غرس النارنج

امير عبد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غرس النارنج
(ان المدينة اذا كثر فيها غرس النارنج تاذنت بالخراب )اقتبست هذا المثل من العالم الاجتماعي الفذ (ابن خلدون) الذي كان متداولا بين الناس في ايام عصره,حيث كانوا يعدون النارنج هو من علامات الترف والبذخ اي ان الشخص الذي يقوم بغرسه وصل الى مرحلة متقدمة من الترف, (فالنارنج) بالاساس لاطعم له ولامنفعة فيه وهو لايغرس في البساتين الا من اجل شكله فقط ولا يغرسه الناس الابعد التفنن في مذاهب الترف .
يقصد ابن خلدون بهذا المثل الانف الذكر بان سبب دمار الدولة والمجتمع هم المترفون واستشهد بذلك ببعض الايات القرانية ومنها (واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)
(ومار ارسلنا في قرية من نذير الاقال مترفوها انما بما ارسلتم به كافرون )
فيقول ان القران انما ذم الترف لكي يحذر الناس من عواقبه السيئة في دينهم ودنياهم ويستعرض بعض الخصال السيئة التي يمتاز بها المترف منها( الكذب والمقامرة والغش والخداع والسرقة والفجور )بالتالي نرى المترف يقوم في التانق في المطابخ والملابس والمباني والفرش والانية, بعدها تتلون النفس من تلك العادات بالوان كثيرة لايستقيم حالها معها ,حيث تضطر النفس الى التفنن في تحصيل المعاش و الى استجماع الحيلة له فلاتبالي عندئذ بالاخلاق الحميدة التي أمرت بها الشرائع السماوية والارضية .
ياله من تحليل ووصف رائع لما كان يجري ويدور اثناء فترة حياة ابن خلدون.
اكاد اجزم لو ان (ابن خلدون) كان اليوم معنا موجودا لاصابه الهلع والجزع من جراء ما وصل اليه (كافلنا) من بذخ عظيم وعين قريرة .
نعم اليوم كافلنا زرع الاف من( النارنج) وبسببه اصبحت ارضنا يباب نهبونا وتركوا الريح تذري في ارجائنا, جعلونا نسير في طريق قارعة الضياع لانلوي على شي, سئمنا تلك السنين اليابسات كسنين يوسف العجاف التي مكثناها معهم للاسف لقد وضعونا في كف عفريت لانعلم اين المفر.
فيا شعبنا المبتلي باسماء هؤلاء ايها الغيورين على نسيج وتراب عراقنا الجريح اناشدكم ان تنتفضوا بوجه هؤلاء هم ليسوا رجال دولة ولا امن بل هم (عصابة) من طراز مخيف .,افيقوا قبل ان يداهمنا الطوفان فلا مجير لنا فالوضع خطير ولايحتمل التاويل .لا تنخدعوا بعمائمهم ولحاهم الطويلة وتمتماتهم الفارغة لقد بانت اخلاقهم وقيمهم المزيفة. لقد ان وقت رحيلهم وهم الان في طور الافول وسنكسر ورائهم جرة فاخرة ومئة حجارة.

#امير_عبد_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات