|
تراكمية الفكر السياسي الديني العراقي.
احمد خليل ارتيمتي
باحث
(Ahmed Kh. Artimeti)
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 11:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كما هو معلوم ان الاشهر الاكثر سخونة في العراق هما ( تموز وأب) والتاريخ السياسي العراقي حافل بالأحداث الجذرية على المستوى الداخلي والدولي في الشهرين المذكورين، ففي (أب عام 2015) رددت جملة من قِبل نخبة من الشباب والطبقة الكادحة والفقيرة من المجتمع، جملة ذات أبعاد فكرية وفلسفية واجتماعية كبيرة وواسعة، وهي (باسم الدين باكونة الحرامية) فهي تضم في طياتها الكثير من المعاناة والمأساة النابعة من الحياة التراجيدية التي يعيشها مجتمع مطل على مفاهيم الجديدة واطر الفلسفية السياسية واجتماعية حديثة لا في العراق حصراً أنما في منطقة شرق الاوسط كذلك، فقد دخل الفرد العراقي في ساحة من الصرعات التنفيذية للأنظمة الحزبية السياسية على المستوى الاثني والعرقي، فقد اخرجت كل الاحزاب التي كانت في السابق تمارس أعمالها بشكلٌ نظري الى الواقع العملي، وهذا ما كان يعتبر الحلم النرجسي لأغلب طوائف الشعب الذي ذاق اسوء ايامه خلال حكم النظام البائد وكما يقول المثل العراقي (ألي يشوف الموت يرضى بالحمى) أي تبارك بقدوم الاحزاب التي كانت تمثل دور المظلومية والاحقية في خدمة الشعب، لكن تنفيذ وترسيخ الافكار والمبادئ التي كانوا يحلمون بها لم تكتمل، فأن الادارة الامريكية قد وضعت أسس واهية ومرتكزات هشة لنظاماً جديد، وكان أولى مساوئه هو خروج شبح الزمر الاحزاب والكتلة الثيوقراطية، الذين أتخذوا من الديماغوجية والخطب اللاهوتية حصناً لا يستطيع احد اعتراضه أو الوقوف ضد، فقد كان ذات الشخص العراقي يتأمل بولاءاته الاثنية والعرقية سوف يصل الى الدولة الفاضلة التي يدعون بها الشخصيات السياسية وبمجرد أنه أقدمه على الدفاع عن أحد تلك الاحزاب التي يمثلها بالمذهب والعرق سوف يكون في جبهة الصراط المستقيم وانه سوف يكون قد ضمن مستقبله من خلال التصادم والتشاجر والسجل والقتال والخ، ألا أن دراسة الظواهر لا تنطبق بغضون بضع سنوات قليلة ولا من خلال بعض المواقف البسيطة، فبعد مرور أكثر من 12 عاماً أتضح الشعب أنه يعيش في أفيون يخرج من أفخر مطابخ الساسة الذين ملكوا مالم يعقلهُ أدمغتهم في السابق، فقد ظهر القليل من ستائر الكواليس وظهر أنه من الغريب أنه يعيش في بيت قد يمتلك الكهرباء لمدة 10 ساعات وهو مرتاح، وأنه سعيد بوجود المياه لساعات في اليوم وانه لم يكن فريسه لملك الموت حتى تلك اللحظة، أما الجانب الاخر الذي يدعي أنه يمثله في الجانب الاخر من دجلة (المنطقة الخضراء) يعيشون في حياة تكون أكثر من مترفه ومملة لساكنيها لانهم يقضون أغلب ايامهم في التجول حول العالم، وأدركوا أن كل من أراد تطوير نفسه مالياً واجتماعياً حتى وان لم يمتلك بشهادة أو مهتم بشؤون الشعب يستطيع ركوب الموج على أكتاف البسطاء ويصبح كغيره من بائعي الخطب المرعبة والتنبؤات المكنونة والتحذيرات الوقاية للحفاظ على نقاء الروح للتصويت للمذهب والعرق، وفي ظل تردي مستويات المعيشة من الجوانب الامنية الهشة والاقتصاد الضعيف والشعور بالتوجه نحو الانتحار المجتمعي، تعالت أصوات (باسم الدين سرقونا الحرامية) تحققت معوذة كارل ماركس (الدين افيون الشعوب) ليسبقها الوعي والعفوية للخروج والمطالبة بتحسين الواقع المعاشي المتردي، وخرجت تلك الاصوات اللؤمة التي انتخبت الساسة اليوم مطالبين بإجراء خطوات فعلية و واقعية بعيداً عن الخلفيات الايديولوجية التي تحكم البلاد ومتناسياً مخاطر الهجمة البربرية لداعش واخواتها، فظهرت مواقف التيارات الحزبية فمنها من كان مناهضاً ضمنياً، ومؤيده علنياً، اضافة الى استمرار ظهور المتسلقين للموج، أما الفرد العراقي فوقع بين الحانة والمانة بين أن يكون ضمن المؤيدين لتجربة الاحزاب الدينية، وبين كمائن والمصائد التي تستخدمها الجهات المستهدفة في المظاهرات، وبين الاحساس بأن الوقوف أمام عنفوانيه الحكومة هي عقوبة أو حرمان طوعي، فالإحساس بأن الجزء البسيط الذي يمتلك من مقومات الحياة قد تكون عرضه للاستحواذ من لدى الحكومة وازلام النظام، إضافة الى الاحساس بالعقم الجماهيري إزاء تغيير الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الاحزاب العلمانية بشقيها اليبرالي والاشتراكي فقد اتخذوا المسارات الفرعية في نهجهم فهم لم يكونوا البديل المناسب لبقية الاحزاب اللاهوتية بل خرجوا عن السرب متخذين البديل المحلي الا وهو الجانب القومجي، كل هذا المؤثرات هي التي تؤثر بشكل مباشر في ذهن المواطن العراقي الذي ينتظر المنقذ الحديدي الذي يرفعه من هذه السيناريوهات التراجيدية ليأخذ بيده نحو التمتع بمفهوم المواطنة.
#احمد_خليل_ارتيمتي (هاشتاغ)
Ahmed_Kh._Artimeti#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقات الثقافية بين دول الاتحاد الاوروبي والعراق. (بعد عام
...
-
آسس الفلسفة الماركسية
-
توماس هوبز
-
الاوضاع المتردية وتأثيرها على المناطق الكوردية
-
نظرة تأريخية حول أزمة المياه في حوض النيل
-
غورباتشوف ومشروع (بيروسترويكا)
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|