عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 16:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مثل هذا اليوم من كل عام هجري تقوم الحكومة بكسوة حجر الكعبة بكسوة جديدة من الحرير الخالص ومطرزة بالذهب ،
ووفق التصاريح الرسمية لأولي التخصص فإن كسوة العام هذا والتي كسيت بها الكعبة اليوم كلفت من المال أكثر من 22 مليون ريال ،
أي ما يقارب ستة ملايين دولار أمريكي ،
وهذا المبلغ لكافة لشراء كساء وكسوة العيد لجميع فقراء دول مثل بنجلاديش وبورما وأفغانستان ،
أو بعض الدول الأفريقية الفقيرة في القارة السمراء ،
فهل عقلا وشرعا وإنسانيا وأخلاقيا أولى أن نكسو ونستر ملايين الفقراء ؟!
أم نستر ونكسو حجرا لا يضر ولا ينفع ؟! ،
ومصنع الكسوة الخاصة بالكعبة في مكة المكرمة له ميزانية بمئات ملايين الريالات سنويا كما هو حال مطبعة القرآن الكريم ،
ومن عقود والمصنع والمطبعة ترصد لهما مئات الملايين سنويا !
فلماذا الإصرار على حياكة كسوة ومن الحرير الخالص والذهب المصفى كل عام ؟!
لماذا نطبع ملايين النسخ من القرآن الكريم ؟!
حتى أننا لم نترك شبرا على وجه البسيطة إلا وتركنا نسخة منه ؟!
ما الفائدة ؟!
ولماذا نصر على إعادة طبع نسخ القرآن الكريم كل عام بكميات أكثر من العام الذي سبقه ؟!
هل هو من باب الدعاية ؟!
أم الفخر ؟!
أم لمنافع شخصية مالية بحتة للبعض ؟! ،
لكن ما يعنيني الآن كسوة الكعبة !
هل فهم البعض أن تعظيم شعائر الله في الحج يعني تقديسها وإظهارها بمظهر البذخ في الشكل والهيئة !!
هل هذا فهمهم ؟
أن تعظيمها من تقوى القلوب ؟!
الكعبة حجر لا يضر ولا ينفع وليست بذاتها شعائر لتعظم تبعا للأمر القرآني الكريم !
فالتعظيم الحقيقي يكمن بقوله تعالى : وأطعموا البائس الفقير ، ولم يحدد معتقد أو جنس أو لون هذا البائس الفقير !
شعائر الله في الحج هي العبادات وليست الأحجار !
لكن ماذا نفعل مع عقول تجمع بين المتناقضين معا ؟!! ،
الفاتيكان لم يترك مكانا يسكنه فقراء بحاجة لكساء وكسوة إلا وأرسل إليه أطنان الأقمشة ! وطبق الأمر بإطعام البائس الفقير !
بل والخدمات الصحية والعلاج والأدوية وقدمها مجانا أيضا ودون أعلام وصخب ودعاية !!
الفاتيكان يعظم قيمة الإنسان وحياة الإنسان وعلاجه وغذاءه وكسوته !
ونحن نعظم ونكسو حجر !!! .
صدق أول لا تصدق !
هذا العام في موسم الحج المخيمات الضخمة تقدم خدمة المساج للحاج على ذمة وعهدة صحيفة سبق الإلكترونية والخبر نشر قبل ساعات !! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟