أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مناع النبواني - (( إعلان دمشق )) للتغيير الوطني الديمقراطي (( نقد وتعليق))















المزيد.....

(( إعلان دمشق )) للتغيير الوطني الديمقراطي (( نقد وتعليق))


مناع النبواني

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن المخاض الذي تمرّ به سوريا اليوم , هو من أخطر المخاضات وأدقها , حيث أن الجميع ينتظرون بفارغ الصبر تلك الولادة الجديدة ,خاشعين ضارعين إلى الله العليّ القدير , أن يحفظ لنا سلامة الوالدة / الوطن / , ويبعث لنا مولودا جديدا بكل الاعتبارات والمقاييس , يضيء العتمة , وينشر العدل والديمقراطية , يجتث الفساد والمفسدين , يبني الوطن ويحترم المواطن بكل المجالات والاعتبارات والمقاييس أيضا . يبدّل ليلنا نهارا , وخوفنا أمنا , وجوعنا شبعا , وتفرقنا وحدة , وضعفنا قوة . في هذه الظروف العصيبة , ومن بين ساعات الانتظار الرهيبة , يطلّ علينا – إعلان دمشق – للتغيير الوطني الديمقراطي , حاملا معه شمعة الأمل من خلال بعض (( الإرادات المتوافقة )) وليست المتفقة , مبشرا برؤية جديدة للخلاص , وداعيا جميع المهتمين بالشأن العام – أحزابا أو حركات أو تيارات أو تجمعات أو أفرادا , إلى المساهمة في إغناء هذا المشروع والانضمام إليه : (( هذه خطوات عريضة لمشروع التغيير الديمقراطي , كما نراه ...... يبقى مفتوحا لمشاركة جميع القوى ..... )) . المشروع أجاد الوصف والتوصيف لواقع الحال في سوريا , ووضع بعض الأسس الهامة والضرورية التي يلتقي حولها الجميع ويطالبون بتحقيقها , بل يعملون بكل ما لديهم من أجل تحقيقها ونجاحها واستمرارها . لكنه في غمرة هذه الرغبة الجامحة بإيجاد وضع وطني جديد , أقول : - وطنيّ جديد – وحرصا منه على سرعة الولادة والخلاص من آلام المخاض , فقد ضاع بين ثنايا ازدحام الضرورات و الأولويات , وربما نسي أو تناسى عن قصد أو عن حسن نية أكثر الضرورات ضرورة في عملية التغيير الديمقراطي وبناء الوطن الجديد , أقول ثانية : - الوطن الجديد – وأرجو ألا تكون الجذور الشمولية والإيديولوجية الضيقة—للأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية – الموقعة ابتداء , والمفترض أنها توافقت أو اتفقت مسبقا على كل نقطة من هذا المشروع . ألا تكون تلك الجذور المختبئة في اللاشعور هي السبب في نسيان أو تناسي أو تجاهل ما قلنا عنه : أنه ضرورة الضرورات . والتي هي :
1- جاء في السطر العاشر من الصفحة الأولى وفي آخر السطر ما يلي : (( وتشمل الدولة والسلطة والمجتمع )) . هذه العبارة تبين وبشكل واضح وصريح أن المشروع ليس لديه أية فكرة عن الدولة – كدولة – فقال : الدولة والسلطة والمجتمع – فما هي الدولة يا ترى ؟؟!!.
الفكر السياسي والفقه والنصوص القانونية والمعاهدات والمواثيق الدولية تقول : - الدولة هي أرض حرّة ذات حدود معترف بها دوليا , وشعب حرّ يسكن هذه الأرض , ونظام يحكم العلاقات جميعا - . أي : الدولة هي أرض وسلطة ومجتمع - . لذلك حبذا لو اكتفى المشروع بكلمة – الدولة فقط .
2- جاء في الفقرة -1-ص1- ما يلي : (( إقامة النظام الوطني الديمقراطي ............ومتدرّجا )) . وهنا أتساءل : هل تطبّق الديمقراطية على مراحل ؟؟!! – أولا ربع ديمقراطية ثم نصفها ثم ثلاثة أرباعها حتى نصل أخيرا إلى الديمقراطية كاملة ؟!. الديمقراطية مفهوم واحد متكامل لا يقبل التجزئة , و إلا فهي ليست ديموقراطية .
3- جاء في الفقرة -3- . (( الإسلام الذي هو دين الأكثرية................. مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين )) .
هذا أول مشروع // وطني ديمقراطي // يضع في أولى مقدماته التمييز بين فئتين من المواطنين – الأكثرية والأقلية – وعلى الأساس الديني أيضا . فأي فكر وطني ديمقراطي هذا ؟؟؟!!! .
هذا أول مشروع // وطني ديمقراطي // يشرّع و يقونن – تحكّم- الأكثرية بالأقلية , ويقرر فضل الأولى وتكرمها فضلا ومنّة على الثانية , فيقول : // مع الحرص الشديد على احترام –عقائد-- الآخرين // . وكأن الآخرين ليس لهم ديانات , وإنما مجرّد عقائد أو رؤى فقط !!.
الفكر الوطني الديمقراطي يفترض بل ويتطلّب ألا يكون الدين لله والوطن للجميع فقط , وإنما أن يكون الدين للجميع , بمعنى حرية الاعتقاد – الديني والسياسي- ضمن الوطن الواحد . ألم يشرّع - محمد بن عبد الله – حرية الاعتقاد عندما أقام أول دولة عربية إسلامية في المدينة بعد الهجرة مباشرة ؟؟!!. ألم يقل : // لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى // ؟؟!! والتقوى هنا هي الوطنية والمواطنة .
جاء في البرنامج السياسي لحزب النهضة الوطني الديمقراطي – في المجالين الثقافي والتعليمي – الفقرة -1- ما يلي : (( إن الثقافة العربية الإسلامية هي جزء لا يتجزّأ من الهوية السورية التي تتغذى على نسغ الحضارة السورية , ومن واجبنا القومي والوطني والأخلاقي الحفاظ عليها من التشتت والاندثار )) . كما جاء في رسالة الحزب أيضا – الفقرة -8- ما يلي . (( إن سوريا الوطن والإنسان هما ابتكار القدرة الإلهية لتؤكد للتاريخ ..... وأن الأخلاق السورية هي الأخلاق التي أنتجت الأديان وحملت معها رسالة السماء وساهمت في ديمومتها واستمرارها )) . والفرق واضح بين النهجين .
أيّ مشروع –وطني ديمقراطي هذا الذي ينص على : (( .....ومن خلال الاعتدال// والتسامح )) أليس التسامح يكون مع المخطئين ؟؟؟!!! .
إن هذه الفقرة – 3- من المشروع توجب على المشروع أولا : أن يعتذر للشعب السوري جميعا عن وجودها . وثانيا : أن يحذفها ويستبدلها بما هو خير منها وأكثر ديمقراطية – كأن يقول : - المشروع يحترم جميع الأديان والمعتقدات على حد سواء ولا يفضل واحدة على أخرى في جميع مجالات الحياة . بذلك يستقيم المشروع ويتلاءم شكلاً وموضوعاً مع توجهاته الديمقراطية والوطنية .
4– الفقر ات – 5-6-7-8-9-10- جميع هذه الفقرات وردت من قبيل التزيد , وكأن المشروع يريد أن يثبت مصداقيته أمام الشعب حول ما ورد في هذه الفقرات .
إن وضع الديمقراطية هدفاً رئيساً لأية حركة أو حزب أو دولة , لا يمكن أن تطّبّق أو تسمى ديمقراطية دون أن تتضمن كل هذه الفقرات جميعها . و إلا فهي ليست ديمقراطية ولا وطنية أيضاً . وهنا أكرر عبارة ذكرتها في مقالات سابقة : (( لا وطن بدون ديمقراطية – ولا مواطنة بدون ديمقراطية )) . فهما وجهان لعملة واحدة , لا يمكن أن تكون العملة بوجه واحد , و إلا فهي مزورة ومزيفة .
5 – جاء في الفقرة – 8 – من المشروع ما يلي : (( ضمان حرية ....... والأقليات القومية )) . إن غياب مفهوم الوطن والمواطنة عن المشروع أدى إلى وجود مثل هذه العبارات // دين الأكثرية – عقائد الآخرين – أقليات قومية // . في الوطن الواحد لا توحد لا أكثريات ولا أقليات , لا دينية ولا قومية ولا شيطانية . في الوطن الواحد يوجد مواطنون – أقول مواطنون فقط , وإلا فهو ليس وطناً . وبغير ذلك يكون الحديث عن الديمقراطية وعن الوطن والمواطنة دجلاً وتضليلاً .
6– غاب عن المشروع وبشكل نهائي : التوجه العلمي / العلماني/ , ولم يحظ لا العلم ولا العلمانية ولو بكلمة واحدة , وكذلك الحضارة والإنسانية . لا أعتقد أن المشروع ضد العلم والعلمانية , و إلا فماذا يكون ؟؟!! .
إن مشكلة العرب جميعاً بصورة خاصة , ومشكلة الدول المتخلفة جميعاً بصورة عامة , وسبب تخلفنا ووجودنا خارج التاريخ , وليس حتى على هامشه , هو عدم الاهتمام بالعلم والبحث العلمي ولا حتى بالتفكير العلمي . وقد ذكرت تقارير التنمية البشرية – العالمية والعربية – ضآلة وضحالة الميزانيات العربية المخصصة , لذلك فالعلم والديمقراطية هما ميزة الوطن عندما يكون وطناً . ولا أعني بالعلم هنا المعنى المبسّط والمسطح – محو الأمية – أو ما يقولون بالعامية (( يفك الحرف )) . وإنما أعني العلم بكل مجالاته ونتائجه و أفرازاته . أعني توطين العلوم والتكنولوجيا و التقانة والثقافة العلمية , وجعلها مكوناً أساساً من مكونات وجودنا وكرامتنا , والسبب الرئيس الذي لا يُقدّم عليه شيء في فكرنا وتصرفنا ومشاريعنا ووطنيتنا وتقدمنا وتحررنا وعزتنا .
جاء في البرنامج السياسي لحزب النهضة الوطني الديمقراطي – في المجالين الثقافي والعلمي – فقرة – 3 - : (( ........... والحزب يؤكد بأن لا نهضة سورية بغير سلاح فكري معرفي أساسه العلم والمعرفة والابتعاد عن الثقافة المعلبة والقوالب الفكرية الجامدة . )).
فقرة -4- : (( حزب ....... يرى في العلم جنيناُ ثقافياً للمجتمعات الإنسانية , ولذا يشدد على إعطاء العلم ........ حتى يصار إلى تكوين نواة بحثية متقدمة قوامها التجارب و ..... )) .
فقرة -5 - : (( تحقيق التوازن النوعي للتعليم والثقافة الأكاديمية عن طريق تطوير العمل بالمراكز والمختبرات العلمية الخاصة بذلك ..... )) .
إن غياب الدعوة إلى ضرورة العلم والبحث العلمي وتوطين الثقافة و التقانة والتكنولوجيا وضرورة التفكير العلمي - عن المشروع – أي مشروع نهضوي أو إنساني أو ديمقراطي , يفقده مصداقيته ويوقعه في مطبات الخرافة وألغام الجهل والتخلف .
إن التفكير العلمي / العلماني / هو السبيل الوحيد ولا سبيل غيره للصعود في معارج الحضارة والتقدم والإنسانية .
أما التفكير الخرافي الغيبي الجاهل فهو الكابوس والقيد الحديدي الذي يكبلنا منذ ألف سنة خلت وحتى هذه اللحظات .
الفكر العلمي / العلماني / يوحّد , والفكر الخرافي الغيبي يفرّق .
الفكر العلمي / العلماني / يقرّب البعيد , والفكر الخرافي والغيبي يبعّد القريب .
وأعتقد أننا لسنا بحاجة إلى من يصب الزيت على النار , فلدينا – ويا للعار- ما يكفي .
7 – وختاماً : كل الشكر والتقدير والاحترام للمشروع وللجهات التي أعدته ووقعت عليه . وإن نقاط الالتقاء أكثر من نقاط الاختلاف . وإني أدعو جميع المهتمين بالشأن العام إلى المشاركة في هذا المشروع والعمل على إنجاحه , بعد تصويب ما رأيناه خطأ , فلربما يراه غيرنا صحيحاً وهذا من حقه .
بالكلمة والحوار تبنى الأوطان , وبالعنف والعداء تهدّم وتذّل .
(( وجادلهم بالتي هي أحسن )) الآية – 125 – سورة النحل .
(( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) الآية – 64 – سورة أل عمران .
ننبذ ما يفرّق ونتبع ما يوحّد , دينياً وقومياً وسياسياً واجتماعياً . وهل سوى الوطن والمواطنة منقذاً ؟!.
نعمل ولو لمرة واحدة في حياتنا من أجل الوطن .
نسعى لإيجاد وطن يحمي ولا يخيف , يوحّد ولا يفرّق .
نسعى لخلق مواطن يبني ولا يهدم , يقاوم ولا يساوم .

المحامي
مناع النبواني



#مناع_النبواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح اقوال أم افعال
- الديمقراطية بين عسف النظام وعبث المعارضة
- قراءة وطنية حقوقية لاهم التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتم ...
- شخصنة السياسة / شخصنة الوطن
- البلد الساحة أم البلد الوطن
- أية ديمقراطية نريد
- ملاحظات حول ما نشر في الحوار المتمدن - العدد 1071 - 7/1/2005 ...
- بطاقة معايدة
- نافذة على ندوة الوطن وما نتج عنها
- المعارضة بين شهوة السلطة وحب الوطن
- دعوة إلى المواطنة
- الإسلام والعروبة
- المحكم و المتشابه في القرآن الكريم
- الوطن والمواطنة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مناع النبواني - (( إعلان دمشق )) للتغيير الوطني الديمقراطي (( نقد وتعليق))