أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - محكمة الشعب !














المزيد.....

محكمة الشعب !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إ?لوبنا انطرت يمهداوينه * * * * * زمر مأجوره تلفق علينـه
زمر مأجوره يبو عباسها * * * * شيل المطر?ه وكسر راسها
شيل المطر?ه وخلها تصير إبير * * إبير مظلم والحيايه ادوسها
هذه الأبيات من قصيدة* شعبية للشاعر الشعبي العراقي المعروف ، وإبن مدينة الجبايش ، مجيد جاسم الخيون الأسدي ، كنت أنا قد حفظتها عنه منذ كانت سني لا تزيد عن ثلاث عشرة سنة ، وقت أن كان دوي محكمة الشعب يملأ الأجواء من العراق ، ووقت أن كانت الناس ، كبارا وصغارا ، تحتشد مساء فيه أمام المذياع في هذه المقهى وتلك ، وكلها تنتظر بفارغ من صبر الصوت القادم عبر الأثير من ذاعة بغداد ، هاتفا : محكمة !
كانت كل الجموع تلك تحبس أنفاسها ، وتلقي بآذانها صاغية له ، وبدافع من رغبة شديدة ، تجتاح النفوس ، وبشوق عارم ، يشدها الى صوت رئيسها البطل ، العقيد فاضل عباس المهداوي ، هذا المقدام الذي بصق بوجوه طراطير البعث ، وجند المخابرات الأمريكية في دار الإذاعة العراقية ساعات انقلابهم الأسود في شباط من عام 1963م ، هاتفا بصوته المدوي في وجوههم ، وهم يطلقون عليه رصاص الغدر والخيانة : يحيا الحزب الشيوعي العراقي !
ما كان للبروسفور الأمريكي ، ليث كبة ، أن يقف مثل موقف المهداوي هذا أبدا ثم أبدا ، وهو الذي كرع من كؤوس قاتلي الشعوب ما شاء له أن يكرع ، بعدها منوا عليه أن يكون ناطقا باسم حكومة أمريكية ، هزيلة ، نُصبت في بغداد ، مدعية ، زورا وكذبا ، أنها هي التي تقف وراء قيام محاكمة صدام التي شاهدها الناس قبل أيام قلائل من كتابة أحرف مقالتي هذه ، مع العلم أن جل الشعب العراقي يعلم أن تلك المحكمة قامت بإرادة الأمريكان وليس بإرادة أي طرف آخر غيرهم ، لكن الناطق باسم الحكومة الأمريكية في بغداد ، البروسفور الأمريكي ! ليث كبة ، راح يكذب على الناس في العراق جهارا حين قارن بين محكمتهم الديمقراطية ! التي تغيب عنها الشهود خوفا من القتل ، والتي راح محام من محاميي الدفاع عن المتهمين فيها ضحية لانعقاد أول جلسة من جلساتها ، وها هي أمريكا ، ونتيجة لقتل المحامي سعدون الجنابي ، تقرر الآن نقل تلك المحكمة الى خارج العراق ، مثلما نقلت المحطة التلفزيونية السويدية الرابعة القريبة من أوساط الرأسمالية الأمريكية ذلك ، وقبل أن تسمع حكومة الجعفري ، وناطقها الرسمي ، ليث كبه ، بهذا الخبر الذي يُزيّف كل إدعاآتهم من أن حكومتهم هي التي كانت وراء إنعقاد الجلسة الأولى لمحكمتهم الديمقراطية ! التي راح ليث كبه يفاخر بها ، وبنفس لغة التلفيق التي جاء عليها الشاعر مجبد جاسم الخيون الأسدي منذ ما يزيد على أكثر من خمس وأربعين سنة ، وذلك حين فضل كبه هذا محكمة الأمريكان التي عقدوها لمحاكمة صدام والمجرمين من على شاكلته ، على محكمة الشعب العراقية التي حاكمت خونة الشعب العراقي من مجرمي حكم نوري السعيد ، أولئك الذين باعوا مقدرات الناس في العراق للدول الغربية مثل بريطانيا وامريكا ، تماما مثلما يبعيها تجار السياسة اليوم من مثال البرسفور الأمريكي هذا ، والذين ستعقد لهم محاكم أمريكية في المستقبل إن هم تمرود على أسيادهم في البيت الأبيض كتمرد صدام عليهم .
لقد كانت محكمة الشعب التي يحاول رجال أمريكا في العراق الآن الحط من قدرها بعد هذه السنن الطويلة ، هي محكمة الشعب العراقي بحق وحقيقة ، وليس هي محكمة المهدواي كما يدعي الأدعياء اليوم ، فالشهود في محكمة الشعب حاضرون ، مقدرون ، يخرجون من قاعتها دون وجل وخوف ، ويدلون بشهاداتهم عن رغبة وصدق مشاعر ، وحب عظيم من أجل اظهار الحق ، ومثلهم كان المحامون يترافعون فيها دفاعا عن موكليهم بكل حرية ، وليس تحت حراسة الحراب الأمريكية ، مثلما عليه حال محكمة أمريكا في العراق اليوم .
يضاف الى كل ذلك أن محكمة الشعب كانت تستمد شرعيتها من القانون العراقي ، ومن دعم الناس الكبير لها في العراق ، هؤلاء الناس الذين كانوا يجدون في لغة رئيسها البطل ، فاضل عباس المهداوي ، لغتهم التي يجب أن تقال للمجرمين ، الطغاة ، فقد كان العراقيون يهتفوا لمحكمة الشعب تلك من هذا المكان القريب ، أو ذاك البعيد ، كانت أصواتهم المدوية ، العالية تأتي من داخل العراق ، ومن خارجه ، تدعو رئيسها أن يتحدث حديثهم ، وينطق بلغتهم ، فمن منطقة نائية عن العراق ، وهي منطقة ( إعجيرش ) من دولة الكويت الحالية ، كان باعة الاغنام وتجارها من العراقيين يهزجوا بأصواتهم العالية :
( إعجيرش نزلت قطعة من السوفيت إتكلم يا المهداوي إتكلم )*
كانت أصواتهم البعيدة هذه تطرق آذان رئيس المحكمة ورفاقه ، مثلما تطرق سماع المتهمين أنفسهم ، وكلما لامس حديث المهداوي شغاف قلوب العراقيين الذين عانوا الظلم والجوع طويلا من جراء تسلط عملاء الانجليز عليهم الذين عاد بعض من أحفادهم للحكم في عراق اليوم ، كانت الناس ترد بمزيد من الأهازيج ، ومن هناك من إعجيرش الكويتيه :
اليوم الكون إتكون باسم المهداوي !
= = = = = = = = = = = = = = =
* ألقى الشاعر قصيدته هذه على مسامع بعض من طلاب متوسطة الجمهورية واعدادية الناصرية ودار المعلمين الذين تحلقوا حوله في مقهى شرّاد من شارع الجمهورية ، والمقابلة لسراي الناصرية ، وكان كاتب الأسطر هذه من بينهم .
** أخذت خبر تظاهرات العراقيين المقيمين في الكويت عن أخي الذي كان يتاجر بالاغنام ما بين العراق والكويت إذ ذاك الوقت .









#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصا علاوي !
- العشائر العراقية والحوزة الإيرانية !
- مظاهرة المخابرات الإيرانية في البصرة !
- فسوة صولاغ !
- في الجمهورية الخضراء الكشميري يطارد الحلفي !
- ما وراء الدستور !
- انتظروا نكبة البرامكة الجدد !
- دواقنة هذا الزمان !
- الجريمة والقرن الأفريقي !
- خطى في الجحيم !
- الحكمة من تشكيل الائتلاف العراقي الموحد -
- دستور مشلول لا ولن ينقذ بوش من الورطة !
- الصرخي علامة من علامات تخلف العراق في العهد الأمريكي !
- السستاني يصفع الجميع !
- إمارة الحكيم الإيرانية !
- بعد تعاظم الورطة السستاني يمزق صمته !
- الجوع سيوحد العراقيين !
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 3
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 2
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية-1


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - محكمة الشعب !