|
من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها...
نقوس المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
وقائع وقفة احتجاجية (1) ليس أرضا ولا جبالا وماء/ وطني الحب ليس في الحب حقد بهذا الكلام نسج الشاعر سعيد عقل عشقه لوطنه ، وبمثل هذه المحبة أو أكثر كثيرا ضفر المحتجون يوم 16-09-2005 شعاراتهم : ــ ضد الإقصاء الاجتماعي للشباب المعطل ، والفراغ بالمنطقة.. ــ ضد الطريقة الانتقائية التي تعامل بها المخزن مع المبادرة الوطنية للتنمية البشري.. ــ ضد الفساد الإداري وإهدار المال العام والتسيب... ــ من اجل مستشفى محلي مستقل ومتعدد الاختصاصات وقسم مستعجلات.. ــ من اجل مؤسسات تعليمية تتسع لأبنائنا .. ــ من اجل بيئة سليمة تحفظ سلامتنا .. وكتحليل لجدلية الفوضى والنظام التي تتحكم في تطور المجتمعات، نرى أن تكريس الخيارات الديمقراطية في أي مجتمع تقتضي العمل من اجل إلغاء كافة أشكال الهيمنة والحيف والاحتقار عن الطبقات الشعبية ، وتحريرها من جميع أنواع التسلط والظلم والقهر ، وهذه في الباطن شعارات تشكل تيمة ممارسات الجهاز ألمخزني المناهضة للتغيير و دمقرطة المؤسسات ، لأن مظاهر الخلق والإبداع في الفنون والعلوم والحرف و المهارات لا تتطور تحت ظلال الفقر و الخوف والقمع والاستفزاز والترهيب و الرقابة ، وليست شعارات جوفاء يرددها ( محترفو الجملة الثورية ) على حد تعبير لينين كي يخدعوا أنفسهم ، أو تشدقا بالحريات المزعومة وديمقراطية الواجهة ، أو ديمقراطية الواجب كما يحلو للبعض أن يصفها بطريقة اشتقاقية تدعو للضحك والسخرية ، قاصدين بذلك واجبا تهم تجاه جيوبهم ، لأنه ليس هناك ديمقراطيات متعددة ومتنوعة ، واحدة للواجب وأخرى لغير الواجب و ديمقراطية للعاقل وأخرى لغير العاقل و بها يحاكم المعتوهون والحمقى والمعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة في هذا البلد الأمين .. ذلك أنه حيث ما وجدت هناك فئات مخلصة صالحة وأمينة ومناضلة تسعى للتضحية من اجل الوطن وتقدمه ، توجد فئات طاعنة في المهانة والوضاعة و الخزي والمذلة ، تسرق وتزور وترتزق بأموال الشعب وتتصرف وكأنها في ضيعات إقطاعية ، لاعتقاد تقليدي خاطيء وراسخ في لا وعي هذه النخب يؤكد بأن الصراع بين الطبقات هو رهان لتقاطع المصالح ، ويختزل الدولة في كونها آلية تمارس بواسطتها الطبقات السائدة دكتاتوريتها على الطبقات المسودة ، ويبيح افتراس الضعيف من طرف القوي ، ولو حصل شيء من هذا في دولة تحترم نفسها و مواطنيها لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولعد هذا التصرف مساسا بأمن الدولة الداخلي ، و لحوكم مقترفوها بتهمة الخيانة العظمى بحق الوطن ، لكن هنا والآن فهذا السلوك السيكوباثي أضحى أمرا مألوفا وعاديا ومدعاة للتباهي والزهو والفخر ، في حين يعد الاحتجاج ضده عصيانا مدنيا وتهمة سياسية تزج بأصحابها في مواقف درامية ومتاهات لا تحمد عقباها .. و نسمع هنا وهنالك نتفا تفيد بان ساعة الحسابات قد دقت في العديد من الحواضر المغربية مطيحة بالعديد من الرؤوس و رموز الفساد الإداري والمالي ، كانوا إلى يوم أمس يعتقدون أنهم فوق القانون ، يصولون ويجولون مرفوعي الهامات متجبرين متباهين مغرورين ومعتدين بأنفسهم وجاههم ومناصبهم وأوسمتهم وبما سرقت أيديهم ، ينبحون ويتوعدون ، وهكذا سمعنا عن عمال و مسئولين أمنيين وعمداء شرطة وحراس امن ودرك ومستشارين وموظفين جماعيين وبرلمانيين وقضاة ورؤساء مصالح ووكالات مصرفية وخيريات ، جرت رياح الزمان بما لا تشتهي سفنهم ، فسقطوا كشاليهات شاطيء الداهومي و أقامات مراكش العشوائية ، و سيقوا كالخراف مكبلين بالأصفاد ، مبهدلين ، وقد أصابتهم الهستيريا ونوع من السعار فأغمي على البعض وانهار آخرون نتيجة ارتفاع ضغطهم ، لان خبز هذا الوطن عصي عن الهضم ، وملحه تستقر في الركبتين على رأي المثل الدارج.. ونحن بدورنا في اليوسفية نناشد السادة المسؤولين ومباحث حماية الأموال العامة ضبط ساعة المحاسبة على التوقيت المحلي ، دعوة باتت ملحة تدعو لها ( لجنة تخليق الحياة العامة ) نظرا للوضع المتدهور الذي تشهده المدينة ، حيث دعت في مستهل الدخول الاجتماعي إلى وقفة احتجاجية شعارها ( من اجل مدينة تتسع لجميع أهلها ) راصدين بذلك الإقصاء الممنهج والإهمال والتسيب الأمني الذي يستهدف شرائح المجتمع ، و النهب الذي يتعرض له المال العام من طرف كل من هب ودب من مستشارين وسلطات .. وقد تقاطعت الآراء كلها في وجهات النظر، وأجمعت جلها على نقد كافة الممارسات المخزنية ، واحتدمت الأصوات مرددة شعارات ضد مؤامرات الصمت التي تعقب كل فضيحة مالية ، وطالبوا بمحاسبة المسئولين عنها ومقاضاتهم عند الضرورة ، ورددوا شعارات ضد رموز الفساد من سلطات ومسئولين ومستشارين و انتهازيين وسماسرة ووسطاء :
ــ حياة مؤجلة ضد الإقصاء الاجتماعي للشباب المعطل ، والتغاضي عن الاهتمام بالشباب الطموح و ايلائهم الأولوية في التشغيل كونهم أبناء المنطقة و حقهم في العيش الكريم بسلام فوق ارض و تحت سماء وطنهم ، وعدم الاعتراف رسميا بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ، لأن مجرد الاعتراف بهم رسميا هو اعتراف صريح بمعضلة سياسية واقتصادية واجتماعية مستفحلة ، وهذا أمر تسعى السلطات ما استطاعت للتستر عليه كمن يسعى لحجب الشمس بالغربال ، في حين شهدت دول أخرى ميلاد مثل هذه الجمعيات ، كجمعية ( عايز حقي ) المصرية التي تضم ما ينيف على ستة ملايين معطل ، ونتساءل بدورنا عن المستفيد من هذا الواقع المزري، هل هو الشعب ؟ أم خيارات الليبرالية المتوحشة التي تفترس أهلها، أم تلك الشرذمة المحتكرة للثروات والقرارات والامتيازات ووسائل الإنتاج، التي تغتال جيلا بأكمله وتعرضه لكابوس البطالة والإقصاء والضياع والإحباط والهجرة الغير النظامية ، وتقتل روح المبادرة في نفسه ، وتجهز على الباقي من أحلامه وآماله وأمانيه ، ونددوا بالممارسات التي تتناقض مع ما يقتضيه الإنماء الاجتماعي الذي يكفل لكل إنسان حق العمل وحرية اختيار لعمله ، و شجبوا سياسة الباب المسدود الذي تنتهجه الدولة في تعاملها مع ملف التشغيل وإدماج الشباب ، و الاستغناء عن كفاءات وطاقات كامنة صرفت في سبيل تكوينهم الأموال الطائلة ، وجو الفوضى والعشوائية الذي يشهده قطاع التجارة عموما والباعة المتجولون والحرفيون أساسا ، و الذي يتحكم فيه أعوان السلطة الذين يبتزون الفقراء في ظل الكساد وغلاء المعيشة ، و حضور المحسوبية والوساطة و الزبونية و القرابة والرشوة في توزيع مناصب الشغل ، وطرحها للمزاد العلني من لدن المجالس الحضرية السابقة ، و تجاهل إدارة مجموعة م. ش. ف للظرفية الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي يجترها جيوش المعطلين ، هذا إلى جانب عدم ( احترام الدولة لحقوق الشباب السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية وخاصة منها الحقوق المتعلقة بالتعليم و التشغيل والصحة والترفيه ) : ص 153 وثائق ونصوص مرجعية ـ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ط مارس 2005 و تركهم ليد القدر.. يرممون شروخ ألذات.. محتضنين شظايا حياة ذابت.. وكرامة هانت.. وبقايا نضارة شباب زالت.. ( يتبع )
#نقوس_المهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدينة اليوسفية.. بين نهب المال العام وغطرسة المخزن
-
الانتخابات الرئاسية في مصر.. طبعة مزيدة ومنقحة
-
يوسف يلقي بإخوته في غيابة الجب
-
صنائع من نوبة عراق العجم
-
إعدام العاشق
-
من مكابدات أجمد الزعتر
-
هواجس عباس الخامس
-
الانتخابات في مصر الآن..الفوز لآل مبارك والنصر للمعارضة
-
رحلة عباس السابع
-
الوضع الكارثي لقطاع الصحة باليوسفية
-
مراكش الموت والميلاد
-
تطريز السراب والتيه
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|