أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - لايوجد غير الأدعاء














المزيد.....

لايوجد غير الأدعاء


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك أن السيد ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء يرغب ان يقف العراق على رجليه . وأن تتحسن اوضاعه الامنيه , والاقتصاديه , والصحيه – خاصه وانه طبيب - ورغبته ان يقترن هذا النجاح بشخصه . بأعتباره أول رئيس وزراء عراقي منتخب . ولا احد يشك بذكائه , ووطنيته , ولباقته في الكلام . وكلنا نذكر السباق المارثوني الذي دخله للحصول على المنصب . لقد قطع الوعود الكثيره لمكونات قائمته "الائتلاف" الشيعيه , من احزاب وشخصيات متنوعه . جهد القائمون عليها ان يكون ديكورها من كل مكونات الشعب العراقي . لتوحي بشمولية التعبير عن مصالح كل الفئات العراقيه . أضافه للوعود التي قطعها للقائمه الكرديه المؤتلفه معه في تشكيل الحكومه . الا ان القائمه الكرديه علمانيه ,
لذا قرنت الاتفاق بوثيقة عمل موقعه من قبل الطرفين , ولم تكتفي بالقسم والذهاب الى مراقد الائمه لتثبيت الاتفاق . كما كان يفعلها احمد حسن البكر وصدام عندما ذهبا الى مرقد العباس وأقسما على عدم خيانة احدهما للأخر . لذا تمكنت القائمه الكرديه ان تحاسب السيد رئيس الوزراء , وتوقفه عند حده عندما اخل بشروط الاتفاق . وأخذ يتصرف بفرديه , وتسابق مع رئيس الجمهوريه لمن يحظي بأبهة تمثيل العراق في الخارج . بعكس بعض الاطراف الحليفه عن طريق القسم ومراقد الائمه التي لم تستطع ان تحرك ساكناً عندما حرمها مما وعدت به . عدى الاطراف القويه والقائده في القائمه .
ويبدو ان السيد الجعفري لايتألم لهذا الفشل الكبير الذي يرافق عمل الحكومه , وأنعكاساته المأساويه التي عمقت في حرمانها الكثير من المستلزمات الضروريه لمعيشة البشر عن ايام النظام المقبور . لأنه مشغول بأمور أكثر جوهريه . ان اهتمامه المتواصل بملئ أفق أبهة السلطه جعله يضحي بالكثير من رغباته الدفينه لمساعدة هذا الشعب المنكوب . وفي التراث الشيعي الكثير من اللوعات المتبادله بين موقفين . ويروى أن فاطمه بنت الحسين قالت : دخل علينا العامه الفسطاط – بعد مقتل ابيها – وأنا جاريه صغيره وفي رجلي خلخالان من الذهب . فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي وهو يبكي .
فقلت : ما يبكيك يا عدو الله ؟
قال : كيف لا أبكي وأنا أسلب أبنة رسول الله !
فقلت : فلا تسلبني .
فقال : أخاف أن يجئ غيري فيأخذه .
ولا اعتقد ان خلخالين أبنة رسول الله أهم من رئاسة وزراء هذا الشعب المنكوب .
ويبدو ان الفشل الذي رافق حكومة الجعفري من اول يوم تشكيلها ولحد الان في اهم الملفات وأكثرها سخونه الامن , الفساد , المليشيات ...ألخ . سيدفع هذه الحكومه للاستحواذ , او أدعاء نجاحات غيرها . مثل أنجاز كتابة الدستور , وأجراء الاستفتاء عليه . وهو الانجاز الذي يسجل للجمعيه الوطنيه التي انتخبت لاجله . وكذلك البدء بمحاكمة صدام .
فهو انجاز للحكومه الامريكيه التي اطاحة بصدام ونظامه . وجاءت المحكمه متمشيه مع رغبة الاداره الامريكيه في تحديد أولويات الدعاوى على الجرائم التي اقترفها . فقد صرح ليث كبه الناطق الرسمي لرئيس الوزراء و – المدلل أمريكياً, والنجم الساطع في الانتخابات القادمه – بأن الدعوه الاولى هي قضية الدجيل . ومن المحتمل أن يصدر بحقه حكم الاعدام وينفذ بعد ثلاثين يوماً . بعدها تسقط باقي الدعاوى عليه , وتستمر محاكمة اعوانه .
قضية الدجيل تكاد تكون الوحيده بين القضايا الكبرى التي ليست لها ذيول او امتدادات سياسيه . فهي قضيه جنائيه بحته كما اكد الكثير من الكتاب . أرتكبت فيها جرائم القتل والاعتقال والنفي وسلب الاموال وتجريف الارض بدون اي اسباب سياسيه . والاعدام عقوبتها لامحاله . أما جرائم كبرى اخرى مثل الانفال , القمع الدموي لانتفاضة 1991 , حلبجه , اجتياح الكويت , الحرب العراقيه الايرانيه . كلها ستكون لها امتدادات سياسيه , والبدء بها سيكشف الكثير من الفضائح الدوليه والاقليميه نتيجة التعاون مع صدام في بناء ترسانته العسكريه , ودعمه في الكثير من جرائمه . وستحرج الكبار امريكا , فرنسا , بريطانيا , المانيا , روسيا قبل ان تحرج اللاعبين الاقليميين الصغار . وتقديم قضية الدجيل هي للتنصل من السياسات الدمويه التي رافقت السياسه الامريكيه قبل غيرها بحق العراق والعراقيين .
والذي يريد ان ينجح في العراق من الساسه العراقيين عليه ان يكون لاعباً اصلياً , ويمتلك المهارات التي تكفل له اللعب وسط جمهوره الذي سيطالب به . لاان يستجدي عطف المدرب سواء كان امريكياً او ايرانياً ويدخله ليلعب عشر دقائق او اكثر . او يكون كرة يتقاذفها الجميع .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - لايوجد غير الأدعاء