تسهيل المنطق 3/8

باور أحمد حاجي
كاتب
(Bawer Ahmed Haji)

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 21:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المبحث الثالث
طرق التفكير المنطقي

التفكير المنطقي هو التفكير الذي نمارسه عندما نحاول أن نتبّين الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء , أي: انه التفكير الذي نمارسه عندما نحاول معرفة نتائج ما قد نقوم به من أعمال , وذلك من خلال الحصول على أدلة تؤّيد أو تثبت صحة وجهة نظرك أو تنفيها. ولما كان المنطق هو علم قوانين الفكر أو العلم الذي يحاول الكشف عن المبادئ والقوانين التي يسير عليها الفكر الإنساني فإنه يلزم أن نتناول هذه القوانين بالدراسة, والذي لا جدال فيه أن الفكر باعتباره نتاجاً عقلياً من خلال الوعي والمعرفة وطرائق الحصول على مادة المعرفة هذه فإنه يمكن أن نسميه طرائق التفكير ومسالكه, والتي حصرها أرسطو في ثلاثة قوانين , إلاّ أن الفيلسوف الألماني ليبنتز أضاف إليها قانوناً رابعاً وهو قانون السبب الكافي , أما القوانين الثلاثة فهي :

أولاً : قانون الذاتية: يعبّر عنه بأن كل ما هو -هو- أو كل ما هو ذات ما هو , حيث حقيقة الشيء لا تتغير ولا تتبدل , أي أن الشيء لا يكون غير ذاته, فمثلاً إني حينما أقول سقراط هو سقراط فإنني أعني في الوقت نفسه أن سقراط لا يمكن أن يكون غير سقراط. ويعبر الفيلسوف جون ستيوارت مل (1806-1873) عن هذا القانون بقوله "أن ما هو حقيقي في صورة ما , يكون حقيقياً في كل الصور الأخرى التي تحمل نفس المعنى" , أي ما هو حقيقي هو حقيقي دائماً وما هو كاذب فهو كاذب دائماً, حسب قول برادلي.

ثانياً : قانون التناقض وعدم التناقض: ويعبّر عنه بأن الشيء لا يمكن أن يكون هو نفسه ونقيضه في الوقت عينه , أي لا يمكن أن يوجد الشيء وأن لا يوجد في آن واحد, كأن نقول: سقراط طويل وقصير في نفس الوقت, أو نقول: إن الحديد معدن وغير معدن , وقد عبر الفيلسوف مل عن هذا القانون حينما قال "إننا إذا أثبتنا لشيء صفة معينة وكانت صادقة فإننا إذا أثبتنا نقيضها في نفس الوقت فإننا نقع في التناقض" , في حين عبر عنها مونيي بقوله "أن الحقيقية لا تناقض ولكنها تعّبر عن وحدة متناسقة في الفكر لا تتحول إلى التناقض".

ثالثاً : قانون المرفوع أو قانون الوسط الممتنع: يعبّر عنه بأنه يمتنع أن يوجد الشيء وأن لا يوجد, أي: إنه إما أن تكون أو لا تكون , حيث لا وسط بين ذلك , فهو ينفي نفياً قاطعاً وجود وسط بين الإثبات والنفي فالحكم إما أن تكون صادقاً أو كاذباً , وقد عبر أرسطو عن هذا القانون (أن لا وسط بين النقيضين).
هذه هي القوانين الفكر الأساسية التي وضعها أرسطو, ولكن الفيلسوف ليبنتز أشار إلى قانون رابع أسماه (قانون السبب الكافي) كما ذكرنا سابقاً, والذي يقرر أن كل ما هو موجود أو كل ما يمكن أن يوجد فكون له علة توضح لماذا كان على هذا النحو دون أن يكون على أي نحو آخر.
نستنتج مما سبق أن التفكير المنطقي يقوم على الأدلة, أي: أنه نوع من التفكير الذي يساعد على الوصول إلى أفضل إجابة للأسئلة التي نسألها أو المشكلات التي نحاول أن نجد لها حلاً , فلكل منا في حياته اليومية مشكلاته الخاصة التي يود أن يجد لها حلاً, والأسئلة التي يرغب في أن يجد لها جواباً, فإذا عرفت كيف تفكر تفكيراً منطقياً فإنك تستطيع أن تضع خططاً أفضل فيما يتعلق بالمهنة التي سوف تشتغل بها والحياة الأسرية التي تود أن تحصل عليها.

#باور_أحمد_حاجي (هاشتاغ)       Bawer_Ahmed_Haji#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات