أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - نعيب تراثنا والعيب فينا














المزيد.....

نعيب تراثنا والعيب فينا


ارنست وليم شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



التراث ثراء وذخر وجذور ، به ما به من غث قميء وبه رجال من بلور وكلمات من نور وشذى عطور وقصور مربرية، وحورية جنية نثرت السحر وشعوذة العشق فالتصقت الأنظار بالنجم والقمر وتركت بعض العمل في امسياتهم الشعرية، فكانت لهم الحياة أجمل وأرقى وأنعم...

التراث ثراء ، بها القيل والقال ، به العقل وبه المُجون ، به الدين وبه المنافقين ، به الحُر وبه السيد العبد .. به وبه وبه وبه .. به كل شيء، ولكن كل شيء يبقى للدهر والأبد غير مكتمل ، نضيف نحن عليه بعض الشيء ليأتي بعدنا مَن يواصل العطاء أو يكمل مشوار الهدم.

التراث ثراء به المعتزلة وبه الحنابلة ، فاخترنا الحنابلة
به ابوحيان التوحيدي وبه أبن تيمية فاخترنا أبن تيمية،
به أبن المقفع والجاحظ والبحتري ولكننا فضلنا ابن القيم الجوزية وأبن أبو ليلى وأيمن الظواهري.
كان فيه أورجينيوس وكليمنتس السكندري فأخذنا بحرومات البابا كيرولس عمود الدين وفقه خاله البابا ثاوفيلس.
فيه سعاد الصباح ونوال السعداوي ونازك الملائكة وفيه أيضا "شهيرة" بعد النقاب و"شمس البارودي" بعد المسخ، وسعاد صالح وحق الاستمتاع بملكات اليمين، ومجهولة الوجه والنسب على قائمة حزب النور ، فاخترنا أم أيمن وكل المسوخ من أخوات وشيخات من إخوان ومجانيين.

فيه صفية زغلول وهدى شعراوي ونبوية موسى فاخترنا منهج أم ابو اسلام تتذوق بول زوجها لتكشف له عن معدل السكر !! .. أحمق يحدث بقر عن امرأة عورة تعيش سجن الذكر.
فيه نصر حامد أبو زيد ، وفيه برهامي .. فنفينا الأول حتى مات في كمد غريبا مغضوب عليه
واحتفينا بالثاني حتى صار نجما إعلاميا والصديق الصدوق لرئيس الوزراء مهندس الخراب القادم محلب والذي يشهد له الأنبا بولا ، الأسقف البليغ المفوه الناطق بالروح القدس في كل أمر تشريعي قانوني حقوقي ، فقال شهادة للتاريخ ونصرة للحق عن برهامي : أنه الصادق المخلص المحب للوطن ، أفإن قال الأنبا بولا فقد صدق، وصرنا جميعا إن خالفناه لمن الكاذبين؟!! .. نعم برهامي منارة حزب النور والدعوة الوهابية في الخربة التي ستصير عليها مصر يوم يملكون .. والذي يدخره السيسي للعمل السياسي حتى يثري الحياة الديمقراطية السليمة على أرض المحروسة.

لماذا كانت هذه اختياراتنا ؟!! – هل هي غريزة الموت التي تحدث عنها سيجموند فرويد – قوة خفية تعمل داخل الإنسان تقاوم الحياة فيشتهي الموت كما كان قبلا يشتهي الحياة ؟؟
هل كرهنا الحياة يا صاحب ؟؟ .. حرمنا السعادة ، والطرب ، والألوان والنغم .. حرمنا كل ما يجلب المتعة لنموت غما .. ما حرمناها على أنفسنا فمنا المنافق الذي يعيش حياته ويتاجر باستمواته وتعففه وزهده الكاذب .. ولكننا حرمناها على الغير .. فالمستمع للغناء يحتاج لمراجعة علاقته بالله -عن أبونا داود لمعي كرم الله وجهه - // وهو مستمع لمزامير الشيطان من لهو الحديث // عن أبناء الحنبلية سود الله وجوههم -

عندهم يفتخر المراهق الغر الأبله ، بأننا نحب الموت كما تحبون أنتم الحياة..!!
فإن كنت تعشق الموت فموت لماذا تأخذننا معك للتهلكة والهلاك ؟!! .. أنه مجرم لا مؤمن ، أنه كافر لا بشر .. أنه مريض بداء خبيث ، وأخبث الداء داءا يصيب العقل لا البدن .. فإما شفاء وإما عزلا إلى براء.
أن تكره الحياة والعالم وتنسحب من الوجود ومن وجوه الناس ، تترك الأهل والأم والرفيق والجار ، ولا تخدم إنسانا ولا وطن وتظن هذا قمة الحب لله ، ومبلغا من الروحانية واجب الاشتهاء في دير ورهبنة واسكيم وزنار !! .. لا ورب الحب والروح والفؤاد ما هذا عندنا إلا تراث جعل مصر ملطشة الغزاة .. فكل ما لا يخدم المنكسر المتسول على قارعة الطريق كفر بالله - وأنانية تستحق التوبة لا الثواب .. فالرهبنة طريق مسدود .. خصاء من أجل العذاب المجاني الذي لا يمجد رب الإنسان الذي خلق فأحسن الخلق .. الحب صلاة وممارسة الجنس ذروة القداسة لا يعرف كنتها إلا القديسين.

الحرية، عندهم تصير دعارة .. حق التعبير عن الرأي ، يصير وقاحة .. التفكير ، يصير عندهم مدعاة للتفجير .. إعمال العقل عندهم يصير كفر بالوحي .. المنطق باب إبليس والفلسفة من الرجيم .. والتأمل من الوسواس الخناس .. ومَن لا يقول قولي قصرناه بالسيوف وقومناه بالحديد والنار.

.فكيف الخروج ، صديقي الفيلسوف ؟؟
قال الفيلسوف ناظرا للسماء : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ومن أراد الموت وجده ، ومن جد في الخير لاقاه .. ومن أتبع ما وجد عليه آبائه فهو المعجل بالجحيم.
ولماذا نعيب تراثنا والعيب فينا ، وما لتراثنا عيب سوانا؟!!



#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية مريم ملاك و-انتحار- المجند بهاء.
- فذلكة تاريخية، في أصل وتطور البظرميط - الشيخة هبة قطب، والفق ...
- الأقباط وخالد منتصر.
- عن الزيت المقدس سألوني، فقلت: وماذا عن اللبن المقدس؟!!
- يا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف : شعار المرحلة.
- جمال عبد الناصر: الابن الروحي لحسن البنا .
- بالمختصر المفيد : جمال عبد الناصر..
- مَن قتل الراهب مرقس ؟
- محنة القرآنيون في دولة المرجعية الداعشية ..
- المثلية: بين الدين وحقوق الإنسان.. بين الله وقيصر .
- المثلية الجنسية ، ومجتمعنا الشاذ ...
- حرية التعبير في زمن قوانين ازدراء الأديان ..
- هل اجتمعت أمتي على باطل قبل البابا شنوده ؟؟؟
- هل مات أبو الفقير بطرك النصارى وأمام المسلمين ؟؟ ... البطرك ...
- مناطق الحكم الذاتي داخل الدولة المهترءة .. والتهجير القصري
- الرجل الذي سقط بين الذئاب والكلاب - -رائف بدوي- ومأساة الحكم ...
- رقصة آل سعود قبل السقوط .. مأساة الحكم بما أنزل الله / 2 .
- -رائف بدوي- ومأساة القضاء بما أنزل الله ..
- الوطن الممزق بين اسلام الوهابية والمسيحية الأصولية
- الشوباشي والأوباش ..


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - نعيب تراثنا والعيب فينا