حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:53
المحور:
حقوق الانسان
في التاسع عشر من تشرين الأول كانت بداية محاكمة جلاد العراق صدام وبعض من أعوانه ، حيث تأخرت المحاكمة لفترة من الزمن بسبب رفض الدكتاتور صدام تقديم نفسه للمحاكمة ، وهذا من المتعارف عليه في كل المحاكم العراقية وغيرها ، أن يقدم المتهم نفسه أمام كل أعضاء المحكمة .
ولكن إستمر التأخير لفترة أطول بعد ذلك ، بسبب إنتزاع لبعض من المتهمين من البعثيين لكوفيتهم وعقالهم من قبل الشرطة القضائية قبل دخولهم لقاعة المحكمة . حيث إحتج أحدهم عندما سئل عن التعريف بنفسه ، قائلا كيف أعرف بهويتي الشخصية وعقالي ليس فوق رأسي ، وهذا الشخص هو المتهم عواد البندر رئيس ما يسمى بمحكمة الثورة في زمن الدكتاتورية الظالمة ، وبعد ذلك أخذ الكثير من الوقت ، لجلب الكوفيات والعقل لهؤلاء المتهمين المتمسكين اليوم بالزي العربي ، وكأنهم حقا إنهم من الذين لهم صلة بالعرب الشرفاء والعروبة .
هؤلاء أنفسهم وليس غيرهم ، عندما إنتفض الشعب العراقي في إنتفاضته المجيدة عام 1991 ضد نظامهم الدموي ، هناك الكثير من الوثائق والأدلة المصورة وخاصة في محافظات الجنوب العراقي ومنها مدينة الناصرية ، عندما دخلت قوات صدام هذه المدينة وأطرافها ، بعد إستخدام كل أنواع الأسلحة بما فيها الطيران للقضاء على المنتفضين من أبناء المدينة الثائرة ، حيث شاهدنا جميعا كيف تعذب وتجر عصابات صدام ومرتزقته بعض الثوار المنتفضين من عقالهم وكوفياتهم ، أين كانت عروبتكم يا أصحاب إرتداء الزي العربي في المحكمة فقط ؟ .
وإذا كانت كوفياتكم وعقلكم هي وحدها تمثل هويتكم ، فأين شعارات الوطنية والعروبة والجهاد التي تنادون بها طيلة فترة حكمكم الدموي الأسود ؟ ، والتي من خلالها عرضتم الشعب والوطن للمخاطر الكبيرة والدمار الشامل والحروب العدوانية بسبب سياساتكم العنجهية وأفعالكم الإرهابية وغزوكم للبلد العربي الشقيق دولة الكويت وتشريد أهلها وسجنهم وأسرهم وحتى قتلهم ، هل هو هذا مفهوم العرب والعروبة في قاموسكم الحزبي والسياسي ؟ .
متى كنتم ترتدون الزي العربي عندما كنتم تحكمون العراق والعراقيين بالقوة ؟ ، كنتم ترتدون الزي العسكري المزين بالرتب والأنواط .. وأنتم الذي لا تعرفون شيئا بالعلم العسكري وفنونه بما فيكم ( القائد العام للقوات المسلحة العراقية ) !! الدكتاتور صدام الذي لم يخدم العسكرية في حياته .
واليوم نزعتم ملابس العسكرة والحروب بعد سقوط نظامكم وإعتقالكم ، وإستبدلتموها بالزي العربي وغيره ، مثلما تخليتم عن أفكاركم وحزبكم بعد هزيمتكم بساعات ، وكان مثلكم وزعيمكم أول من هرب الى حفرته التأريخية المجهزة مسبقا لمثل هذا اليوم بعد إنهيار دكتاتورية الموت .
[email protected]
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟