أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - امير عبد عباس - التمهيد للدولة المدنية














المزيد.....

التمهيد للدولة المدنية


امير عبد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 14:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مرت البشرية بمراحل مختلفة من أنماط التفكير عبر تاريخها الطويل ,فمثلا في المرحلة الاولى التي ساد فيها نمط التفكير الخرافي كانت السيادة بيد (الآلهة) بلا منازع ولا رادع .اما في ضل نمط التفكير العلمي فمن الطبيعي انتقلت السلطة من السماء الى الارض وبقوانينها الوضعية بعيدا عن تدخل تلك الآلهة وانتقل التاليه من تاليه (الآله )الى تأليه( العقل) وولدت من رحم هذه المرحلة( الحداثة) بكل اشكالها بعدها انتقلت البشرية الى مرحلة (مابعد الحداثة) وما تمخض عنها من تحولات كبيرة في كل المجالات فالغت كل مرجعية قدسية كانت ام عقلية وميزتها الاصلية هي التشكيك في كل شي وموت التعاريف المنطقية.
ان لكل مرحلة من المراحل الآنفة الذكر خصوصيتها وميزتها التي تميزها عن غيرها .ومن الملاحظ ان بعض المجتمعات نجحت نجاحا باهرا في أجتياز كل مرحلة لكن هنالك بعض المجتمعات مازالت لم تستطع اجتياز اي مرحلة او قل تعثرت كثيرا وباءت محاولاتها بالفشل وبقيت تعيش في مراحلها البدائية التي ساد فيها نمط التفكير الخرافي ومنها على سبيل المثال مجتمعنا .
بينما هنالك مجتمعات بنفس الظروف الزمانية والمكانية نراها تعيش في اوج قيم (مابعد الحداثة) ويعتبرون عصر الحداثة من مخلفات وركام الماضي .وهنالك مجتمعات ومنها مجتمعنا صحيح تحول من مرحلى الى اخرى لكنه لم يجني غير كاس الذل والهوان ولن يجني ثمرا ! فما هو اذا السبب في ذلك؟؟
هنالك مفاهيم مغلوطة عند الانسان تؤثر على نمط تفكيره وعلى حياته العملية فمثلا شخص يتمنى ويحلم بان يصبح (دكتور )في اختصاص ما او (مهندس )اوماشابه وامكانياته العقلية والمادية لم تساعده على ذلك وتحصيله الدراسي لم يتعدى مرحلة الأبتدائية, لو فرضنا جدلا ان هذا الشخص حصل على ماكان يتمناه مثلا دكتور عن طريق( الغش والخداع والرشوة) فماذا تكون النتيجة ,ستكون النتيجة جازمة بان جميع من يشرف عليهم سيكون مصيرهم الفناء.
لو قمنا بتطبيق هذا المثل البسيط على المجتمعات التي لن تتحرك قيد انملة من ناحية (نمط التفكير)والغرق في الخرافة والخزعبلات نرى ان هذه المجتمعات عندما تحولت من نمط تفكير الى نمط تفكير مغاير تماما هم بالاساس لايفقهون شيئا عن هذا النمط الجديد الوافد ,ومسبقا كانوا غير متمكنين من ادواته واساليبه بحيث عندما طرق بابهم ودخل اصابتهم الدهشة والعقم .
لأقرب المسألة الى الاذهان اكثر اسيق لكم هذا المثال في ضل النظام الدكتاتوري كان المجتمع العراقي غارقا من قمة راسه الى اخمص قدميه بمفاهيم ومقولات دكتاتورية بحيث كرست الدكتاتورية في جميع مفاصل الحياة فنجد مثلا رب الاسرة في تصرفاته وتعاملاته مع اسرته ومحيطه دكتاتوري بحت, وقس كذلك على الوزير والمدير والتاجر ووووالخ. بحيث لم نكن نسمع مقولا ت ومفاهيم عن الديمقراطية او الحداثة او بالاحرى لم تكن هنالك تمهيد ثورة معرفية تخص الديمقراطية بكل اشكالها ,فقط كانت ماركتنا المفضلة انذاك هي نعم نعم( للقائد الضرورة ).عندما سقط الحكم الدكتاتوري وحلت الديمقراطية كضيف علينا حدثت المشكلة!
على سبيل الفرض لماذا نجح (التنوير ) في مجتمعات مثل اوربا لسبب بسيط جدا نجد كثرة المنظرين والمبشرين والممهدين لهذه الثورة امثال (لوثر وكانت وفولتير ... الخ)بمعنى وصول المجتمع الاوربي الى مرحلة التربية العقلية والنقدية ويقال ان هذه الثورة التنظيرية والتمهيدية لمبادئ التنوير وابجدياته استمرت (قرنين)حتى جاء عصر التنوير ليس كضيف بل كجزء من العائلة ليعتنقه الجميع.
اليوم ونحن نخوض مظاهرات اب 2015 وهي مظاهرات شرعية وسلمية وبالتالي مكفولة دستوريا .نطالب بحقوق مسلوبة عنوة من قبل حفنة من المتطفلين على السياسة وكذلك نطالب بدولة مدنية قوامها العدل والمساواة وحفظ جميع الحقوق.وعندما نطالب بدولة مدنية يستلزم بنا ان نطالب كذلك بمجتمع( حداثوي وعلماني) لان الحداثة والعلمانية هي أحد أركان المجتمع المدني.
دعونا نقف عند مصطلح( دولة مدنية) وهي النقطة التي اريد ان اؤكد عليها في مقالي هذا . .
حتى لانبخس حق البعض نعم هنالك تنظير على قدم وساق من بعض الاصدقاء امثال الدكتور ميثم الحلو و الاستاذ عمار الساعدي وانا شاكرا لهم لما يقوموا به من بذل جهود استثنائية من خلال حلقاتهم التنويرية التي تقام على حدائق القشلة وابي نؤاس واعتبرها هي البذرة الاساسية لبزوغ الدولة المدنية الحداثوية الحقيقية في عراقنا الجديد,وكذلك وجود بعض المؤسسات المدنية سواء اكانت عراقية او عربية على صفحات التواصل الاجتماعي والانترنت بصورة عامة تبشر بهذه( المفاهيم المدنية ) .
ومن باب رد الجميل اليهم اشبههم( بذبابة الخيل )التي اطلقت على مفكري بلاد الاغريق انذاك.
لكن لو توخينا الدقة اكثر هل هذا يكفي اين باقي النخب لماذا هم منعزلون لماذا ينفردون في( برجهم العاجي) والناس تعيش في حيص وبيص متخبطين تائهين في ضل ساسة وبعض رجال دين متطفلين ومرتزقة.
نعم اقولها بدون التنظير والتمهيد والتبشير( للدولة المدنية) وعدم الانفتاح على طبقة عوام الناس فالفشل حليفنا,ومتاكد وكلي يقين لو نلنا الان زمام الامور وتكون الكفة لصالح المدنيين والناس في قمة جهلهم وتخبطاتهم فلن ولن يكتب لنا النجاح .
اننا نمر اليوم بمرحلة مفصلية بين فكر جامد متقرح سبب لنا الكثير من امراض واوجاع مدمرة وبين فكر متنور مشرق يخلصنا من ماسينا ومازقنا الذي نعيشه وستكون الكفة لصالحه .فارجوا رجاء اخوي الى جميع نخبنا بان ينفظوا عن ثوبهم داء الانانية والنرجسية وان يفكروا ببقايا شعب محطم بائس لايعلم اين المفر ويكثفوا من جهودهم ليغرسوا فيه مفاهيم (الدولة المدنية)لتكون فيه جميع الحقوق مصونة والجميع متساوون في الحقوق والواجبات و ليتخلى عنا الاوغاد وعن تدخلهم السافر والمدمر في شؤننا و ان ننعم ونعيش في عراق امن ومستقر ومزدهر يتساوى فيه الجميع امام القانون والدستور بدون القاب ومنسوبية ومحسوبية او انتماء حزبي او طائفي وننعم بالراحة والامان والراحة والاطمئنان والالتزام بكافة المعايير والمواثيق الدولية وهذا هو الحل لجميع مشاكلنا وماسينا.



#امير_عبد_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسييد العقل
- غرس النارنج


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - امير عبد عباس - التمهيد للدولة المدنية