ماليس من اركان وثوابت الاسلام

صادق جميل السومري

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ورد صيام شهر رمضان في سورة البقرة (183 -185) .يقول الباحث د . سليمان بشير في كتابه (مقدمة في التاريخ الاخر)ان الاية 183 تحدثت عن فريضة الصيام على المؤمنين بشكل عام . اما الاية 184 فحددت الصيام (اياما معدودات )فقط واستثنت المريض والمسافر واتاحت لهما التعويض ايام اخرى , او اطعام مسكين . ولم ياتي تحديد شهر رمضان الا في الاية التي تلي ذلك . حيث ربطت الاية الاخيرة صيام رمضان بنزول القران فيه .

ويقابل رمضان لدى اليهود صيام الغفران بمناسبة نزول الواح موسى الثانية على شعب اسرائيل .ان اول مافرض على المسلمين هو صيام عاشوراء في العاشر من محرم . وهو يقابل حلول صيام الغفران لدى اليهود في العاشر من تشري الذي هو الشهر الاول في السنة العبرية لدى اليهود .

في معرض تعقيبه على التعريب الداخلي للاسلام تحدث الباحث فلهاوزن عن اعتقاده بان صيام شهر رمضان جاء ليحل محل صيام الاربعين ( الكارنتانا ) لدى النصارى . وهنالك من الروايات الاسلامية اشارت بشكل اسطوري الى العلاقة بين الصيامين .واكد فلهاوزن على ان المسلمين قبل فرض رمضان كانوا يصومون عاشوراء وان صيام عاشوراء هو في الاصل صيام الغفران لدى اليهود .

يلاحظ انه لم يرد في القران اي ذكر لفرض صيام عاشوراء . هنالك روايات ذكرت ان عاشوراء كان يوم تصومه قريش ويصومه محمد في الجاهلية . ومن الروايات من قالت ان زكاة الفطر ارتبطت بصيام عاشوراء قبل ان تفرض الزكاة بشكل مستقل .

ان الخلاف حول قضاء رمضان متفرقا يعكس مرحلة انتقالية من تطور فريضة الصيام .
لقد كان الحج من المناسك والاعياد الوثنية قبل الاسلام والتي كانت سائدة عند العرب . يؤكد سليمان بشير ان اكثر الروايات تشير الى ان الحج وشعائره لم تكن قد استقرت بعد في اواسط العهد الاموي . وان بعض الروايات تؤكد انه قد تحتم ان ترتبط الهجرة كطقس ديني اسلامي بالبيت الحرام في مكة الامر الذي يفسر بدوره كيف تحول فتح مكة الى الهدف النهائي للهجرة وكيف ان هذه الاخيرة ارتبطت بالبيت الحرام بشكل رمزي عن طريق تحويله قبلة المصلي وحج المسلم اليه .والى جانب الحديث المتواتر عن محمدقوله (لاهجرة بعد الفتح) فان حدة التحول بالهجرة المعكوسة في الاسلام من المدينة الى مكة تجسدت في الدعاء الذي وضعته الروايات على لسان امراة من الانصار قولها :
( اني اسلمت وهاجرت الى بيتك..) .ومع تحويل هدف الهجرة الى مكة فقد نقل مولد محمد ومبعثه اليها , الامر الذي حتم الحاق نسبه بقريش ( اهل الله ) فيها ايضا . واذا كانت بعض الروايات قد جعلت البدء باتخاذ الصلاة الجامعة يوم الجمعة في المدينة فان روايات اخرى قد ربطت اتخاذه ذلك اليوم عيدا باتمام نزول الدين على جبل عرفات . الامر الذي لم يبرر فقط صيام يوم عرفة وتفضيله على صيام عاشوراء في بعض الروايات , بل وحدد الوجهة الجديدة للدين الاسلامي بربطه ب (الحج الاكبر ) الى حيث يفيض العرب من عرفات ايضا . ذلك ان ربط الاسلام بمكة هدف الى كسب العرب الى جانب الدين الجديد , الامر الذي حتم اخراج مكة من عزلة الحمس وتوحيدها مع بقيةالعرب في حج واحد . واذا كرمت الرواية الاسلامية المكيين بجعلها المبعث يحدث في غار حراء احد مناسك قريش في الجاهلية,فانها كرمت العرب بجعلها الرسول يحالف حمس (قومه ) ويفيض مع الناس مع عرفات حتى قبل مبعثه .

لقد تم توحيدمناسك الجاهلية بالاسلام وذابت العمرة كليا في الحج واصبح طواف البيت واستلام الركن والسعي من شعائر الحج . وبقي يوم النحر – تقديم القربان – افضل الايام عند الله.
لاحظ هدسون بعض اوجه الشبه بين صلاة المسلمين في الفترة المكية واشكال العبادة المسيحية في الشام كالركوع والسجود والتهجد والقنوت..اما برنارد ليس فقد عبر عن اعتقاده بان اتخاذ القدس قبلة للصلاة جاء من جانب محمد لاستمالة يهود المدينة للدين الجديد . واشار الاب لامنس الى ان الاحاديث هي التي حددت الصلوات بخمس صلوات وليس القران , حيث لم يذكر القران سوى اثنتين اضيفت اليهما لاحقا صلاة ثالثة اسميت ( الوسطى ).

واشار بروكلمان الى امكانية ان تكون الصلوات الخمس قد فرضت في مرحلة متاخرة وبتاثيرفارسي .
ان تغيرا حادا طرا على عدد الركعات في زمن عثمان حيث اصبحت عدد الركعات اربعا . كما ان هنالك بعض انواع الصلوات المندثرة كصلاة الضحى .ان اركان الاسلام الخمسة لم تكن موجودة في بداية الدعوة وانما تم تشريعها بالتدريج كصيرورة ثقافية ودينية وتاريخية الى ان استقرت على حالها اليوم وهي تشبهةعمليةجمع القران والتغييرات التي حدثت فيه الى ان استقر على المدونة الاخيرة : مصحف عثمان .

#صادق_جميل_السومري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات