أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....1














المزيد.....

المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 11:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


1) إن كلمة مدرسة هي كلمة موحية بالتحول و التغيير إلى الأحسن في إطار نظام معين، و انطلاقا من خطة معينة و تطبيقا لبرنامج معين يتدرج من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى لتحقيق أهداف معينة تتجسد في تحقيق الإنسان الحر و الديمقراطي و الوطني، و الإنساني الذي يستطيع أن يساهم في بناء مجتمع متحرر و ديمقراطي، و عادل في إطار الوطن الواحد و على المستوى الإنساني.
و عندما ننتقل من هذا المفهوم العام إلى مستوى المفهوم الخاص. فإن المدرسة المغربية لا تصير كذلك، فهي لا توحي بالتغير إلى الأحسن و لا بالتحول. لأن النظام الرأسمالي التبعي لا يسعى إلى ذلك، لأنه يفرض خطة معينة من خلال تطبيق برنامج معين يتدرج من مرحلة أدني إلى مرحلة أعلى لتحقيق أهداف معينة تتجسد في إعادة إنتاج نفس الهياكل القائمة المساهمة في إنتاج مجتمع لا ديمقراطي و غير عادل، تتفاحش في إطاره الفوارق الطبقية ، و يسود فيه الحرمان من الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية، و يخضع في كل ما يتعلق به لتعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي و المؤسسات المالية الدولية. بالإضافة إلى الشركات العابرة للقارات لتحقيق مجتمع على مقاس تعليمات هذه المؤسسات التي لا يهمها إلا نهب ثروات الشعوب لصالح الرأسمالية العالمية التي عولمت الاستغلال الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي.
و إذا كان هناك من تطور يحدث في المدرسة المغربية، فإن هذه المدرسة تسعى في كل مرحلة من مراحل تطور المغرب. و خاصة في مراحل ما بعد الاستقلال، إلى إعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية المتناسبة مع التشكيلة الإقطاعية كما شكلها الاحتلال الأجنبي للمغرب و كما تسعى إلى الاستفادة منها المؤسسة المخزنية. تم التشكيلة الإقطاعية البورجوازية التي تشكلت بعد الاستقلال كما كان يريدها الاستعمار الذي كان يسمى بالاستعمار الجديد ، و كما كانت تسعى إلى صياغتها المؤسسة المخزنية التي عملت على الجمع بين التعليم ذي الطابع المخزني الإقطاعي الذي كان و لازال يسمى ب"التعليم الأصيل" و التعليم ذي الطابع الرأسمالي التبعي الذي كان يسمى ب"التعليم العصري" بالإضافة إلى مدارس البعثات الأجنبية، و التعليم الخاص الذي صار مع مرور الأيام و في جميع المراحل التعليمية بديلا للتعليم الرسمي . و هذه الأشكال من التعليم لا يمكن أن تؤدي كلها إلا إلى تحقيق التشكيلة الاقتصادية و الاجتماعية كما تريدها المؤسسة المخزنية، و كما تتصورها المؤسسات المالية الدولية، وصولا إلى قبول الاندماج في إطار منظمة التجارة العالمية التي تعولم استغلال الشعوب بالسعي إلى إزالة الحدود الجمركية . الأمر الذي يقتضي أن تقوم المدرسة المغربية بإعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية المتناسبة مع القبول و الانخراط فيما صار يسمى بعولمة اقتصاد السوق، و كبح كل التوجهات التي تسعى إلى تحقيق جبهة مضادة لتلك العولمة.
فالمدرسة المغربية إذن هي المدرسة التي سعت و تسعى باستمرار إلى إنتاج نفس الهياكل التي كانت تخطط لها المؤسسة المخزنية، و خطط لتشكيلها الاحتلال الأجنبي، و خطط لها المسؤولون انطلاقا من توجيهات ما كان يسمى بالاستعمار الجديد، ثم انطلاقا من توجيهات صندوق النقد الدولي و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية ثم انطلاقا مما يقتضيه الانخراط في منظمة التجارة العالمية لاعداد المجتمع للانخراط في عولمة اقتصاد السوق و عدم مقاومتها. لتصير المدرسة المغربية بذلك وسيلة للتعبير عن رغبة التحالف الطبقي المسيطر الذي ترتبط مصالحه بالمؤسسة المخزنية من جهة، وبالمؤسسات المالية الدولية و بمنظمة التجارة العالمية. و هو ما يعني الإلغاء المطلق لامكانية قيام تعليم شعبي ديمقراطي وطني متحرر، و الشعارات التي ترفع، إنما ترفع لدغدغة عواطف الشعب و للاستهلاك الخارجي، و ما خفي كان أعظم كما يقولون.




#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- 3.....عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسم ...
- الديموقراطية و الإصلاح السياسي في العالم العربي
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ...
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......4
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......3
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......2
- من القياديين النقابيين من يمشي على بطنه ......1
- 5......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......4
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......3
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......2
- 1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....6
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....5


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي.....1