أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ياسير بلهيبة - دليلك الى تروتسكي 3:الفصل الأول : البيت و المدرسة














المزيد.....

دليلك الى تروتسكي 3:الفصل الأول : البيت و المدرسة


ياسير بلهيبة

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 00:08
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الفصل الأول : البيت و المدرسة
من الصفحة 29 الى 51

السياق :
اقترب مللك القيصر الكسندر الثاني (1855ـ1881) من نهايته الحزينة ،و باتت مسدسات وقنابل الثوار تستهدفه اينما ارتحل ، كانت طبقتا النبلاء و الفلاحين لاتزال تشكلان الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع الروسي ، أما البورجوازية المدنية فبخلاف نظيرتها البورجوازية الأوروبية التي لم تتطور إلا ببطء في حين كان يجري تحول سريع وسط الفلاحين ، حيث هاجرت فئة منهم الى المدينة لتتحول الى طبقة عاملة صناعية.
كانت الجماعة الوحيدة التي تتمرد على السلالة الملكية ، الانتلجانسيا (المثقفين) الضعيفة العدد والعدة ، و التي خيبت أمالها في الاصلاحات و مطلب الحرية ،فخلال السبعينيات من القرن التاسع عشر ، شارك بضعة آلاف في نشاط حركة نارودنيك (حركة تتشكل من الاشتراكيين الطوباويين اعتمدت اسلوب الإرهاب)، وبعد حظرها تقهقرت إلى أربعين ناشط (ة) ،استهدفوا القيصر لتصفيته .وفي غياب طبقة اجتماعية مؤهلة لدعمهم ،حل محل الثورة مفهوم نظرية المؤامرة.
في سنة 1879 سينشق حزب الأرض و الحرية الى قسمين ، قسم صمم على استمرار العمليات للإطاحة بالسلطة المطلقة متأثرا بمثالية صادقة ،وقد شكلوا حزبا اسموه ناردوفوليا أي حرية الشعب ، طالب بالحريات المدنية وتراجع عن مطلب الاصلاح الزراعي . وقسم آخر سمي بالقسمة السوداء (شورنيي بيريدل )والمطالب بالتوزيع المتساوي للأرض والقطع مع الإرهاب ، تزعمه بليخانوف ، حيث هاجر الى سويسرا وكتب أول رسالة ماركسية واشتراكية ـ ديمقراطية الى الثوريين الروس .
في نفس السنة ،شهدت روسيا عمليات ارهابية متتابعة فقد ثم اغتيال الأمير كروبونكين كما استهدفت الجنرال دوينتلن ، قائد الشرطة السياسية ، كما نجا القيصر من محاولتين (واحدة من خمس رصاصات وأخرى ألغام تحت دواليب قطاره ).
كانت القيصيرية تقدم للعالم أسطع صورة عن القوة و الامتداد ، إلا ان ماركس في رسالة بعث بها إلى صديقه في ابريل 1879 يتحدث فيها عن تفكك المجتمع الروسي وأن روسيا شبيهة بوضع فرنسا ابان لويس الخامس عشر.
******
في جنوبي أوكرانيا ، مقاطعة اخرسون من مدينة صغيرة تسمى بوبريتنز، كان دافيد ليونتييفيتش بورنشتاين(والد تروتسكي ) يقيم في مزرعة اشتراها من الكولونيل يانوفسكي يمتد على اربعمائة هكتار ، وهي عبارة عن هبة كافأ بها القصر الكولونيل نظير خدماته .
كان آل برونشتاين يهودا ، ومعلوم ان اليهود تعرضوا للطرد كمعمرين ، ومن المرجح انه بسببها اضطر الأب برونشتاين سنة 1850 الى الاستقرار بخرسون ، وقد عرف الوافد الجديد بضعف تدينه ، مظهرا بعض احتقاره للكنيسة ، كان همه الوحيد ان تزدهر مزرعته ، مكتفيا باستئجار الأراضي المجاورة بفعل مرسوم أوكازا القيصري سنة 1881 الذي منع اليهود من شراء الأراضي .
تنحدر والدة تروتسكي "آنا" من أصول بورجوازية ، وقد حظيت بقدر من الثقافة سمحت لها بالتسجيل في مكتبة إعارة ، كانت تنظرالى الفلاحين بعين الاحتقار ،وقد تحملت على مضض حياة الريف ، بعد قصة حب ببرونشتاين ، انجبت منه قبل أن يصلا الى بانوفكا 4 أطفال ، وبعد أشهر من إقامتهما انجبت طفلها الخامس تروتسكي يوم 26 اكتوبر 1879 الذي حمل اسم جده ليف أو ليون ، وهو نفس اليوم الذي تزامن مع قيادته الانتفاضة البلشفية .
أمضى الطفل سنواته التسع ،ضمن اسرة تتقشف من أجل توفير افضل شروط العيش، وقد أرسله والده في السن السابعة الى مدرسة غروموكولا وهي مستعمرة يهودية ألمانية على بعد ثلاثين كلم من يانوفكا ، إلا أنه بعد أشهر قليلة ، قررا والديه ارجاع الطفل الى البيت بعد أن ظهرت عليه حالات التعاسة و الحزن ،وبعد سنة سيزور البيت شخصية مؤثرة في حياته ، تسمى مويسي فيلبوفيتش سينترز، ابن اخ السيدة برونشتاين "يمارس القليل من الصحافة و القليل من الإحصاء " متأثرا بالأفكار الليبرالية .وتولت زوجته النفقة على العائلة مؤقتا ، بالنظر الى وظيفتها كمدير لمدرسة علمانية لفتيات يهوديات . وقد سجلا الطفل في مدرسة قبل موعده بسنة .
كان الطفل هادئا ، مبتعدا عن الضوضاء ، أصدر مجلة مدرسية ،حررها بنفسه بشكل كلي ، قوبلت بمنع وزارة التربية كما منعه استاده من مواصلة إصدارها ، وقد قاد رفقة زملائه حملة ضد مدير المؤسسة ، مما تسبب في طرده ، وبعد استعطاف ثم اعادته ، محافظا على تميزه في الدراسة بالمدرسة . كانت مدرسة اوديسا شبيهة بحزب شيوعي صغير في عشرينيات القرن ، موزعة بين انصار تروتسكي وخصومه .تستتبع غريزته وعيا بالذات شديد الحذر و الاحتراس . ،كانت ملامح التضامن مع الفقراء حاضرة بكل ثقلها في طفولته ، فقد حاول ان يحتج يوما على فظاظة شرطي جاء ليطرد عاملين في الريف ،بحجة جواز سفريهما ليسا متطابقين مع اصلهما.
في سنة 1896 انتهت اقامته باوديسا ، وبلغ السابعة عشرة من عمره ، ليلج الجامعة ، لم تكن له ميولات سياسية ، بدليل ان خبر موت انجلز لم يترك فيه أي أُثر ، كما أن اسم كارل ماركس لم يصله بعد ، فكل ما كان يجذبه هو الأدب ، أما الثورة وفكرها فقد كانت آخر شيء قد يفكر فيه.
في الثمانينات و التسعينيات من نفس القرن ، كانت الحركة الثورية تعرف مأزقا حقيقيا ، فمنظمة حرية الشعب حكمت على نفسها بالموت عندما اغتالت القيصر الكسندر الثاني ، وعلى عكس من اعتقادها أن هذا العمل الثوري سيفتح انتفاضة قومية ، كان الصمت سيد الموقف . مما يعني ان طبقة الفلاحين رغم استيائهم لم تتملكهم روح الثورة ، وتوالت المحاولات لاغتيال الكسندر الثالث ، وباءت بالفشل ، حيث كان شقيق لينين(الكسندر اوليانوف ) أحد المشتركين فيها ..بالمقابل كان الماركسيون في السنوات التي سبقت 1896 يطورون برنامجا جديد أو طريقة عمل جديدة . عبر تنظيم حلقات طلابية وعمالية ، لم يتمكن تروتسكي من التعرف عليها .



#ياسير_بلهيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليلك الى تروتسكي 2: مقدمة المؤلف : اسحق دويتشر
- دليلك الى تروتسكي 1:تقديم الجزء الأول من ثلاثية اسحق دويتشر
- الاتجاهات الوسطية من وجهة نظر تروتسكية
- مكافئة نهاية خدمة فرق الموت بالمغرب: بالكريمات و الامتيازات
- الأسباب الحقيقية لانسحاب جماعة الشيخ من حركة 20 فبراير


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ياسير بلهيبة - دليلك الى تروتسكي 3:الفصل الأول : البيت و المدرسة