أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زاغروس آمدي - لماذا يهاجر شعب كردستان سوريا؟















المزيد.....


لماذا يهاجر شعب كردستان سوريا؟


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 01:20
المحور: القضية الكردية
    


طبعاً وقبلاً، أود أن اشير هنا بأني لا اريد أن أبدو كمن يشجع الناس على الهجرة، فقط أحاول أن احلل الاسباب، وانا شخصيا ضد الهجرة الى الخارج لأني عشت هذه التجربة واهيب بالناس أن لايتركوا بلدانهم بسهولة، لأن الهجرة في النهاية ضياع وتشتت وإنسلاخ من الجذور وفقدان الهوية خاصة بالنسبة للأكراد. وما يكسبه المهاجر في المحصلة النهائية أقل بكثير جدا مما يخسره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون بذلك إلا بعد تجربة ذاتية.
واشير هنا أن ثمة اسباب أخرى للهجرة (غير التي سأذكرها لاحقاً) لكنها جانبية ونسبية وتختلف من شخص لآخر ولا يمكن الإحاطة بها كلها لأن كل شخص له تكوينه الذهني ودوافعه الخاصة للهجرة كتأمين مستقبل وحياة أفضل لأولادهم. لكن تحقيق ذلك للأسف غالبا لا يتحقق.
حق التنقل:
إن حرية الحركة أو حرية التنقل أو حرية السفر هي إحدى حقوق الإنسان التي يحترمها الدستور في الكثير من دول العالم ولا سيما الدول الديمقراطية، لكن ثمة دول تمنع رعاياها من السفر وتجعل الوطن سجنا كبيرا لمواطينها، كما هو الحال حاليا في كوريا الشمالية الديمقراطية، وكذلك كان الحال في الإتحاد السوفيتي المنهار ودول أوروبا الشرقية التي كانت تدور في فلك الإتحاد السوفيتي.
كما ان حرية الهجرة للناس إلى بلدان اخرى حق من حقوق الإنسان وخاصة عند تعرضهم لإضطهاد او إعتداء او تمييز عرقي أو ديني أو أيديولوجي أو غيره.
هناك بعض المتحمسين او المتطرفين في كل مكان يرون في هجرة الناس هروبا من الوطن أو جبنا في حالة الحرب كما هو الحال في سوريا.
إن الغالبية العظمى من الناس مسالمون ، لا يميلون الى القتل والقتال ولو فقدوا اموالهم واوطانهم، وهي الطبيعة العامة للإنسان، طالما لديهم أمل في العيش في مكان آمن.
ففي افغانستان مثلا ذات الواحد والثلاثون مليون نسمة 2013 تشرد منهم خارج البلد في الحرب الاولى بعد تدخل الاتحاد السوفيتي 1979 حوالي 6.5 مليون شخص، اي نسبة 41% من سكان افغانستان وقتها البالغ عددهم 15.5 مليون، عدا الملايين التي هجرت في الداخل. لأنهم لم يرغبوا في القتال.
وتشرد في الحرب الثانية اثناء هجوم بوش في 2001 اكثر من سبعة ملايين، ومازال 2.7 مليون لاجىء خارج افغانستان (في كل من باكستان وإيران وعلى الحدود).
عدد اللاجئين في سوريا معروف للجميع، ما اردت الوصول اليه هو ان هذه الجموع المهاجرة الهاربة من جحيم الحرب والباحثة عن الامان في أقاصي الارض هي ظاهرة تتكرر دائما وهولاء الناس خاطروا بحياتهم وهم في طريقهم الى هدفهم، أي أنهم ليسوا جبناء، كما يدعي بعض المتشددين، لكنهم لا يحبون القتل والقتال لأي سبب كان، ويفضلون عدم الاشتراك في الحرب لعدم قدرتهم ورغبتهم في سفك الدم.
ومحاولات منع الناس من السفر لأي غرض كان، بحجة الدفاع عن الشرف او الوطن هو إنتهاك لحقوق الإنسان، فالشخص او الأشخاص الذين يدافعون عن الشرف او الوطن لم يجبرهم أحد على ذلك، لذا فعليهم ان لا يجبروا غيرهم على ذلك، للسبب المذكور سابقا.
لاشك أن قرار القتال والدفاع عن الشرف والوطن هو قرار سليم، عندما تكون الظروف موضوعية، وبإتفاق عقد جماعي، كما هي الحال في اسرائيل مثلا، والتي مع ذلك لاتمنع رعاياها من السفر.
اما في حالة الظروف الاستثنائية كما في الحروب الأهلية كما هو حاصل الآن في سوريا. فالامر يختلف كلياً، لإنفراط العقد الاجتماعي وتعطيل العمل بالدستور، فالمجرم بشار الاسد لم يمنع السوريين من مغادرة سورية حتى العلويين منهم. وكذلك فعل الجنرال فرانكو اثناء الحرب الاهلية الاسبانية.
في الحروب الاهلية تختلط الامور كثيرا ببعضها،ناس يفرون من جحيم القتال وناس يأتون من دول وقوميات وأديان اخرى للخوض في حجيم القتال، لأن لديهم الإستعداد للقتل وسفك الدماء أكثر من غيرهم نتيجة تكوينهم الذهني والنفسي المختلف. كما هو حاصل الان في أفغانستان والعراق وسورية، جموع مسالمة تغادر بلدانها وأوطانها الى أوروبا وآخرون مقاتلون يأتون من إيران وباكستان وأفغانستان وتونس ومصر والسعودية وأوروبا للإشتراك في الحرب. نفس الشئ حصل في الحربين الأفغانيتين والحرب الاهلية الإسبانية (1936- 1939) حين اقبل الآلاف من المقاتلين الشيوعيين واليساريين من دول شتى الى اتون الحرب حيث سموا انفسهم بالالوية الدولية للقتال ضد فرانكو والقوميين الاسبان الذين دعموا من هتلر وموسوليني، في حين هرب وتجنب الخوض في القتال ملايين من الإسبان المسالمين في تلك الحرب اللعينة والتي تسببت في مقتل 600 ألف شخص.
اما فيما يتعلق بمواطنين كردستان سوريا، فبالإضافة إلى أن الاغلبية العظمى تكره القتل والقتال كغيرهم، فإن الظروف السياسية الإشكالية التي ساهم في خلقها ال ب ي د (حزب الإتحاد الديمقراطي) الكردي هي بدورها غير مساعدة على بقاء السكان هناك، فعلى سبيل المثال وليس الحصر العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية فرض فرضا على الناس هناك، واعتقد أن من وضعوه بالأساس بضعة أشخاص مؤدلجين لا تتوفر لديهم الخبرة الكافية لهكذا موضوع، ناهيك عن ان هكذا عقد يجب أخذ موافقة الأغلبية بعد طرحه على الناس ومناقشته في المحافل العامة ثم اجراء تصويت عملي وفعلي. لكن كل ذلك لم يتم فعلا، ربما جرى ذلك بصورة صورية لا اعلم تماما،لأنه عند عدم توفر ظروف ملائمة كما في حالة سورية الآن يتكون عقد اجتماعي عفوي غير مكتوب بين الناس يتناسب مع رأي الاغلبية، لكن حزب ال ب ي د والذي بالأصل حزب أقلية منع من إنشاء هكذا عقد او تفاهم إستثنائي طارئ واصر على فرض رؤيته الخاصة على الشعب. لكن فرض رؤية ما من اية جهة سياسية عنوةً على الناس أمر مناف لكل المبادىء والاخلاق الانسانية. ولايمكن لهذه الطريقة ان تنجح أبدا وستكون نهايتها الفشل وإن بدت واستمرت لبعض الوقت، لأن اية رؤية او سياسة لا تراعي آراء الأغلبية من الناس ومصالحها ولا تراعي الحقوق العامة الأساسية كحق الحياة (ان يكون الشخص هو من يقرر مصير وطريقة حياته) وحق العمل والحريات كحرية الرأي وحرية الإنتخاب وحرية التنقل وحرية التملك وغير ذلك، لايمكنها البقاء مدة طويلة كما كان الحال في فترة الحرب الباردة في القرن الماضي، لآن الظروف تغيرت كثيرا بإنتهاء الحرب الباردة وبإنبعاث الثورة التكنولوجية التي غيرت الكثير جداً في الحياة والعالم. والإصرار من قبل ال ب ي د العيش في التاريخ الماضي والبقاء على نهج فترة الحرب الباردة، فترة الديكتاتوريات وإضطهاد الحكام لشعوبهم وحكم الحزب الواحد وإرغام الشعب بقوة السلاح على الإنصياع هو أقل ما يقال عنه رؤية قاصرة ومدمرة في عصرنا الراهن. لكن على ما يبدو أن الإنبهار الزائف بفكرهم الضيق وسلوكهم الإقصائي يمنع عنهم الرؤية ابعد من انوفهم.
ومن يفرض رؤيته بقوة السلاح اثناء الحرب، سيتابع فرضها اثناء السلم وبشدة اكبر، ولذلك يفضل الكثير من الكرد مغادرة كردستان سوريا إلى بلدان أخرى،ويأتي سوريون عرب للإقامة مكانهم لأن بعضاً من قوانين ال ب ي د التعسفية لا تشملهم، كالتجنيد الإجباري مثلا .
وفي الوقت نفسه يأتي شيوعيون ويساريون من أنحاء العالم ومن قوميات مختلفة الى كردستان سوريا لأنهم يقاتلون تحت راية واحدة وهي راية النجمة الحمراء رمز الشيوعية التي تجمعهم جميعهم، وفي ذات الوقت يرفض ال ب ي د إشراك البيشمركة القوميين الأكراد السوريين في القتال ليحرمهم من (الدفاع عن الشرف والوطن).



#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرديُّ الذي يُلدغ من جُحرٍ مرّتين
- الآن الآن وليس غداً
- الپاتيزمية PATISMS العَداء السَّافِرُ للكُرد (2)
- الپاتيزمية PATISM العَداء السَّافِرُ للكُرد (1)
- إِنَّ الحيَاةَ صَيرُورَةٌ وَفِكرٌ وَتَجدِيدُ
- لماذا يفضل الإسلامي واليساري الإقامة في بلاد الغرب الكافر ال ...
- وجود الأديان ضرورة، لكن يجب الانتباه الى:
- هذا ليس من الإسلام ! (1)
- هذا ليس من الدين
- حينها سأرحل عن هذه الأرض مطمئناً على مستقبل شعب....
- هل يمكن تجنّب وقوع الفأس في الرأس؟
- مقدمة الجزء الثالث من تأريض الإسلام
- عِندَما يَرَىَ الشَّيْطانُ رَجُلَ دِينٍ، يَكَادُ يمُوتُ ضَاح ...
- العقل الممنوع من التصرف
- رؤى سياسية مختصرة (تجاهل الحقائق يعمق تعقيد العلائق)
- مقالات في كلمات
- بشار عل عرش يزيد، لكن ما من جديد
- تأريض الإسلام (14)
- الكلاب فقط تتجول بحرية
- تأريض الإسلام (13)


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زاغروس آمدي - لماذا يهاجر شعب كردستان سوريا؟