|
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 00:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع . مروان صباح / يقال على الدوام ، بأن الغريق يتعلق بقشة ، وهذا ، يبدو حال النظامين ، العبادي والأسدي في بقايا الجغرافيا العراقية والسورية ، نقولها بكل صراحة دون تردد ولا تأتأة ، تفضلوا وهاتوا لنا ، عاقل ، يقبل في طول المنطقة وعرضها أن تنطلي عليه هذه المسرحية الخرقاء ، أو يقبل مرة أخرى ، في الحدود الدنيا للعقل ، بأن بضعة آلاف من الجنود الروس ، ستكون مهمتهم محاربة والقضاء على تنظيم داعش ، فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ، حسب احصائيات البنتاغون ، اعترفت إلى هذه الساعة ، بأنها قامت بأكثر من ستة آلاف ضربة جوية لمواقع داعش ، وقبلها ، شهد العراق ثمانية سنوات من الاحتلال ، وصلت قوات الولايات المتحدة إلى ما يقارب 270 الف جندي ، لم يتغير حال ذاك التحالف الذي أقامه البعثيين وتنظيم التوحيد والجهاد قيد أنملة ، بل على العكس ، تعاظم إلى أنه بات على مشارف أن يتحول إلى قوة خارقة الحدود ، يضرب في كل اتجاه ويصل إلى اماكن لم تخطر على البال ولا يعدم أي فرصة ، إن لاحت له ، فهل من المعقول والمحتمل ، أن التدخل الروسي ببضع من القوات والآليات والطيران سيكون له التعويل في تغيير المعادلة لصالح النظام الأسدي ، هنا ، لا بد أن يسمح لنا من يعول عليه ، في هذه الرقصة التى كما تبدو أنها مع الظل ، لأن هناك من يرغب البقاء معلق بتلك القشة ، لكن ، هذه الحلقة الجديدة من المشروع الأوسع ، لن يطول الوقت حتى تتكشف معطياتها الملموسة ، هل ، هو تحول في السياسة الدولية وهو فاتحة خير على النظام ، أم تكملة للمشروع بأداء روسي ، يزيد من تورط النظام والمنطقة في وحلّ الدم والانحدار الجارف ، مجهول المصب والنتائج . نبتعد قليلا عن تجارب مماثلة ، لأن ، في اعتقادي ما يجري يحتاج إلى مخيلة واسعة كي تصيب ما يمكن أن يجري لاحقا على أرض الواقع ، فهذه المرة مختلفة كلياً عن سابقاتها ، سجلها التاريخ المعاصر تحت مسمى ، الورطات الكبرى ، لأمريكي وروسيا ، في فيتنام ، والأخرى ، في أفغانستان ، ولكن ، ما يجعلها تختلف ، المكان وأيضاً ، الفئات المقاتلة ، وهنا لا بد من الإشارة ، أن القتال لم يعد بين الأنظمة العربية ، التقليدية أو تلك الطامحة لدول مشابها في المجتمع الدولي ، بل ، هي فئات تحمل أيديولوجية من الصعب دراستها بشكل معمق وأصبحت مستقلة مالياً وتسليحاً وجغرافياً وبالأفراد ، ولا بد أيضاً ، التوضيح ، بأن الموافقة الأمريكي ، الضمنية ، على التدخل الروسي في سوريا والعراق كونهما أصبحتا جغرافيا واحدة ، لم يأتي من منطلق التوريط بقدر أن المسألة لها أبعاد تتعلق في اعادة ترتيب الأولويات في المنطقة ، وهنا نلاحظ ، دائماً وأبداً ، بأن الترتيب يبدأ من محيط الأقرب لدولة اسرائيل ، فهي دول أشد اشتعالاً مقارنة بدول تبتعد جغرافياً ، وهذا ، ما يفسر ذلك الانقلاب في سياسات الدول المحورية في الإتحاد الأوروبي ، يشبه إلى حد ما اعادة ترميم النظام الأسدي ، بالطبع ، ليس من أجل اعادة سوريا إلى ما قبل الثورة . بل ، كل ما في الحكاية ، وحسب تقرير معلن للأمريكان ، حيث ، يشير بأن جميع المحاولات التى سعت إلى بناء صحوات في سوريا على شاكلة العراق ، باءت بالفشل الذريع ، ولم يعد أمام هذا الانهيار سوى الاتكاء على الأسد ونظامه لمحاربة داعش والتنظيمات المسلحة الأخرى ، لأن ، بحد ذاته يضمن من جديد للأمريكان استمرار القتال وعدم توقفه في المنظور القريب ، الذي أيضاً ، يفسر على الأقل تقدير ، التدخل الروسي بأعداد عسكرية متواضعة مهمتها اولاً وأخيراً ، لا تتعدى المحافظة على النظام من الانهيار الشامل ، فالملاحظ ، أن التدخل الروسي يتكرر أمام تراجع أمريكي ، فيه ، تشابه مطابق لواقعة هجوم الكيميائي للغوطة .
بالطبع ، من البديهي أن يختلط على المرء الأمر ، وهذا ، ليس عيب أو عجيب ، فكيف لا ، ما دام التضليل والكذب والادعاء البشري ينافس الجن ، وقد يتساءل أنس أخر من هذه الأمة ، كيف لهذا ، التحالف الروسي الإسرائيلي من جهة ، ومن جهة أخرى ، روسي مع المحور الممانعة ، أن يركب على العقل ، طبعاً ، فقط ، عند الممانع ، له أن يركب ، وفي الجانب الآخر ، تجتمع الحكومة المصغرة بقيادة نتنياهو قبل إقلاع طائرته التى أقلته ومجموعة من الشخصيات الأمنية ، الأبرز في اسرائيل إلى موسكو ، للاجتماع مع الرئيس بوتين ، حيث ، تشير المعلومات من داخل اجتماع الوزاري ، بأن القرار قد اتخذ ، بضرورة شن عمليات في الاتجاه السوري واللبناني والعراقي ، وأيضاً ، غزة وشبه جزيرة سينا ، وهنا ، لا بد للتنسيق الإسرائيلي الروسي والخط الممانع أن يرتقى إلى مستوى أعلى ، مثل ، غرفة عمليات مشتركة تشرف على البقع الجغرافية المقسمة بين الأطراف كي لا يحدث اجتهادات مكلفّة تؤدي إلى تصادم غير محسوب .
كما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تجديد الصحوات في العراق ، وأيضاً ، لاحقها الفشل في نقل التجربة إلى سوريا ، تعيد روسيا استخدام ذات المنطق والمهمة ، لكن بقالب أخر ، عندما تعتقد بأنها قادرة على احياء التجربة من خلال النظام الأسدي ، رغم أن الحقيقة ، الذي دفع ثمن التجربة في العراق ، هم الصحوات وليس غيرهم ، بينما الأمريكي لم يخسر من التجربة سوى خوضها ، كأن ، حان الآن دور النظام الأسدي ، لكي يخوض اللعبة المفضلة للروسي ، الروليت ، لعل وعسى ، تزبط معه . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
-
هستيرية الأفراح والنجاح
-
الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..
-
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
-
هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
-
كيف نعيد الثقة بأنفسنا
-
ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
-
حماس بين البدائل وحتمية الفشل
-
نور الشريف والمشهد الأخير
-
المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة
-
تحدي أهوج لشهر رمضان
-
من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مست
...
-
قطعان ينتظرون الذبح
-
من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب
-
إبادات قانونية وأخرى اجرامية
-
القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
-
غونتر غراس
-
لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
-
الكتاب والحذاء
-
محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|