي الواحد في كل فلسطين والتابع للإقتصاد الإسرائيلي وجزؤه المهمش والمحاصر والمطارد . وإن حصلوا على المال مرة هل سيحصلوا عليه مرة أخرى . إن الدول العربية شريكة في حصار الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة وشريكة في معاناته وليس حاميا له كما تطرح مجموعات التضليل السياسي والثقافي والمعلوماتي !!! لا حل لمأساة الفلسطيني بغير تحرير وطنه وطرد الإستيطان الصهيوني منه .والناس ورغم كل الصعوبات الموصوفة يحاولون التدبر وفي ظل مخاطر الإستشهاد في سبيل لقمة العيش . ليس هذا كل شيء . الفلسطيني مضطر للعمل وهو يواجه بعينيه خطر الموت . إما الموت الفوري للأفراد أو خطر الموت للجماعة .والفلسطيني يناضل ضد هذا الخطر . يناضل ضد هذا الخطر وهو يعلم عن إمكانية الموت وهو متوجه للعمل موتا جسديا حقا أو كل اشكال الموت المعنوي يوميا ، وخطر تمكين المشروع الصهيوني ومستوطناته ومؤسساته من فلسطين ليكون الإحلال المميت للوجود الفلسطيني على أرض فلسطين . ألا يستدعي هذا ثورة متصلة وبلا هوادة حتى طرد الإحتلال ومهما كانت التضحيات. فالتضحيات في سبيل الحرية هي أشرف التضحيات . إن حرية فلسطين مرهونة كذلك بتحرر الإرادة العربية واختار النضال ضد كل أشكال الوجود الصهيوني في البلاد العربية ومساندة النضال الفلسطيني من الداخل والخارج ودحر هذا الوجود عن الوطن العربي لا مسالمته ولا التهدئة معه ولا السلمية في مواجهته بل فإن أساس الأسس هو رفض الإعتراف بوجوده والتعامل معه على انه عدوان يستدعي المقاومة حتى الانتصار عليه ودحره نهائيا .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلاميون العرب: - كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى -
-
هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا
-
مساهمة سياسية في نقاش التنمية
-
كلمتين وبس في الأقصى
-
هل الضفة والقطاع حِتّة وَحَدَة؟
-
لينا زهر الدين تقترح تحديد مدة الزواج
-
جند الله بدأوا غزوة غزة !!
-
عود على الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي
-
ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
-
تصريح هنية والعرابين
-
مساهمة في نشر الخزعبلات
-
ما هي الهدنة وما هي التهدئة
-
يا رفيقة ميسر : لا تخطئي
-
اليوم ذكرى حرب حزيران
-
هؤلاء الشيوخ هم أعداء حقا فاحذروهم
-
عيد العمال
-
علي جبر ابو ناصر
-
الإعتراف بإسرائيل
-
الإحتلال يكرر التجربة ويغير الأدوات
-
الإستعمار يكرر التجربة ويغير الأدوات
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|