أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - دلالات محاكمة قائد ديمقراطية الموت














المزيد.....

دلالات محاكمة قائد ديمقراطية الموت


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت الجلسة الأولى من محاكمة النظام الشمولي في العراق يوم 19.10.2005 على أمل الأستمرار في جلستها الثانية في الشهر القادم. كانت تلك المحكمة لها دلالات كبيرة تستحق التوقف عندها بوضوح.

انتهت الجلسة الأولى من المحكمة التي ثبتت أول جريمة حوكم بها الصنم وأزلامه. أدانت المحكمة قانونيا عهد عبادة الفرد وأسدل الستار على حقبة نظام العائلة الفاسدة التي عبثت بكرامة المواطن وهدرت خيرات الوطن.أنتهت الجلسة الأولى من المحكمة التي ستستمر جلساتها في محاكمة جرائمهم التي أستباحت كل البيوت العراقية.

هذه المحكمة تعتبر الدرس الأول في ممارسة السلطة القضائية العراقية الجديدة لصلاحياتها المستقلة والبعيد عن تأثير السلطات التنفيذية والتشريعية. إذ لم تسمح لأي سلطة عراقية أو أجنبية أن تتدخل في سير الجلسات. أعتمدت المحكمة على الأدلة والبراهين وأختلفت مع المدعي العام في إبتعاده عن صلب الموضوع. تعامل القاضي مع المتهمين بشكل أنساني وذكرهم بحقوقهم كونهم متهمين ويحق لهم الدفاع عن أنفسهم وحق نقض القرار والصمت الذي لا يعتبر موافقة أو رفض وتوكيل الدفاع وتأجيل الجلسات لحين أستكمال الشهود والأدلة. بالوقت الذي أعدم الجلاد عشرات الأف من العراقيين بدون محاكم أو تهم محددة.

استمدت المحكمة شرعيتها من روح القانون العراقي الذي أقرته الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة. كانت المحكمة شرعية في جلستها ودستورية في قانونها وتحتكم الى ضمير القضاء العراقي الذي تعامل بشفافية عالية مع هؤلاء الأوباش. أنها المحكمة الديمقراطية العادلة في عراق ما بعد الصنم التي حاكمت المتهمين كجناة أرتكبوا أخس الجرائم بحق أبناء شعبهم.

أنها أول محكمة عراقية شرعية منتخبة في تأريخ العراق الحديث والقديم. إذ تحاكم رئيس الدولة وتوابعه على جرائمهم اللاأنسانية التي أرتكبوها بحق الشعب العراقي. كانت المحكمة ديمقراطية في سير جلستها. وأتسمت بروح أنسانية، أدبية، قانونية بعيدة عن المهاترات والتجاوزات، رغم بعض الأخفاقات الفنية.

أنها المحاكمة التأريخية الفريدة من نوعها في العالم العربي والأسلامي. إذ يقف الجلاد أمام ممثلي الشعب ويحاكم كأي مواطن عادي يتمتع بحقوقه وواجباته المتساوية مع بقية إبناء الشعب العراقي ويطبق عليه القانون بشكل عادل ومتساوي بعيدا عن الأمتيازات السيادية التي حصن الطاغية نفسه بها خوفا من أنقضاض الشعب عليه. أنها محكمة القانون العراقي الجديد الذي سيفرض سلطته فوق كل حدود الوطن وسيحمي كل المواطنين من التجاوزات وسيكون الكل معرضين للحساب مهما كانت مقاماتهم السلطوية عالية. أسقطت المحكمة الحصانات البالية والمقامات الفولاذية الرفيعة التي تفرق بين المواطنين وتعطي درجات المفاضلة لفئة من الناس دون غيرها.

أنها المحكمة العراقية الأولى التي يقف أمامها الطاغوت الذي أرعب الشعب العراقي على مدى نصف قرن، بائسا، منكسرا، مكبلا، ذليلا، رافضا لشرعية المحكمة لكنه أثنى على خلق القاضي رزكار محمد وديمقراطيته في سير الجلسة. إنها محكمة الشعب الحقيقة التي تحاكم المجني عليه كونه مواطن أولا. لقد ذُهل الصنم لهذا التغيير السريع الذي طرء على محاكم الدولة العراقية الجديدة بعد أن هدت أعمدة حكمه القمعية.

أنها المحكمة العراقية الأولى التي ناقشت الجريمة المقدمة اليها ببعدها الجنائي ولم يسمح القاضي لتحويل القضية الى أن تأخذ بعد سياسي. كان القاضي مؤمنا بأن الجانب القضائي هو الذي يسري سلطته داخل قاعة المحكمة وسيحاكم الصنم وأعوانه كمجرمين أقترفوا أبشع الجرائم بحق شعبهم.

كانت هذه المحاكمة درسا قاسيا لكل القادة العرب والعالم الثالث. إذ تعلمهم بأن مهما كانت قوة القائد وجبروته لكنها ستسحق قسرا أو ديمقراطيا حالما يفكر أحد منهم أن يغرد خارج السرب. كان أختيار أصعب وأقوى قائد دموي في القرن العشرين ليكون مثالا سيئا يضحى به حفاظا على مصالحهم. هذا القائد، الذي حكم بلاده بديمقراطية الموت وأنتخابات المقابر الجماعية وإستفتاء على بقاء القائد بنسبة 99,99% وبإسلوب التغييب السياسي والدفن الجماعي وكبح المقاومة الشعبية بالسلاح الكيماوي والبايلوجي الذي أنهى حياة أكثر من مليوني عراقي بدون محاكمة أو ادعاء.

جاءت محاكمة الطاغية بلغة ديمقراطية شرعية في القرن الواحد والعشرين لتهز العروش العاجية ولتزعزع كراسي القادة الجالسين في قممهم العالية والبعدين عن الحياة الديمقراطية. أنها أشارة الى بداية تغيير كل الأنظمة الشمولية والحكم الوراثي للدول النفطية الغنية، ليحل محلها العولمة السياسية والنظام الأنتخابي عبر أنظمة ليبرالية ذات أشكال حكم ديمقراطية محدودة الصلاحية تبيح لإصحاب المقامات الرفيعة بإستنزاف كل طاقات البلد بخيار وطني ديمقراطي.




#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثقت قادسيات الصنم
- وشهد شاهد من أهلها
- كل يبكي على موتاه ...فمن يبكي على الوطن المغتصب؟
- حكومة القصور وتهميش السطور
- ميثاق شرف يحفظ أمن المواطن وكرامة الوطن
- *أقوال وأمثال *حاميها حراميها
- الشهداء متساوون في الحقوق والخلود في ضمير العراق
- تحرير قضاء تلعفر في مسلسل حرب المدن
- عثمان حاضر في دستور العراق
- سقط جسر الأئمة وسقط جسد المواطن وستبقى حكومتنا صامته
- التهديد والتفجير يتقاطعا مع ديمقراطية الدستور
- دستور بلا ثقافة وفنون وأدب... كجسد جاف بلا روح
- حرية المواطنة في مسودة الدستور
- علم العراق رمزا لتأريخ وحضارة العراق
- حق الضمان الأجتماعي المتساوي في الدستور
- مسودة الدستور لايجوز التعديل عليها.
- أسقطت مسودة الدستور من فقراتها جدولة انسحاب القوات الاجنبية
- جلسة ساخنة للجمعية الوطنية العراقية
- الدستور الجديد سيكتب في الأنبار
- الدستور الديني الجديد سيسجن ديمقراطيا الحرية المدنية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - دلالات محاكمة قائد ديمقراطية الموت