رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رجم الشيطان وإضاب الرجيم .. هل هو طقس وثني أم ديني بحت .؟
دون الإيغال بعيداً في البحث الفقهي والديني في أصل شعيرة رجم الشيطان الرجيم يرى كثيرون أن هذه الشعيرة تعود إلى ماقبل الاسلام وبالتحديد ترجع في أصلها إلى شخصية أبو رغال وهي شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبو رغال. وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج. وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل 571 ميلادية وحتى ظهور الإسلام.
و الجمرات هي ثلاث جَمَرات يُرمين بالجِمَار، الجمرة الأولى والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى، وتسمى جمرة العقبة، وهي في آخر منًى مما يلي مكة.
ولكن حتى ولو أن قبر أبو رغال هو الذي يرجمه اليوم المسلمون ويسمونه رمي الجمرات ويؤدونه كل عام اعتقاداً منهم أنهم يتقربون به الى الله .
إلا أن رمي الجمرات محاط دائما بالحوادث ، أخرها ماحدث هذا العام حيث مات أكثر من 700 حاج دهساً بالأقدام نتيجة التدافع الذي قام به بعض الحجيج ، وهو أمر لا يمكن تجنبه، وذلك لأن الحاج يتبارى في الوصول إلى أقرب مكان لكي يتمكن من تصويب الجمرة بنجاح .ولكن الذي يحدث يكون أنه هو الضحية أي من يتعرض للرمي عن طريق من يبعد عنه في المسافة !! المحصلة حوادث لا طائل لها عند هذه المنطقة بالذات ..
ومن ظريف القصص عن بعض العقلاء المسلمين يُحكى أن رجلاً طاعناً في السن رفض ان يتولى مع الحجاج رجم الشيطان. وعندما سأله أولاده بإلحاح لماذا ايها الوالد الطيب.. أجاب: انا عمري 90 سنة الآن، وعلى امتداد سنوات عمري لم أشعر أنه اقترب مني الشيطان أو آذاني ، كما ولم ارتكب أنا اية حماقة وسوس بها إلي الشيطان. ولهذا في المقابل، أنا لا اريد في نهاية عمري أن ارجمه وأجرّ عليَّ سخطه أو شكله.. حتى لا يطاردني بوساوسه فتسقط الهدنة بيني وبينه ..مادام عقلي معي أنا لن أرجم الرجيم ..

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات