|
من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها
نقوس المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
(2) وقائع وقفة احتجاجية
ـــ من لم يخرج من أرض احمر لم ينج من عواقبها هكذا يقول الناس هنا بعفوية لا تخلو من مكر ـ قوم لهم شرف الانتماء لحمير ـ وهم يسردون حكايات مشفوعة بأمثلة حينما يحسون بالضيم والغبن ضد الأسلوب الانتقائي والطريقة الالغائية والانفرادية التي تعامل بها المخزن مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تقصي المبادرة المولوية نفسها وتحجم دورها و تفرغها من مضمونها النبيل ، وعدم مطابقة تلك التصرفات للمعايير والضوابط المنصوص عليها في المرسومين الملكيين الحاملين لرقم 2.051016 و63.1.04.0 الصادرين يومه 9 /07 / 2005 ، وهي نفس التوجسات والتخوفات التي وردت ضمن الديباجة التي قدمت بها جل المنابر الإعلامية لنص المبادرة الملكية ، في الوقت الذي يسعى فيه صاحب الجلالة لترجمتها عمليا بمعانقته واحتضانه للجماهير عبر ربوع المملكة .. وهذه مؤشرات على أن المخزن هو العائق الوحيد والتاريخي على مر العصور الذي يقف حجر عثرة بوجه التقدم والتنمية ، وهي أخلاقيات تحيلنا على الممارسات العشوائية و الطرق البدائية السافرة التي مورست على الجماهير المسحوقة و التي تذكر بالعهود الغابرة المتسمة با لممارسات الإقطاعية وأساليب النهب و الاستفزاز والانفراد باتخاذ كل القرارات ، و كافة سبل الاستغلال والجبروت الممكنة ا لتي تكفل له الحق في النهب و استغفال الناس للإثراء على حساب المبادرات الملكية انطلاقا من المساهمة في بناء مسجد الحسن الثاني ، إلى حملات التبرع لمنكوبي الزلازل والكوارث الطبيعية ومساعدة العالم القروي، والتي اغتنى عن طريقها العديد من أذناب المخزن ، ولا زلنا نتذكر عملية إغاثة ضحايا زلزال مدينة الأصنام بالجزائر والحماس وروح التكافل الذي هب به كافة المغاربة للمساهمة ، في حين كانت الجلود اليابسة والعجفاء والمثقوبة توجه للمنكوبين ، فيما الجلود السليمة والسمينة تشحن رأسا إلى المدابغ ، زد على ذلك استغلال عملية الكوتا لحج بيت الله الحرام والتي يطلق عليها الناس تنذرا ( الحج على من دفع ) عوضا عن الحج على من استطاع .. ونتساءل عن الدافع من وراء استدعاء الجهاز المخزني لثلاث جمعيات دون غيرها، والأمر يبدو بسيطا للغاية ولا يحتاج إلى استفسار لأنه لا يؤمن بالتعددية والانفتاح ومبدأ سيادة القانون الذي يسري على جميع المغاربة رؤساء ومرؤوسين ، وحين نمعن النظر ثم نرجع البصر كرتين نصاب بالأسى والإحباط والخذلان عندما ندري بان الجمعيات التي تم استدعاؤها ــ و نطلب لهم مزيدا من النجاح و الموفقية ــ لا يود المخزن الدخول معها في الضيق ، لاحمرار عيون الجهات التي تحتويها . كالوزارة المكلفة بالمعاقين .. وجمعية الشعلة الذائعة الصيت وذات الرصيد النضالي الضخم .. وجمعية السلام ذات التوجه الاسلاموي .. أما باقي الجمعيات على وفرتها فهي بالنسبة إليه كالسور القصير من السهل تجاوزه، و نتساءل بدورنا هل بهذه التصرفات سنشجع روح المبادرة ومبدأ تكافؤ الفرص ، ونفتح الباب أمام جميع شرائح المجتمع دون استثناء ، وننتشل هذه المدينة الغنية جدا من فقرها المدقع جدا جدا ، و النسيان الذي يشرنقها ، والفساد الذي يتآكلها ، والإهمال الذي يتهددها ، والمستقبل القاتم الذي ينتظرها ، لان الواقع إذا كان عنيدا حسب رأي لينين زاد ه تعنت المسئولين عنادا ، لأن التنمية نمط إنتاج وحياة وحرية وأمن وانفتاح ومسؤولية وفن وأخلاق ، وليست حفلات للبهرجة و الشيخات والرقص والعربدة والقصف والخيل والحبة والبارود التي تباركها السلطات وتفرح لها وتشجعها لابتزاز أموال الوطن باسم التنمية البشرية التي هي بالضرورة محاربة الفقر والأمية والبطالة وبناء المستشفيات والمدارس والمصانع والمنشآت الاجتماعية لتأهيل الفتاة والمرآة والمعاق و إغاثة المنكوبين والمتضررين ومساعدة الطفولة التي تشكل رأسمال البلاد وانتشالها من الضياع والانحراف ، والكل يتذكر أحداث 16 ماي الدموية ، ودور هذه المدينة في رفد خلايا الجماعات الظلامية المتطرفة بالمغرب ، وكيف شكل كاريان هداوة والنخلة وبومهدي وحي المسيرة سبيلا من السبل التي تفضي إلى جنة الخلد ... والأمر لا يحتاج إلى مزيد استفسار، لانه كما يقول تابو امبيكي رئيس جمهورية جنوب إفريقيا ( الفقر هو اكبر مسبب للموت والمرض والمعاناة في العالم )..
ــ أنا مزاوك يا اجماعة ضد الفساد الإداري وإهدار المال العام والتسيب والاحتقار ، والسبل التي تتم بها سرقة الموارد واقتسامها باسم المدينة ، و الصفقات المشبوهة التي فوتت لأشخاص و مقاولين لا قول لهم من باب النصب والاختلاس والاحتيال والمحاباة وجبر الخاطر، و قد رصد المحتشدون كافة أنواع التلاعب التي كان أبطالها لفيف من أصحاب الجيوب المتسخة و الأيادي القذرة من مسئولين وسماسرة و مستشارين و رؤساء مجالس سابقين ممن يطلق عليهم ( نخب الشواهد الابتدائية ) كما يحلو للبعض وصفهم ، والذين يدعون تدبير شؤون البلاد في حين أنهم عاجزون عن تدبير شؤون مساكنهم ، بدعوى وجوب توفر رئيس الجماعة على شهادة الدروس الابتدائية كحد أدنى من التحصيل، و يمكننا تصور كيف سيؤول الحال إذا عهدنا بمستقبل مدينة وميزانية لصاحب مستوى من هذا القبيل، و الدليل على ذلك إجهاض العديد من المشاريع التي تم تدشينها وتركت عرضة للضياع والإهمال بعد أن سرقت اعتماداتها وبقيت أطلالها شاهدا على تهورهم وتورطهم في الفضائح المالية ، وتركوا المدينة ضحية مديونية ضخمة حصرت خلال الدورة الاستثنائية لشهر ماي 2002 في مليار و 200 مليون سنتيم ، لا تتوفر الجماعة على وثيقة واحدة تبرر هذه الديون لانعدام أرشيف بالجماعة .. ويطفو على السطح كالفقاقيع بين الفينة والأخرى مطالبون بمستحقات وديون متأخرة، والمؤكد أنها صفقات اعتباطية و خيالية أبرمت خلال عهود سابقة اتسمت بالتسيب والاستهتار والسمسرة والبيع والشراء في ذمم الناس ومستقبل البلاد ، وإذا كانت فعلا تلك الادعاءات صادقة فالذي يجب أن يؤدي هم الرؤساء الذين وقعوا وامضوا على تلك الوثائق والبونات والوصولات والكمبيالات ، ويجب التحقيق معهم و محاكمتهم طبقا للقوانين الجاري بها العمل ، علما بان احد المقاولين وهو ابن لأحد المستشارين الجماعيين الذين يعرفون من أين نؤكل الكتف يطالب بمستحقات تفوق 420.000 درهم، وينوي حجز منقولات في ملكية الجماعة .. وطالب المحتشدون بوجوب إيفاد لجان لتقصي الحقائق لحماية المال العام ، وتبرير تلك الاختلاسات في أي غرض صرفت وبأي حق نهبت.. لان الوافد إلى اليوسفية سيخيفه هول الخصاص المهول والإقصاء و الضياع والإهمال والتهميش الذي تعانيه المدينة ، إذ لا توجد بناية أو منشاة تؤكد صدق تلك الادعاءات. ومن الملفت للنظر أيضا أن كافة ممتلكات هذه الجماعة برمتها وما في حيازتها من سيارات وسجاجيد وكراسي ومكاتب وتجهيزات و آليات لا تفي بتلك الديون..
#نقوس_المهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها...
-
مدينة اليوسفية.. بين نهب المال العام وغطرسة المخزن
-
الانتخابات الرئاسية في مصر.. طبعة مزيدة ومنقحة
-
يوسف يلقي بإخوته في غيابة الجب
-
صنائع من نوبة عراق العجم
-
إعدام العاشق
-
من مكابدات أجمد الزعتر
-
هواجس عباس الخامس
-
الانتخابات في مصر الآن..الفوز لآل مبارك والنصر للمعارضة
-
رحلة عباس السابع
-
الوضع الكارثي لقطاع الصحة باليوسفية
-
مراكش الموت والميلاد
-
تطريز السراب والتيه
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|