أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حسين؟















المزيد.....

هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حسين؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ولماذا تم تغليب جريمة الدجيل على الجرائم الكبرى؟
أنتظر شعبنا العراقي طويلاً من أجل أن يرى جلاده صدام وزمرته المجرمة في قفص الاتهام ليجيبوا عن ما اقترفت أيديهم ونظامهم البشع من جرائم وحشية بحق الشعب والوطن خلال 35 عاماً من حكمهم البغيض ساموا خلالها الشعب سوء العذاب بما لا يمكن وصفه أو تحمله ، وها قد مضت سنتات ونصف على إسقاط ذلك النظام الفاشي كان خلالها يجري تأجيل المحاكمة التي انتظرها الشعب بفارغ الصبر حتى تم أخير تحديد يوم التاسع عشر من تشرين الأول 2005 لبدء محاكمة صدام وعدد من أركان حكمه الذين كان لهم الدور الكبير في كل الجرائم التي ارتكبها النظام الصدامي بحق أبناء الشعب.
لقد تم الإعلان عن محاكمة صدام وزمرته عن الجريمة البشعة بحق أهل مدينة الدجيل الذين تعرضوا لمجزرة وحشية ذهب ضحيتها أكثر من 140 من سكانها نساءاً ورجالاً وأطفالا وشيوخاً وجرى تهجير بقية السكان إلى الصحراء، وتدمير المدينة ومزارعها وبساتينها ورشها بالمواد الكيماوية كي لا ينبت فيها نباتاً لسنوات طويلة .
ورغم أن مأساة أهل الدجيل كانت بشعة ، لكن النظام الصدامي ارتكب من الجرائم الكبرى التي ذهب ضحيتها مئات الألوف من المواطنين بدءاً من إشعال الحرب العراقية الإيرانية التي دامت 8 سنوات ، مروراً بجريمة الأنفال وحلبجة في كردستان ، فجريمة غزو الكويت ، ومن ثم معركة أم المهالك مع الولايات المتحدة و30 دولة لطرد قواته من الكويت ، ومن ثم قمع الانتفاضة الشعبية عام 1991 بتلك الوحشية التي لم يسبق لها مثيلاً من قبل ، وأخير لعبة القط والفار التي لعبها مع الولايات المتحدة حول أسلحة الدمار الشامل مما أدى ذلك في نهاية المطاف إلى حرب الخليج الثالثة التي انتهت بإسقاط النظام .
كان الشعب العراقي ينتظر محاكمة صدام وزمرته على الجرائم الكبرى التي جاوز عدد ضحاياها المليون مواطن وتشريد ما يقارب الأربعة ملايين آخرين التجأوا إلى مختلف البلدان الأوربية والأمريكية وغيرها من البلدان الأخرى هرباً من بطش النظام ، ومن سوء الأحوال المعيشية والاجتماعية .
ومن حق الشعب العراقي أن يتساءل :
* لماذا لم تجرِ محاكمة صدام وزمرته الشريرة على هذه الجرائم الكبرى أولاً؟
* هل الولايات المتحدة لا تريد فتح تلك الملفات الكبرى لأسباب تتعلق بعلاقتها في إشعال الحرب العراقية الإيرانية حيث حارب صدام إيران نيابة عنها 8 سنوات ؟
* هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة صدام عن كل تلك الجرائم ؟
* لماذا جرت المماطلة في بدء المحاكمة ؟ ولماذا تم تأجيلها حوالي 40 يوماً ؟
* ألم يكن بالإمكان اطلاع محامي صدام وزمرته على أوراق التحقيق الخاصة بجريمة الدجيل كي لا يتم تأخير المحاكمة ؟
أسئلة كثيرة تتطلب إلقاء الضوء عليها ، ومن حق الشعب أن يكون على بينة مما يجري وراء الكواليس .
لكن الذي يدركه شعبنا العراقي أن صدام يملك كماً هائلاً من الأسرار المتعلقة بانقلاب 8 شباط الفاشي عام1963 ، وانقلاب 17 تموز و30 تموز 1968 ،واغتصابهم السلطة منذ ذلك العام وحتى يوم 9 نيسان 2003 ، يوم سقوط حكمهم البغيض على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية ، وعن حربه العبثية والدموية ضد الجارة إيران ،تلك الحرب التي دامت ثمانية أعوام دون أي مبرر، ودفع شعبنا ثمناً غالياً من دماء أبنائه جاوزت نصف مليون شاب ناهيك عن مئات الألوف من المعوقين والثكلى والأرامل والأيتام ،والانهيار الاقتصادي وتدمير البنية الاجتماعية للعراق ،وحملة الأنفال ضد شعبنا الكردي ، وجريمة حلبجة الشهيدة ،وجريمة طرد الأخوة الأكراد الفيليين وقتل ابنائهم الذين حجزهم النظام ، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم ،واحتلال الكويت وتخريبها ونهب ممتلكات الدولة والشعب الكويتي ،ورفضه الانسحاب من الكويت ،والتسبب في حرب الخليج الثانية وما سببته من مآسي وويلات لشعبنا لا حدود لها ،وتسببه في الحصار الذي تم فرضه على العراق ،وما سببه من جوع وفقر ومرض وآلام ،وانهيار خطير في بنية المجتمع ناهيك عن الانهيار الاقتصادي والثقافي والصحي وسائر مجالات الحياة الأخرى ،وأخيراً رفضه الخروج من العراق وإنقاذ شعبنا من الحرب الأخيرة ، واحتلال العراق ، وتدمير البلاد وتخريب ممتلكاته وسرقة ثرواته .
أن شعبنا يطالب بمحاكمة عاجلة لجلاد شعبنا صدام عن كل تلك الجرائم الكبرى التي ارتكبها بحق الشعب والوطن طيلة 35 عاماً من حكمه البغيض ،تلك الجرائم التي يقف الإنسان أمام هولها عاجزاً عن إحصائها أو تصورها ، وما المقابر الجماعية إلا شاهداً حياً على وحشية وسادية أولئك المجرمين وتلك الجرائم المرتكبة ضد النساء والأطفال والرجال والصبيان دون وازع من ضمير أو أخلاق .
أن شعبنا يود أن يرى صدام حسين وزمرته المجرمة في قفص الاتهام بأسرع ما يمكن ليجيبوا ويتحدثوا عن ما اقترفت أياديهم الآثمة من جرائم بشعة ، وليطلع العالم أجمع على هول تلك الجرائم ، ولكي نعري هذه العصابة الخطيرة أمام شعوبنا العربية المخدوعة بهذا الجلاد ونظامه الفاشي البغيض ، ولكي يدفع هو وزمرته ثمناً لبعضٍ من تلك الجرائم التي لا تعد ولا تحصى ، فمهما كان العقاب الذي ينتظر صدام وزمرته ، فلا يمكن أن يغطي إلا جزءاً يسيراً من تلك الجرائم .
كما أن على صدام وعصابته أن تعيد الثروات المنهوبة للشعب طيلة سنوات حكمه ، والتي يقدر حجمها بثمانين مليار دولار حسبما أفاد وزير خارجية انقلابيي 8 شباط طالب شبيب للكاتب والباحث الدكتور علي كريم .
إن كل الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في العراق من قبل أيتام صدام وحثالات السلفية المغسولة أدمغتهم لكي يدخلوا الجنة التي وُعدوا بها يجري تمويلها من تلك الأموال التي نهبها صدام ، ويجري استثمارها على أيدي أعوانه خارج العراق وفي البنوك الأجنبية ، وهذه الأموال هي ملك الشعب وينبغي أن تعود إليه .
لقد وقف صدام وزمرته في قفص الاتهام محاولاً إظهار نفسه كبطل وهو الذي تم العثور عليه متخفيا في تلك الحفرة مع الجرذان ، واستسلم للجنود الأمريكيين وهو يصيح رعباً لا تطلقوا النار أنا صدام ، ولم يحاول الانتحار ولا المقاومة على الرغم من وجود السلاح لديه .
لقد كانت المحكمة ديمقراطية إلى ابعد الحدود مع هذا الجلاد ، وفسحت له المجال لكي ينفش نفسه كما يفعل الديك الرومي وهو يدرك أن رقبته قاب قوسين أو أدنى من حبل المشنقة غير مأسوف عليه ، وهذا هو أقل ما يستحقه من عقاب .
إن الديمقراطية لا يستحقها من قمع الديمقراطية في البلاد طيلة سنوات حكمه البشع وأرسل الديمقراطيين إلى المقابر الجماعية بعد أن نالوا شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي على أيدي أجهزته القمعية وأجهزة مخابراته وحتى منه ومن أبنائه شخصياً .
ينبغي عدم فسح المجال لهذا المجرم أن يستهتر بالمحكمة ويصور نفسه وكأنه ما يزال رئيساً للبلاد، وسيداً متجبراً على الشعب كما جرى ، وأن لا ينادى بالسيد صدام فما هو الآن سوى شخص منبوذ من الشعب ولا قيمة له ، ومتهم بجرائم بحق الإنسانية لا تعد ولا تحصى ..







#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي وعمرو موسى والجامعة العربية
- مستقبل الديمقراطية والإصلاح في العالم العربي
- حكام سوريا والحسابات الخاطئة
- الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف
- ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟
- الأكثرية السنية الوطنية مغيبة ، وصالح المطلك لا يمثل سوى حزب ...
- بمناسبة طرح موضوع اصلاح منظمة الأمم المتحدة ، هذاهو الطريق ل ...
- حقوق المرأة العراقية والدستور
- الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما
- ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القا ...
- فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة
- خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق
- حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حسين؟