|
توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(2)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 19:22
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
"ان وقوفي لحظة في قفص الاتهام،وانا بريء،ينسيني الف كتاب قرأته عن الحرية". فولتير
كانت المعلومات التي ترد ستالين من مصادرمتعددة،حول وجود مايسمى:"معارضة وتآمربين الجنرالات".تقض مضجع"القائد"وتثير ظنونه المتضخمة!.وكانت تلك التقارير التي تصل اليه تباعا،هي على الاغلب مزورة،ولا اساس لها من الصحة،وفي احس الاحوال مختلقة ،ومقصودة من قبل المهاجرين البيض.وارتفع منسوب الشك،خاصة بعد ان وصلت اليه من باريس مذكرة يوجوف،والمرفقة بوثائق احدى منظمات المهاجرين البيض:"الاتحاد الروسي الحربي العام"والتي تحتوي على:"في الاتحاد السوفييتي تقوم مجموعة من القيادات العسكرية العليا بالتحضير لانقلاب حكومي"وان قائد تلك المؤامرة هو الجنرال توخاتشيفسكي!.وقد قام ستالين بتحويل تلك المذكرة الى اورجينيكدزه،وفورشيلوف للاطلاع. كان المعروف عن الامين العام_ستالين_ارتيابه وشكه وتوجسه الى درجة الوسوسة المرضية.وحذره الامني الدائم من كل من يحيط به:معاونيه،حراسه،اقاربه،من يقوم بخدمته،الخ..وكان يطلب من بيريا-ذراعه الايمن وحاميه!-دوما وبأستمرار التحقق جيدا من حراسه،والتأكد من ولاءهم المطلق له!.وقد استغل بيريا تلك الخصلة ،والخاصية،وذلك الظن القهري!لاثبات اهميته ودوره في حماية"القائد"فكان بين الحين والآخر-وليس الامر صدفة،بل لتضخيم حدة الخوف لدى ستالين،واعتماده الكلي عليه!-يكتشف قريبا من ستالين"جاسوسا"مزعوما !او"ارهابيا"مختبئا!او"عدوا"محتملا!.فيخبره ان فلانا"مشكوكا به"!واخر "يثير الريبة"!وعلى هذا المنوال. ومن الطريف ان نذكر انه في احد ايام بحثه عن الجواسيس والارهابيين داخل حصن "الزعيم"امر بالقاء القبض على عامل التنظيفات وزوجته،بحجة اعدادهما "لعمل ارهابي خطير"ضد"محبوب الشعب"!!. ولم يكن عبثا ان ستائر غرفة نوم ستالين كانت ترتفع عن الارض مترا ونصف حتى لايتمكن احدا من الاختباء خلفها!كما لم يكن مسموحا لاحد في الدخول على ستالين ابدا لغير بيريا او امرمنه!!.-وهذا ماتأكدت صحته بعد موت ستالين،فلم يعرف بموته احد الا بعد مرور اكثر من نصف يوم على ذلك! فقد مضت عليه ساعات بعد نوبته القلبية القاتلة وحيدا في غرفة الطعام في بيته الصيفي ب"كونتسوفو"!-.. وبالرغم من عدم وجود اي وثيقة تثبت فعلا ولو محاولة واحدة لاغتيال ستالين، الا ان الهاجس الامني والتوجس المستنفر من الاعداء الوهميين كان حاضرا وبقوة في كل الاجراءات وتدابير الحماية والحذر والتحسب!.-فحياة القائد ليست كأي حياة-.!. كان ستالين عندما يذهب الى مصيفه الريفي في كونتسوفو بسيارته المصفحة! تنظم له وفي كل مرة عملية استنفار امنية كاملة لتأمين سلامته وحمايته من الاعداء المتربصين!.فالى جانب سائقه بيتروجين كان يجلس واحدا من حراسه الشخصيين،اما:توكوف،او ستاروستين،او الاثنان معا جاهزين ومتحفزين دائما هما،ومجموعة عنا صر فوج الحماية في قافلة من السيارات المرافقة له للدفاع عنه عند الخطر وحمايته من"الارهابيين"الفضائيين!. وقد اعتاد"معبود الشعب"ان يحدق في وجوه الناس بشك وارتياب،فاذا لم تعجبه نظرة او سحنه او ملامح او شكل احدهم،فلا يسمح له بمواصلة العمل عنده او بالقرب منه فيجري ابعاده عنه!... ابتلع ستالين"طعم"الوثائق المصنوعة بخبرة واحترافية وذكاء في دوائر مخابرات برلين،والتي سربتها له بشكل غير مباشر،كي تبدو مقنعة تقطع الشك بحقيقتها،عن"التعاون"المزعوم لتوخاتشيفسكي،وعدد من قادة الجيش الاحمر مع الجنرالات الالمان ضد وطنهم السوفييتي!.فقد زوروا في مكتب كاناريس توقيع توخاتشيفسكي بمهارة فائقة،وعن صورة لتوقيع قديم له حقيقي على وثائق التعاون التقني في مجال الطيران مع احدى الشركات الالمانية عام1926،تلك الوثيقة التي اعدت بأتقان ودقة قادت الى ابعد من الشك،وصار يقينا بأن توخاتشيفسكي هو حقا،يقيم علاقات سرية مع ممثلين من الجيش الالماني النازي،تهدف الى الانقلاب على ستالين وتصفيته!!.وقد اضفى الحريق المسرحي في وزارة الدفاع الالمانية،وسرقة تلك الوثائق ،لتصل تلك المستندات المزورة الى براغ،ومن ثم الى موسكو !.على العملية ذات النسج المحبوك بدقة مزيدا من المصداقية والقبول!. وكان هذا هو الهدف الخفي غير المعلن للنازية،ان يصار الى تصديق وجود تآمر بين جنرالات الجيش الاحمر،ليتم قود ستالين وتسخيره لينفذ عن بعد،اضعاف الجيش الاحمر من خلال اجتثاث رؤوسه،اي جنرالاته!وماكان متوقعا من المخططين الالمان، ان يفعله ستالين،اقدم عليه فعلا،واقام تلك المجزرة العسكرية كما خطط لها الفاشيون!.. قدم يوجوف عدة تقارير عن ذلك "الحريق المفتعل"الى ستالين وفورشيلوف،ومن تلك التقارير:"اظافة الى ماتم اخباركم به عن الحريق في وزارة الدفاع الالمانية،اوجه لكم مواد تفصيلية عن هذا الحريق-1-2آذار(مارس)1937-ونسخة عن تقرير لجنة التحقيق بأعمال التخريب في الجستابو".. -المفوض العام لامن الدولة- -يوجوف- شددت الرقابة على توخاتشيفسكي،فقد احكم الطوق،وبدأوا بجمع المعلومات. وتسارعت الاحداث كما يرويها فيكتوروف_نائب المدعي العام العسكري_الذي ترأس مجموعة خاصة من المحققين العسكريين،والمدعين العامين،بعد المؤتمر العشرين،لرد الاعتبار للذين اعدموا ظلما وهم ابرياء من تلك التهم المتعسفة ابان حقبة الطغيان الستاليني!.ففي مذكراته يقول فيكتوروف:"انه عندما كان يتصفح ملف قضية المحقق الستاليني،رادزيفيلوفسكي،والذي حكم عليه عام1957 بتهمة انتهاك القانون(ومن لم ينتهك القانون؟!الجميع فعل ذلك ستالين وورثته وليس من استثناء الا في الدرجة فكلهم خرجوا من معطف ستالين السابقون واللاحقون!!،م.ا)لفتت انتباهه اقوال الاخير:"لقد عملت في ادارة مفوضية الشعب للشؤون الداخلية لمنطقة موسكو.دعاني فرينوفسكي -وهو احد مساعدي يوجوف،م.ا-ذات مرة الى مكتبه،واهتم بمعرفة ان كانت تأتي الي اعمال ما لاي من العسكريين الكبار،فأجبته بانني اقوم حاليا بمتابعة قضية ميدفيديف.كلفني فرينوفسكي بمهمة قائلا:"يجب ابراز قضية مؤامرة كبيرة وعميقة في الجيش الاحمر،والتي بكشفها سيظهر الدور الكبير ليوجوف وخدماته امام اللجنة المركزية"لقد قبلت المهمة للتنفيذ ليس بشكل فوري طبعا،وحصلت من ميدفيديف على "الاعترافات "المطلوبة عن وجود مؤامرة في قيادة الجيش، والمعلومات التي استلمتها قدمتها الى يوجوف،وهو بدوره استدعى ميدفيديف لاستجوابه،ولكن الاخير اعلن ان اعترافاته مختلفة،عندها امر يوجوف بأعادة ميدفيديف وبأي وسيلة الى اعترافاته تلك وهذا ماحصل بالفعل،محضر الاعتراف الذي تم الحصول عليه من ميدفيديف تحت ضغط التعذيب ارسل الى"فوق""!. -اذا هكذا كانت تجري الامور :تلفيق التهم سلفا لارتقاء المناصب ،واختراع المؤامرات سبيلا للتمركز ومزيدا من السلطة والنفوذ!!-.. كان رأس توخاتشيفسكي ورؤوس رفاقه قد اينعت،وحان اوان قطافها!!!!. ......................................................... وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيدنا...وطن مستعبد وشعب تعيس!
-
توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(1)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(12-12/الاخير
...
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(11-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(10-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(9-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(8-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(7-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(6-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(5-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(4-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(3-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(2-12)
-
بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(1-12)
-
تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(3)
-
تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(2)
-
تحرر المرأة...آفاق وخيارات...
-
شجون الفوات!!!(7-الاخير)
-
شجون الفوات!!!(6)
-
شجون الفوات!!!(5)
المزيد.....
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|