أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد الحروب - اللاجئون السوريون: ماذا عن روسيا وايران؟














المزيد.....

اللاجئون السوريون: ماذا عن روسيا وايران؟


خالد الحروب

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 17:53
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



السؤال الاول: لماذا لم تفتح ولا تفتح روسيا وايران بلدانها للاجئين السوريين، وكلا البلدين ولغ في الشأن السوري تحت مزاعم حماية السوريين من الإرهاب، وبرر ارسال قنابله وخبرائه بمسوغ مساعدة الشعب السوري في محنته؟ السؤال الثاني: لماذا لا يتوجه اللاجئون السوريون انفسهم وبمحض ارادتهم الى روسيا او ايران، وهي الدول التي هبت لنجدتهم خلال السنوات الماضية فور اندلاع ثورتهم ضد الاستبداد الاسدي؟ لا يبحث هذان السؤالان الاستنكاريان عن اجابة هي واضحة لكل من يتابع المأساة السورية بقدر ما يسلطان الضوء على مفارقة مُمضة كبيرة تُضاف الى مفارقات مواقف هاتين الدولتين. روسيا تقفل حدودها في وجه السوريين وربما الوصول للقمر اسهل لكثير من السوريين من الوصول الى روسيا لو ارادوا التوجه اليها. روسيا ايضا من البلدان غير الجاذبة اصلا بسبب تفاقم الشوفينية الروسية القيصرية وانبعاثها من القبور مع قدوم بوتين، وهي شوفينية يلحظها كل زائر، وتترجم عبر قوانين صارمة في الاقامة والعمل، ناهيك عن التجنيس الذي ربما يعد الاصعب منالاً في شمال الكرة الارضية كلها. ولعدم وجود تكافوء الفرص بين الافراد بغض النظر عن خلفياتهم وجنسياتهم فإن روسيا ليست جهة مرغوبة للسفر او العمل، بعكس الدول الغربية التي تتهكم عليها روسيا، والتي يرغب في الهجرة اليها كثيرون ومنهم روس ايضا.
ايران ليست بأفضل حالا بطبيعة الحال، ذلك ان الشوفينية الفارسية المُتصاعدة تكاد تنافس الروسية في انغلاقها على ذاتها وعدم تقبلها للآخر. والشيء المُفارق في الحالة الايرانية هو قربها الجغرافي من سورية وبالتالي سهولة ان تكون جهة مطروقة من قبل اللاجئين السوريين. وبرغم إدعاء طهران الرسمي بأن ايران تفتح حدودها للسوريين، وهو إدعاء يحتاج الى تحقق، فإن السوريين انفسهم يديرون ظهرهم لها ويغامرون بأرواحهم ويلقون بأجسادهم في البحار والمحيطات عوض ان يصلوا لإيران بمخاطر لا تقارن مع تلك التي تواجههم عند توجههم لاوروبا.
ايران وروسيا مسؤولتان تاريخيا عن مئات الاولوف من الضحايا السوريين الذين سقطوا خلال السنوات الماضية، سواء على يد النظام ام على ايدي الجماعات الارهابية المتطرفة من داعش واخواتها. وهما مسؤولتان عن تهجير ما يقارب من خمسة ملايين سوري الى خارج بلادهم واكثر منهم داخل بلادهم، فضلا عن ارجاع سورية عقودا عديدة الى الوراء عبر تدميرها التام. كل ذلك من اجل الحفاظ على حكم فرد واحد يحقق للدولتين ما تريدان من بسط البلاد بطولها وعرضها كحصير مفتوح للنفوذ الايراني والروسي. والبلدان مسؤولان ايضا عن اي تقسيم قد يحدث لسورية على رافعة إقامة وتأسيس "دولة الساحل العلوية" لتوفير قاعدة وجود دائمة للروس، واطلالة دائمة للإيرانيين على البحر المتوسط. في خضم هذا الولوغ "الاستراتيجي" في الشأن السوري والارض السورية، وتحت لافتة الدفاع عن الاسد، يتحول الشعب السوري نفسه بملايينه الى حطام يُداس تحت الارجل. من يستطيع منه الهجرة والهرب لن يتأخر، فإما ان يلتهمه البحر او تقذف بها الامواج ميتا على شواطئها، والمحظوظون ينجون شبه موتى. يحدث ذلك ولا يراه الايرانيون والروس ولا طبعا النظام في دمشق، وكأنه يحدث في كوكب آخر.
لا يكمن الخطر في لا مبالاة طهران وموسكو بملايين السوريين الذين لا يظهرون اساسا على شاشات رادارات الحسابات الاستراتيجية للعاصمتين، حيث ليس ثمة وقت للتفكير اساسا بقضايا هامشية و"تافهة" مثل لجوء ملايين الى خارج سورية، او سقوط الالاف الضحايا. الضوء الاحمر يأتي من محاولة تبرير عدم استقبال ايران وروسيا للاجئين سوريين، وهو تبرير يكشف تفكيراً استئصالياً خطيرا كانت ترجمة نظيرة له قد حدثت في نطاق الاتحاد الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وخاصة في حرب بوتين النازية ضد الشيشان، وحدثت ولا تزال تحدث في ايران وان كان بوتيرة اقل وحشية وابعد عن الاعلام ضد كل المكونات غير الفارسية في ايران وعلى رأسها العرب على طول ساحل عربستان والداخل. ذلك انه نسجاً وتناغماً مع تجارب البلدين "الباهرة" في الإزاحة والإبادة الديموغرافية، يتصاعد حديث عنصري وإبادي يكرر بأن اللاجئين السوريين الذين اجبرتهم حرب النظام وحلفائه على ترك بلدهم هم اصلا من "اتباع" الجماعات التكفيرية او المتعاطفين معها، ومن الذين لا يؤمنون بالعيش المشترك والتعددية الثقافية والدينية في سورية، وبالتالي فإن التخلص منهم شيء جيد ولا يجب ان يثير الشفقة ولا التحسر. وتبعا لهذا التفكير، إذا اضفنا الملايين السورية التي هجرت داخل سورية بعيدا عن مدنها وقراها واريافها واضفناها الى معادلة "التحليل الإبادي" المذكور لوصلنا الى نتيجة سريعة مفادها ان معظم الشعب السوري صاروا من اتباع الجماعات التكفيرية، ولا بأس من التخلص منهم، وإعادة تركيب سورية ديموغرافيا وجغرافيا.
بطبيعة الحال، وعلى خلفية البشاعة الطائفية والتقسيم الديني الحادث حاليا في قلب المأساة السورية، فإن استمرار سيل تدفق مئات الالوف من اللاجئين السوريين (اتباع الجماعات التكفيرية!) الى خارج سورية يعني التأثير في التوازنات الديموغرافية وربما قلبها رأسا على عقب في بعض المناطق، مثلما يحدث في مناطق الساحل والمحاذية للبنان، وما حدث في القلمون ثم الزبداني اوضح دليل. خلاصة ذلك كله، ان التغول والاحتلال الايراني الروسي لسورية يتم بأغلى الاكلاف على شعبها، وبأقلها على طهران وموسكو اللتان يأنف سياسيوها ويتكبروا على السوريين وآلامهم وهجراتهم ولا يبدون ادنى استعداد ولو تظاهري بتحمل جزء من مسؤولية الجريمة التاريخية التي اشرفوا على انجازها.



#خالد_الحروب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والقدس.. الزيارة والاستثمار
- تأملات في -محور الممانعة-
- خير جليس ... محاصرا باللغة!
- الخصوصية الثقافية والخطاب الاعتذاري
- سيرورة التطرف والداعشية .. ودورنا جميعا
- الداعشية في مناهجنا الدراسية
- كيف سيُكتب تاريخنا؟
- خضوع الفقيه للسلطان ... وتسييس الدين!
- المنطقة بين «الداعشيات» السنّية والشيعية ... أو العلمانية
- «الطلياني»: صفحة تونسية من الهم العربي
- درس الفلسفة.. قبل كل الدروس!
- قضية الأرمن.. ومواقف العرب
- قرن على الهولوكوست الأرمني: حان وقت اعتذار تركيا
- ماركسية عدن وأصولية صنعاء!
- ثقافة الدم «الداعشية»
- «حي الأمريكان»: الحياة ضد الأصوليات
- «الدولة الإسلامية» أم حتمية الحداثة؟
- إيران وأميركا.. «انتظار» الصفقة!
- الهوية الوطنية الفلسطينية
- دعوة شجاعة ل «حماس» لمراجعة سياساتها وميثاقها


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد الحروب - اللاجئون السوريون: ماذا عن روسيا وايران؟