أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - كهنة المشارف














المزيد.....

كهنة المشارف


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كهنة المشارف

عمار طلال*
طغى رحبعام بن سليمان بن داود، فائقا ظلم أبيه وجده، على قومهم.. بني إسرائيل، الذين نظموا وفدا يستعطفه: "أبوك أثقل نيرنا؛ فخفف أنت".. إستمهلهم ثلاثة أيام، ثم رد: "أبي أثقل نيركم وأنا أزيد، وأدبكم بالسياط، وأنا أؤدبكم بالعقارب"
ثاروا عليه، مسقطين ملكه، الذي إستعاده، بعد عهد بالعدل، نكثه، متخذا من قطاع الطرق "كهنة مشارف" سلم أمر البلاد لهم.
ورد ذكر "كهنة المشارف" في الفصول 7 – 13 من "سفر الملوك الثالث" في "التوراة" معرفا بهم: "وعاد ليقيم كهنة من سوقة المجتمع وشذاذ الآفاق؛ أسماهم "كهنة مشارف" تنكيلا بالشعب، فكل من شاء أن يكرس يده.. وسيط رشوى، جعله كاهنا؛ وكان ذلك سببا للرب بإستئصال شأفته من على وجه الأرض".
راحوا يستلبون الشعب رشاوى بالقوة، يقدمونها قرابين للمعابد الآثمة، في حضرة ملك جائر؛ فالمشارف، هي العشوائيات بالتعبير المصري المعاصر والحواسم بتعبيرنا العراقي والتجاوز على أملاك الدولة بالمصطلح الرسمي في دوائر الطابو، أما حينها.. إبان حكم رحبعام، بحسب "التوراة" فهم سكان الخيام الواقعة على مشارف "السامرة" عاصمة بني إسرائيل، في فلسطين، لا يجيدون صنعة نافعة، إنما يعتاشون من البغاء وقراءة الطالع والسرقة والغش والتسليب، وخلال الدولة الأموية تخصصوا بصناعة السيوف المشرفية، في ريف دمشق.
تخيل عندما يصبح هؤلاء كهنة يديرون سياسة البلد، من معابد يأتمر الملك بفتاواها؛ أي بلاء يجرونه على الشعب الذي سلمه لهم حفيد داود، من دون ما حول ولاقوة؛ تنكيلا بثورتهم عليه، حتى خاطبه الرب في التوراة: "زاد عملك سوءا على من كان قبلك" في إشارة واضحة لأبيه سليمان وجده!
رباط السالفة، هو أن التاريخ محوري، يعيد تكرار أحداثه، حيثما توفرت الظروف الملائمة لكل حال على حدة.. سلبا أو إيجابا، وهذا ما فعله بنا الطاغية المقبور صدام حسين، طيلة ثلاثة عشر عاما فاصلة بين هزيمته في الكويت وسقوطه يوم الأربعاء 9 نيسان 2003؛ إذ نكل بالشعب، مكرسا العقوبات الدولية - الحصار عليه؛ جزاء إنتفاضة العراقيين ضده، في آذار 1991.
لكن لم يسعفه خياله المتشبع بألاعيب الديكتاتورية، أن يصدر مراسيم جمهورية بشذاذ الآفاق "أئمة جوامع" و"خطباء" و"مجتهدون" إنما أمريكا، هي التي جمعتهم من "مشارف" الغرب، ورسمتهم "كهنة" على السلطة في العراق، بعد 2003، لا يخجلون من سرقة المال العام ولا يخشون القانون او يتقون الله، مطلقين شهوة المال التي لن ترتوي؛ حتى حق بهم تحوير الآية التوراتية: "لقد فقتم صدام ظلما للعراقيين".
*مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاحات فضائية تمهيدا لليأس.. العيد يتلاشى في ساحة التحرير
- قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب
- -الحمار مخرجا- دولة البنك الذي إستولى عليه اللصوص
- تهوية سياسية.. -هذا الشعب وحده طلع لا تركب الموجة-
- الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء
- مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه
- كهرباء مثقفة
- بعد العيد.. بناء أخلاقي وقتالي للجيش!
- عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط
- دم الضحايا فم عام من إنتصار الفتوى على الهزيمة
- السفسطة الديمقراطية عراق ما بعد داعش
- -قل موتوا بغيظكم- تحررت تكريت وأندحر الذين في قلوبهم مرض
- التشكيلة الوزارية إنموذجا.. -أمرني ربي بمداراة الناس-
- د. العبادي.. ينتصر للعراق بجنود لا ترى
- التاريخ محوري يعيد تكرار نفسه العبادي قبس من نور علي (ع)
- إصبع العبادي على جرح العراق -كل نفس بما كسبت رهين-
- يقينا.. الأعمار بيد الله -ذقت الطيبات كلها فلم اجد ألذ من ال ...
- -يوتوبيا- المحافظات و... حاججهم بالتي هي أحسن
- الله يحب ان تصلوا صفا العراق والسعودية.. وجدان لا تنفصم عراه


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - كهنة المشارف