|
إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد الجميع وكنت شخصيا من ضمنهم ، أن إيران وروسيا هما الدولتان اللتان ثبّتتا حكم الرئيس السوري بشار الأسد في البقاء في سدة الحكم ، رغم الدمار والتهجير والتشريد الذي حل بسوريا وبشعبها المكلوم بولائه السابق لنظام الأسد الأب والإبن ، علما أن بشار كان يستعد للرحيل وبحسب معلومات من داخل دائرة حكمه الضيقة ، في الأشهر الثلاثة الأولى من إندلاع النار في الهشيم.، لكنه عدل عن موقفه وقرر البقاء ومارس القتل بالبراميل المتفجرة وبالكيماوي ، وها هو العالم "الحر" يعلن أنه جزء من الحل؟! فما الذي جرى ولماذا قرر الأسد البقاء في الحكم ، وما هو سر تغير نظرة المجتمع الدولي للأسد؟ أثناء غوصي في فضاء الإنترنت بصحبة العم غوغل عثرت على المفاجأة المذهلة ، وهي عبارة عن رسائل من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى مراكز الضغط اليهودي في الغرب تقول:"واصلوا الضغط على حكومات بلادكم للإبقاء على بشار الأسد رئيسا في سوريا ،لأنه حليفنا الإستراتيجي هناك". لم تقف الأمور عند هذا الحد ، بل هناك ما هو أخطر من ذلك وهو أن الصهيونية قامت بالتشبيك والإتصال مع بعض قادة الجلاء السوري ومن أبرزهم جد الأسد ، وهناك رسالة صهيونية موجهة لقادة الجلاء تقول: " غضوا الطرف عن جنوب سوريا "فلسطين" نعدكم بالسعي لدى باريس لمساعدتكم في الحصول على الجلاء". كما أن هناك رسالة من جد الأسد تقول:" نحن الذين نستطيع الوقوف معكم وليس السنة الهبلان". هنا تكمن المأساة ، وقد يشكك الجميع بهذه المعلومات وربما تصل الأمور إلى الشتيمة والتهديد بالقتل ، فهذا أمر إعتدنا عليه في الشرق الذي يعتمد العاطفة سبيلا للحكم على الأشياء ، ويبعد العقل والمنطق ولا يقبل إهتزاز الأمور التي تصل مرحلة المعتقدات . لكننا وفي حال أعملنا المنطق ، وتركنا الأمور تسير على هدي العقل الراجح المتزن الباحث عن الحقيقة ، لا الذي يكرس الإعتقاد الخاطيء خوفا من إهتزاز الولاء ، فإننا نصل إلى بر الأمان وتكون الحقيقة بين أيدينا بسهولة ويسر ، وكم ستكون الفرحة عند أصحاب العقول الراجحة عندما يتوصلون إلى الحقيقة التي أريد طمسها . أولى ومضات الحقيقة تبرز عند الإجابة على سؤال يتعلق بإفشال الوحدة بين مصر وسوريا ، وثانيها بتسلم حافظ الأسد مقاليد الأمور في سوريا ، وإستقرارها له ولطائفته وتوقف الإنقلابات التي كانت تشتهر بها سوريا ، كما أن الأسد الأب قد أعدم أو وضع كافة "رفاقه "الحزبيين في غياهب السجون ، ومن ثم تحولت سوريا من جمهورية إشتراكية إلى مملكة وراثية غير معلنة بتسلم بشار الحكم ،بعد قيام مجلس الشعب السوري بتفصيل قانون يسمح لبشار بتسلم الحكم بعد وفاة أبيه ، ولم تستغرق العملية سوى دقائق معدوات. الشواهد على علاقة نظام الأسد بإسرائيل ظاهرة للعيان لمن أراد الوصل إلى الراحة النفسية والتخلص من الشكوك وعدم القدرة على الإنتقال من موقف الموالي الأعمى إلى موقف المعارض الحقيقي ، فهذا النظام لم يسمح بداية للفلسطينيين بإتخاذ الأراضي السورية منطلقا لشن الهجمات المسلحة ضد مستدمرة إسرائيل ، وقد يقول ساذج : وما ذا عن وجود مكاتب التنظيمات الفدائية الفلسطينية في دمشق ؟ الجواب هنا واضح وضوح الشمس في عز النهار ، وهو أن السلطات السورية البعثية كانت تستفيد فائدة مركبة من هذا التواجد أولها تأجير المكاتب بالبلاطة وبالدولار ، وكذلك محاولة الإمساك بهذا التواجد كورقة ضغط ومساومة وتضليل ، ناهيك عن لهف 90% من المساعدات العربية إلى الفلسطينيين ، ولا أريد الحديث عن المبالغ الكبيرة التي تبلغ مئات الملايين من الدولارات ،التي تنازلت عنها منظة التحرير الفلسطينية للنظام السوري تحت التهديد وطائلة الترحيل فيما لو طالب بها او كشف عنها احد ،وقد كنت شاهد عيان على بعض الحوادث خاصة إبان عدوان 1982 الهمجي حيث صادرت السلطات السورية طائرة دم كويتية وطائرة ادوية سعودية وشحنة رادارات يمنية ، ومساعدات خليجية كبيرة جرى توزيعها على المدارس السورية على أنها هدية من حزب البعث العربي الإشتراكي. أما ثالثة الأثافي فإن قرار النظام السوري بالسماح للمنظمات الفلسطينية بالتواجد في دمشق ، نابع من الرغبة في التجسس على نشاطات المنظمات الفلسطينية كوظيفة ودور لهذا النظام ، ولا ننسى عملية التوظيف التي جسدها عميل النظام أحمد جبريل . ومن أراد الإستزادة عن علاقة مستدمرة إسرائيل بالنظام الأسدي في سوريا عليه أن يتوقف عن الإنفعال قليلا ويسأل نفسه :لماذا لم يطلق هذه النظام ولو رصاصة واحدة على مستدمة إسرائيل ، أو الطلب من دروز الجولان الموالين له بالثورة على الإحتلال منذ إحتلال الجولان حتى يومنا هذا ، ثم هل يعرف الجميع كيف سقطت الجولان ؟ لقد بيعت بمئة مليون دولار من قبل حافظ الأسد ، وقيل أن الشيك الموجودة صورته في ملفات الراحل جمال عبد الناصر كان بدون رصيد. ولأن الشواهد كثيرة على خيانة النظام الأسدي فإن المطلوب من الموالين له وخاصة خارج سوريا أن يسألوا انفسهم عن مجريات حرب تشرين المجيدة عام 1973 وسر معارضة دخول الجيش العراقي إلى سوريا إلا بعد تعهد من موسكو بإخراجه فور وقف إطلاق النار ، وكذلك عن سر تسلم الجيش الإسرائيلي للمناطق التي كان يحررها الجيش العراقي ويسلمها للجيش السوري في منطقة الجولان، وكذلك عن موقفه في حرب عام 1982 وصمته المطبق عن إبادة الفلسطينيين واللبنانيين هناك وصمته المخزي عن إحتلال بيروت من قبل شارون . علاوة على ذلك ألم يوغل النظام في التفاوض مع مستدمرة إسرائيل وما نسمع عنه وديعة رابين"وديعة الأسد"عام 1993 ومفاوضات أنقرة ،لكن أولميرت رفض إعادة ما إشترته إسرائيل من الأسد... وبناء على ما تقدم ألا يحق لمستدمرة إسرائيل أن تفعل المستحيل للإبقاء على حاميها الشمالي؟
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب يجوبون العالم ..لاجئين
-
حماس .... إبدأ بنفسك اولا
-
ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة
...
-
حذار من الإنتفاضة الثالثة
-
الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر
-
جلالة الملكة رانيا العبدالله تتسلم جائزة من المستشارة الألما
...
-
إختتام فعاليات المؤتمر القانوني الدولي حول حماية الأسرى والم
...
-
معركة الأقصى ..لينسحب الفلسطينيون
-
الأردن الجديد ..أحلى
-
تحت رعاية وبحضور د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية اعلان
...
-
باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية المخطوط
...
-
شيخ الصحافيين الأردنيين يتحدث عن الزمن العربي الجميل
-
وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة
-
-السلطة الرابعة- تزور القرية الفنية في منطقة الكفرين بالأغوا
...
-
لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تطالب بإلغاء إتفاق
...
-
اللامركزية ..المقدمة القريبة للكونفدرالية
-
الملتقى التركي العربي للإستثمار العقاري يدعو المستثمرين العر
...
-
شيخ الصحافيين الأردنيين الأستاذ محمد أبو غوش يودع مهنة المتا
...
-
الإتفاق النووي الإيراني يغير قواعد اللعبة في المنطقة
-
العداء اليهودي للمحروسة بإذن الله مصر
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|