أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي2-3















المزيد.....

تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي2-3


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 13:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرى الشيخ عبدالرحمن سليمان بشير "إن الدكتور سعد الدين الهلالي ، المتخصص في علم أصول الفقه يهدم الفقه وأصوله ، فقد تحدث طويلا عن الإنسان ، وأهميته في الفكر الإسلامي ، ولكنه تناسى أن علم المقاصد رتب أهداف الشريعة فجعل الدين في رأس الأولويات ، وأن النفس بعد الدين ، وليس قبل الدين ، وأن الإسلام دعا إلى الدفاع عن الدين بكل ما نملك من المال والنفس ، ولكن الفراغ الثقافي في زمن الغش الفكري يملأ الفراغ بكل ما هو خبيث ، بل بما هو لا ينفع ".(1)

ليس هناك خلاف أن علم المقاصد يرى الأولوية لدين على رتب الأخرى لأهداف الشريعة الإسلامية ولكن علينا أن لا نغفل أن القرآن جعل من الدين الاعتقاد(العبادة) في مرتبة موازية لنفس البشرية وملازمة له وبدليل أن القضايا الأخرى ذات الأهمية في مقاصد الدين من العقل,النسل والمال, كلها ذات صلة مباشرة بالإنسان, وهو ما يعني أن الدين في مقابل الإنسان, كما أن الدين أو الأديان تتعدد بينما ظل الإنسان وسيظل مسرح لدين أياً كان هذا.

والأشكالية لدى الدكتور سعد الدين هلالي, ليست في تقديمه الإنسان على الدين لاسيما وأنه لم يقل ذلك صراحتا, بل في سعيه لتعتيم على القضية الفلسطينية وجعل مجرى الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أنه صراع ديني, بينما القضية بدأت بصورة تختلف عن هذا المربع الذي يرغب في أن يحصر القضية الفلسطينية فيه.

ولم تكن هناك تاريخيا اشكالية بين طرفي الصراع الاحتلال البريطاني ووعد بلفور, حيت كان العرب الفلسطينيين ويهود فلسطين يتعايشون جنباً إلى جنب, وعرب فلسطين ما بين المسلمين ومسيحيين, فلم يكن الإسلام أو المسيحية في حالة صراع ديني مع يهود فلسطين ليهوديتهم, بل أن الصراع جاء على خلفية سياسية ومن ثم فقد أضفى الإسرائيليين وكيانهم الإستيطاني عليه البعد الديني وأنتهى الأمر معهم إلى إعلان يهودية دولتهم, بينما الطرف الفلسطيني يناضل لأجل إستعادة حقوقه الإنسانية أياً كانت, وهو ما يؤكد أنه ليس في واقع صراع ديني مع الإسرائيليين.

"تجاوز الأستاذ كل المسلمات ، وتحدث في حديثه عن فتاوي شاذة غير مقبولة في الحس الإجتماعي ، وهذا النوع من الفتاوي والخطاب الديني هو أهم ما يجب أن تستغل الدول التي تسعى من جديد استعمار المنطقة ، وهناك مدرسة في الغرب تتحدث الآن عن ضرورة وضع المنطقة الإسلامية تحت الوصاية الدولية ، و لهذا يقوم الأستاذ وأشباهه تمهيد الأمة لهذه المرحلة" .(2)

والدكتور الهلالي مصيب نظريا حينما أكد على أنه ليس في الإسلام صراع ديني, إلى أنه أخفق في إسقاطه وإنزالته على واقع الصراع والتعاطي معه, فنضال الفلسطينيين أكبر من الدفاع عن المسجد الأقصى ويشمل كل الحقوق المشروعة, وقد تغاظى وهو الرجل المدرك لأبعاد الصراع القائم وأراد أن يقيس الأمور مع الفارق!

وتلك اشكالية المفرطين والمنبطحين, متناسياً أن القضية الفلسطينية ذات بُعد إنساني وتنال نصرة كل الخيريين في العالم بغض النظر عن الأديان, إذ أن هناك اليهود المدافعين عن هذه القضية ومشروعيتها.

وإذ تحدث الدكتور الهلالي عن فتاوي شاذة كما يرى الشيخ عبدالرحمن, ففي المحصلة أن هذه الفتاوي لها حضور لا يمكن إغفاله في الفقه الإسلامي وهي تمثل بجزيئة عضوية لا يمكن لأي قامة إسلامية أن ترميها بعيدا عن دائرة الفقه الإسلامي أو تسخرها متى ما شأت أو تبعدها عن المشهد حين أرادت ذلك, خاصة وأن حكم الفتوى الشاذة في الفقه الإسلامي يأتي في مقام الرأي المنفرد وليس بالخاطئ ولا يمكن للجماع أن يزيلها, خاصة في ظل الاختلاف التاريخي للعلماء الإسلام في حكم الفتوى الشاذة ودورها.والمشكلة هنا ليست في الفتوى الشاذة, فارأي المنفرد يمكنه أن يكون مصيباً مارنة مع رأي الجمهور, بل الاشكالية في التلاعب في المواقف والرؤى ومن ثم العمل على إسباغ طابع الدين عليها.

والقضية لا تكمن في الفتوى الشاذة أو المنفردة, بل في تسخير الدين جملتا لسياسة المصالح الغير إيجابية والسعي لتخلص من القضية الفلسطينية انطلاقا من أداة فقهية وتلك اشكالية رجال الدين الذين يسيرون على خطى الدكتور الهلالي وبما فيهم الكثير ممن يأخذون عليه, وفي ظل غياب النزاهة وسمو الروح الدينية لدى الكثير من رجال المؤسسة الدينية الإسلامية فحتما أن كل خصوم القضية الفلسطينية سوف يجيرون هذا الموقف الفقهي كورقة لوأد الحق الفلسطيني, وهو ما يتطلب إعادة نظر المؤسسة الدينية في أوراقها ومواقفها لكونها تمثل بكتلة اجتماعية محسوبة على بعضها.

وخطورة موقف الدكتور الهلالي أنه يؤكد أن ما قاله يمثل برأيه وليس بفتوى دينية, فمن يميز بين الرأي الشخصي و الفتوى للجمهور؟ وهو العالم الذي يركن الناس إلى علمه ووجهة نظره في القضايا, وفي المقابل يمارس المراوغة مع المجتمع حين يقول أن الأمر يعد برأيه الشخصي لتفادي أن يأخذ عليه الأزهر أو دار الفتوى المصرية موقفه.

ترى هل كانت القنوات التلفزيونية أو الصحف ستقدمه لناس؟ للحديث عن الشأن الديني أو العام في حال لم يكن من دائرة المؤسسة الدينية, قطعاً لا, لدى على هذه المؤسسة أن تتصالح مع ذاتها ومجتمعاتها.فالضروة والمصلحة العليا للمجتمعات تتطلب أن تكون هناك آليات متعارف عليها وتضبط يقاع عمل المنضوين تحت هذه المؤسسة, لتفادي المواقف الغير سارة لرجاله تجاه التعاطي مع الشأن العام ودورهم في تشتيت الرأي العام وإنقسامه فيما بينهم وتجنب إصابة قضاياه في مقتل.

الإسلام كدين ليس له تفسيرات دينية محددة لنصوصه القرآنية أو إجماع على هيئة سنته النبوية انطلاقا منذ الصدر الأول للإسلام, وعلى هذه المساحة المتنازعة عليها تاريخيا جاء الخلاف المستمر بين المسلمين وعانوا منه هم وغيرهم! لدى على المؤسسة الدينية الإسلامية المبعثرة أن تعود في الحد الأدنى نحو خلق قراءة دينية تتماشى مع الحاجات العليا الإنسانية للمسلمين ورفع الإبهام عن طبيعة العلاقة والتعامل مع غير المسلمين.

على أن ينتهي ما يتم تجنبه كمجرد ذاكرة تراثية غير مفعلة اجتماعيا, وهذا لا يعني بطبيعة الحال إسباغ متطلبات فقه مرحلة تاريخية ما على التاريخ الإسلامي كحتمية, خاصة وأن ذلك يتنافى مع طبيعة الفقه الإسلامي, وأن يأخذ الأمر طابع القانونية أكان على صعيد التعاليم القرآنية أو السنة النبوية اجتماعيا وسياسيا لتفادي الرؤى الإنسانية الإسلامية, والأمر يفرض إخراج جزئيات من التراث نصاً وفقهاً من دائرة العمل به, وفي المحصلة فإن ذلك لا يتطلب أن يشمل النظرة تجاه مشروعية القضية الفلسطينية.

الهوامش:

1- الشيخ عبدالرحمن سليمان بشير, ما هذه الفتاوي في عصر البلاوي؟!, موقع من أجل الصومال, 25 سبتمبر 2015.

2- نفس المصدر.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي1-2
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي7
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6
- كلنا.. سياد بري
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي5
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي4
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي3
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي2
- عشيرة واق
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي1
- حشود شوق مزاجي
- الصومال: المصالحة اجتماعية والتسوية سياسية
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 3
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 2
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 1
- افغانستان وأوروبا لمواطنتهن المسلمات ولغيرهم
- حوار حول الصومال
- مقديشو والذاكرة1
- ماهية نُخب صومالية 1-5
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية 3


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي2-3