|
مهن التربية والتكوين بالمغرب أي مستقبل ؟
التهامي صفاح
الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 08:43
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
شعارنا حرية – مساواة – أخوة تحت عنوان "فاعلون : هكذا سيتم إصلاح و تثمين مهن التربية والتكوين بالمغرب " نشرت الجريدة الإلكترونية المغربية هسبريس مقالا يستعرض ، حسب ما نُشر بإسم ماجدة آيت لكتاوي ، الخطوط العريضة لما سمي "الرؤية الإستراتيجية الإصلاحية 2015 – 2030 الخاصة بمهن التربية والتكوين " و التي أعلن عنها أعضاء في المجلس الأعلى للتعليم . (أنظر رابط المقال والمقال نفسه أسفل المقال هذا ) للأسف جاءت المحاور التي سيقت في المقال مجرد تكرار لما يُنشر غالبا في المذكرات الوزارية التي تَرِد على هيئة التدريس في مناسبات مختلفة أو لما يرِد من مطالب لهيئة التدريس من خلال النقابات . والغريب في الأمر هو الكلام ، فيما أعلن عنه أحد أعضاء المجلس الأعلى للتعليم، عن شيخوخة رجال و نساء التعليم و ضرورة التشبيب التدريجي لهيئة التدريس و كأن الكلام هو عن فرقة لكرة القدم حين قيل في المقال ""في سياق يتسم بالتحول الذي تشهده البنية العمرية لهيئة التدريس والتكوين والبحث المتجه نحو انفتاح نافذة ديمغرافية للتشبيب التدريجي لهذه الهيئة" ، و ليس عن مجال تُعتبرسنوات التدريس و ضرورة الأقدمية أساسية في صقل تجربة المدرسين في الميدان و إكسابهم المهارة المهنية و الكفاءة الضرورية لأي فعل تربوي جاد . ذكرني هذا بأغنية لناظم الغزالي يقول فيها "عيرتني بالشيب و هو وقار ....ليتها عيرت بما هو عار" المشكل الثاني هو الحديث عن الخصاص في أطر هيئة التدريس التي قيل في المقال أنها ستعرف نقصا مستقبلا مع خروج العديد من رجال و نساء التعليم للتقاعد و الحال أن هذا يتناقض مع نتيجة الحملة التي سبق أن أُعلن (برفع الهمزة) عنها سابقا سنة 2004 حين تم فتح باب " التقاعد التحفيزي السابق لأوانه " أي قبل بلوغ السن القانوني للتقاعد بالنسبة للراغبين في ذلك من هيئة التدريس و خرج على إثرها كثير منهم للتقاعد .سميت هذه الحملة آنذاك "المغادرة الطوعية " . إن الكلام عن هيئة التدريس و الإدارة في التعليم بتلك الطريقة و تحميل المسؤولية فيما يخص نقص الجودة لهذه الهيئات التي لا تسن السياسة التعليمية و ربما تكون هي أول ضحاياها لا يفيد الإصلاح في شيء و ربما يكون الهدف المنشود ذي نتيجة معكوسة في المستقبل .لأن المغاربة ليسوا أغبياء . والكلام فقط عن الاصلاح دون إصلاح قد يعطي الانطباع بوجود إرتباك لدى المسؤولين الفعليين عن التعليم في المغرب عند التعاطي مع هذا الملف الشائك وهو ما لا يتمناه أحد في اعتقادي . لأن التجارب الناجحة في هذا المجال قد عرفها المغرب في الماضي و ليست غريبة عليه .يكفي الشجاعة والجرأة لإعادتها مرة أخرى بعد إعادجة الفرنسية للعلوم الحديثة في التأهيلي و غير ذلك من الخطوات الايجابية. أما الحديث عن نقص الأطرالتعليمية فيمكن أيضا فهمه في إطار إتجاه سياسي يتبع نصائح أو إقتراحات سياسية – إقتصادية خارجية ، تهم مديونية المغرب الخارجية ربما و يملي على المغاربة ضرورة نفض الدولة يدها من التعليم العمومي لفائدة التعليم الخصوصي دون التخلي عنه نهائيا إذا كانت تريد الإستمرار. هذا يتبدى من خلال بوادر تشجيع النوع الثاني من التعليم في المغرب مؤخرا و إن كان بوتيرة خجولة . و يحق التساؤل عن لماذا الخجل أصلا إذا كان هذا في صالح الساكنة و في صالح الدولة ؟ و صالح الساكنة هو صالح الدولة نفسها أليست الدولة دولتها ؟ لكن هل سيتم تمكين الأغلبية من المغاربة الذين لا يستطيعون الآن دفع تكاليف اللتعليم الخصوصي من رفع مستواهم الإجتماعي عبر رفع دخلهم الفردي مثلا ليتمكن الجميع من هذا النوع من التعليم الخاص ذي الجودة العالية لأبنائهم ؟ لا أتذكر إسم ذلك الزعيم الأسيوي الذي قال مفسرا ما وصلته بلاده من تقدم في ميدان التعليم والتنمية ما معناه "أنه عوض تخصيص ميزانية ضخمة للدفاع والتسلح العسكريين فقد تم رصد تلك الميزانية الضخمة للتعليم و هكذا تحقق التقدم لبلاده " هذا قول بليغ يعني أن تكوين المواطن الصالح المسالم المتخلق ذي الكفاءة و المساهمة في بناء بلده ليس سهلا ولا رخيصا .و أن أفضل أمن هو الأمن العلمي و العقلي للمواطنين .أما القول كما تم الاعلان عنه مؤخرا بأن الدولة عاجزة عن بناء الحجرات الدراسية للمواطنين فربما يدفع نحو تصور ميلاد شريحة من غير المتعلمين الذين سيتجهون في فترة من عمرهم للفكر الوهابي و فكر سيد قطب وقد يتحولون لوحوش آدمية سترهق كاهل المغرب ماليا مستقبلا في مجالات أخرى ربما تُصرف عليها الملايير . و إذا كان هناك من إقتراحات داخلية بسيطة هذه المرة يمكن تقديمها للمسؤولين في المغرب فأولها و أهمها أنه يجب الإنتباه لأولئك الأصدقاء الخارجيين الذين لهم علاقة بجهاز دولي يهمه أمنه الخاص حتى لو غرقت بلدان بأكملها في الدماء بما فيها زعماؤها وصرف عليها الملايير حين يقترحون ما قد لا تنفع معه أي حيل أو أجهزة إذا صارت مع الوقت و في المدى المتوسط عندنا ديناصورات على شكل داعش لا تؤمن إلا بالعنف كسبيل للتغيير و التقدم و ليس بالحوار و العقل. أتمنى أن أكون مخطئا في تحليلي . و تحياتي للجميع . رابط المقال والمقال http://www.hespress.com/societe/278913.html فاعلون: هكذا سيتم إصلاح وتثمين مهن التربية والتكوين بالمغرب هسبريس - ماجدة أيت لكتاوي) الثلاثاء 29 شتنبر 2015 - 14:25 عرض أعضاء من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أبرز توصيات ومقترحات الرؤية الإستراتيجية الإصلاحية 2015-2030 الخاصة بمهن التربية والتكوين في المغرب، في سياق يتسم بالتحول الذي تشهده البنية العمرية لهيئة التدريس والتكوين والبحث المتجه نحو انفتاح نافذة ديمغرافية للتشبيب التدريجي لهذه الهيئة، إلى جانب الحاجة الملحة لبلورة منظور شمولي للتكوين في كافة المهن ذات الصلة بتدبير القطاع تربويا وإداريا واجتماعيا . نقائص قال عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، خالد الصمدي، إن الرؤية الإستراتيجية ترفع من جودة عمل الفاعلين التربويين من مدرسين ومكونين ومؤطرين وباحثين ومدبرين، مؤكدا أن كل إصلاح ينبغي أن يركز على المَهْنَنَة، باعتبارها مدخلا أساسيا للنهوض بأداء الفاعلين التربويين. وسطَّر الصمدي، ضمن حديثه خلال ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء المتطرق لـ "المنظور الجديد لمهن التربية والتكوين"، عددا من الاختلالات والنقائص التي تعيش على وقعها المنظومة التربوية، متمثلة أساسا في الخصاص الملحوظ والمتوقع تزايده خلال السنوات المقبلة بفعل الإحالة على التقاعد لعدد كبير من الأطر التربوية، والتزايد المطرد في أعداد المتعلمين، وإشكالية ولوج مهن التربية والتكوين وما يرتبط بها من غياب تدقيق مواصفات ومهام وأدوار مختلف الفاعلين التربويين، ما أثر سلبا على نجاعة أداء الفاعلين التربويين. الفاعل في المجلس الذي يشرف عليه عمر عزيمان أضاف، من بين النقائص كذلك، التعاطي اللامتكافئ مع الحقوق في علاقتها بالواجبات، وضعف الالتزام بالقيم المهنية، وضعف انخراط الفاعلين وتعبئتهم حول المشاريع الإصلاحية، ونقص فاعلية التكوين ومحدودية أثره في تطوير الممارسة المهنية، إضافة إلى الطابع الموسمي للتكوين المستمر المتسم بالنمطية وعدم الاستجابة لحاجات الفاعلين. إصلاح من جهته، أفاد عضو مكتب المجلس الأعلى ومدير الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بفاس، محمد دالي، أن الرؤية الإستراتيجية تعتمد على مقاربة شمولية لمختلف الهيئات العاملة بقطاعات التربية والتكوين والبحث العلمي باعتبار دورها الحاسم في النهوض بالمدرسة ووظائفها، والتي تجعل المعلم في صلب اهتماماتها، اعتمادا على إعادة تحديد المهام والأدوار والمواصفات المرتبطة بمهن التربية والتكوين والبحث والتدبير. وتقترح الرؤية إعداد وتفعيل برامج مكثفة لفائدة المدرسين الحاليين، وتكوين الفاعلين التربويين والإداريين بكفايات متلائمة مع مضامين الرؤية الجديدة لإصلاح المدرسة، فيما تتمحور مقترحاتها حول ولوج المهن على الجاذبية للمهنة، والاستعدادات النفسية، والتشبع بالأخلاق، والتوفر على التكوين والشهادات والكفايات المطلوبة، معتبرة أن مسألة الحصول على تكوين قبلي مقوم إلزامي لولوج كل مهنة من مهن التربية. تثمين وبخصوص تدبير المسار المهني، يقترح المجلس في رؤيته الإستراتيجية، وفق إفادة عضو المجلس ومدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالقنيطرة، سمير البردعي، اعتماد تدبير جهوي للموارد البشرية العاملة بالقطاع يتم إرساؤه بشكل تدريجي. وتؤكد الرؤية على ضرورة ضمان حفز وتثمين لكافة الأطر التربوية والإدارية، خاصة الأطر المزاولة لعملها في الأوساط القروية والنائية، من خلال توفير الظروف الملائمة لاشتغالها وتحسين مسارها المهني وأوضاعها المادية وتعزيز الدعم الاجتماعي الموجه لها في مجالات الصحة والسكن والتنقل وباقي الخدمات الاجتماعية وتثمين أداء الفاعلين وتكريم المتميزين منهم. ويدعو المجلس إلى إرساء تعاقد ثقة مع الهيئات العاملة بالقطاع، وفق ما يراعي القوانين والأنظمة الأساسية لهذه الهيئات، ويضمن ترسيخ الالتزام الفعلي بالواجب المهني. كما ستعمل الهيئة الدستورية على مواصلة تعميق وتدقيق كل المقترحات الواردة في الرؤية الإستراتيجية، والتتبع لسير تفعيل مقترحات المجلس من خلال لجانه الدائمة، خاصة لجنة مهن التعليم والتكوين والتدبير.
#التهامي_صفاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحداث المؤسفة في المعابد تثبت أن (الله) يعمل من خلال قواني
...
-
بكل تأكيد قواعد ذهبية من أجل عمر مديد
-
المغرب بعد تسارع وتيرة تفكيك الخلايا الأرهابية الدلالات والو
...
-
المغرب : يجب وضع حد لمكبرات الصوت المستعملة ليلا بلا حدود
-
المغرب : قضية الصحراء المغربية والبنغلاديش أي علاقة ؟
-
إنتخابات المغرب الجماعية : أمثلة مضادة للتزوير
-
المغرب : في الدعوة للإمساك عن التصويت
-
المغرب : الدعوة للغياب عن الإنتخابات هي الرجعية في الحقيقة
-
طالبان الإرهابية و الكذب المقدس
-
الجزائر: للروائي بوجدرة : الرب ليس هو الله فعلا
-
المغرب : يا بديل أنفو الإعلام أمانة و مصداقية
-
الجزائر : جبرائيل كامب مؤلف (أصول البربرية bèrbèrie ) ليس مغ
...
-
مصر: السكوت و العمل أفضل .
-
لحكام الخليج المشكل في القنابل البشرية و ليس النووية
-
الولايات المتحدة الامريكية : للسيد روبرت لوني (إلعب غيرها لن
...
-
الجزائر : كفى من التهويل في أحداث غرداية
-
إيران : رسالة صادقة لا تعرف المجاملة لحكام إيران
-
شمال إفريقيا والشرق الأوسط : هل سيتعظ الضرفاء من الأحداث الج
...
-
بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب لشمال إفريقيا والشرق ال
...
-
المغرب - فرنسا : مدينة (نصر) تبدد مخاوف بعض المغاربة
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|