أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عيسى ربضي - تهافت التهافت














المزيد.....

تهافت التهافت


عيسى ربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 03:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تهافت التهافت
كتبت هذه المقالة يوم 14.8.2005

منذ أواسط العام 2005، وتحديدا بعد الانتخابات الرئاسية الفلسطينية وشغور عدد كبير من لوحات الإعلانات في محافظات الوطن، احتلت الوكالة الأمريكية هذه المساحات كما احتلت مساحات أخرى من جرائد الوطن، وإذاعات الوطن وعقول الوطن وامتدت لتحتل بعض الفضائيات العربية بإعلانات صارخة عن"الدعم الأمريكي" للشعب الفلسطيني، تارة بالمياه وتارة بالتعليم من منطلق حرص الوكالة على تنقية مياهنا "وفلترة" مناهجنا التعليمية للحصول على ماء نقي وتعليم نظيف!!
قد يكون من المضحك أن يهدي الشعب الأمريكي ملايين الدولارات للشعب الفلسطيني، وان يكون الشعب الفلسطيني جاحداً وناكراً للجميل ولا يسارع لنشر إعلانات الشكر والتقدير لهذه اللفتة الكريمة ، فأرادت الوكالة الأمريكية أن تذكرنا بنعم الشعب الأمريكي علينا. وأقول للدقة الأكبر نعم الحكومة الأمريكية علينا، فالشعب الأمريكي يدفع ضرائبه للمجهول ولا يعرف أين تذهب أو كيف توزع، هذا من جهة ومن جهة أخرى فلا بد أن الحكومة الأمريكية والوكالة الأمريكية تعرف تماماً فن تجنيد الأموال كما فعلت بالعراق وأفغانستان ولن يكون مليار أو اثنان بمشكلة أمام إدارة منحت حكومات إسرائيل أكثر من مائتان وخمسون مليار دولار من المساعدات الثابتة عدا عن المساعدات الطارئة والعينية والمؤجلة والمستحقة وخلافه.
نحن بالحقيقة لم ننس هذه النعم أبداُ، فالرصاص المصنع أمريكياً والمدفوع ثمنه أمريكياً احتل جزءاً كبيراً من أجسادنا والطيران والمصفحات الأمريكية استولت على جزءاً اكبر من البنية التحية الفلسطينية لا لشيء سوى لأنها بنية متخلفة وقديمة وقد أراد الساسة الأمريكان أن يعيدوا بناءها لنا. الحقيقية أن ألاف الشهداء والأسرى والمصابين لا يدعوننا ننسى أبدا هذه النعم.
على كل حال ليس المهم أن نعدد مناقب الأصدقاء الأمريكيين الذين يستهويهم دعم الشعب الفلسطيني، المهم أن نسأل أنفسنا لماذا تتمكن الوكالة الأمريكية- ولن أقول للتنمية- من التسلسل الى ملابسنا وطعامنا وعقول صغارنا ومن الذي يسمح لها أن تقتحم عاداتنا وثقافتنا وتخترق أسوار مدينتنا، من الذي ساعد بهدم أسوار المارد الفلسطيني كما هدم العثمانيون سور القدس كرمى لجلاله إمبراطور ألمانيا.
لقد كان للعديد من الهيئات والمؤسسات دوراً محورياً في تمكين الوكالة من توفير كل هذه النعم للشعب الفلسطيني وتعليمه أن نضالنا الوطني والتحرري على مدى عقود ما هو إلا إرهاب قام به بأحسن الأحوال مجموعة من المرتزقة، وكان للأسف لمؤسسات المجتمع المدني نصيب الأسد من هذا الدور, تحت شعارات دمقرطة الشارع الفلسطيني، وتطويره وتثقيفه ورفع التخلف عنه والى ما لانهاية من مصطلحات لا تكاد تستر عورة صاحبها.
منذ قدوم الوكالة الأمريكية تهافت العديد من المؤسسات والشخصيات الوطنية أو التي تحسب على التيار الوطني عليها والسبب معروف فكل شخص بنى له مصدراً سهلاً للرزق واشترى لنفسه مقعدا وثيرا كمدير أو رئيس مجلس إدارة أو رئيس هيئه إدارية أو استشاري... وأحدهم اشترى لنفسه اميراطورية مكونة من أكثر من عشرة مؤسسات يقودها بالرموت كنترول وتمولها بالغالب الوكالة الدولية لكن ما يفيض عن كل ذلك هو الدور الحيوي لمؤسسات المجتمع المدني الذي تعرض لطعنات قاتلة وتشوه خلقي عميق بسبب تهافت البعض على أموال ملطخة بالدم، بالرغم من كل عمليات تبيض الأموال وعمليات التجميل والترقيع بقيت هذه الأموال ملطخة، ليس بالدم الفلسطيني فحسب، بل أيضا بتاريخ من النضال لوثه ما يعرف بوثيقة نبذ الإرهاب التي قام بتوقيعها البعض ليقبضوا ثمن نضال شعبهم وتاريخه المشرف دون وجه حق.
من منطلق دورنا كمؤسسات مجتمع مدني فلسطيني، نسعى لتنمية حقيقية لمجتمعنا ونهدف الى تعزيز الحكم الصالح والديمقراطية الشعبية في دولتنا العتيدة، فاني أرى لزاماً على جميع المؤسسات الشريفة التكاثف والإعلان جهراً رفض التمويل المشروط سياسيا والذي يربط بين الحق والإرهاب، كون مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية كانت وما زالت رائدة بالنضال الوطني والاجتماعي وما زال أمامها درب طويل من النضال التنموي لبناء المجتمع الفلسطيني القادر على حماية وتكريم أبنائه. فالمطلوب هو إعلان وثيقة شرف وطني مدني تدين الارتزاق من دماء شعبنا وتسعى لتمويل برامج مجتمعيه تنموية قابلة للحياة والاستمرار، ليتم استبدال وثيقة نبذ الارهاب سيئة الصيت بالرغم من التعديلات الصورية التي دخلت عليها بوثيقة شرف وطنية أساسها التعاون والتشبيك بين المؤسسات الوطنية وتفعيل استثمار الموارد المبني على فلسفة استراتيجية واضحة المعالم من منطلق أن أساس أي تنمية حقيقية لن يكون الأمن خلال برنامج وطني متكامل متجذر غير خاضع لإملاءات سياسية ونابع من احتياجات حقيقية للمجتمع الفلسطيني.
*عنوان المقال مأخوذ من أسم كتاب للعالم العربي أبو الوليد أبن رشد



#عيسى_ربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أسباب تفشّي -ظاهرة- الفردانية في العمل السياسي
- عوامل بروز ظاهرة الناشطين الفردانيين
- حول الشكل التنظيمي لأحزاب اليسار
- ناشطين فردانيين مقابل أحزاب ثورية
- مهماتنا: الجزء الثاني التجربة الفلسطينية
- مهماتنا: الجزء الأول المجتمع المدني
- نحو تشكيل جبهة يسارية ثورية
- مهمات اليسار في ظل الحراك بالشارع العربي
- ازمة اليسار من سوريا
- الحزب، اليسار واليسار المهادن
- اليسار والثورة وما يسمى بالربيع العربي
- اي يسارٍ هذا؟
- ولوج البرجوازية العربية من باب الحارة
- ثقافة العنف على الشاشة العربية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عيسى ربضي - تهافت التهافت